بسم الله الرحمن الرحيم
{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} (الأنبياء 19)
معنى نبوءة المقدسين: “المسيح الموعود مجدد القرن الرابع عشر ”
الحلقة السابعة عشرة في ردّ الاعتراضات حول نبوة المسيح الموعود عليه السّلام
تلخيص الحلقة:
هذه هي الحلقة السابعة عشرة في ردّ الاعتراضات حول نبوّة سيدنا أحمد عليه السلام، ندحض من خلالها اعتراض المعترضين القائل بأن نبوءة المقدسين عن المسيح الموعود أنه يكون مجدد القرن الرابع عشر تقيّد مكانة المسيح الموعود بأنه مجدِّد فقط وليس نبيا؛ ونثبت العكس من ذلك تماما، بناء على المعنى الصحيح لهذه النبوءة، وهو أنه لن يكون غير المسيح الموعود مجددا للقرن الرابع عشر، هذا إضافة إلى أن هذه النبوءة تشير وتحدد موعد بعثة المسيح الموعود، وليس الهدف منها انتزاع لقب النبي ومكانة النبوة منه.
الحلقة كاملة:
الاعتراض:
يقول المعترضون: إن النصّ التالي من كلام سيدنا أحمد عليه السلام، يُثبت أنه ليس نبيّا، حيث قال حضرته عليه السّلام:
“فيا أيها الإخوة، أكشف عليكم أن المجدد الذي كانت بعثته موعودة على رأس القرن الرابع عشر، وتنبأ كثير من الملهَمين الصادقين أنه سيكون المسيح الموعود “هو أنا”. لقد تنبأ المقدسون بدءا من النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الشاه ولي الله بإلهام من الله أن المسيح الموعود الآتي سيكون مجدد القرن الرابع عشر. فها قد تحقق كل هذا الكلام. فيا أيها الكرام ليس صحيحا القول بأن القرن الرابع عشر بقي دون ظهور مجدد ولم يأت فيه إلا الدجال. يا طلاب الحق، هذا هو القرن الذي صرف الله تعالى جميع الأفكار قبل طلوعه إلى أن مجددا عظيم الشأن سيُبعث على رأسه. اقرأوا الكتب واقرأوا صحائف الصلحاء بإمعان وانظروا كيف مالت قلوبهم دفعة واحدة إلى أن القادم سيأتي على رأس هذا القرن حتما لدرجة أن المرحوم نواب صديق حسن خان أيضا ركّز فكره على القرن الرابع عشر وأوصى أولاده قائلا: إن لم أكن حيا إلى أيام القرن الرابع عشر فليبلّغ أولادي السلام للموعود القادم. كذلك أوصى الشاه ولي الله أيضا بتبليغه السلام. ولكن عندما جاء ذلك الموعود عارضه الناس. ( الاعلان 116 ، مجموعة اعلانات ن مجلد 1)
ويقول المعارضون إن القول: “ لقد تنبأ المقدسون بدءا من النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الشاه ولي الله بإلهام من الله أن المسيح الموعود الآتي سيكون مجدد القرن الرابع عشر.” يدل على أن مكانة المسيح لن تكون أعلى من المجدّد، فلو كان نبيًا لتنأ المقدسون بكونه نبيًا.
الردّ:
– نقول ردا على هذا الاعتراض: هل اختلف المقدسون بدأً من سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، في أن المسيح الموعود سيكون نبيا!؟ كلا، فنبوته مفهومة ضمنا بتسميته” المسيح الموعود” .
– إن نبوءة المقدسين بدأ من سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، لم تكن تهدف إلى تقييد مكانة المسيح الموعود بالتجديد، لأن هذا مخالف للعقل أن تنزع مكانة النبوة من المسيح الموعود الذي اتفق عليه هؤلاء المقدسون في أنه نبي؛ خاصة وفق أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: “ليس بني وبينه نبي” أو “.. نبي الله عيسى..“.
– إنما الهدف من هذه النبوؤة تحديد موعد ظهور المسيح الموعود أنه القرن الرابع عشر، فقد جاء هذا القول لسيدنا أحمد عليه السلام، في معرض دحض الأفكار التي يقول بها البعض أن القرن الرابع عشر بقي دون مجدد، فلذا كان لا بدّ من الاستشهاد بما تنبأ به المقدسون؛ إلا أن هذا لا ينفي عن المسيح صفة النبوة وذلك لأن النبوّة قد حظي بها مسبقا بإقرار سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وفق الأحاديث، فأُضمرت مسألة النبوة في هذه النبوؤة للمقدسين لأنها أمر مفروغ منه ومفهوم ضمنا؛
– كماجاءت هذه النبوءة لتؤكد للناس أنه لن يكون غير المسيح من يجدد القرن الرابع عشر، فلا حاجة للبحث عن غيره في وجوده، ولم يكن هدف النبوؤة إقرار منزلة المسيح النازل مستقبلا وتقييدها بالتجديد.
– إن استعمال درجة المجدد التي هي أدنى من درجة النبوة لوصف نبي لا إشكال فيها، لأن الدرجة العليا تشتمل الدرجة الدنيا بشكل تلقائي ، وليس العكس بصحيح. فمثال ذلك أن المسيح الموعود (عليه السلام) قد وصف سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بأنه “المجدد الأعظم” فهل انتزع حضرته (عليه السلام) مكانة النبوة وختم النبوة من الرسول صلى الله عليه وسلم!؟ .
– وقد جاء في القرآن الكريم بحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : { وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأَنعام 164) فهل حددت هذه الآية مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه أول المسلمين فقط!؟ وجاء في القرآن الكريم بحق موسى عليه السلام {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} (الأَعراف 144) فهل حددت هذه الآية مكانة موسى عليه السلام بأنه أول المؤمنين فقط!؟
– لذا، ليس في وصف المسيح الموعود عليه السلام بأنه مجدِّد أو محدَّث أو وليّ، ما ينزع عنه مركز النبوّة الحقة لأن النبوة تشمل هذه الصفات أصلا.
نرجو من حضرتكم ان تذكروا العلماء الذين كانو ينتظرون نزول المسيح في في القرن الرابع عشر هجري مع مقالتهم لهذا الموضوع من باب التأكيد للناس الحق بأن نزوله اي المسيح الموعود مؤكد في هذا القرن بالتحديد لكي يتوقفو عن الانتظار ويرو الحق من خلال علمائهم ومن اقوالهم ويبدأو بالبحث عن المجدد الحق وبارك الله فيكم واعزكم الله .