عدَّدَ المعترض بعد حلقات الحوار المباشر لشهر فبراير 2017 عدَّدَ ما أسماه أخطاء مقدمي الحوار المباشر، وسوف نتناول إنْ شاءَ الله الرد على خمسة منها في هذا المنشور كبداية وتجنباً للإطالة.

● المعترض:

لم تتحدث عن البراهين الأحمدية ولا عن سيرة الميرزا كما كانوا يقولون، بل تحدثوا عن نبوة الميرزا. وهذا أهم دليل على أن “البراهين الأحمدية” فارغ المضمون. لقد جزم أعضاء الحوار المباشر بفعلتهم هذه على أن البراهين الأحمدية لا يساوي قرشا.

الرد:

ربما نسي المعترض أو تناسى أن عنوان الحلقات هذا الشهر هو “سيرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام” وليس “البراهين الأحمدية”. وتشمل سيرة حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام نبوته ودعواه وحياته بشكل عام عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام. أما قول المعترض أن فرسان الحوار المباشر جزموا أن البراهين لا يساوي قرشاً فهو كذب واضح وتدليس فاضح لأن الحلقات ليست مخصصة للبراهين الأحمدية بل لسيرة حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام فقط. أما القول أن كتاب “البراهين الأحمدية” لا يساوي قرشاً فهو ظلمٌ عظيم لكتاب -إذا تنزّلنا لما يقول المعترض- فإنه يذكر دليلاً واحداً على الأقل وبإسهاب على صدق الإسلام ! أوليس الذي يقول عن كتاب ضخم فيه على الأقل دليل واحد على صدق الإسلام أليس من يقول ذلك مجرد مُلحد يصف كتاب فيه دليل أو محاولة إثبات صدق الإسلام وعنوانه هو “البراهين الأحمدية على حقيّة كتاب الله القرآن والنبوة المحمدية” بأنه لا يساوي قرشاً واحداً بالنسبة له ! دعوة للتأمل لا أكثر

● المعترض:

الخطأ الأول الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: فسر المقدّم قول السيوطي: “وآخر المئين فيما يأتي نبي الله ذو الآيات عيسى” وقال إن المقصود بعد سنة 1200.. ظانا أنّ المئين تعني المئتين.
أقول: إنّ “المئين” هي جمع مئة لا مثناها. والمعنى آخر مئات الدنيا.

الرد:

إن القول بأن المئين هي جمع مئة هو قول صحيح ولذلك فسرت الجماعة الإسلامية الأحمدية قول الإمام السيوطي رحمه الله “وآخر المئين فيما يأتي نبي الله ذو الآيات عيسى” بأنه السنوات بعد 1200 وذلك لأنه رحمه الله قال “وآخر المئين” أي في آخر المئات وعند الأخذ بحديث خير القرون:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ. .. الحديث” (متفق عَلَيهِ، صحيح البخاري 2652، ومسلم 2533)

قال النووي رحمه الله شرحاً للحديث:

الصَّحِيحُ أَنَّ قَرْنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الصَّحَابَةُ ، وَالثَّانِي : التَّابِعُونَ ، وَالثَّالِثُ : تَابِعُوهُمْ” انتهى من ” شرح النووي على مسلم ” 16/85)

يتضح عند الأخذ بالحديث أعلاه وشرحه أن الـ 300 عام الأقرب إلى زمن النبي ﷺ ستكون محفوظة من الخلل والخراب ما زال الناس متمسكين بهدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، بَعدَها فقط يبدأ عصر هبوط المسلمين في دركات الانحطاط حتى تصل إلى 1000 سنة بحسب الآية الكريمة:

﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾ (السجدة:5)

يقول الطبري في تفسير هذه الآية:

وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: معناه: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقدار ذلك اليوم في عروج ذلك الأمر إليه، ونـزوله إلى الأرض ألف سنة مما تعدون من أيامكم،” أهـ

وبما أن الأمر الذي دبّره الله تعالى من السماء لخير لناس هو الدين أي الإسلام وأن عروج/ارتفاع هذا الأمر أو مفهومه الصحيح يبلغ ذروته خلال (ألف سنة) بحسابنا “مِمَّا تَعُدُّونَ”، وبما أن عصر ارتفاع المفهوم الصحيح للدين يبدأ بعد القرون الثلاث/300 سنة، فإن المجموع هو 1300 سنة لكي يبعث الله تعالى من يعيد الإيمان بعد ارتفاعه إلى الثريا وهو المسيح والمهدي الموعود عَلَيهِ السَلام، ولنتذكر الحديث:

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ أَوْ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ. .. الحديث” (صحيح البخاري)

وقد بَعَثَ الله تعالى المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بالفعل في هذا الوقت أي في 1300 سنة بالتمام من وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

وهكذا يثبت المعترض للجميع بأنه إما قليل التدبر أو مدلس كبير

● المعترض:

الخطأ الثاني الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: قال نعيم صاحب: أن الميرزا لم يستخدم كلمة نبي جزئي أو مجازي أو ما شابه بعد عام 1901.
أقول: قال الميرزا عام 1907: وسُمِّيتُ نبيّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة. فلا تهيج ههنا غيرة الله ولا غيرة رسوله (الاستفتاء). قول الأحمديين أنها مجازية مقارنة بنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد هراء.

الرد:

سنتعامل مع هذا الاعتراض على أنه مجرد سوء فهم المعترض لأن خلاف ذلك يعني أن المعترض يريد أن يشوش على القرّاء وهو يعلم ما هو القول الكامل للمسيح الموعود حول نبوته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام، والمشوش لا يستحق الرد أو الالتفات. لذلك فسوء الفهم هنا حصل نتيجة اقتطاع النصوص وبترها دون تقديم القول الكامل لصاحب الشأن وهو على أقل تقدير تدليس مُّبِين، فقد وضح حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بأن نبوته التي هي أيضاً نبوة حقيقية بمعنى مقام حضرته وكثرة المكالمات الإلهية هي كذلك نبوة مجازية بالمعنى المخالف للنبوة المستقلة، ولنقرأ من كلام حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام في 17 مايو/ أيار 1908 – أي قبل وفاته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بتسعة أيام – حيث ألقى محاضرةً أمام حشد من علية القوم الذين دعاهم إلى مأدبة عشاء في لاهور!!، ونشرت جريدة “أخبار عام” خبرَ ذلك في يوم 23 مايو/ أيار 1908م مدّعيةً أن الميرزا قد أنكر في هذه المحاضرة كونه نبيًّا. فلم يلبث حضرته أن بعث في اليوم نفسه رسالةً إلى محرر هذه الجريدة مستنكرًا هذا الخبر. ومما قال فيها – وهي آخر رسالة كتبها في حياته:

جناب السيد رئيس تحرير جريدة “أخبار عام” ورد في جريدة “أخبار عام” عدد 23 مايو/ أيار 1908 في العمود الأول والسطر الثاني خبر يقول بأني قد أنكرت في جلسة المأدبة دعوى النبوة في حقي. الخبر يقول بأني قد أنكرت في جلسة المأدبة دعوى النبوة في حقي. وليكن واضحًا، ردًّا على ذلك، أن كل ما قلت أثناء خطابي في هذه الجلسة هو أنني لم أزل أخبر الناس بواسطة كتبي – وها إني أكشف لهم الآن أيضًا – أنني أُتَّهَم باطلا بأنني قد ادعيتُ النبوة بحيث لا علاقة لي بالإسلام.. أي وكأنني أعتبر نفسي نبيًّا مستقلا بحيث لا أرى من حاجة لاتّباع القرآن الكريم، وأتخذ لي شهادةً مستقلةً، وقبلةً مستقلة، وأنسخ شرع الإسلام، وأخرج عن طاعة النبي ﷺ واقتدائه. إنها لتهمة باطلة، بل إن دعوى النبوة كهذه كفر عندي. وليس اليوم، بل لم أزل أسجل في كل كتاب لي دومًا أنني لا أدعي بمثل هذه النبوة أبدًا، وأنها تهمة باطلة توجَّه إلي. والأساس الذي أدعي النبوة بناء عليه إنما هو أنني أتشرف بكلام الله تعالى، إنه يحاورني ويكلّمني بكثرة، ويجيب على أسئلتي، ويُظهرني على الكثير من أنباء الغيب، ويكشف لي أسرار المستقبل بحيث إنه لا يكشفها لأحد ما لم يكن محظوظًا بقرب خاص من عنده. وبسبب كثرة هذه الأمور إنه سماني نبيًّا. فإنني نبي وفق حكم الله تعالى. ولو أنني أنكرت ذلك لكنت عاصيًا. وما دام الله هو الذي سماني نبيًّا فكيف يمكن أن أنكر ذلك. وإنني سوف أبقى ثابتًا على هذا إلى أن أرحل من هذه الدنيا. غير أنني لست بنبيٍ بحيث أنفصل عن الإسلام أو أنسخ حكمًا من أحكامه. كلا، بل إن رقبتي هي تحت نِير القرآن الكريم. وليس لأحد أن ينسخ حتى نقطة أو حركة من القرآن الكريم. إنني أُسمَّى نبيًّا لأن كلمة “نبي” تعني – في اللغتين العربية والعبرية – من يدلي بكثير من الأنباء بناء على الوحي من عند الله تعالى. وبدون كثرتها لا يمكن أن ينطبق هذا المعنى على أحد“. (محاضرة لاهور بتاريخ 17 مايو/ أيار 1908)

أما الهراء فهو أن يُنكر المعترض أحاديث نزول المسيح المتواترة ولا يرى لها أهمية مما يعزّز الإلحاد وعدم احترام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

● المعترض

الخطأ الثالث الذي وقع به مقدمو الحوار المباشر: قالوا: كيف لا يُكسر ختم النبوة بنزول عيسى؟
أقول: الأمة أجمعت على أنه لا يتعارض. وهل تُجمع الأمة على ضلالة؟ لم يقل أحد من أهل السنة عبر التاريخ أن هذا يتعارض مع ختم النبوة. هناك من نفى نزول المسيح، لكن ليس من هذا الباب.

الرد:

لا بد من فهم معنى ختم النبوة قبل معرفة هل يُكسر ختم النبوة بنزول عيسى عَلَيهِ السَلام أم لا. عند الجماعة الإسلامية الأحمدية للفظ -أي خاتم النبيين- كافة المعاني الجميلة والمعنيان الأوليان هما أفضل النبيين وآخرهم شريعة، ولنقرأ الحديث التالي:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ : أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً ، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ.” (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)

انتبه عزيزي القاريء لقوله ﷺ: “فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ … أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ .. وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً.“، فإذا نزل عيسى عَلَيهِ السَلام من خارج أمة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نزل إلى الخلق كافة باعتباره تابعاً لشريعة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقد انتفى فضل النبي ﷺ على الأنبياء وكُسر ختمه. لذلك نقول أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو رجل من أمة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تربّى تحت شريعة سيده المصطفى خاتم النبيين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فلا تكسر نبوته ختم النبوة لأنه ليس فقط نبي تابع بل هو غلام أحمد أي فتاه وخادمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

أما قول المعترض أن لا أحد من الأمة وأهل السنة تحديداً رأى تناقضاً بين نزول المسيح وختم النبوة فهو قول غير دقيق إذ أنكرت بعض الفرق نزول المسيح مثل المعتزلة وغيرهم وبعض المعاصرين من أهل السنة.

يقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله بأن لفظ “أهل السنة” يشمل جميع المسلمين إلا الشيعة:

افلفظ أهل السنة يراد به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة ، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة.” (منهاج السنة النبوية 2 / 221)

أما هل تجمع الأمة على ضلالة فلا لأن هنالك فرقة ناجية، ولذلك لن تجمع كل الأمة على الضلال فالحق فيها ومنها وتحديداً في الفرقة الناجية التي أسماها المُلا علي القاري رحمه الله بالجماعة الأحمدية (راجع مرقاة المفاتيح ج 1)

● المعترض:

الخطأ الرابع الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: ربطهم لحديث صحيح مسلم الذي فيه “نبي الله”،
أقول: إنّ الميرزا غلام أحمد نظرَ إلى الحديث من باب أنه شبهة وإشكال يجب الردّ عليه، لأنّه يرى أنه هو المسيح النازل وأنه ليس نبيًّا، بينما هذا الحديث يصف المسيح النازل بالنبيّ، فلا بدّ من حلّ لهذا الإشكال.
يقول الميرزا: اسم “نبي الله” الوارد في صحيح مسلم في حق المسيح الموعود القادم على اللسان المبارك للنبي صلى الله عليه وسلم، إنما هو من منطلق المجاز المسلَّم به في كتُب الصوفية الكرام، وهو تعبير معروف في المكالمات الإلهية، وإلا لا يمكن أن يأتي نبيٌّ بعد خاتَم الأنبياء”. (عاقبة آتهم، الخزائن الروحانية، مجلد11، صفحة 26-28)
ويقول الميرزا:
إن طُرح هنا اعتراض: أنه يجب أن يكون مثيل المسيح الناصري أيضا نبيا؛ لأن المسيح كان نبيا. فالجواب الأول على هذا الاعتراض هو أن سيدنا ومولانا صلى الله عليه وسلم لم يشترِط نبوة المسيح الآتي، بل قال صراحة إنه سيكون مسلما وملتزما بشريعة القرآن الكريم مثل بقية المسلمين، ولن يفعل شيئا أكثر من ذلك لإظهار إسلامه وكونه إمامَ المسلمين. (إزالة الأوهام)
الخطأ الخامس: يركزون على مسألة ذكر الميرزا نفسه أنها مسألة لفظية.. أي شكلية.. أي لا قيمة لها، لأنها ليس جوهرية، بل لفظية.
يقول الميرزا: ذكرتُ غير مرّةٍ أن الله ما أراد من نبوّتي إلا كثرة المكالمة والمخاطبة، وهو مسلَّم عند أكابر أهل السنّة. فالنـزاع ليس إلا نـزاعًا لفظيًّا.” (الاستفتاء، الحاشية ضميمة حقيقة الوحي، ص16)

الرد:

لأن المعترض يعشق بتر النصوص فسنكمل له لوجه الله تعالى لا نريد منه جزاء ولا شكورا، فنقول أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بيّنَ بنفسه في “توضيح المرام” كما قرأنا أعلاه بأن النبوة التي حظي بها هي نبوة حقيقية لأنها من الله تعالى ومجازية من جهة عدم الإتيان بشريعة جديدة وكذلك استنكر عَلَيهِ السَلام على القائلين بنزع النبوة عن المسيح حيث يقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

على أية حال، لقد قبل إخواننا المسلمون أن ابن مريم سيأتي عندئذ مسلما، ويظهر كونه من الأمة المحمدية، ولن يذكر مطلقا نبوته التي كان مشرفا بها من قبل. هذه في الحقيقة هي الطامة الكبرى التي واجهها إخواننا نتيجة حمل الاستعارة على الظاهر، فاضطروا لحرمان نبي من نبوته. ولو قبلوا المعنى الصريح الذي يتبين بكل وضوح من كلام النبي الطاهر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وصرح به سابقا المسيح عَلَيهِ السَلام عن النبي يوحنا؛ لتخَّلصوا من هذه المشاكل العويصة كلها، ولما احتاجوا لإخراج روح المسيح من الجنة، ولما اضطروا لعزل نبي مقدس من منصب النبوة، ولما ارتكبوا انتقادا مبطنا في حق النبي ﷺ، ولما اضطروا للاعتراف بنسخ أحكام القرآن.” (توضيح المرام ص 65)

ومن جديد يتحفنا المعترض ببتر النصوص واستعراض إلحاده الذي لم يعد يخفى على الجميع

لقراءة الجزء الثاني من هنا

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد