لقد ورد في جريدة “بدر” بتاريخ 5/3/1908، تحت “مذكرة سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام”:

أن نَوَابًا في ولاية سأل أحمديًّا: هل ادّعى المرزا المحترم الرسالة؟ فقال الأحمدي في الجواب أنه ؏ يقول في بيت شعره ما تعريبه: “لست رسولًا ولم آتِ بكتاب بل أنا مُلهَم وجئت من الله منذرًا”. فذكر ذلك الأخ هذا السؤال والجواب للمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام فقال: كان يجب عليك أن تشرح أنني أنكرت كوني رسولًا يأتي بكتاب. اعلموا أنه لا يجوز الخوف من بيان الأمور السماوية ولا يليق بأهل الحق أيُّ نوع من الخوف. انظروا إلى سلوك الصحابة الكرام فقد حضروا بلاط الملوك وبيّنوا عقيدتهم بصراحة ولم يتردّدوا في قول الحق أدنى تردُّد، لذلك صاروا مصداق قول الله: (لا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ). لقد ادّعيتُ أنني نبي ورسول. الحق أنه نزاع لفظي فقط، فمن يُكلِّمه الله تعالى ويخاطبه أكثر من غيره كمًّا وكيفًا وتكثر في كلامه النبوءات يُسمّى نبيًّا، وهذا التعريف ينطبق عليَّ، فأنا نبي غير أن هذه النبوة ليست تشريعية حتى تنسخ كتاب الله، وتأتي بكتاب جديد، فأنا أعُدّ مثل هذا الادّعاء كفرًا.

لقد كان في بني إسرائيل أنبياء كثيرون لم ينـزل عليهم كتابٌ، بل كانوا يُدلون من الله بنبوءات فقط تُظهر شوكة الدين الموسوي وصدقه، فسُمُّوا أنبياء. والحال نفسه ينطبق عليّ، فإن لم أُسمَّ نبيًّا فأي كلمة تميّزني عن الملهَمين الآخرين، فالآخرون أيضًا يتلقَّون رؤى صادقة أحيانًا. بل تجري أحيانا على لسانهم كلمة صادقة لتتم عليهم الحجة فلا يقولوا إنهم لم يُعطَوا تلك الحواس فلا يقدرون على فهم ما يدّعيه هذا الشخص.

كان عليك أن توضّح له أيّ نوع من النبوة ادّعيتها. إن مذهبي هو أن الدين الذي لا توجد فيه سلسلة النبوة هو ميت. السبب وراء وصفنا دين اليهود والنصارى والهندوس ميتًا هو أنه لا يأتي فيه نبي الآن. لو كانت حال الإسلام أيضًا على هذا المنوال لكنا نحن أيضًا قصّاصين فقط. لماذا نعُدّ الإسلام أفضل من الأديان الأخرى؟ لا بد أن يكون هناك ما يميزه عن غيره. إن مجرد الأحلام الصادقة لا يكفي لأن المنتمين إلى فئات اجتماعية منحطة أيضًا يرون أحيانًا أحلامًا صادقة، بل لا بد من المكالمة والمخاطبة الإلهية المحتوية على النبوءات وأن تتّسم بالكثرة كيفًا وكمًّا. لا يمكن أن يُعدّ أحد شاعرًا بنظمه شطرًا واحدًا. كذلك إذا ادّعى أحد الرسالة بناء على حُلمين أو إلهامينِ فهو كاذب. أما أنا فينـزل عليَّ الوحي منذ عدة أعوام وقد شهدت آيات الله الكثيرة على صدقه لذا أنا نبي. يجب ألا يكون هناك أيّ إخفاء في تبليغ الحق.

(جريدة بدر، رقم9، مجلد7، ص2، بتاريخ 5/3/1908م)

About مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

View all posts by مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام