الخطأ في الاستقراء عند النظر في قضية، لا يعايشها الباحث، وارد جدا. وإذا لم يكن الباحث مغرِّضا فأهم سبب له هو نقص المعلومات والقياس الخاطئ نتيجة الأفكار المسبقة. أما إذا كان الباحث مغرِّضا فإنه سيحاول تقديم تصوِّر منحرف تماما مستغلا جهل الناس بالتفاصيل، فيختار بعض الأمور ويترك بعضها الآخر، ويزيِّف ويحرِّف لكي يُثبت ما يهدف إليه، وهذا أمر معروف.

ومن الأمثلة التي يطرحها الباحثون في التاريخ للخطأ في استقراء الأحداث المتوقع هو أنه قد يأتي باحث في يوم من الأيام بعد آلاف السنين ويستنتج أن ألمانيا حاربت روسيا وانتصرت عليها ثم فرضت عليها الماركسية، ثم بعد ذلك انطلقت روسيا لترويجها وأصبحت مركزا لها. وسبب ذلك هو أن الباحث سيعثر على أن مهد الماركسية هو ألمانيا، لأن ماركس كان ألمانيا في بلد صناعي رأى فيه الظلم الذي يلحق بالطبقة العاملة، بينما كانت روسيا بلدا زراعيا لا يعاني مما تعاني منه ألمانيا، فمن غير المعقول أن تتبنى روسيا الماركسية لأنها لا تنطبق على حالتها، ولكن ما يبدو واضحا هو أن الأمر لم يكن مجرد انجذاب لفكرة بل قد فُرضت الفكرة فرضا ثم تم تكييفها لتلائم المجتمع الزراعي أيضا! فهذا مثال جيد لتصوِّر ناجم عن نقص المعلومات.

أما مثال معارضي الجماعة الإسلامية الأحمدية المغرِّضين فهو أكثر وضوحا وأوسع انتشارا وأمثلته واسعة للغاية. ولعل هؤلاء سيصبحون مثالا جيدا جدا في المستقبل أيضا. ففرضياتهم غاية في التهافت، واضحة التغريض، مطروقة بكثرة في السابق، وفنَّدها القرآن الكريم وأبطلها. فهؤلاء يستغلون عدم معايشة الناس للأحداث ومعاصرتهم لها وينطلقون في أبحاثهم المفترضة من الكتب والأدبيات بعد استقرائها بصورة خاطئة متعمدة معتمدين التحريف والتزييف. ولعل الرد الأهم والأقوى على فرضياتهم هو غياب أكثرها في زمن حضرته وعدم تطرِّق المعارضين المعاصرين لها مطلقا، مع أنهم كانوا يعايشون الأحداث ويعرفون الواقع جيدا. فهذا يدل على أن هذه الاعتراضات ليست سوى وليدة خيال جامح فاسد مغرِّض لا أكثر. وسأتعرَّض إلى بعض هذه النظريات وأبين تفنيدها بإيجاز شديد.

==========
1- قالوا بأن الجماعة لم تؤسس إلا للاحتيال من أجل سلب أموال الناس! وأن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام بدأ مشروع البراهين لسلب أموال الناس بحجة الدفاع عن الإسلام، ولما اكُتشف أمره بدلا من أن يفرَّ بما سلبه من مال أسس جماعة لكي يستمر في سلب الأموال. فقصة تأسيس الجماعة كلها قامت على الاحتيال لأجل المال فحسب! أما المعارضون المتقدمون المعاصرون لحضرته فلم يخطر هذا ببالهم، ولم يعترضوا إلا على أن البراهين لم تصدر وفقا لما كان مخططا لها ووفقا لما وعد به حضرته، واتهموه فقط في هذا الجانب فحسب. ناهيك عن أن فكرة تأسيس الجماعة ليفرَّ بما سلبه ويسلب غيره فكرة جنونية تناقض المنطق والواقع، لأن النصَّاب ينصب نصبته ويختفي ولا يستمر في مشروعه بعد أن اكُتشف أمره. أما مبرر المعارضين الذين كانوا أقرب إلى زمن حضرته فقد كان أن هدف تأسيس هذه الجماعة هو خدمة الاستعمار البريطاني في الهند خاصة، واستغلوا بذلك المشاعر الوطنية والقومية للمسلمين الذين كانوا يعانون الاستعمار حينها، ولكن مع مرور الزمن سقطت هذه التهمة لأسباب عديدة أهمها أن الجماعة استمرت وازدادت قوة بينما تراجع الاستعمار البريطاني وانتهى دوره في العالم، مما جعل المتأخرين بأنفسهم يرفضون هذه الفرضية.

==========
2- قالوا بأن قراءة كتب المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وإعلاناته وملفوظاته يقدِّم أدلة قاطعة على بطلان الجماعة، وأن الجماعة تعرف هذا، لذلك قد خبأت هذه الكتب والأدبيات وتتلكأ في إظهارها وترجمتها لكيلا يكتشف الناس هذه الحقيقة! ويكفي هنا القول إن الكتب كانت تطبع وتنشر ويحصل عليها المعارضون المتقدمون ويجمعونها أولا بأول عندهم وبعضهم كان ينقل منها اقتباسات ويعترض عليها ويرد حضرته عليهم في الكتب اللاحقة، ولم تكن في يوم من الأيام كتبا سرية توزَّع للجماعة فقط. بل إن الجماعة قد نشرت أيضا بعد ذلك تراث حضرته كله من روايات شفوية وإعلانات وغير ذلك بما فيه الوحي والرؤى التي كانت مسجلة في دفاتر حضرته ولم ينشره، وما زالت تقوم على نشر كل ما يمكن العثور عليه من تراث حضرته مهما كان ومع كون بعضه قد يجلب بعض الاعتراضات من جانب سيئي الظن. فلو لم تكن الجماعة على ثقة كاملة لما قامت وتقوم بهذا ولأخفت بعض الأمور التي لم تُنشر على الأقل. أما إذا افترضوا أن وجود الكتب في اللغة الأردية – مع أن 23 كتابا قد كتبت بالعربية تقارب ربع ما كتب حضرته – وعدم صدورها مترجمة إلى العربية كاملة حتى اليوم هو إخفاء! فهذا استخفاف بالناس. عموما لو كان هنالك أدلة قاطعة مفترضة في الكتب لوجدها المعاصرون الذين قرأوا الكتب في وقتها وكانوا يعايشون الأحداث ويستطيعون الحكم على الأمور بصورة أفضل لأنهم يعرفون لغتها الأصلية أيضا. أما الكتب المترجمة فمن الوارد أن يخون المترجمَ التعبيرُ أحيانا فيعطي معنى غير المراد، ومع أن المقصود يكون واضحا من السياق إلا أن هؤلاء المعترضين يعتمدون على هذا في أكثر ما يقدمونه، وخاصة من الكتب التي لم تنشر ترجمتها العربية بعد. أما إذا افترضوا أن أمَّة بأكملها لم يظهر فيها جهابذة كأمثالهم ولم يلتفتوا إلى ما التفت هؤلاء إليه فهذا جنون عَظَمة لا قيمة له، بينما المؤكد وفقا لذلك أن ما يرونه هو إما أوهام أو أمورا مختلقة دافعها سوء الظن والعداوة. وأما نشر الكتب بالعربية فهو يسير بوتيرة ممتازة بفضل الله، وهي مترجمة كلها إلى العربية ترجمة أولية، ولكن لا بد من مراحل من المراجعة لإنجازها على أكمل وجه. وتقديم الأمر على أنه خطة لإخفائها هو كذب وقح متعمد هم يعرفون حق المعرفة أنهم يقترفونه متعمدين، وألا لعنة الله على الكاذبين.

==========
3- قالوا بأن حضرته كان يقول بأنه تنبأ عن حدث ما بعد حدوثه، ثم يورد مراجع بأوقات سابقة عن هذه الأحداث، وأن كل من كان حوله كانوا يعرفون ذلك ويعاونونه في هذا الاحتيال والكذب! أما المعارضون المتقدمون فلم يدَّعوا هذا قط وإنما كان يعترضون أحيانا على أن النبأ المسبق لا يبدو أنه يغطي الحدث المقصود، ولم يقولوا أين هذا الوحي الذي ادعيته والذي لم يكن له أثر من قبل. وبالطبع مرجع المعارضين المتأخرين هو النظر في التواريخ بطريقة غبية وبسبب جهلهم أو تجاهلهم أن بعض الوحي كان يسجَّل في وقته ثم يُنشر عند صدور الجريدة أو المجلة بعد أيام أو أسابيع أحيانا، بل يحدث أحيانا أن يتأخر عددٌ ما كان يفترض مثلا أن يصدر في أيار، فيصدر في أيلول بصفته عدد أيار ويتضمن وحيا كان في حزيران وتموز. هؤلاء يشابهون بعض المعارضين المتأخرين على الإسلام الذين نظروا في تواريخ بعض الأحداث واستنتجوا استنتاجات قبيحة كقولهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وُلد بعد وفاة والدة بأربع سنوات! وبنوا عليها اعتراضات سيئة خبيثة، رغم أنه لم يقل أحد من المشركين في ذلك الوقت هذا، ولم يكن هذا ممكنا لأسباب عديدة لأن حضرته كان من أشرف عائلة في العرب.

==========
4- افترضوا أن جماعة حضرته بمجملها في زمانه قد تواطأت على الكذب والخداع عن بكرة أبيها، وهذا افتراض في غاية الخبث وسوء النية ناهيك عن مخالفته للمنطق. فلم يحدث أن واحدا من المرتدين عن الجماعة في زمن حضرته قد ادعى هذا وقال إن الجماعة تفعل كذا وكذا، ولم يقل أحد من المعارضين المعاصرين هذا. وهذا الأمر في الأصل يناقض الواقع لأنه لا يمكن أن يتواطأ عدد كبير من الناس على الكذب. وهذا الدليل يُقدَّم في علم الحديث لإثبات أن التواتر في الأحاديث يقطع بصحتها لاستحالة تواطؤ الناس على الكذب. فهذه فكرة ساقطة منطقيا.

==========
5- أتوا باعتراضات مبتدعة خبيثة للغاية لا أثر لها عند المعارضين المتقدمين المعاصرين، كتصويرهم “قضية محمدي” بيغم التي هي قضية إنذار ومعاقبة عدد من المسلمين الملحدين من أقارب حضرته ليتوبوا، على أنها قضية ملاحقة حضرته لطفلة، ثم ملاحقتها بعد زواجها من شخص آخر! وهذا الاعتراض بهذه الصورة لم يقل به المعاصرون مطلقا، بل كان اعتراضهم على أن الشق الثاني من النبوءة لم يتحقق حسب زعمهم لا أكثر. أما لو كانت القضية مخزية بالصورة التي يقدمها المتأخرون لكان هذا الأمر محور اعتراضهم. ومع أن هنالك الكثير من التفاصيل، إلا أن ادعاءهم أنها كانت طفلة شابهوا به اعتراض المتأخرين على النبي صلى الله عليه وسلم بزواجه من السيدة عائشة على أنها طفلة، مع أن أحدا لم يعترض على هذا في زمن حضرته صلى الله عليه وسلم. وذكروا بعض الأمور المشابهة كرؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لها في المنام ثم رؤيا المسيح الموعود أيضا، ودمجوا اعتراضهم هذا مع اعتراضات المتأخرين على زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب، وتشابهت قلوبهم وتصرفاتهم بصورة مذهلة في هذا الأمر.

==========
6- افترضوا أن صدق المدعي من كذبه لا يتبين حتى يقرأ الناس أعماله الكاملة ويحاكموا كل جزئية من جزئيات حياته، ويتحققوا من كل نبوءاته، وقبل ذلك لا يمكن أن يعرفوا صدقه من كذبه! وهذه النظرية تخالف الواقع والأحداث والقرآن الكريم بصورة صريحة. فأخلص المتبعين للأنبياء عرفوا صدقهم فورا وتيقنوا منه وبعد ذلك صدَّقوا ما جاءوا به، ولم تكتمل أعمال الأنبياء إلا بعد وفاة أو استشهاد كثير من خيرة المخلصين الذين قدموا أنفسهم فداء لإيمانهم، فهل كان تصديق صفوة الخلق هؤلاء للأنبياء ناقصا؟ الواقع أن القرآن يبين أن الإيمان يحصل بالنظر في دعوى المدعي الذي يقول ربي الله ويقدِّم عددا من الأدلة والبينات ثم يقدِّم نبوءات وإنذارات يتحقق بعضها ويراه الناس ولا ينبغي أن يتوقعوا رؤيتها كلها أو فهمها؛ لأن منها ما لن يتفقوا عليه ومنها ما له علاقة بالمستقبل، وهذا ما قاله مؤمن فرعون: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ } (غافر 29). أما الواقع فإن الناس من منَّة الله عليهم أنهم قد أودعوا فطرة الانجذاب للصدق، وبها يعرفون صدق الأنبياء، ولكن بعد مرور بعض الوقت يميز الله الخبيث من الطيب ويُخرج الخبثاء الذين لم ينجحوا في تزكية نفوسهم باتِّباع الأنبياء، وهذه سنة الله تعالى الجارية. فمن غلب عليه الكبر وأحاطت به سيئاته واستولى عليه سوء الظن فسيطرد من الإيمان. أما لم يحدث مطلقا أن صالحا قد آمن بنبي كاذب والتحق بجماعته ثم اكتشف أنه كاذب بعد أن درس تراثه كله! فلو افترض أحد أن هذه هي حالته فهو يحكم على نفسه بأنه أعمى البصيرة سيئ التقدير لا يوثق بفراسته ولا بعقله ولا بإيمانه؛ ففراسته الخائبة دفعته لتصديق كاذب واتباعه واعتباره نبيا، ثم عقله الفاسد جعله يرى الباطل حقا والحق باطلا، ثم لم يهده إيمانه وعلاقته بالله تعالى إلى الحق واندفع بتسرُّع لتصديق الكاذبين!

==========
7- دعَوُا الناس إلى تصديقهم بادعاء بعضهم ممن كانوا في الجماعة وطردهم الله تعالى منها أنهم قد اطلعوا على الخبايا وعرفوا ما لم يعرفه أحد. فما دام الناس لم يحظوا بما حظوا به من اطلاع ومعرفة فلن يكتشفوا الحقيقة! والأولى أن يثق الناس بهم ويقبلوا حكمهم! والواقع أن هذه الحيلة كان اليهود قد فكروا فيها لتشكيك الناس في الإسلام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ففضحهم الله تعالى وبيَّن بطلان هذه الحيلة وتهافتها، إذ قال تعالى: { وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } (آل عمران 73). فمن قال بأنه اكتشف الخبايا بعد الخبرة ليس سوى محتال كاذب يريد إضلال الناس بشهادة القرآن الكريم.

==========

وأخيرا، نرى أن المعارضين المتأخرين يتبعون أساليب مكشوفة مفضوحة، وأمرهم واضح للعيان وحقيقتهم جلية. فنظرياتهم وتصرفاتهم ليست سوى أساليب مطروقة اجتمع فيها الكذب والخداع والخبث والغباء وتعظيم النفس والادعاء بأنهم أتوا بما لم يأت به الأوائل وبأنهم فريدو العصر والزمان!

يجدر أخيرا القول إن ظهور هؤلاء ومحاولتهم ابتكار اعتراضات جديدة إنما هو دليل على فشل المعارضين المتقدمين والمتأخرين واضطرارهم إلى أساليب جديدة لعلهم ينجحون في إضلال الناس. ولكن الله تعالى أخزاهم جميعا وألحق أولهم بآخرهم، وأبطل حجج المتقدمين بشهادة المتأخرين وحجج المتأخرين بشهادة المتقدمين، وأظهر المؤمنون ثباتا وبصيرة وعلما فاجأ هؤلاء وأحبطهم. فالحمد لله ناصر المؤمنين ومخزي الكافرين.

About الأستاذ تميم أبو دقة

من مواليد عمَّان، الأردن سنة 1968 بدأ بتعلَّم القرآن الكريم وحفظ بعض سوره وفي تعليمه الديني في سنٍّ مبكرة وبدأ بتعليم القرآن في المساجد في الثانية عشرة من عمره. انضم إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية عام 1987 قبل أن يبلغ التاسعة عشرة من العمر وكان من أوائل الأحمديين العرب. يعمل في خدمة الجماعة في المكتب العربي المركزي وفي برامج القناة الإسلامية الأحمدية وفي خدمات التربية والتعليم لأفراد الجماعة وفي العديد من الأنشطة المركزية. أوفده الخليفة الخامس نصره الله تعالى ممثلا ومندوبا لحضرته إلى عدد من الدول، وكرَّمه الخليفة نصره الله بلقب “عالِم” في العديد من المناسبات. عضو مؤسس ومعدّ في فريق البرنامج الشهير “الحوار المباشر” الذي انطلق رسميا عام 2006 والذي دافع عن الإسلام ضد الهجمة المسيحية التي انطلقت على بعض القنوات في بداية الألفية وأخمدها، والذي أسهم في تعريف الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى العالم العربي، والذي يبث الآن مترجما ترجمة فورية إلى العديد من اللغات. وهذا البرنامج أصبح نموذجا للعديد من البرامج المشابهة في اللغات الأخرى. شارك ويشارك في العديد من البرامج الأخرى وخاصة المباشرة في اللغة العربية وفي بعض البرامج باللغة الإنجليزية. عضو هيئة التحرير لمجلة “ريفيو أوف ريلجنز” الإنجليزية العريقة التي بدأ إصدارها في زمن الإمام المهدي والمسيح الموعود عام 1902م.

View all posts by الأستاذ تميم أبو دقة