غيظ المعترضين

الاعتراض:

في ذروة الحرب السورية وفي قمة جحيم المأساة، قال الأحمدي: إنّ هذا عقاب إلهي لرفضهم دعوة المسيح الموعود.
قلتُ له: ما الفرق بين موقف الأردن وشعبها وموقف سوريا وشعبها من دعوته؟
قال: ما دام المسيح الموعود قد ظهر، وما دامت الدماء تجري في سوريا ولا تجري في الأردن، فلا بدّ أن يكون سببُ جريانها هنا وعدم جريانها هناك هو الموقف من هذه الدعوة.
قلتُ له: أما أنا فلم أرَ فرقا في التعامل مع الأحمدية بين سوريا والأردن، لذا عليّ أن أبحث عن سبب آخر لاندلاع الحرب في سوريا وعدم اندلاعها في الأردن.
يرى الأحمدي أنّ كل ما يجري في الأرض فإنما انعكاس لردّة فعلها مِن دعوة الميرزا. فكلّ مَن لا ينظر بإجلال للميرزا …. فهو مُعرَّض للكارثة.
هذا الغِلّ والحقد سبَقَه به الميرزا، حيث عزا طاعون مومبي الذي فتك بأهلها إلى وجود أحمدي يسكن فيها!!
ما الذي ينجح فيه الأحمدي؟
إنه ينجح في الإساءة إلى الله، فالإله الذي يدمّر الشام من أجل حفنة من الأحمديين … لا يمكن أن يكون هو الله الحكيم الرحيم.
أما المصائب التي تمرّ بها الدول العربية الآن فلا يمكن أن نعزوها إلى موقفها من الميرزا … لأنّ هذه الدول تعرّضت لكوارث أشدّ مما تتعرض له الآن أضعافا مضاعفة، ومن دون أن تكون قد كفرت بمسيح موعود!!
أما بلاد الشام فقد تعرّضت لحروب إبادة خلال الحروب الصليبية، وقد أُبيد غالبية سكان القدس عام 1099، وظلّت المدينة محتلة 188 عاما. وقد ظلّت الحملات الصليبية قرونا متتالية تفتك بالمسلمين في طول البلاد وعرضها.
وأما بغداد وسقوطها عام 1258 على يد هولاكو وإبادة مليون من سكانها فهذا لا مثيل له في التاريخ الإسلامي كله، فالمليون في ذلك الوقت ليس كالمليون في هذه الأيام. وما تعرّض له المسلمون على يد التتار في تلك المرحلة يعجز عن وصفه إنسان.
أما المسلمون في الأندلس فقد تعرّضوا للقتل والدمار قرونا، حتى قُضي عليهم عام 1492 وانتهت الدولة هناك، ولكن لم تنتهِ محاكم التفتيش التي لاحقت المسلمين حتى قتَلَتْهم وأخرَجَتهُم من البلد كله.
فهل حصلت في القرن التاسع عشر وما بعده كوارث للعرب وللمسلمين بحجم أيّ من هذه الكوارث الثلاثة السابقة؟ هل ذُبح سكان مدينة عن آخرهم؟ هل سقطت دولة بمساحة الأندلس وهُجّر مسلموها عن آخرهم؟ هل ذُبح مليون إنسان في أسبوع أو شهر؟ كلا. فسقَط الوَهم الأحمدي كليا. لو كان الله يدمّر دولةً من أجل سواد عيون حفنة من محترفي الكذب لدمّر الذين يكتبون يوميا ضدّ الميرزا وينشرون كوارثه في الآفاق!
على أنّه إذا تعرّضت بعضُ الدول العربية والإسلامية الآن لكوارث، فإنّ دولا أخرى تتقدّم تقدمًا حثيثا، ويحسب لها العالم حسابا، فهل حال تركيا وإيران وإندونيسيا وماليزيا ضعيف؟ كلا، بل هي دول قوية نسبيا اقتصادا وسياسةً وصناعةً وتجارةً وتقنية. عدا عن وجود دول تلعب بالأموال لعبا!! فهل كان للمسلمين دولة بهذه القوة في عام 1099 حين سقطت القدس؟ أو في عام 1258 حين أبيد العباسيون وسقطت الخلافة؟ كلا.
فليترك الأحمديون الهراء، وليحافظوا على ما تبقّى، إنْ تَبَقّى، مِن حياء.

الرد:

ما نشعر به في صميم قلوبنا ونلتزم به كشرط من شروط البيعة للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو ((الحب لجميع البشرية ولا كراهية لأحد من خلق الله تعالى)). هذا هو الشعار المُلزم لكل مُسْلِم أحمدي يخشى المعترضون حتى قول مُسْلِم في حقه، وخصوصاً المعترضين الذين انتشلتهم الجماعة الإسلامية الأحمدية من مستنقع جماعات التكفير وعاشوا فيها منافقين لعشرين سنة -باعترافهم- ثم سرقوا الْأَمَانَةَ التي كانت موُكَلة إليهم وبدأوا يشتمون الجماعة وأهلها ليل نهار !

لن ينفع الشتم إلا في تلطيخ اسم المعترضين وفضح حقيقتهم، وهذا شأن لا يعنينا نحن أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية، فلن ننزل بطبيعة الحال إلى حضيض المعترضين، وسنظَلُّ ننشر شعار جماعتنا قولا وعملا: الحب للجميع ولا كراهية لأحد !

سنبقى ننشر السَلام والحب حول العالم، ومن اللطيف أن مؤتمرات السَلام تُعقد في هذه الأثناء حول العالم حيث تستضيف الجماعة الإسلامية الأحمدية الوفود المختلفة لنشر السَلام والمحبة في المجتمع، وهذه جلسة لنشر السَلام أقامتها الجماعة الإسلامية الأحمدية في أستراليا الأسبوع الماضي حيث أعرب الساسة والشخصيات المحترمة في البلاد عن احترامهم لدور الجماعة الإسلامية الأحمدية في نشر السَلام بالقول والعمل.

أما الاعتراض على عدم شمول جميع البلاد العربية والإسلامية بالدمار وتمني سقوط بقية الممالك والأنظمة الإسلامية فهو اعتراض في غاية البشاعة والاستهتار، ذلك أن الدمار إذا حَلَّ ببلد أو إثنين أو ثلاثة كما يحدث الآن للأسف في عالمنا العربي والإسلامي -كالأحداث في ليبيا وسوريا وباكستان وبنغلاديش والعراق واليمن وغيرها- فهو أمر مؤسف ونحمد لله تعالى أنه لم يشمل جميع البلاد المسلمة الأخرى، ويكفي أن يُري الله تعالى نموذج العذاب في هذا العدد من البلدان لكي يتوب الناس ويبحثوا عن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي جاء لهم برسالة السَلام لإصلاح حالهم وجمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم. والوقت اليوم يدعو إماماً حقيقياً يجمع المسلمين قبل أن تضيع الحقوق أكثر مما هي عليه. ولكن المعترضين لا يهمهم أمر المسلمين، بل يكفي عندهم تكذيب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ولو على حساب تكذيب آيات الله البَيِّنَات !

أما الاعتراض على إراءة الله تعالى نماذج العذاب في بعض البلاد ليعتبر الناس ويفيقوا من غفلة التفرقة والتكفير وليوحدوا صفوفهم على قلب رجل واحد، هذا الاعتراض وقول المعترضين أن ذلك إذا كان من أجل حفنة أحمديين (لا أهمية لحياتهم وحريتهم الدينية عند الخصوم) فهو في الحقيقة اعتراض على الله تعالى الذي أغرق -بحسب الفكر الإسلامي السائد- أغرق كوكب الارض كله بما فيه من ملايين البشر والدواب والطيور، وعند الجماعة الإسلامية الأحمدية أغرقت بلد أو منطقة معينة من كوكب الأرض فقط، وقد حدث هذا كله من أجل أتباع نوح عَلَيهِ السَلام الذين كان عددهم بين عشرة إلى ثمانين شخص فقط. يقول ابن كثير في تفسيره حول عدد الذين كانوا في السفينة مع نوح عَلَيهِ السَلام:

“عن ابن عباس رضي الله عنهما: كانوا ثمانين نفسا معهم نساؤهم. وعن كعب الأحبار: كانوا اثنين وسبعين نفسا، وقيل: كانوا عشرة.” (تفسير ابن كثير)

فالمعترضون هم في الحقيقة يوجّهون اعتراضهم إلى الله ﷻ لأنهم ملاحدة لن يؤمنوا وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ !

نسأل الله تعالى العافية للجميع

اللهم آمين

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ