منهجنا الأخذ بمجمل النصوص والحكم بالخواتيم
ردا على مقال : البلاهة 30: نبوة المرزا عند أيمن دليل بلاهته. أعرض أقوال المعترض وأرد عليها بعد كلمة (أردّ).
يقول أيمن:
“كل أقوال المرزا التي ينفي فيها نبوته قد نسخها وفسّرها بأنه قصد انقطاع وانتهاء النبوة التشريعية والمستقلة فقط”. (هراؤه في 31 أكتوبر2020)
ثم قال أيمن:
“وفق القرآن الكريم، النبيُّ هو مَن يظهره الله على الغيب بالبشارات والإنذارات بكثافة ويسميه الله نبيا، وهذا هو القاسم المشترك بين جميع الأنبياء” .(هراؤه في 31 أكتوبر2020)
قلتُ: النبيّ أو الرسول هو مَن يرسله الله برسالة للناس، سواء كان فيها تشريعا جديدا أم لم يكن، وسواء زوّده بمليون نبوءة أم بألف نبوءة..
والمرزا أعلن في مارس 1882 أنّ الله أوحى إليه:
“يا أحمد بارك الله فيك… لِتنذرَ قومًا ما أُنذِرَ آباؤهم، ولِتستبين سبيل المجرمين”. (البراهين الثالث، الحاشية 1 على الحاشية 11)
فالمرزا أعلن النبوة في هذا التاريخ.. ولا يُقبَل القول أنه يجهل أنّ هذا النصّ يعني أن الله أرسله للناس، سواء كان قد فبركه أم توهّمه.. ففي الحالتين هذا النصّ يعني أنّه رسول الله للناس كافة.
(أردّ: أعلن نبوته ولكن تأويله له كان على أنها غير حقيقية بل نبوة المحدَّثين، فبسبب الفهم الخاطئ من قبل الناس نفى هذه النبوة كما هي مفهومة عند الناس، فهو لم ينف نبوته بل نفى عن نفسه النبوة التي يفهمها الناس بأن تكون تشريعية مستقلة لكي لا يفهم من نبوته أنها تبطل خاتمية نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم)
فكان على المرزا ألا ينفي نبوته بعد ذلك أبدا.. بل كان عليه أن يجيب على من يطرح عليه سؤالا بهذا الخصوص كما يلي:
أيها الأعمى، ألم تقرأ وحي التكليف الذي نزل عليّ في مارس 1882؟ ألم أنشره في العالم كله؟ ما هي النبوّة إنْ لم تكن هذه؟ ما هي الرسالة إنْ لم تكن هذه؟
وكان عليه أن يضيف:
أما التشريع فليس ركنا في النبوة، فيمكن أن يكون المرء نبيا من دون شريعة جديدة، فإذا أمره الله بتبليغ الناس فهو نبيّ، سواء أمره باتباع شريعة سابقة، أم أمره باتباع شريعة جديدة.
لكنّ المرزا لم يقل مثل هذا الكلام العادي البسيط الذي لا يجهله أحد،
(أرد: بل قاله وكرره عدة مرات خاصة في كتاب إزالة خطأ وما بعده من الكتب، وفق النص التالي: د: لم يتأملوا في المعنى الحقيقي للنبي. إن معنى النبي هو مَن يتلقّى الأنباء من الله تعالى بواسطة الوحي، ويحظى بشرف المكالمة والمخاطبة، وليس ضروريًّا أن يأتي بشريعة جديدة، كما ليس ضروريًّا ألا يكون تابعًا لنبي مشرّع. فلا مانع من اعتبار فرد من الأمة نبيًّا على هذا النحو”. (البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، المجلد 21، الصفحة 306).
بل قال بعد 15 سنة:
1: “إنني ألعن مدّعي النبوة… ولا أؤمن بوحي النبوة، بل أقول بوحي الولاية الذي يتلقاه أولياء الله تحت ظل النبوة المحمدية… لا أدّعي النبوة بل أدّعي الولاية والمجددية”. (إعلان في مطلع 1897)
قلتُ: يا أكذبَ الناس، لماذا لا تدّعي النبوة وقد أرسلك الله للناس؟ هل يرسل الله المجددين والأولياء؟ مَن كان آخر وليّ آمن به الناس؟ وماذا كان نصُّ وَحْيِ تكليفِه؟
(أردّ: الأولياء السابقون لم يكونوا مسحاء حتى ينزل عليهم نص تكليف، فهذا التكليف خاص يه كمسيح موعود للأمة، وكونه قد نزل قبل إعلانه أنه المسيح الموعود عليه السلام، دليل على أنه تخطيط الله عز وجل، تمهيدا لدعواه بأنه المسيح الموعود عليه السلام .ورغم هذا التكليف والرسالة والنبوة، لم يعتبرها حضرته في البدء نبوة حقيقية لأنها ليست مستقلة ولا بشريعة جديدة، لذا في هذه النصوص الأولية وقبل أن ينكشف عليه حقيقة أن نبوته بالفعل حقيقية لكثرة الإظهار على الغيب، كان عليه السلام ينفي عن نفسه النبوة الحقيقية التي كان يراها مستلزمة للتشريع والاستقلال. إلا أن كل هذا تغير بعد سنة 1901)
وقال:
“لا مانع عندي من بيان هذه الكلمة (النبوة) بأسلوب آخر مراعاة لقلب إخوتي المسلمين. والأسلوب الآخر هو أن يستبدلوا كلمة “نبي” بكلمة “المحدَّث” في كل مكان، وأن يعتبروا كلمة “نبي” مشطوبة. إنني عازم على تأليف كتيب منفصل قريبا وسأشرح فيه بالتفصيل كل هذه الشبهات التي تنشأ في قلوب الذين يقرأون كتبي ويعتبرون بعض عباراتي منافية لمعتقدات أهل السنة والجماعة. فسأؤلّف قريبا كتيبا بإذن الله لأشرح بالتفصيل بأنها تطابق معتقدات أهل السنة والجماعة وسأزيل الشبهات كلها”. (إعلان في 3/2/1892م)
قلتُ: هل عقائد أهل السنة تقول إن الله يرسل مجددا أو وليا ويأمر الناس بالإيمان به؟ فكذب المرزا دليل على بلاهة أيمن، لأنّ نبوة المرزا محرد تحايل وتزييف، لأنّ الحقيقةَ أنّ المرزا ادعى النبوة في مارس 1882، وظلّ ينكرها في الوقت نفسه. وهذا يعني أنه كاذب حتما؛ فإما أن يكون كاذبا في ادعائها بدايةً، أو أنه كاذب في نفيها، ولا ثالث لهما.
(أردّ: بل لهما ثالث، وهو أنه ادعى النبوة على أنها نبوة التحديث، وأنكر دائما نبوة التشريع والاستقلال لكي لا يفهم الناس نبوته بشكل خاطئ. وأما بالنسبة لعقائد أهل السنة والجماعة فهم يؤمنون بإرسال مسيح موعود مكلف ويأمر الناس بالإيمان به، وبما أن هذا تخطيط الله عز وجل، لذا أظهر له التكليف ثم أعلمه بأنه المسيح الموعود فيما بعد، ولو كان الأمر تحايلا لجاء الأمر معاكسا، أولا دعوى المسيح ثم التكليف ليتلاءم مع المعتقدات الرائجة . فكل ما تعتبرونه تحايلا إنما هو تطور في التعليم الرباني حاصل مع الأنبياء عموما لا سيما مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . فهل لكم أن تطلعونا على كيفية إعلان الأنبياء 124 ألفا السابقين عن نبوتهم ؟، وكيف كان تعليم الله لهم بأنهم أنبياء ؟ وهل جاء الإعلان ممهَدا له أو مباشرا ؟ هل كنتم معهم ؟ هل عاينتم تعلّمهم وتعليمهم للوحي الرباني؟
فكل ما تعتبرونه تحايلا إنما هو تطور في التعليم والفهم واتباع للوحي، وكل ما تسيئون الظن فيه، نحن نحسن الظن فيه بناء على الآيات الباهرات الأخرى التي تؤيده، من تحقق نبوءاته عليه السلام بشكل قطعي، وحاجة العصر وتحقق النبوءات فيه، والآيات الأرضية والسماوية المؤيدة له. ومقابل كل هذه النصوص التي يعرضها المعترض هناك نصوص أخرى مفسرة لها وحكم عليها لأنها متأخرة عنها، والحكم بالخواتيم . منها قوله : “فإنني رسول ونبي” وقوله : لم يتأملوا بالمعنى الحقيقي للنبي .. ” الذي يؤكد أن نبوته حقيقية من منطلق معين)