النص الذي يثيره الخصوم هو : “أقول نفسَ ما قلت في أول الأمر، ثم قلتُ خلافه بعد أن جاءني العلم منه أنا بشر، ولا أدَّعي معرفة الغيب.”

الجواب:

النص السابق فيه تدليس متعمد وتحريف، فقد بَترَه خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية من سياقه وأزالوا منه عبارات محددة ليبدو كما يشتهون.

النص كاملاً كما يلي. يقول عَلَيهِ السَلام :

ليس هناك من تناقض في كلامي، إنما أتَّبع وحي الله تعالى. فما لم يأتني منه علم ظللتُ أقول ما قلتُ في أول الأمر، ثم قلتُ خلافه بعد أن جاءني العلم منه ﷻ. إنما أنا بشر، ولا أدعي معرفة الغيب.” (حقيقة الوحي، ص 135)

فالنص نفسه يرد على مزاعم الخصم حيث يؤكد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بأنه لا يتناقض في كلامه كما يزعمون بل كان قبل الوحي والنبوة يقول بعقيدة باقي المسلمين في حياة المسيح الناصري عَلَيهِ السَلام في السماء ولكن بعد أن منَّ الله تعالى عَلَيْهِ بالوحي والنبوة فلم يتركه بعدها طرفة عين وهو ما سنثبته من كلام حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ومن كتاب حقيقة الوحي نفسه وغيره.

يقول عَلَيهِ السَلام بعد أن أعلن بأنه نبي ما يلي:

ولكن يا أيها الأحبة الباحثين عَنْهُ عزَّ وجل، أبشِّركم أن الإله الصادق هو ذلك الذي أنزل القرآن الكريم، وهو الذي تجلّى عليَّ، والذي هو معي في كل حين وآن.” (حقيقة الوحي، ص 584)

فَلَمْ يتركه اللهُ تعالى بعد أن بشرَّه بالنبوة طرفة عين.

كذلك تلقى عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وحياً صريحاً قطع به طريق الشك في عصمته في كل حين:

لن يتركك الله ما لم يميِّز الرشدَ من الضلال.. سيكون الله معك في كل خطوة ويرزقك الفتح في كل موطن، وسيتم نوره على يدك.. والله يعصمك من عنده ولو لم يعصمك الناس.” (حقيقة الوحي، ص 418)

فعصمة الله تعالى لمسيحه تقتضي عدم تركه يُعلن مراراً وتكراراً بأن المسيح عَلَيهِ السَلام لا أب له كما يظن الخصوم المجترئون.

كذلك تلقى عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام الوحي التالي الذي يبين أن الله تعالى سوف يصلح أمره كله:

إنَّ الله يصلحُ كلَّ أمرك.” (حقيقة الوحي، ص 81)

فهذا الوحي بذاته يبيّن أن الله تعالى سوف يعصمه ويصلح عقيدته كلها.

وهو ما أكده المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في مواضع شتى حيث يقول حضرته بأن الله تعالى يعصمه في كل شيء:

والحق أنني لا أقوم بشيء، بل إن الله تعالى قد أخذ في قبضته مهمتي وجوارحي ويدي ولساني وحركتي وسكوني كلها، ويحرّكني كما يشاء، فأتحرك وفقاً لمشيئته، ولا خيار لي في ذلك.” (الحكم، مجلد 6، عدد 23، يوم 1902/6/24، ص 11)

ويقول أيضا عَلَيهِ السَلام :

.. فَافْهَموا مني فإني أنطق بروح الله.” (نزول المسيح، الخزائن الروحانية، المجلد 18، ص 402-403)

يقول أيضاً عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

إنَّ الله لا يتركني طرفة عين ويعصمني عن كل مَين“. (نور الحق 72/2)

فعلى خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية أن يتقوا الله تعالى وأن يشعروا بالندم على ما قدمته أيديهم وإسهامهم في إضلال خلق الله جلّ وعلا.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد