تُهَمٌ وإلقاء الكلام على عواهنه.. ردّ المعترض نموذجا
المعترض: الأحمدية تسرق التفاسير وتنسب لنفسها
كنتُ قد كتبتُ بتايخ 29/10/2016 مقالا بعنوان: ” مصادر تفسيرات الأحمديين”، ذُكرت فيه أمثلة عديدة على سرقة محمود من سيد أحمد خان وچراغ علي، ومنها النسخ.
فردَّ علي أحد الأحمديين وقال: “سيد أحمد خان وچراغ علي لم ينف أي منهما النسخ بأنواعه بل نفيا “نسخ التلاوة” فقط”.
ثم إنني أتيتُ بنصّ سيد خان نفسه ونشرتُه قبل أيام، فردّ علي نفس الشخص بقوله: “وإنما اكتفى سيد خان بأن النسخ في الآية يعني فقط نسخ القرآن الكريم للتوراة”.. أي أنّ سيد خان نفى أن تنسخ آيةٌ حكمِ آيةٍ أخرى، بل إن أحكام القرآن نسخت أحكام التوراة.. أي أن سيد خان يقول بنسخ الحكم فقط.
وبهذا تناقض الأحمدي بوضوح، لكن الأحمديين العميان لا يعقلون، فلم يقُل له أحد: أيها العاقل، لقد كنتَ نسبتَ إلى سيد خان أنه ينفى نسخ التلاوة فقط، ثم تنسب إليه الآن أنه ينفي نسخ الحكم فقط!!!
على أنّ القضية أنّ الله شاء أن يهين مَن يعين الميرزا. وإلا فإن التاريخ سيسجّل عليهم جميعا خيانتهم، وإلا كان واجبهم أن يسألوه: ما دليلك أن سيد خان نفى هذا النوع فقط من النسخ أو ذاك؟
لا أرضى أن يقرأ أحدٌ مقالا لي فيه قول لا دليل عليه ثم يمرّ مرور الكرام، بل لا بد أن يسألني عنه، وسأكون مسؤولا عن الردّ، وإن لم أستطع فسأكون ممن يلقون الكلام على عواهنه، وممن لا يوثق بأقوالهم.
لو أردتُ تتبع الأحمديين في هرائهم ما انتهيتُ، وهم في هذا يتبعون الميرزا حذو النعل النعل، أليس هو من قال عن روايات لا يكاد يسمع بها أحد، و لا يكاد يقول بها أحد: “إنها شهيرة بين جميع فِرق الإسلام على شكل التواتر الذي لا يُتصور أكثر منه” (المسيح في الهند). فلا يلام بعد ذلك من هرأ منهم أي هراء!
الرد: الحكم للقارئ بعيدا عن خيانة المعترض
لقد تمّ الرد على جميع ذلك في وقته، وقُلنا حينها بأن موضوع نفي النَسْخ كاملاً وبكل تفاصيله كان حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام قد نشره في مجلته الخاصة “مراجعة الأديان” في سلسلة كاملة شاملة. (من هذا الرابط: الناسخ والمنسوخ حَسَب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام)
أما موضوع الحكم والتلاوة فقد قلنا للمعترض أن السيد أحمد خان رحمه الله لم يتعرض للنسخ في القرآن المجيد بأنواعه، أي لم يفند النسخ وإنما تناول فقط الآية: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾ وقال بأنها لا تعني النسخ في القرآن الكريم بل نسخ القرآن لأحكام التوراة لا غير، بينما النسخ الذي يقول بِهِ المشايخ والمعترض منهم هو النسخ الوارد في آيات أخرى لا علاقة لها بالتوراة، وقدمنا للمعترض في وقتها مثالاً عجز عن الإجابة عليه واضطر لتغيير الموضوع، وهو؛ ما قول السير أحمد خان في النسخ الوارد في هذه الآية: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ (البقرة:220)، فقد نُسِخَت كما هو عند المشايخ جميعاً (جائزٌ بالاتفاق) نُسِخَت بهذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة:90) ! فما قول السير خان رحمه الله في هذا النوع من نسخ الأحكام ؟ لا شيء لأن السير خان تعرض فقط لقوله تعالى “مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ” وفسّرها بأنها تنسخ التوراة، ولم يتطرق لنفي النسخ المتكامل الذي نشره المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في ذلك الوقت البتة. كان هذا مجرد مثال من أمثلة شتى سقناه للمعترض في ذلك الوقت ولم ينبس ببنت شفة وإنما حَوَّلَ الموضوع فجأةً إلى تحقق نبوءات المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الأخرى واعتراضه على قسم منها وذلك تفادياً للجواب حول مثال النسخ، وقد اكتفينا عندها بتغيير المعترض للموضوع كعلامة على الإسقاط في يده، ولم نحب الضغط أكثر إذ كان عجز المعترض كافيا.
أما نسخ التلاوة فهذا ما نقلناه من مصدر المعترض نفسه وهو يعترف أن چراغ علي وأحمد خان رحمهما الله لم يتطرق أي منهما إلا لنسخ التلاوة وخاصة چراغ علي، والمقصود عند چراغ علي بالذات هو نفي القراءات المختلفة للقرآن الكريم ظنّاً منه أن هذه القراءات تنسخ القرآن، وبما أن چراغ علي كان شيعياً وأحمد خان قرآنياً أو مُنكراً للحديث فكان من السهل عليه شطب القراءات والأحاديث دون النظر ومحاولة التوفيق بينها وبين القرآن المجيد كما فعل حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام. الفرق بين أحمد خان وچراغ علي وبين حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو أن آراءهم تقترب من الحقيقة بينما وحي المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو الحقيقة بعينها. يمكن العودة وقراءة الموضوع. (من هنا: دفاعا عن التفسير الكبير وصدق المصلح الموعود)
أما الأنواع الأخرى لنسخ الحكم كالمثال الذي قدمناه وغيره مما يُنسَخُ بالحديث الشريف -عند القائلين بذلك- فلم يتطرق إليه السير خان رحمه الله على الإطلاق إذ كان ممن ينكرون الأحاديث، ولهذا تناول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام مسألة إنكار السير خان للأحاديث وبيّن خطأه في ذلك إلى جانب إنكاره للدعاء وموضوع الملائكة وغيرها من مواضيع تناولها حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بالردود الشافية في كتبه.
أما الروايات المشتهرة في كتب المسلمين فيبدو أن المعترض مصابٌ بعارض “النسيان الجزئي” أو ما يسمى علمياً بالـ Amnesia لأننا رددنا علي هذا الموضوع أيضاً فيما سبق وقلنا أن حديث النبي الأسود ثابت في المصادر القديمة لكتب الحديث وغيرها. (من هذا الرابط: شبهة النبي الأسود في الهند كاهينا)
وكذلك حديث انتقال عيسى عَلَيهِ السَلام من مكان لآخر وضَّحنا بأنه حديثٌ مشهورٌ وبَيّنّا للمعترض معنى مصطلح “المشهور” في علم الحديث الخ. (من هنا: يا عيسى انتقل من مكان إلى مكان – أخبر فصدق)
فالخيانة والسرقة والقاء التُهم جزافاً والكلام على عواهنه سيحكم القرّاء الكرام فيه بتوفيق الله تعالى
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ