● المعترض:
الخطأ 13 الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: استمرار النبوة
أقول : الميرزا نفسه يرفض ذلك. ويرفض ذلك الأحمديون عموما، حيث يرون أن الميرزا فقط هو النبيّ بعده فقط. فأين الاستمرار؟

الرد:

استمرار النبوة يعني أن هنالك نبياً من هذه الأمة لا من خارجها يتربى تربية روحانية على يد النبي ﷺ من خلال الفناء في اتّباع تعاليمه وسنته ﷺ، وفي هذا إشارة للنبوة الظلية أي التي هي انعكاس للنبوة الأصلية فكأن النبي ﷺ الذي وصفه الله تعالى بالسراج المنيّر: ﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ أي الشمس التي هي مصدر الضوء والمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو القمر أي مجرد مرآة عاكسة لضوء الشمس النبوية أي النبوة الأصلية. ونجدُ أن القرآن الكريم ذكر مرات عديدة الشمس والقمر كآية على الهداية فجعل القمر تالياً للشمس كما يتبع الخادم سيده: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ وكأنها صورة معبرة لقوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيتلوه شَاهِدٌ مِنْهُ﴾ وقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ والتي شرحها النبي بنفسه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كما بيَّنا في المنشور السابق.

ويشرح لنا المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الوحي الذي تلقاه وتعريبه:

إنَّ عِلم الله وخاتمه فَعَلَ فعلاً عظيماً.” (“بدر”، مجلد ٢، عدد ٢٣، يوم ١٩٠٦/٦/٧، ص ٢، و”الحكم”، مجلد ١٠، عدد ٢٠، يوم ١٩٠٦/٦/١٠، ص ١)

فيقول عَلَيهِ السَلام:

يعني أن الله تعالى قد أحسَّ في هذا العصر أنه عصر فاسد جداً يحتاج إلى مصلح عظيم، والفعل الذي قام به خاتمُ الله هو أن أحد أتباع النبي ﷺ وصل مرتبةً عاليةً حيث كان من أمته ﷺ من ناحية، كما صار نبياً من ناحية ثانية، لأن الله جلَّ شأنه قد جعل النبي ﷺ صاحبَ الخاتم، أعني أنه تعالى وهب للنبي ﷺ ولاستمرار بركاته الروحانية خاتماً لم يوهب لنبي آخر مطلقاً، ولذلك سُمِّي خاتم النبيين، بمعنى أن طاعته ﷺ تكسب المرءَ كمالاتِ النبوة، وتربيته الروحانية توصل المرء إلى مقام النبوة، وهذه القوة القدسية لم يعطَها أي نبي سواه. وهذا هو معنى الحديث: “علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل“… ومع أن بني إسرائيل كان فيهم أنبياء كثيرون، إلا أن نبوتهم لم تكن نتيجة اتباعهم لموسى عَلَيهِ السَلام، بل كانت تلك النبوات كلها هبةً إلهيةً نالوها مباشرة دون أن يكون فيها أدنى دخل لاتباعهم لموسى عَلَيهِ السَلام، ولذلك لم يسمَّ أحد منهم -مثلي- نبياً من ناحية، وتابعاً وأُمَّتيَّاً من ناحية أخرى، بل سُمُّوا أنبياء مستقلِّين ونالوا منصب النبوة مباشرة. ولو ألقينا نظرة على حالة بني إسرائيل، مستثنين هؤلاء الأنبياء، لوجدنا أنهم لم ينالوا من الرشد والصلاح إلا نزراً يسيراً جداً، وعلى العموم كانت أمة موسى وعيسى عليهما السلام محرومة من أولياء الله، وإذا كان فيهم أحدٌ على سبيل الندرة فهو في حُكْم العدم.” (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد ٢٢، ص ٩٩-١٠٠ الحاشية)

إذن الذي رفضه المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو فهم المعترض فقط، أما المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فقد بيّنَ كما أثبتنا استمرار النبوة بمعنى استمرار البركات النبوية التي هي انعكاس لنور شمس النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بحيث يصل أحد أتباعه ﷺ وهو المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام إلى مقام النبوة ويشاركه ظلياً وبصورة أدنى في هذا المقام جميع الأولياء من أمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وهذا هو بحق ختم النبوة وكمالاتها وهي التي تثبت أن هذه الأمة التي وصفت بخير أمة أخرجت للناس لن تقتصر على إنجاب الكذابين بل تنجب كذلك الصادقين وَعَلَى رأسهم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.

فالذي ينفي بعثة المسيح من هذه الأمة فقد حكم عليها بالعقم والشنار لأنها لا تنتج إلا الدجالين أما الصادق فسوف تدعو الضرورة لبعثته من الأمة الإسرائيلية ! وهذا هو ظَنُ المعترض بالأمة

● المعترض:
الخطأ 14 الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: خاتم لا تعني آخر
أقول: الميرزا استعملها مرات لا تُحصى بهذا المعنى، وفيما يلي بعضها
ثم كيف يمكن أن يأتي بعد خاتم النبيين نبيٌّ، وذلك بمفهوم النبوة التام والكامل الذي يدخل في شروط النبوة التامة؟ أليس ضروريا أن توجد في ذلك النبي كافة مقتضيات نبوته التامة بما فيها الوحي ونزول جبريل؟ لأن الرسول، بحسب تصريح القرآن الكريم، هو الذي يتلقى أحكام الدين وعقائده بواسطة جبريل. والمعلوم أنه قد خُتم على وحي النبوة قبل 1300 عام، فهل سيُنقض هذا الختم عندئذ؟ وإذا قلتم: سيُرسَل المسيح ابن مريم منـزوعَ النبوة التامة؛ قلتُ: لا بد أن يكون هناك سبب لهذه العقوبة؟ (إزالة الأوهام، ص534-535)
إن مجيء المسيح ابن مريم رسولا بعد خاتَم النبيين يستلزم فسادا عظيما؛ وفي هذه الحالة لا بد من التسليم بأحد أمرين: إما أن تبدأ سلسلة وحي النبوة مجددا، أو سيرسل الله تعالى المسيح ابن مريم بعد نزع جميع مستلزمات النبوة منه، وسيُرسله فردا من أفراد الأمة فقط، ولكن كِلا هذين الأمرين مستحيل. (إزالة الأوهام، ص544)
وكذلك إن كون نبينا ﷺ خاتَم النبيين؛ يمنع مجيء نبي آخر، أما الذي يستمد النور من مشكاة نبوة محمد ﷺ، ونبوته ليست نبوة تامة، بل يُدعى بتعبير آخر محدَّثا؛ فهو يخرج من نطاق هذا التحديد، لأنه داخل في وجود خاتَم المرسَلين ، وذلك لاتباعه وفنائه في الرسول ﷺ، كما يدخل الجزء في الكل. (إزالة الأوهام، ص575)

الرد:

لقد تحدَّثنا عن موضوع ختم النبوة مطولاً وقلنا بأن عبارة خاتم النبيين لا تعني آخر النبيين من حيث الترتيب بل آخرهم شريعة وأولهم مقاماً أي أكملهم من حيث الدرجة وذلك لأن النبي صاحب الشريعة الكاملة هو النبي الكامل والأفضل. وقد سقنا أدلة عديدة من أقوال حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام على أن ختم النبوة هو ختم كمالاتها في النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذي لا نبي بعده إلا عيسى الذي يستقي منه نبوته. (انظر: الأحمدية هي جماعة ختم النبوة)

لذلك قالت السيدة عائشة أُمّ المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْها بأن ختم النبوة لا يعني الآخرية الترتيبية لأن هذا يناقض نزول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، فقد روى يحيى بن سلام عن الربيع في تفسيره :

الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : لا تَقُولُوا : لا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ، وَقُولُوا : خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، فَإِنَّهُ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلا وَإِمَامًا مُقْسِطًا ، فَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا“. (519، تفسير يحيى بن سلام، سُورَةُ الأَحْزَابِ، تَفْسِيرُ سُورَةِ الأَحْزَابِ. والحديث بلفظ مشابه أصله في مصنف ابن أبي شيبة عن جرير ابن حازم عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها)

وفيما يلي قول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حول موضوع ختم النبوة أنه كمال النبي ﷺ وليس ترتيبه في آخر القائمة:

إنّ رسولَنا خاتَمُ النبيين، وعليه انقطعت سلسلةُ المرسلين. فليس حقُّ أحدٍ أن يدّعي النبوّة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المستقلّة، وما بقي بعده إلا كثرة المكالمة، وهو بشرط الاتّباع لا بغير متابَعَةِ خيرِ البريّة. وواللهِ ما حصل لي هذا المقام إلا من أنوارِ اتّباعِ الأشعّة المصطفوية، وسُمّيتُ نبيًّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة. فلا تهيج ههنا غيرةُ الله ولا غيرةُ رسوله، فإني أُرَبَّى تحت جناح النبيّ، وقدمي هذه تحت الأقدام النبويّة.” (الاستفتاء، ص ٨٦)

ويقول حضرته حول بعثة المسيح نبياً من هذه الأمة:

ثم بعد ذلك نقَل النبوة من وُلْدِ إسرائيل إلى إسماعيل، وأنعمَ الله على نبينا محمد وصرَف عن اليهود الوحيَ وجبرائيلَ. فهو خاتم الأنبياء، لا يُبعث بعده نبي من اليهود، ولا يُرَدّ العزّة المسلوبة إليهم، وهذا وعد من الله الودود. وكذلك كُتب في التوراة والإنجيل والقرآن، فكيف يرجع عيسى، فقد حبَسه جميعُ كتب الله الديّان؟” (مواهب الرحمن، ص ٥٨)

إذن تكرار المعترض لنصوص نفي النبوة واستخدام خاتم للأخير فقط أمر غير مُجد لأنه يبتر ويدلس في كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.

● المعترض:
الخطأ 15 الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: تحقق نبوءة نبوءة سأبلّغ دعوتك إلى أطراف الأرض
أقول: نبوءة سأبلّغ دعوتك إلى أطراف الأرض التي ذكرها الميرزا في عام 1886 تحققت عكسيا، فالميرزا كان مشهورا جدا قبيل تأليف البراهين، بسبب التهويل الكاذب الذي وصف به كتابه البراهين الذي لم يكن قد كتبه بعد، وقد ذكر في إعلان في عام 1879 أسماء مشاهير الناس الذين تبرعوا له من القارة الهندية، ومنهم ملكة ووزراء ونواب، وفيما يلي قائمة بأسمائهم:
1- السيدة نواب شاه جهان بيجوم المحترمة بألقابها، حاكمة ولاية بهوبال.
2- السيد نواب علاء الدين أحمد خان بهادر، والي ولاية لوهارو.
3- السيد المولوي محمد جراغ علي خان المحترم، نائب معتمد مدار المهام، دولة آصفية حيدر آباد دكن.
4- السيد غلام قادر خان، الوزير في ولاية ناله غرهـ، البنجاب.
5- النواب مكرم الدولة بهادر، حيدر آباد.
6- النواب نظير الدولة بهادر، بهوبال.
7- النواب سلطان الدولة بهادر بهوبال.
8- النواب محمد علي خان بهادر، لدهيانه البنجاب.
9- النواب غلام محبوب سبحاني خان صاحب بهادر، الرئيس الأعظم في لاهور.
10- السيد سردار غلام محمد خان، زعيم مدينة “واه”.
11- السيد ميرزا سعيد الدين أحمد خان صاحب بهادر، نائب المفوَّض في فيروز بور.
فأين الميرزا بعد عام 1886؟ لم تبلغ دعوته أقصى أطراف الأرض، وانفضّ الملوك والوزراء عنه. وبدأ صيته يتراجع.
المهم أنّ هذه النبوءة ذكرها الميرزا في عام 1886 بعد أن ألف البراهين وبعد أن صار معروفا. فلا يمكن عَدُّها نبوءة وقد كانت قد كانت قد تحققت إلى حدّ ما.
أما لو قرأناها في سياقها فيتضح أنها لم تتحقق كما أُريد لها، وكما يُفهم منها في سياقها التالي: (فيما يلي نصّ هذا الإلهام) :
سيخلّد الله تعالى اسمك بالشرف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وسيبلّغ دعوتك إلى أطراف الأرض. سأرفعك وأدعوك إليّ، ولكن اسمك لن يمحى من على وجه الأرض أبدًا. وكل أولئك الذين يريدون إهانتك، ويسعون لإفشالك، ويتمنون هلاكك، هم أنفسهم سيبوءون بالفشل ويموتون خائبين خاسرين. ولكن الله سوف يكتب لك فوزًا كاملا، ويحقّق لك أمانيك كلها. سأزيد جماعةَ محبّيك المخلصين، وأبارك في نفوسهم وأموالهم، وأكثّرهم تكثيرًا، وستكون لهم إلى يوم القيامة الغلبة على المسلمين الآخرين الذين يحسدونك ويعادونك. لن ينساهم الله ولن يغفل عنهم، بل لهم أجرهم على حسب إخلاصهم”. (التذكرة)
التساؤلات:
1: هل باء بالفشل خصومه؟ أم أن أتباعهم يملأون العالم أكثر من أتباعه ألف مرة؟
2: هل زادت جماعة محبيه الصادقين، أم تناقصوا من 400 ألف حتى 200 ألف في خمسين سنة ولا يزالون يتناقصون؟
3: هل كانت لهم الغلبة إلى يوم القيامة على المسلمين الآخرين؟ أم أن هزائمهم تترى.
باختصار، هذه النبوءة لم تتحقق نسبيا أكثر مما كانت تتحقَّق زمن تلقيها.
ولو فرضنا تحققها جدلا، فهي من باب توقع حدوث الشيء، لا من باب أنها وحي الله الذي ينبئ بشيء لا يخطر بالبال والذي ينطبق عليه (لا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)، فهذا ليس من الغيب، بل من المتوقَّع. وكلّ من يزعم مثل مزاعم الميرزا لا بد أن يسمع به الناس من شتى الأصقاع، لكن هذا السماع لا يرافقه احترام.

الرد:

ملاحظة/ تم حذف العبارات الهستيرية والشتائم التي صار يكيلها المعترض كلما ذَكَرَ اسم سيده المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام.

أما الأعداد فقد أثبتنا في منشورات سابقة بأن المعترض يستعرض جهله فقط، إذ ادّعى بأن عدد الجماعة كان عند تعداد الهند لسنة ١٩٠١ هو فقط ٣٠٠ شخص فقط وأن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بالغ بالعدد عندما ذكر أن العدد كان ١٠ آلاف شخص فأثبتنا بالدليل من كتب الإحصاء السكاني لسنة ١٩٠١ بالهند بأن العدد الصحيح هو بالفعل ١٠ آلاف وليس ٣٠٠ كما ادّعى المعترض (عدد الاحمديين عام 1901 هو 10 آلاف .. وصدق المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام). وكذلك تدليس المعترض حول نقص العدد ٤٠٠ ألف إلى ٢٠٠ ألف أثبتنا أن الأمر على العكس تماماً إذ يؤكد المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بأن العدد في زمن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كان بالفعل مئات الألوف ثم ازداد في زمنه ليبلغ أكثر من نصف مليون مسلم أحمدي في الهند وبلاد العرب وغيرها، وأن العدد كبير لدرجة أن كثيراً من المنضمين للجماعة الإسلامية الأحمدية لا يعلنون انضمامهم على الملأ خوفاً من بطش المشايخ المعارضين بشدة للجماعة الإسلامية الأحمدية والذين هم لليوم يكفرون الأحمديين ويمنعونهم من الإنتماء إلى الإسلام وهنالك قوانين تعاقب الأحمدي بالحبس والغرامة وغير ذلك فقط لإلقائه تحية الإسلام السَلامُ عَلَيْكُم، وأن من هؤلاء المنضمين سرّاً كثير من الهندوس والسيخ والفرق الإسلامية المختلفة. وهذا ردٌّ أيضاً على قضية عدد الأحمديين اليوم حيث لا يمكن للجماعة أن تعلن عدد الأحمديين في كل دولة بالتمام والكمال وذلك خوفاً على حياتهم، وهو يتم برغبة من المنضمين أنفسهم وحرصاً من الجماعة الإسلامية الأحمدية على حياتهم كما قال المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فالعدد الذي ذكره المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو الذي ذكره المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وبدل أن ينقص كما ظنَّ المعترض فقد زادَ حتى وصل لأكثر من نصف مليون عدا الذين يبايعون بالسر كما تقدم. وهكذا تتحقق آية ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ صَدَقَ الله العظيم. (لا زلنا مع الأعداد – أخبر فصدق).

ولنَدَع المُصْلِحَ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يشرح الأمر حيث يقول حضرته:

لقد أسس سيدنا حضرة مرزا غلام أحمد القادياني عَلَيهِ السَلام الجماعة الإسلامية الأحمدية في ٢٣ آذار/مارس ١٨٨٩م وعمره نحو ٥٤ عاما، واتخذ مسقط رأسه “قاديان” التي هي قرية صغيرة تقع على بعد ١١ ميلا شمال شرق محطة القطار في مدينة “بطاله” (بالهند) مركزا لها. ورغم المعارضة الشديدة التي لقيهـا مـن جميع الأديان الموجودة في الهند آنذاك، ورغم عدم التأييد بل العداء أحيانا مـن قبل الحكومة راحت دائرة انتشار جماعته تتوسع إلى جميع أنحاء الهند، حـتى إن عدد أفراد الجماعة الأحمدية حين وفاته عام ١٩٠٨م كان قـد بلـغ مئـات الآلاف. وكانت هذه الجماعة قد خرجت من الهند وانتشرت في بلاد العـرب وأفغانستان. وبعد وفاته عَلَيهِ السَلام انتُخب أستاذي المحترم حضرة المولوي نور الدين ؓ إماما وخليفة له. وحين توفي مولانا نور الدين ؓ في عام ١٩١٤م انتُخب هذا العبد المتواضع إماما للجماعة. (علما أن الجماعة تنتخب -على غـرار صـدر الإسلام- أحدا من أبنائها إماما لها، وليس ضروريا أن يكون من أولاد سـيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أو عائلته) كما أن الخليفـة الأول ؓ لم تربطه مع المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام علاقة نَسَب أو قرابة، كما ليس ضروريا أيضا أن يكون الخليفة من غير عائلته عَلَيهِ السَلام، (كما أن لي الشرف أن أكون ابنـه). وانتشرت هذه الجماعة في العالم كله وبلغ عدد أبنائها أكثر من نصف مليـون نسمة معظمهم يوجدون في الهند والمناطق المجاورة لها. وبسبب المعارضة المريرة التي تتلقاها الجماعة، فإن كثيرا من الناس ينضمون إليها خفية ولا يستطيعون أن يعلنوا انتماءهم على الملأ. ويوجد مثل هؤلاء الناس بكثرة بين الهندوس والسيخ والِفرق الأخرى من المسلمين.” (الأحمدية أي الإسلام الحقيقي، حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ص ٣)

أما شهرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام منذ شباب حضرته كما يدّعي المعترض فعليه أن يثبت ذلك من خلال أي كتاب أو حتى أي قصاصة من جريدة في ذلك الوقت ذكرت حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام قبل كتابة البراهين أو حتى بُعيدها كشيخ أو عالِمٍ معروفٍ في الهند أو حتى مقاطعة البنجاب ! فليثبت بأي طريقة يُحِب قبل كتابة حضرته للبراهين الأحمدية التي كانت إرهاصاً لبعثته كمسيح ومهدي موعود، فإن لم يفعل ولن يفعل فليتّق الله تعالى مُخزِي الكاذبين.

أما عن انتشار الجماعة وازدياد عددها فلينظر فقط إلى بداية دعوة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حيث لم يكن معه أحد إلا بضعة أفراد يُعَدّون على الأصابع وفي غضون ١٠٠ سنة فقط صاروا ملئ الأرض ينتشرون في ٢٠٩ دولة (More than 584,000 people join Ahmadiyya Muslim Community as annual convention held) بتعداد بلغ عشرات الملايين (Ahmadiyya Muslim Community).

أما عن الاحترام فليت المعترض يُرينا أي زعيم لأي فرقة إسلامية يحظى بالاحترام الذي يتمتع به حضرة مرزا مسرور أحمد خليفة المسيح أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز الذي يستقبله الروساء والملوك بأنفسهم ويسلٌموه مفاتيح مدنهم ! (Khalifa of Islam Hadhrat Mirza Masroor Ahmad presented with key to Los Angeles). ربما لأن مشايخ المعترض كذاكر نايك والقرضاوي وغيرهم غير مرحب بهم في الدول المتقدمة بسبب خطاباتهم التكفيرية المدمرة.

أما الغلبة على المسلمين وتفوقهم ألف مرة فهي فقط من المبالغات والأغاليط التي عوّدنا عليها المعترض، فليس العدد أكثر بألف مرة وليس هدف الجماعة هو الغلبة على المسلمين بل مواساتهم وحبهم لأننا جميعاً مسلمون هدفنا هو التفاني في أداء حق الله تعالى وحق العباد.

وهكذا يستمر تساقط شبهات المعترض بإذن الله تعالى

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد