يقول سیدنا المسیح الموعود علیه السلام:قال تعالى:
(إِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) .
فلما كان عدد الأيام سبعةً فقد حُدِّد في هذه الآية عمر الدنيا بسبعة آلاف سنة، وذلك بدءا من زمن آدم الذي نحن أولاده. يتبين من كلام الله عز وجل أن الدنيا كانت موجودة قبل ذلك أيضا، ولكن لا نستطيع القول من كان هؤلاء الناس ومن أي نوع كانوا. يبدو أن دائرة الدنيا تنتهي على سبعة آلاف سنة، لذا فقد حُدِّدت سبعة أيام في الدنيا دلالةً على هذا الأمر، فكلُّ يوم يمثل ألف عام. لا ندري كم دورةً مضت على الدنيا وكم من الأوادم ظهروا في أزمنتهم. ولما كان الله تعالى هو الخالق منذ القِدم؛ فنقبل ونؤمن بأن الدنيا قديمة من حيث نوعيتها، ولكنها ليست قديمة من حيث هويتها.
من المؤسف حقا أن يعتقد المسيحيون بأنه لم يمض على خلْقِ اللهِ الدنيا وخلْقه السماوات والأرض إلا ستة آلاف سنة، وبأن الله عز وجل كان دون أيّ عمل قبل ذلك؛ أي كان عاطلا منذ الأزل. ولكن لا يسع عاقلا أن يقبل هذا الاعتقاد.
أما اعتقادنا الذي علَّمنا إياه القرآن الكريم فهو أن الله تعالى خالقٌ منذ الأزل، وقادر على أن يهلك السماء والأرض ملايين المرات ويخلقها مرة أخرى كما كانت. ولقد أخبرَنا أيضا أن سلسلة البشر الحالية بدأت بمجيء آدم إلى الدنيا؛ الذي جاء بعد أمم سابقة وكان والدنا جميعا. وإن الدورة الكاملة لعمر السلسلة الحالية هي سبعة آلاف سنة. وإن السبعة الآلاف سنة هذه عند الله كسبعة أيام عند الناس.
اعلموا أن سنّة الله حددت أن تكون دورة كل أمة سبعة آلاف سنة. وللإشارة إلى هذه الدورات حدِّدت سبعة أيام للناس.
(محاضرة لاهور، الخزائن الروحانية ج 20 ص 184-185)