السؤال
السلام عليكم هناك تناقض في عقيدتكم. تقولون من اكل ذبيحتنا و استقبل قبلتنا فنشهد له بالاسلام ثم يقول ميرزا غلام : من سمع بي و لم يؤمن بي فهو ليس مسلم . ممكن توضيح
الجواب
وعَلَيْكُم السَلام ورَحْمَةُ اللهِ وَبَركاتُه
لا يوجد أي تناقض !
حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يتحدث عن المسلم الحقيقي لا مجرد اللقب فهذا لا حق لأحد في نفيه فللكل الحق في الانتساب إلى الإسلام والإيمان بما شاء. فالكلام لا يقصد به إلا نوعية المسلم أي المسلم الحق الذي لا يفرق بين الرسل ونحن نعتقد بأن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام رسول من الله تعالى وكل من يفرق بين رسل الله فليس بمسلم أي ليس بمسلم حقيقي من وجهة نظرنا ولكنه مسلم طالما ينتسب إلى الإسلام ويدعي ذلك رغم اعتقادنا أن كونه مسلماً حقيقيا غير دقيق، وهذه مسألة أخرى.
فالواقع أن حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لم يكفر أحدا على الإطلاق بل هو الذي أصدر المشائخ بحقه فتاوى التكفير، فبالتالي هم الذين كفروا أنفسهم بأنفسهم وما كان للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أن يخالف ذلك. فقد روى عبدالله بن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كما في الحديث الصحيح من صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال:
” أيُّما امرئٍ قالَ لأخيهِ : يا كافِرُ . فقد باءَ بِها أحدُهما . إن كانَ كما قالَ . وإلَّا رجعَت عليهِ “. (صحيح مسلم، 60)
وقد كان حضرته عَلَيهِ السَلام يخاطب المشايخ مع تكفيرهم له بأرق العبارات ويدعوهم بالمسلمين. يقول عَلَيهِ السَلام:
“رحم الله تعالى علماءنا، إنهم لا ينتبهون إلى مرتبة نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وعظمته، وأن فضل الله تعالى عليه كان أكثر من أيّ واحد آخر.” (إزالة الأوهام، ص ٢٦١)
وفي هذا يقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:
“هل لأحد من المشائخ أو المعاندين أو (المتصوفة) أن يثبت أننا كَفَّرناهم قبل (تكفيرهم إيانا) ؟ وإذا كنا قد نشرنا ورقة أو إعلانا في هذا الصدد حيث كَفَّرنا المسلمين المعاندين قبل إصدارهم فتوى التكفير ضدنا فليقدموها وإلا يجب أن يتفكروا في أنفسهم كم هي كبيرة هذه الخيانة إذ يكفروننا ثم يتهموننا وكأننا نكفِّر المسلمين.” (حقيقة الوحي، ص ١٢٠، الخزائن الروحانية، ج ٢٢)
فالمقصود إذاً هو المسلم الحقيقي أي أن من يكفر الناس أو يكذب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فهو مع إنه مسلم ولكنه في الحقيقة ليس مسلما حقيقيا بل مسلم بالاسم فقط أي لا نجرده من لقب الإسلام ولكن إسلامه عندنا في حقيقته غير صحيح. الدليل على هذا المعنى علّمناه المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بنفسه حيث خاطب المسلمين في كتبه كلها لآخر يوم من حياته الشريفة بلقب “المسلمين”، ونذكر منها بعض النصوص:
“يدّعي عامة المسلمين بناء على أفكار قديمة مترسخة في قلوبهم أن المسيح ابن مريم سينـزل من السماء حقيقة، متكئا على كتفَيْ مَلَكَين..” (إزالة الأوهام، ص ١٣١)
“من المؤسف حقا أن إخواننا المسلمين أيضا واقعون في الدوامة نفسها، وقد ترسخت في أذهانهم أيضا -مثل اليهود- فكرة أنهم سيرون المسيح عَلَيهِ السَلام نازلاً من السماء حقيقةً، وسيرون بأم أعينهم أعجوبة نزوله من السماء لابسا لباسا أصفر، والملائكة عن يمينه ويساره..” (إزالة الأوهام، ص ١٦٩)
“ولكن مع كل ذلك لا يكاد إخواننا المسلمون يتخلّون عن تعصبهم.” (إزالة الأوهام، ص ٢٣٦)
“يبدو أن إخواننا المسلمين قد اعتادوا -منذ زمنٍ انضم فيه المسيحيون إلى الإسلام بكثرة، وربما دخلوه مع شيء من أفكار شركيّة بحق المسيح- على تعظيم المسيح أكثر من المفروض ودون مبرر، الأمر الذي لا يقبله القرآن الكريم، فهم يَغْلون في شأن المسيح أكثر من حد الاعتدال.” (إزالة الأوهام، ص ٢٤١)
“إن جميع المسلمين الذين يسمّون أنفسهم موحدين في العصر الراهن مخدوعون في ظنهم أن الشهداء فقط يدخلون الجنة بعد الممات، أما بقية المؤمنين حتى الأنبياء والرسل فسَيَبقَون خارجها إلى يوم الحساب، وسيُفتح لهم إلى الجنة نافذة صغيرة فقط.” (إزالة الأوهام، ص ٣٠٤)
“إلتماس من علماء الهند / أيها الإخوة في الدين، وعلماء الشرع المتين، استمعوا إلى كلامي بانتباه خاص: إنَّ ما ادّعيته كوني مثيل الموعود، الذي حسبه قليلو الفهم مسيحا موعودا، فما هو بدعوى جديد سُمع مني اليوم فقط، بل هو إلهام قديم قد تلقيته من الله تعالى وسجلته في عدة أماكن في “البراهين الأحمدية” بكل صراحة، وقد مضت على نشره ما يربو على سبع سنين. ما ادّعيتُ قط أني المسيح ابن مريم، ومن اتّهمني بذلك فهو مفترٍ وكذاب بحت.” (إزالة الأوهام، ص ٢٠٧)
“فيا أيها الإخوة، أقول لكم نصحا الله، وبحماس المواساة الكاملة التي أكنّها لكم ولديننا الحبيب إنكم ترتكبون خطأ جسيماً حين تحصرون كشوف النبي ﷺ في ظاهر كلماتها فحسب.” (إزالة الأوهام، ص ٢٣١)
“يا أيها المشايخ الكرام، لماذا تُلقون الناس في الابتلاء؟ ولماذا تدَّعون أكثر مما تعلمون؟” (إزالة الأوهام، ص ٣٣٠)
“فتفضلوا أيها المشايخ الكرام، وشمروا عن سواعدكم وابطشوا على الأقل بجساسة الدجال الشرير، ولا تفتر عزيمتكم؛ لأن كل هذه الأشياء موجودة على الأرض على أية حال!” (إزالة الأوهام، ص ٣٩٤)
“وما قلت من عند نفسي بل اتبعت ما كُشف عليّ. والله بصير بحالي، وسميع لمقالي، فاتقوا الله أيها العلماء.” (إزالة الأوهام، ص ٤٠٢)
“فيا أيها الإخوة، أناشدكم بالله ألا تتعصبوا لرأيكم ولا تتعنتوا، فقد كان ضروريا أن أقدِّم أمورا أخطأتم فهمها. فلو كنتم على جادة الصواب مسبقا، فما الحاجة لمجيئي أصلا؟ لقد قلت مرارا إني جئت بصفة ابن مريم لإصلاح هذه الأمة، وجئت كما جاء المسيح ابن مريم لإصلاح اليهود. وإنني مثيله، لأنني قد كُلِّفت بالمهمة نفسها التي كُلِّف بها هو عَلَيهِ السَلام.” (إزالة الأوهام، ص ٤٢٠)
“فيا أيها الإخوة، أناشدكم بالله ألا تستعجلوا..” (إزالة الأوهام، ص ٤٢٤)
“فيا أيها المنصفون، وطلاب الحق، ويا عباد الله الأتقياء، تو َّقفوا في هذا المقام وقفة تأملية وتدبروا بهدوء وتأنٍ؛ أليست عقيدة صعود نبينا الأكرم ﷺ إلى السماء بجسده ثم نزوله منها بجسده بالتي أُجـمِع عليها في صدر الإسلام؟ لم يكفّر أحدٌ الصحابةَ الذين عارضوا ذلك الإجماع، ولم يسمّهم أحدٌ ملحدين أو ضالين أو مؤوّلين مخطئين.” (إزالة الأوهام، ص ٢٦٢)
“تأملوا في هذا المقام جيدا ولا تمروا به سريعا، وادعوا الله تعالى أن يشرح صدوركم.” (إزالة الأوهام، ص ٤٨٤)
“تأملوا في هذا المقام جيدا ولا تمروا به سريعا، وادعوا الله تعالى أن يشرح صدوركم.” (إزالة الأوهام، ص ٤٨٤)
أما حقيقة اعتقاد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بالتكفير فيبينه قوله التالي عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام للمسلمين المكفرّين له:
“يا عزيزي؛ روحي تذوب حزنا على إيمانك، وإني في نظرك كافر، يا لعجبي.
إذا كنت تريد أن تُكشف عليك حقيقة صدقي، فاطلب نور القلب من الله ذي الإكرام.
أنا لا أفكر في تكفير أحد أبدا، فأنا سكران من كؤوس ألطاف حبيبي.
أنَّى لِطَعْن الأعداء أن يؤثر بي، فأنا سكران من ذِكرَى حبيبي.
إنني أعيش بوحي من الله الذي هو معي، ودعوته نَفَسُ حياتي.
لقد نزلت في بيت حبيبي، فلا تسألني عن العالَم المظلم.
في كل حدب وصوب أرى وجه ذلك الحبيب، مَن ذا الذي يمكن أن يخطر سواه ببالي.
يا حسرة؛ ما عرفني القوم، وبعد رحيلي من هذه الدنيا سيعرفونني.
قد أُدمي قلبي حزنا وألما من أجلهم، وأتمنى أن أقدم رأسي أيضا في هذا السبيل.
كل ليلة تغزوني آلاف الآلام والأحزان من أجل قومي، فيا رب نجّني من هذا العصر المليء بالبلايا والشرور.
يا رب اغسلْ كسلهم بماء عيني، فقد سالت اليوم عيناي دموعا بسبب هذا الحزن المتزايد.”
(إزالة الأوهام، ص ١٩٧-١٩٨)
وفي قصيدة بالأردية معرّبة يقول عَلَيهِ السَلام:
“إن ديننا هو دين المسلمين الحقيقيين، ونحن خدّام خاتم المرسلين قلبا وقالبا
نحن بريئون من الشرك والبدعة، ونحن بمنـزلة ترابٍ في طرق أحمد المختار عَلَيهِ السَلام
نؤمن بجميع الأوامر، ونحن فداء هذا السبيل قلبا وقالبا
لقد سلّمنا له القلب، ولم يبق إلا الجسد، ونتمنى أن يكون هو الآخَر، له الفداء
إنكم تلقّبونني بلقب الكافر، لِـمَ لا تخافون العقاب أيها الناس؟
لقد ثارت في الأرض ضجة كبيرة، فارحَم الخلق يا ربي الحبيب!
أرِهِم نموذج قدرتك، فأنت قادر على كل شيء يا ربَّ الورى. آمين.”
(إزالة الأوهام، ص ٥٥١)
ويقول حضرته عَلَيهِ السَلام في رده على الشيخ محمد حسين البطالوي بعد أن تلقى منه خطاباً مليئاً بالسب واللعن والشتم القبيح المخجل:
“يا أيها الشيخ المحترم؛ إن الحياء من الإيمان! فاتقوا الله وكونوا من المؤمنين.” (إزالة الأوهام، ص ٦٢٣)
ثم يقول:
“لا أريد أن ألعن أحدا في هذه المواجهة ولن أفعل ذلك. أما أنتم فلكم الخيار لتفعلوا ما تشاءون.. إنني أوجِّه هذا الكلام إلى المولوي محيي الدين وعبد الرحمن اللكهوكي، وميانْ عبد الحق الغزنوي، والمولوي محمد حسين البطالوي، والمولوي رشيد أحمد الكنكوهي، والمولوي عبد الجبار الغزنوي، والمولوي نذير حسين الدهلوي. أما الآخرون فتلقائيا بهم يلحقون.” (إزالة الأوهام، ص ٤٨٦-٤٨٧)
لا نكفر أحدا من خطبة الجمعة للخليفة الرابع رحمه الله
في مقابلة مع أكثر من عشرين ضيف إندونيسي يمثلون مختلف وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والمراكز الفكرية في مسجد طه في سنغافورة قال خليفة المسيح الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز يوم 28/09/2013 خلال جلسة الأسئلة والأجوبة:
“لقد علّمنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن لا أحد يملك الحق في تكفير أي شخص ينطق بالشهادتين، والحقيقة أنه ليس لإنسان أو قوة الحق في رفض ما هو في قلب شخص آخر”. (المصدر)
وهذا شرح المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ للموضوع بالتفصيل في التفسير الكبير لسورة البينة ص ٤٨١-٤٩١
فهل لمن يتهم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بالتكفير هل له أن يخاطبالأحمديين بالمسلمين والأخوة في الدين كما يخاطبهم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ؟ فإذا كان لا يخاطب الأحمديين بالمسلمين ولا يقول عنهم أخوة في الدين بل يرى أنهم فوق ذلك مستوجبين حد الكفر وهو القتل أفليس الواجب عَلَيهِ أن يخجل من اتهام الناس الذين يخاطبوه بالمسلم والأخ في الدين ولا يرون أي عقاب عَلَيهِ لاختلاف عقيدته بل يذودون فيه حباً وشفقة كما يقول شعار الجماعة الإسلامية الأحمدية الحب للجميع ولا كَــراهِــيـِّــة لأحد !
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ