السؤال:

نحن مجموعة من الباحثين في مقارنة الأديان نراقب ما يُنشر على مواقع التواصل، وقد وجدنا بعض المسلمين من مختلف الطوائف الإسلامية يحاورون المسيحيين وغيرهم ولكن بطريقة فيها إساءة وسخرية من عقائدهم، كأن ينشر المسلم صورة ساخرة للمسيح أو تكون لهجته معادية ضدهم لدرجة أن التعليقات من الطرف الآخر كلها تدل على النفور من الإسلام. وقد وصلنا إلى الأحمدية التي قيل لنا بأنها لا تفعل ذلك بل تخاطب المسيحيين باحترام وعلمية، ولكن قال لنا معارضون للأحمدية بأن مؤسس الفرقة أيضاً هاجم المسيحيين، فما هي حقيقة ذلك؟ وهل يجوز للمتحاورين حسب مؤسس طائفتكم السخرية من عقيدة غيرهم بِنِيّة الرد والتبليغ؟

الجواب:

لا يجوز قطعاً خاصة للمسلم الأحمدي أن يسيء بأي شكل لعقائد الآخرين أو يسخر منها بأي وجه وَعَلَى الأخص مع المسيحيين، لأن هذه هي تعاليم مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية المسيح الموعود والإمام المهدي حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام. أقدمُ فيما يلي مقتبساً من كلام حضرته عَلَيهِ السَلام بهذا الخصوص. في المقتبس التالي يجيبنا المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام على هذا السؤال -أي هل يجوز للمسلم في المناظرة الإساءة والسخرية بأي شكل من الآخرين:

بل عليهم أنْ يقدّموا مراعين مقتضى الأدب شبهاتهم مِن كتبهم المُسَلَّم والموثوق بها، ويتحاشوا السُخرية والاستهزاء والإهانة وينهجوا في المناظرات منهجاً حكيماً وألا يوجِّهوا اعتراضاً يقع على كتبهم أيضا. فمثلاً إذا اعترضَ مُسلِمٌ على مُعتقَد مسيحي فعليه أن ينتبه إلى مرتبة عيسى عَلَيهِ السَلام وعَظَمَته ولا ينسى وَجاهَته ومَرتَبته. ولكن يُمكنه أن يعترض بكلّ أدبٍ أنه لمّا أرسلَ اللهُ ابنه في الدنيا فهل فَعَلَ ذلك بحسب سُنّته القديمة أو على عكس سُنته؟ وإذا كان ذلك بحسب سُنته فلا بد أن يكون عددٌ من أبنائه جاؤوا إلى الدنيا مِن قبل وصُلبوا أو أتى ابنٌ واحدٌ مرارا. وإذا كان ذلك على عكس سُنته وعادته فلا يجوز عَزوه إلى الله تعالى لأنه لا يتخلّى عن عادته وسننه الأزلية والأبدية قط. أو يمكن للمُسْلِم أن يعترض مثلاً أنَّ هذا المُعتقد ليس صحيحاً بأن عيسى ؑ صار ملعوناً عند الله، والعياذ بالله، بسبب ذنوب الناس لأن معنى اللعنة مِن حيث اللغة هو أنْ يتبرّأ الملعونُ من الله ويقع العداء فيما بينهما. وأن يُحرَم الملعون مِن قُرب الله تعالى. ولا يمكن أن تطرأ هذه الحالة المشينة قَطّ على مَن كان حبيب الله في الحقيقة. ولمّا لم تكن اللعنة جائزة بَطُلَت الكفارة تلقائيا. إذًا، يحقُّ لكلّ باحث أن يعترض ببيانٍ معقولٍ ولطفٍ وأدبٍ ما يشيرُ إلى خطأ معتقدات فرقة من الفِرق، ويسعى جهد المستطيع أن تكون الاعتراضات ذات صبغة علمية ليستفيد منها عامةُ الناس دون أن تكون فيها شائبة فساد أو اشتعال. إنه لمقام شكر الله تعالى أنَّ مِن مبادئنا نحن المسلمين ألا نُكذّب نبيّاً مِن الأنبياء الذين انتشرت فِرقهم وأقوامهم وأُممهم في العالم بكثرة لأن الله تعالى لا يهب للمفتري عزّة بحسب مبدئنا الإسلامي أن يصير مقبول الخلائق مثل نبي صادق ويؤمنُ به آلاف الفِرق والأقوام ويستتب دينه في الأرض وينال عمراً طويلا. لذا يجب أن يكون مِن واجبنا أن نؤمن بأنبياء جميع الأقوام كرُسلٍ صادقين ادّعوا الإلهام ونالوا قبولاً في الخلائق واستتب دينهم في الأرض سواء أكانوا من الهند أو الفُرس أو من الصين أو العبرانيين أو قوم آخرين. وإذا تطرّقَ إلى أُممهم أمورٌ تتنافى مع الحق فيجب أن نعُدّها أخطاء وجدَت سبيلها إليها فيما بعد. هذا مبدأ جميلٌ وجذابٌ يمكن لكلّ شخص أن يجتنِب نتيجة العمل به كُلّ نوع من سوء الكلام وإساءة الأدب. والأمرُ الْحَقُّ في الواقع هو أنَّ الله تعالى لا يهب نبيّاً كاذباً قبولاً بين عشرات الملايين من الناس ولا يعطيه عِزّة تُعطى للصادقين. ولا يمكن أن يستتب قبوله إلى القرون وعصور طويلة قَطّ بل تتفرق جماعته شذر مذر سريعاً وتتمزق لحمتها وسداها. فيا أيها الأحبة، اعتصموا بهذ المبدأ بقوة، عامِلوا الأُمم كلّها برِفقٍ فإن الرفق يزيد العقل، والحِلم يؤدي إلى نشوء أفكار عميقة. ومَن لَمْ يختر هذا الطريق فليسَ منّا. وإنْ لَمْ يستطع أحدٌ مِن جماعتنا الصبر والجَلَد على شتائم معارضينا وقسوة كلامهم فله الخيار أن يلجأ إلى المحكمة ولكن ليس مناسباً أن يخلقوا الفساد بالردّ على السيئة بالسيئة. هذه وصية أوصيتُ بها جماعتي وأنا بريء مِن الذي لا يعمل بها وأطردُه مِن جماعتي.” (الإعلانات 20/9/1897م)

هذا وقد منعَ حضرته ؑ المسلمَ الأحمديَ من الإساءة بأي شكل حتى لو كان محاوره سيّء الخلق ومن الساخرين حيث يقول عَلَيهِ السَلام:

لا يمكن لمُسْلِم أبداً أن يَشتُم عيسى عَلَيهِ السَلم حتى لو شَتَمَ قسيسٌ نبيَّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لأن المُسلمين قد أُشرِبَت قُلوبُهم مع حليب أمهاتهم أن يُحبّوا عيسى عَلَيهِ السَلام أيضاً مثلما يُحبّون النبي ﷺ. فلا يسَع مُسْلِماً قَطّ أن يصل بحِدَّة اللسان حَدَّاً يمكن أن يبلغه مسيحيٌ عنيد. ومِن ميزة المُسلمين الطيّبة، وهي مَدعاة للاعتزاز، أنهم ينظرون إلى جميع الأنبياء الذين كانوا قبل النبي ﷺ بنظرة الاحترام، ويُحبّون المسيح ؑ بوجه خاص.” (الإعلانات 27/12/1899م)

فماذا يجب عمله في هذه الحالة؟

يجيبنا المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:

فاتُفقَّ ذات ليلةٍ أنّي كنتُ جالسًا في بيتي، إِذْ جاءني رجلٌ باكيًا، ففزعتُ مِن بكائه فقلتُ: أجاءكَ نعيُ مَوت؟ قال: بل أَعْظَمُ منه. إنّي كنتُ جالسًا عند هؤلاء الذين ارتدّوا عن دين الله، فسبَّ أحدُهم رسولََ الله ﷺ سَبًّا شديدًا غليظًا ما سمعتُ قبله مِن فم كافرٍ، ورأيتهم أنهم يجعلون القرآنَ تحت أقدامهم، ويتكلّمون بكلمات يرتعدُ اللسانُ مِن نقلها، ويقولون إنَّ وجود البارئ ليس بشيء، وما مِن إله في العالم، إنْ هو إلا كَذِبَ المفترين. قلـتُ (أي المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام قال) : أوَ لم أكن حذّرتك مِن مجالستهم .. فاتقِّ اللهَ ولا تقعُد معهم وكُن مِن التائبين.” (التبليغ)

وكذلك الحادثة التي اتَّفَقَ فيها الطرفُ المسلمُ مُمثَلاً بخليفة المسيح الأول حضرة نور الدين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ والثاني من طرف الأريا الهندوس للمناظرة وتجنّب الإساءة لأي رمز ديني، ولكن الأريا أخلُّوا بكل الشروط وشتموا النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في ذلك الاجتماع ولكن حضرة نور الدين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بقي في المجلس بطلبٍ من المجتمعين ولكي يـرُدَّ عليهم، فغضب الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام كثيراً من تصرف نور الدين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وقال له بأن الغيرة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تتطلب الخروج الفوري عندما يُسب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهذا ما يقوله القرآن الكريم بأن يُغادر مجلس السب حتى يُخاض في حديث غيره. (راجع “سيرة المهدي” حديث 196)

وبالتالي لا يجوز مجالسة ومحاورة السبابين عند المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.

أما ما قاله معارضو الجماعة حول هجوم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فهو نصف الحقيقة كالعادة للأسف، فالحقيقة كاملة هي أن تعاليم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حول آداب الحوار هي كما ترون أعلاه، وأما الهجوم أو النقد فكان موجَّهاً إلى المعتدين الذين يسبون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ويفترون عليه ويشوهون صورته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقط وليس جميع المسيحيين أو القساوسة، فمن القساوسة مَن امتدحه الله تعالى في القُرآن الكَرِيم، وننقل الحقيقة الكاملة من كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حيث يقول:

ليسَ الكلام … موجّهاً إلى القساوسة ذوي السلوك الطيب والنصارى الآخرين الذين يجتنبون بسبب نبلهم الذاتي الهراءَ والبذاءة والإساءة ولا يؤذوننا بكلمات جارحة ولا يسيئون إلى نبينا ﷺ، والذين ليسَت كُتبهم مليئة بالإساءة والكلام القاسي، فلا شكَّ أننا نَحترِمُ أمثالَهم وهُم ليسوا مخاطَبين في أيّ مِن بياناتي، وإنما نوجّهُ الخِطابَ حَصراً إلى الذين يُدعَون مسلمين بالاسم أو النصارى وقد تجاوزوا حدَّ الاعتدال ويطلقون الشتائم علينا في الأمور الشخصية ويهاجموننا بإساءة أو يتفوهون بكلمات نابية ومسيئة بحق نبيّنا العظيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وينشرونها في كتبهم. فليسَت في كتابي هذا أو في كتُبي الأخرى كلمة أو إشارة موجّهة إلى هؤلاء النجباء النبلاء، الذين لا ينهجون منهج الوقاحة والإساءة.” (الإعلانات 27/12/1898م)

هذا ما أردنا أن نكتب شيئاً من مفاسد هذا الزمان، ونزَّهْنا كتابنا هذا عن إزراء الأخيار الذين هم على دين من الأديان، ونعوذ بالله من هتك العلماء الصالحين، وقدحِ الشرفاء المهذّبين سواء كانوا من المسلمين أو المسيحيين أو الآرية، بل لا نذكر من سفهاء هذه الأقوام إلا الذين اشتهروا في فضول الهذر والإعلان بالسيئة. والذي كان هو نقيَّ العرض عفيف اللسان، فلا نذكره إلا بالخير ونُكرمه ونُعِزّ جانبه كالإخوان، ونسوّي فيه حقوقَ هذه الأقوام الثلاثة، ونبسط لهم جناح التحنن والرحمة، ولا نعيب هؤلاء الكرام تصريحاً ولا تعريضاً رعايةً للأدب، فإن في المعاريض لمندوحة ًعن الكذب. ولا نغتاب المستورين قَطّ، ولا نأكل أبدًا لحم العبيط من غير العارضة، الذين عرّضوا أنفسهم لكل نوع السيئات وأعلنوها على رؤوس الشاهدين والشاهدات، ولا يزالون يقعون في أعراض الناس، ويجعلون دينهم تُرْساً عند إظهار هذه الأدناس. … إلا الذين يجاهرون بمعاصيهم ويجترئون كالبغايا على أنواع الخباثة، ويُظهِرون عيوبهم وعاداتهم الشنيعة في وسط الأسواق، ويكشفون ما ستر الله عليهم ويبلّغون خفايا عيوبهم إلى الآفاق. فلا غيبة لفاسق مجاهِر عند العاقلين، فإنهم خرّبوا بيوتهم بأيديهم كالمجانين. وكل ما قصصنا على الخلق مِن قصصِ أشرار هذه الزمان في الكتاب، فلا نعني بها إلا نفوس هذه الأحزاب. وإِنَّا بَراءٌ مِن تهمة ذمِّ المستورين القليلين، ونفوّضهم إلى عالِم العٰالَمِينَ، وإنما نذمّ الذين يفعلون السيئات معلنين.” (لجة النور)

فلمْ يشمل كلامُ المسيحِ الموعودِ عَلَيهِ السَلام جميع القسس والنصارى المسالمين وغير المسالمين بل المعتدين منهم فقط. ومع ذلك لم يكن في كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أي إساءة أو سخرية حتى مع المعتدين بل كان ردّاً قوي اللهجة صريح العبارة صادق الوصف ضد إساءاتهم وهجومهم وكذبهم على ديننا الحنيف.

وهذا الذي حدث بالتمام حيث يُبيّنُ عَلَيهِ السَلام قائلاً:

عندما يجرحُ المسيحيون أفئدتنا بشتّى الهجمات الفظيعة على شخصية الرسول ﷺ نردُّ عليهم هجومهم هذا مِن خلال كتبهم المقدسة والمُسَلَّم بها لديهم، لكي ينتبهوا وينتهوا عن أسلوبهم … هل يمكنهم أن يَعرضوا أمام الناس من مؤلفاتنا ردًّا هجوميًّا على سيدنا عيسى عَلَيهِ السَلام ليس له أساس في الإنجيل؟ إنه لمن المستحيل أنْ نسمع إهانة سيدنا محمد المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ونسكت عليها.” (الملفوظات؛ ج 9، ص 479)

وقال عَلَيهِ السَلام ردّاً على أحد القسس المعارضين بهذا الخصوص:

أما قولك بأنني استعملت كلمة “الشتم” في حق المسيح وكأنني لم أحترمه، فهذا ليس إلا سوء فهمك. إنني أؤمن بأن المسيح عَلَيهِ السَلام كان نبيًّا وعبدًا محبوبًا عند الله تعالى. وأما الذي كتبتُه فكان هجومًا منكم علينا، ولكني جعلتُه يرتد عليكم، إذ كان طبقًا لمعتقدكم.” (الحرب المقدسة، الخزائن الروحانية؛ ج 6، ص 107)

أما عن تسمية هذا الكتاب بـ “الحرب المقدسة” فقََدْ كان اختيار القسس بأنفسهم وليس اختيار المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حيث يقول حضرته:

المسيحيون بأنفسهم سمُّوا المناظرة معي “الحرب المقدسة”.” (ترياق القلوب)

ويشدد عَلَيهِ السَلام على تبجيل وحب السيد المسيح عَلَيهِ السَلام الذي سماه حضرته بـ سيّدنا المسيح كما يلي:

إنّنا -بعد تخصيص منصب الألوهية لله وَحدَه- نعتبرُ سيّدنا عيسى عَلَيهِ السَلام صادقاً وصالحاً في جميع الأمور، وجديراً بكلّ نوع مِن الإحترام الذي يجب القيامُ به تجاه كُلّ نَبِيٍّ صادِق.” (كتاب البَريّة، الخزائن الروحانية؛ ج 13، ص 154)

إنَّ المسيحَ مِن عباد الله المحبوبين والصالحين جداً، ومِن الذين هُم أصفياءُ الله، والذين يُطهّرهُم اللهُ تعالى بِيَدِه ويُبقيهم تحت ظِلِّ نُوره. غير أنه ليس إلهاً كما زُعم. نعم إنه مِن الواصلين بالله تعالى ومِن أُولَئِكَ الكُمَّل الذين هُم قِلّةٌ.” (تحفة قيصرية، الخزائن الروحانية؛ ج 12، ص 272، 273)

أما حقيقة مشاعر المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وتعاليمه نحو الجميع مسلمين وغير مسلمين فهي كما يبيّنُها بنفسه عَلَيهِ السَلام كالتالي:

إنني أؤكدُ لجميع المُسلمين والمسيحيين والهندوس والآريا أنّي لا أناصبُ أحداً العَداء في هذا العالم، إنّني أُحبُّ بني البشر حُبّ الأُمّ الرؤوم لأولادها، بل أكثر من ذلك. وأعادي العقائد الباطلة التي تقتل الحق. إنَّ مواساة البشر واجبي، كما أنَّ مِن مبادئي النفورَ من الكذب والزور والشِرك والظُلم ومِن كُلّ عملٍ سيئ ومِن الجور وسوء الخلق. .. فها أنا أُعلنُ أنّي أَكْثَرُ الناس حُباً لِبَني البشر، غير أنّني أُعادي أعمالهم السيئة وكلَّ أنواع الظلم والفسق والتمرُّد ولستُ أُعادي أحداً عداوةً شخصية. لهذا فإن الكنـز الذي أوتيتُه هو مفتاح جميع كنوز الجَنّة وآلائها، أعرضُه على نوع الإنسان ِبِجَيَشان الحب.” (الأربعين، الخزائن الروحانية، المجلد 1، ص 344)

ويقول عَلَيهِ السَلام أيضا:

الكراهيةُ لا تزول بالكراهية بل تزداد. الحُبُّ يُخمِدُ الكراهيةَ ويُزيلها.” (البراهين 5)

إذن رسالة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ومهمته هي الحب للجميع ولا كراهية لأحد.

ملخّص ما سبق هو نعم ما سمعتموه صحيحٌ حيث يؤكّدُ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام على مَنْع الإساءة بأي شكل والسخرية بأي وجه كان من عقائد الآخرين وخاصة المسيحيين منهم وأن لا يبادل المُسلمُ الأحمديُّ الآخرين سَبّهم وسُخريتهم بل يترك مجلس السخرية والابتذال والشتائم مِن فوره. أما الرد على مثل هؤلاء فيتم بتفنيد الشبهات في كُتبٍ ومنشورات أو إجراء المناظرات مع علمائهم فقط باتفاق عدم السب يراقبه طرف ثالث يتم بالمراسلات أو برعاية الطرف الثالث المحايد. وكما يرى القارئ الكريم فإن هذه التعاليم من الوضوح ما لا مجال فيه للحيرة والالتباس ومن الصراحة ما لا مجال فيه للمماراة والإشتباه بفضل الله تعالى.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد