المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية ..305

مجمع اللغة المصري يؤيد توجيهنا في (أل الزائدة للمح الأصل)

الاعتراض:

يدّعي المعارضون خطأ المسيح الموعود عليه السلام في العديد من المواضع من استعماله لـ (أل) التعريف، حيث يضعها في المواضع التي يجب أن تُحذف فيها ويحذفها في المواضع التي يجب أن تظهر فيها. وسبب كل ذلك عند المعارضين هو العجمة وتأثيرها على كلام المسيح الموعود عليه السلام، وأنه يترجم حرفيا من اللغة الأردية. وقد أورد المعارضون الكثير من الأمثلة منها:

1: وإنه ما جاء من القريش كما أن عيسى ما جاء من بني إسرائيل. (الخطبة الإلهامية)

2: وأنا من الفارس كما أنبأني ربي (سر الخلافة)

فالصحيح عند المعارضين وجوب تنكير هذه الكلمات(قريش) و (فارس) لأنها أعلام معرفة بذاتها ولا حاجة لاتصالها بـ (أل) التعريف.

3: وقد اجتمع على المسيلِمة الكذاب زهاء مائة ألف من الأعراب. (سر الخلافة).

الرد:

رددنا على هذا الموضوع في بعض المقالات التفصيلية (ينظر: مظاهر الإعجاز 168 و  173)؛ وزبدة ما ذهبنا إليه في تلك المقالات أن (ال) الواردة في هذه الكلمات، هي (أل) التي للمح الأصل، وعلى النقيض من أقوال النحاة المختلفة فيها، قلنا أن استعمال هذه الـ (أل) هو قياسي، وفق ما ذهب إليه عباس حسن في النحو الوافي.

ولنا هنا أن ندعم ما ذهبنا إليه في هذا التوجيه وقياسيته، بالقول أن مجمع اللغة المصري قد بتّ في استعمال هذه الــــ (أل) وأقر قرارا واضحا في قياسيتها، نصه ما يلي:

“دخول أل الزائدة للمح الأصل -قياسي- لكن النحاة رأوا، ان دخول أل للمح الأصل – بمعنى ان الأصل كان نكرة، لذا فهو صالح لدخول (ال) عليه- لكنه سماعي-. تدارست اللجنة ذلك وجاءت بأمثلة كثيرة تجعل من دخول أل للمح الأصل قياسيا وليس سماعيا. وانتهت إلى القرار التالي: ترى اللجنة: أن دخول أل الزائدة للمح الأصل قياسي. ” ( في أصول اللغة، ج4، ص 772). وقد دعم المجمع قراره هذا ببحث للأستاذ الدكتور عبد الرحمن السيد عضو المجمع. ومن هنا يثبت صحة ما ذهبنا إليه في توجيهنا للفقرات المذكورة أعلاه وأمثالهان وانها كلها صحيحة لا خطأ فيها.