كثيرا ما نسمع مغالطة يثيرها خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية ملخصها أن الجماعة الإسلامية الأحمدية أو القاديانية كما يطلقون عليها هي مؤامرة صهيونية أو غربية لتدمير المسلمين والأمة العربية، وهذا الاتهام مع كثرة رواجه بسبب ما يبثه الخصوم من دعايات ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية، ومن جانب آخر منعهم الجماعة في العالم العربي من حق الوجود عبر التكفير والإقصاء والتشويه والتخوين ألا إن هذا الاتهام لا يجد المتلقي له أي أساس أي لا يوجد ما يدعمه من أدلة تسنده وتثبته، وعادة ما يقوم الخصوم مقابل انعدام الدليل بتعمية الأمر عن طريق وضع اعتراضات لا صلة لها بالموضوع كقول القاديانية بنبي بعد سيدنا مُحَمَّد ﷺ وغيرها من تلفيقات تخرج القضية من سياقها فيُبنى عند المتلقي اعتقاد أنها بالفعل عدوة الإسلام والمسلمين ووليدة الصهيونية والموساد والغرب وكل ما يمكن التوصل إليه من أعداء عند العرب والمسلمين. وبسبب ثمة من العوامل الرئيسية لتشويه الجماعة الإسلامية الأحمدية وخاصة بالقول أنها وليدة الصهيونية الخ، فقد اقتطفنا مقتبسات من الصحف العربية اليوم لمعرفة رأيها بموقف الجماعة الإسلامية الأحمدية على الأقل من قضية فلسطين مقابل موقف خصومها الذين يتهمونها بالعمالة وذلك لكي تتضح الصورة للقاريء الكريم.
ذكرت الموسوعة الفلسطينية موقف باكستان من القضية الفلسطينية لكنها لم تجد أشرف من موقف أحد صحابة المسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام وهو السير محمد ظفر الله خان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عندما كان وزير خارجية باكستان بوقوفه البطولي ضد قرار تقسيم فلسطين الذي لم يسانده العرب وقتها للأسف بل صدرت بحقه فتوى تكفير وتركوه وحيداً يدافع عن فلسطين بضراوة، فكتبت الموسوعة الفلسطينية ما يلي:
“منذ بداية الصراع العربي – الإسرائيلي وباكستان، حكومة وشعباً، تقف مع القضايا المصيرية للأمة العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين. ويسجل للباكستان موقفها المتميز من تقسيم فلسطين، فقد كان لمندوبها في الأمم المتحدة آنذاك، محمد ظفر الله خان، موقف واضح إلى جانب العرب، وبذل أقصى الجهد في الدفاع من وجهة نظرهم إزاء مشروع التقسيم، الواحد تلو الآخر. ولما أخفق العرب، وأقرت الجمعية العامة قرار التقسيم كانت باكستان بين الدول الثلاث عشرة التي صوتت ضده بعنف وحزم.“
وكتب المركز الفلسطيني للإعلام شهادة على ذلك ما يلي:
“وكانت مداخلات مندوب الباكستان ظفر الله خان أمام الجمعية العامة بين يدي المداولات السابقة على قرار التقسيم الشهير 181، من أقوى المدافعات غير العربية عن عروبة فلسطين بالكامل في تلك المرحلة المنكودة.“
ونشرت جريدة الغد الأردنية تحت عنوان “موقفنا من ظفرالله خان” التالي:
“يرتبط الهنود والباكستانيون بقضايانا وفي عام 1948 وقف ظفر الله خان مندوب الباكستان موقفاً رائعاً في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة مدافعاً عن فلسطين وكانت النتيجة أن شيخ الأزهر قال عنه (كافر) لأنه (قادياني) وهنا كتب الصحفي أبو الفتح وقال “انعم به من كافر”.“
وللننتقل إلى صحيفة المستقبل التي كتبت مقالاً استعرضت فيه موقف باكستان من فلسطين قديماً وحديثاً مبيَّنة التناقض والتراجع الذي آلت إليه مواقف باكستان حيث كانت في أوج قوتها وحماسها لصالح فلسطين والعرب والمسلمين عندما كان ظفر الله خان وزيراً للخارجية وكيف أن هذه المواقف أخذت تتراجع منذ عهد عهد الرئيس ذو الفقار علي بوتو الذي كفّر الجماعة الإسلامية الأحمدية حتى وصلت إلى حد الإهمال بل والتعاون مع إسرائيل، فكتبت تقول:
“ان من المفيد العودة قليلاً إلى الوراء لتتبع بداية الموقف الباكستاني وتطوره من الدولة الصهيونية. فلقد كان النقاش في الامم المتحدة لمستقبل فلسطين في مطلع (1947) أول فرصة لباكستان لتشكيل سياستها الخارجية كدولة ناشئة حديثاً. وكانت هذه المداولات قد جاءت اثر تقسيم شبه القارة الهندية واقامة دولة باكستان. واذا كانت عضوية الهند في “اللجنة الدولية الخاصة بفلسطين” قد مكنتها من تحديد موقفها من قضية فلسطين، فقد اعطت مناقشات الامم المتحدة لتوصيات هذه “اللجنة” فرصة لباكستان لتحديد موقفها. ومن الانصاف القول ان هذه الاخيرة قد عارضت منذ البداية تقسيم فلسطين، اذ قال وزير خارجيتها حينئذ ظفر الله خان ان الامم المتحدة لا سلطة قانونية او قضائية لها لتقسيم فلسطين. بل انه قاد مجموعة البلدان الاسلامية التي عارضت التقسيم. وعندما فشلت هذه المحاولة، سعى الى الحد من مساحة هذه الدولة واقترح عشية اقتراع الجمعية العمومية تقليص مساحة الدولة اليهودية عملياً ليقتصر على الأراضي التي كان يمتلكها اليهود، اي اعطاء اليهود (40%) فقط من المساحة المخصصة آنذاك لدولتهم، الامر الذي يجعل من المستحيل عملياً إقامة دولة يهودية مستقلة. وأصبح “خان” بذلك أقوى المعارضين لمشروع التقسيم. وصوتت كل من الهند وباكستان ضد المشروع الذي شكل “الأساس القانوني” لاقامة الدولة العبرية، بل ان باكستان صوتت ضد قبول “اسرائيل” في عضوية الامم المتحدة، وبعد ايام قليلة من قيام الدولة العبرية، طلبت هذه الاخيرة رسمياً اعتراف باكستان بها، لكن طلبها لم يجد آذاناً صاغية.
.. حافظ القادة الباكستانيون، منذ ايام “ذو الفقار” علي بوتو الى الجنرال نواز شريف، على سلوك هادئ يتسم بروح المسؤولية في اوقات الازمات العالمية. وكان القادة الباكستانيون يظهرون مواقف رسمية علنية موالية للعرب، ولكنهم يتبنون سياسة اقل تصلبا وأكثر براغماتية في مواجهة “اسرائيل”. ورغم غياب العلاقات الديبلوماسية بين باكستان والدولة العبرية، الا انهما قامتا باتصالات ثنائية في اكثر من مناسبة في واشنطن ولندن ونيويورك. كما ان الديبلوماسيين من البلدين التقوا في مناسبات مختلفة في عدة عواصم غربية على هامش مؤتمرات دولية حضرها الطرفان. وتشير بعض المصادر الى ان المخابرات الباكستانية تعاونت مع الموساد الاسرائيلي منذ بداية الغزو السوفيتي لافغانستان وذلك في مجال تقديم معلومات مخابراتية والتدريب اللازم للمجاهدين الافغان، ولا تزال هذه العلاقات مستمرة ومتشابكة وان بطريقة سرية.” (صحيفة المستقبل، الثلاثاء 23 آذار 2004 – العدد 1552 – صفحة 17، قراءة في العلاقات الباكستانية ـ الاسرائيلية ـ العربية.
رابط المقال: http://almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=57342
لقد تم حذف عدد صحيفة المستقبل الذي كان في الرابط أعلاه -والله أعلم ما السبب لذلك- وقد نقلنا لكم بدلاً عنه نص الرسالة التي بعثها الملك فيصل عاهل السعودية بوصفه وزيراً للخارجية إلى حضرة محمد ظفر الله خان ؓ، وللأسف قام موقع الجزيرة بحذف اسم الصحابي ظفر الله خان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ووضع بدلاً عنه عبارة “رئيس الوفد الباكستاني” فقط ! حيث جاء ما يلي:
“ففي رسالة بعث بها الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز الذي كان حينها وزير خارجية المملكة العربية السعودية، في 5 أيار/مايو 1948 إلى رئيس الوفد الباكستاني، قال “اسمح لي بالقول بأن مبادئكم النبيلة أوجدت رغبة لدى كافة الجهات العادلة في المشاركة الوجدانية مع جهود سيادتكم، ليس نيابة عن العرب وحسب، بل وعن المسلمين في كافة أنحاء العالم”. وهناك كلمات تقدير مشابهة للوفد الباكستاني في الأمم المتحدة جاءت على لسان مفتي القدس أمين الحُسيني، وعبد الرحم?ن عزام من جامعة الدول العربية.” (رابط المقال على الجزيرة). وهذا رابط الرسالة الأصلية التي نشرناها سابقاً وفيها اسم ظفر الله خان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بكل وضوح من هنا.
ولكن هذا يدل -مهما حاول خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية إخفاءه- يدل على الموقف المشرّف لصحابي المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في نصرة قضية فلسطين التي تخلى عنها الجميع في ذلك الوقت ولم يبق إلا صوت خادم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يصدح لنصرة الحق الفلسطيني بلسان كبار زعماء وملوك العرب أنفسهم !
ويكفي هذا القدر من الشهادات الحية التي يستطيع كل قاريء الوصول إليها والتأكد أن الجماعة الإسلامية الأحمدية هي بطلة القضية الفلسطينية منذ اليوم الأول للاحتلال بل حتى قبل ذلك وأن عملاء الغرب والصهاينة والموساد هم في الحقيقة خصوم ومكفرو الجماعة الإسلامية الأحمدية الذين يلقون بحقيقتهم المُرَّة على الجماعة الإسلامية الأحمدية بعد أن تمكنوا من الاجتماع على تكفيرها وإقصائها وإخراجها من الإسلام أو كما ظنوا ذلك ومنعها من نشر فكرها بأي وسيلة كانت فسهل عليهم الافتراء عليها وتشويهها عند البسطاء، وقد حان الوقت ليستفيق العرب والمسلمون ويعرفوا الحقيقة وكيف أن الأمر لن يستقيم إلا بنفض أغلال التكفير الذي ما فتئ يشرع للدمار والكراهية والفساد في الأرض.
فلنقف جميعاً ضد تكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية لكي نقضي على المنظمات الإرهابية التي ولدت نتيجته وليخجل الذين يرمون الجماعة الإسلامية الأحمدية بحال خصومها جهلاً أو تعمدا. وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ