يتساءل البعض من العارضي:

ما هو الجديد الذي طرحه وجاء به المسيح الموعود عليه السلام؟

أقول: إن الذي لا يرى الجديد والمفيد الذي جاء به المسيح الموعود عليه السلام فالمشكلة في بصيرته الروحانية! فالجديد الذي جاء به عليه السلام بعيد عن الحصر والجمع، ولذا نورد البعض مما سنقوم بجمعه في هذه السلسلة.

من أهم ما جاء به المسيح الموعود عليه السلام، هو إعادة إقامة الرابط الروحاني بين العبد وخالقه، حيث إن هذه العلاقة التي جاء بها الإسلام كادت تتلاشى بابتعاد المسلمين عن خالقهم، ولإيمانهم ببعض الأمور المغلوطة كانقطاع الوحي. فجاء المسيح الموعود عليه السلام وأكّد على أهمية هذه العلاقة، وأن الله حيٌّ ويتكلم مع عباده بالوحي، وقدّم مثالا عمليا على ذلك بإعلانه أن الله بعثه ويكلّمه ويوحي إليه وينبّئه بالغيب، وقدم الأمثلة العملية على ذلك بكل الرؤى والكشوف والنبوءات التي جاء بها وتحققت رغم تكذيب المعارضين لها.

كما وقدّم حضرته بذلك مثالا عمليا على صدق الإسلام وعلوّ كعبه على الأديان الأخرى، وأعلن تحديا لكل زعماء الأديان الأخرى، أن يأتوا ويعاينوا هذه المعجزات التي يجريها الله تعالى على يديه بمكوثهم عنده في قاديان لمدة سنة أو أربعين يوما. وبذلك قدّم مثالا عمليا على صدق الإسلام بأنه الدين الوحيد الذي باتّباعه، يصل أتباعه إلى أرقى المناصب الروحانية، فيجتبيهم الله ويكلّمهم ويوحي إليهم!

قبل أن يُبعث حضرته عليه السلام، كانت المناظرات والنقاشات العلمية والفلسفية هي الوسيلة الوحيدة لإثبات صدق دين معين على باقي الأديان، وقد أثبتت هذه الوسيلة عدم نجاعتها بانعدام الدليل العملي الذي يؤيّدها، فببعثة حضرته عليه السلام انقلبت هذه الموازين بتقديم الدليل العمليّ على صدق الإسلام، وهو ما عجز عنه علماء الأديان الأخرى؛ وهذا من أهم الجديد الذي جاء به المسيح الموعود عليه السّلام!!

فمَن مِن العلماء والمشايخ المسلمين، يجرؤ على إعلان وتحدٍ كهذا!؟

مَن مِن علماء ومشايخ المسلمين، باستطاعته أن ينبئ بنبوءات كهذه وتتحقق وفق وعد الله له؟

مَن مِن علماء ومشايخ المسلمين، باستطاعته أن يقدم مثالا عمليا كهذا على صدق الإسلام، بحيث يدّعي أن الله يكلمّه ويوحي إليه بفضل اتباعه لهذا الدين واتّباع أوامره ونواهيه؟


الجزء الثاني من هنا

One Comment on “ما هو الجديد الذي جاء به المسيح الموعود عليه السّلام – الجزء الأول”

Comments are closed.