المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية ..297
تجويز مجمع اللغة المصري الجمع بين تاء التأنيث ونون النسوة عند الإسناد
مما جاء في كلام المسيح الموعود عليه السلام قوله: تكاد السماوات تتفطّرن من هذا الزور. (الهدى والتبصرة). وقد اعترض المعارضون على كلمة (تتفطرن) قائلين أن الصحيح فيها (يتفطرن).
وقد أسهبنا الردّ على هذا الادعاء في مقال خاص (ينُظر: مظاهر الإعجاز 195)، وبيّنا من خلاله وحسَب أقوال النحاة وما عرضناه من النحو الوافي، أن كلام المسيح الموعود عليه السلام صحيح لا مِراء فيه.
وفي هذا المقال لنا أن نضيف بعض النقاط الهامة، وهي كما يلي:
1: إن مجمع اللغة العربية المصري قد بتّ في هذه القضية وأصدر قرارا ينصّ على إجازة الجمع بين تاء التأنيث ونون النسوة في مثل هذه الصّيغ من الفعل، وقد نُشر القرار في كتاب المجمع “في أصول اللغة، ج5، ص10) .
2: ولم يكن مجمع اللغة في قراره هذا عابثا، بل يركن فيه إلى ركن شديد من اللغة العربية والوحي الإلهي في قراءاته السبع.
3: فإن ما تلفّظ به المسيح الموعود عليه السلام، لهو في الحقيقة من القراءات القرآنية الواردة في الآيات الكريمات التالية: { تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} (مريم 91)، و{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ} (الشورى 6). وفيها يقول ابن مجاهد إن ابن كثير قرأ الآيتين على (تكاد السماوات تتفطرن)، وقرأ نافع والكسائي (يكاد السماوات تتفطرن)؛ وقرأ حمزة وابن عامر مثل ابن كثير في الشورى. كما نسب الزمخشري في الكشاف وأبو حيان في البحر لأبي عمرو قراءة بالتاء رواها يونس عنه.
4: وعليه فإن ستتة من القراء السبع قد قرأوا الآية (تتفطرن)، ولم يخرج عن هذه القراءة سوى عاصم فيما هو مثبت في قراءة المصحف الذي بين أيدينا.
5: وردت هذه الصيغة أيضا في كلام العرب، فقد حكى ابن الاعرابي في نوادره قولهم: “الإبل تتشمَّمْنَ“.
(يُنظر لكل هذا “في أصول اللغة”،ج5، ص9-14) حيث قرار المجمع وبحث الأستاذ أحمد مختار عمر.
ومن هذا الاعتبار يثبت صحة كلام المسيح الموعود عليه السلام بتأييد القراءات القرآنية ومجمع اللغة المصري.