المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية …321

مجمع اللغة المصري يوافقنا الرأي في حذف نون الرفع من الأفعال الخمسة

في توجيهنا لبعض فقرات المسيح الموعود عليه السلام، التي جاءت فيها الأفعال الخمسة محذوفة النون في حالة الرفع، كمثل الفَقْرة التالية:

_ ويُحبّون أن يُحمَدوا بما لا يعملوا (مكتوب أحمد)

قلنا في توجيهها أنها على لغة للعرب تعمد على حذف النون في حالة الرفع للتخفيف، وهي من فصيح اللغة العربية، وواردة في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين.وعليه لا خطأ في استعمالها.

ومما يؤكد صحة ما ذهبنا إليه أن مجمع اللغة العربية المصري، قد بتّ في مثل هذه اللغة وأجازها وأقر في حقها القرار التالي:

“حذف نون الرفع في الأفعال الخمسة جاء على ضربين، واجب وجائز. تدارست اللجنة الموضوع وانتهت إلى القرار التالي: حذف هذه النون فيه توسعة وتيسير على المتكلمين مع الاعتداد بأن الأفصح ثبوتها عند تجرد الفعل من الناصب والجازم ونون التوكيد.”( في أصول اللغة، ج4، ص 552)

وقد جاء هذا القرار بناء على بحث قدمه عضو المجمع الدكتور أمين السيد، عرض فيه ما عرضناه -في المقال السابق الذكر في هذا الشأن-، من شواهد على هذه اللغة من القرآن الكريم و الحديث الشريف والشعر وزاد عليها.

فمن القرآن الكريم  ذكر الباحث قراءة الآية (أفغير الله تأمروني) حيث قُرئت بنون واحدة مخففة في إحدى القراءات، ونوّه إلى أن مذهب سيبويه أن المحذوف فيها نون الرفع، ورجح هذا الرأي ابن مالك لأنها قد تخفف بلا سبب، ولم يُعهد ذلك في نون الوقاية، وحذف ما عُهد حذفه أولى.

وكذا قراءة الآية: (ساحران تظّاهرا) بتشديد الظاء، لأن أصلها: تتظاهران، قُلبت التاء الثانية ظاء وأُدغمت في الظاء وحُذفت نون الرفع.

ومن الشعر ذكر الباحث الشاهد التالي:

قول أبي طالب:

فإن يك قوم سرهم ما صنعتم     سيحتلبوها لاقحا غير باهل

ثم استطرد الباحث فقال: وقد ذكر ابن مالك في شواهد التوضيح : ومن حذف النون لمجرد التخفيف ما رواه البغوي… . وقول ابن مالك ” لمجرد التخفيف” يشير إلى جواز حذف هذه النون، دون الأسباب المتقدمة.  (في أصول اللغة ، ج4، ص606-608)

وكل هذا يؤكد صحة التوجيه الذي ذهبنا إليه، وصحة العبارات ذات الصلة من كلام المسيح الموعود عليه السلام.