الاعتراض:

اكتشاف حذف متعمّد خطير في التذكرة

التذكرة: اسم الكتاب الذي يضمّ وحي الميرزا، والذي قال الميرزا عمّن يخفي شيئا منه إنه لئيم. (الاستفتاء)
وقد اتصل بي للتوّ أحد الإخوة قائلا إنه اكتشف أنّ النصّ التكفيري محذوف من الطبعة الإنجليزية، وهو قول الميرزا:

“لقد كشف الله عليّ أن كلّ من بلغتْه دعوتي ولم يصدّقني فليس بمسلم، وهو مؤاخَذ عند الله تعالى”. (التذكرة العربية، ص 622)

وهذا رابط الطبعة الإنجليزية التي حذفوه منها.

وتجدون أمامكم الوحي الذي يسبق الوحي المحذوف، والوحي الذي يليه. فلا مجال أمام مماحك أن يكذّب ذلك. وهذا يؤكد أن الأحمديين يسعون لإظهار صورة الميرزا على غير ما هي عليه.

أما نحن فسنلاحق أي تزييف.

الرد:

اختلاف الطبعات وسقوط هذه أو زيادة تلك من النصوص في الطبعات هو أمر عادي لا يثير الاستغراب عند العقلاء. إذا وجد أحدٌ نصاً ما لم يُنشر في طبعة ما فيجب عَلَيهِ بدل الولولة والصراخ باكتشاف الممحي أن يتصل بالناشر ويتأكد؛ هل تم حذف النص لأي سبب، وما هو، فلعل الحذف تم لعدم توفر السند الصحيح أو القوي خصوصاً في حالة كتاب “تذكرة” الذي قامت الجماعة الإسلامية الأحمدية بتخصيصه لجمع نصوص الوحي الذي تلقاه المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حسب السنوات، ودرج الحال أنه كلما عُثر على نص وحي للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فيتم مباشرة استشارة أمير المؤمنين أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز فيضاف إلى الكتاب بطبعة جديدة أو يُحذف لعدم قوة سنده أو توفر ما يكفي لإثباته، فتجده قد أزيل لأسباب مماثلة وقد يعود مستقبلا، وهنالك أسباب أخرى أيضا. وهذا يحصل حتى في كتب الحديث الشريف ومنها صحيح البخاري ومسلم وغيرها حيث تُحذف العشرات من الأحاديث بين طبعة وأُخرى لا مجرد حديث أو اثنين، ومثال على ذلك الحديث التالي:

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ فَعَرَّسَ بِلَيْلٍ، اضْطَجَعَ عَلَى يَمِينِهِ، وَإِذَا عَرَّسَ قُبَيْلَ الصُّبْحِ نَصَبَ ذِرَاعَهُ، وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى كَفِّهِ.” (صحيح مُسْلِم 1511- 313-683)

فهذا الحديث لم يرد في أصل طبعة التأصيل، وإنما ورد في الحاشية 2/422، حيث كُتب:

هذا الحديث عزاه لمسلمٍ البيهقيُّ في “السنن الكبير” 5/420، والحميدي في “الجمع بين الصحيحين” 1/462، وابن الأثير في “جامع الأصول” 5/20 3003، والمزي في «تحفة الأشراف» 12087، وقال المِزِّي: لم يذكره خلف، وذكره أَبو مسعود والحميدي، وقال أَبو القاسم: لم أجده في كتاب مسلم، ولم يذكره القاضي عياض في “الإكمال” 2/680، والنووي في شرحه 5/192، وفي “الأحكام الكبرى” 2/15، وقد بحثنا في غير نسخة أخرى للصحيح، منها نسخة الأوقاف العامة ببغداد، ونسختي مكتبة جامعة الرياض، فلم نقف عليه فيها (كذا)، وصوابه: (فيهما).” أهـ

إذن لا مشكلة البتة في موضوع حذف نص او اثنين من طبعات الكتاب. وَعَلَى العموم يوجد نص مماثل في كتاب التذكرة بالإنكليزية يقول بأن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام إذا جاء فإن المسلمين الذين هم في الحقيقة ليسوا إلا مسلمين بالإسم سيدخلون الإسلام من جديد ! أي أن المسلمين هم بالفعل ليسوا مسلمين ! وهذا كما أوضحنا في منشور سابق لا ينفي مسمى الإسلام والانتماء إليه بل هو الإسلام في جوهره، إذ أن الإيمان بالمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام عند الأحمديين هو أمر مفصلي للإسلام الصحيح، ولا علاقة لذلك البتة بحق الانتساب إلى الإسلام والتسمي به بل يجب إطلاق لقب المسلم على كل شخص يعلن بأنه مُسْلِم. فنفي الإسلام هنا هو نفي لجوهر وحقيقة الشيء لا مُسمَّاه والانتماء له. وهذا ما نؤمن به ونردده منذ زمن طويل، ولا معنى لإيماننا إذا كان الكفر والإيمان بالمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام سيان! تجد عزيزي القاريء الرد الكامل على هذا الموضوع  هنا (من التكفيري؟).

لقد ورد هذا النص من رواية واحدة فقط، ولذلك لم ينزل في الطبعة الإنكليزية الجديدة وهو قيد التحقق للبت في ثبوته. فيما يلي تنبيه حول الطبعة الإنكليزية الحديثة:

أما الطبعة الثالثة الإنجليزية فأُعدت تحت إشراف الأستاذ منير الدين شمس وكيل التصنيف بالجماعة، حيث عمل عليها تحت توجيهات مباشرة من أمير المؤمنين الخليفة الخامس أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز، وقد أُدخلت فيها تغييرات تنقيحية طفيفة من خلال توثيق النصوص والمراجع، كما سجلت أمام شروح المدونين أسماؤهم قدر المستطاع.” (مقدمة التذكرة)

أما النص في الاْردية والعربية، فلأنها طبعات أقدم من الطبعة الإنكليزية، ولم تنزل طبعة جديدة لها بعد، فبقيت كما هي. فلكل طبعة توجد لجنة مخصصة مختلفة للتحقيق في تلك اللغة، ولعل الطبعات الجديدة القادمة للأردية والعربية أيضاً ستشهد حذف هذا النص، خاصة إذا أكَّد التحقيق عدم ثبوته.

وفي الصورة تقرأون النص من نفس كتاب “التذكرة” باللغة الإنكليزية. أي لو أراد أحد إخفاءه لأخفوا هذا النص من باب أولى، كما أنه باعتراف المعترض لا زال موجوداً في النسخة العربية على الموقع الرسمي !

كما أن هذا النص بالإنكليزية حول أن من لم يؤمن بالمسيح عَلَيهِ السَلام أنه كافر فلا يزال هذا النص موجوداً بالحرف بالإنكليزيّة إلى الآن في كُتُب أخرى مثل كتاب المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ “حقيقة الانفصال”، فلماذا لم يخفه أحد !

إذن الأمر عادي جداً ليس فيه إشكال كما يصرخ المعترضون وكأنهم وجدوا أخيراً الزر الذي يقضي على الأحمدية بعد طول سهر وسهاد اسودّت بسببه وجوههم وذبلت أعينهم بلا طائل فابتسم القدر اخيراً للمعترضين ووجدوا الزر الذي سيزيل كابوس الأحمدية الثقيل عن صدورهم المتلبدة.

أما التزييف فهو أن تُظهر الشيء على غير ما هو، كالتشويه الذي يمارسه المعترضون ليل نهار وبترهم النصوص وإخفاء بعضها لدعم حملة التشويه التي يقومون بها بفشل ساحق.

وأما اللؤم فهو أن تعيش عند أناس فتأكل وتشرب ليل نهار على حسابهم وتسافر وتقيم وتشتري كل ما تشتهيه نفسك حتى حاسوبك الشخصي كله على حسابهم ولمدة 18 سنة ثم لا تقول حتى كلمة شكر أو خير بحق هؤلاء وإنما تسبهم وتشوههم ليل نهار بداعي الإنقاذ ! ولله در المتنبي القائل:

“إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ
وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا”

لتحميل كتاب التذكرة بالضغط هنا

ولقراءة كتب الجماعة الإسلامية الأحمدية كلها من هنا

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

حذف التذكرة

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد