الاعتراض:

كل الذي قالته جماعتكم قاله المسلمون ! فأنتم لم تأتوا بشيء جديد. هاتوا لنا أي شيء قالته جماعتكم ولم يقله المسلمون. بالعكس كل الذي جئتم به هو الكراهية والتكفير وتطليق النساء من أزواجهن. فلماذا نتبعكم ؟ ثم أين هذا الذي تسمّوه تجديداً كعدم قتل المرتد وعدم النسخ في القرآن وغيرها في كلام مؤسس جماعتكم ؟ بل كان يؤمن بقتل المرتد والنسخ في القرآن وكل العقائد التي تدَّعون بأنكم جددتموها وتطلبون من الناس اتّباعكم. فالأولى أن يكون التجديد في الأمة كلها وليس في جماعة فقط.

الجواب:

نحمد الله تعالى ونقدّم لكم واجب الشكر لأنّكم تعترفون بأن الجماعة الإسلامية الأحمدية لم تأت إلا بما هو موجود في الإسلام ولم تخرج عن الإسلام قيد أنملة. نشكركم أيضاً لأنكم بذلك تردّون -بالنيابة عنا- على خصوم جماعتنا الذين يتّهموننا بأننا مبتدعة أو أننا أضَفنا إلى الدين ما لم يقله أحدٌ من السلف والخلف. من المعلوم أن الدين اكتمل فلن يأتي المسيح عند نزوله بأي شيء جديد بل ستكون مهمته هي إزالة الأفهام الخاطئة مما هو متفرق عند الأمة من خير لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة إذ لا بد أن الخير فيها وإن كان بشكل متفرق في هذه الفرقة أو تلك، حيث تجد بعض الحق في هذه الفرقة وبعض الحق هناك في فرقة أخرى والباقي فيه الغث والسمين، فيكون دور المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو الحُكْم بين الفرق الإسلامية بإزالة كل ما هو خطأ وجمْع كل ما هو صحيح في جماعة واحدة على قلب رجل واحد هو (( الحَكَم العَدْلُ )) عن طريق الوحي الإلهي الكفيل بجعْل حُكْم المُجَدِّد مُلزِمَاً لكل مُسْلِم (( فالزم جماعة المسلمين وإمامهم )).

أما القول بأن جماعتنا جاءت بالتكفير والكراهية فهو كلام خاطئ تماماً إذ أن ما جاءت به الجماعة الإسلامية الأحمدية هو نبذ التكفير الذي يتضمن عقوبة القتل بحد الردّة الذي يقول به أغلب المسلمين للأسف الشديد، فجاءت الجماعة الإسلامية الأحمدية لتمنع هذا التكفير وتفوض جزاء الإيمان وعقاب الكفر إلى الله تعالى وحده. ولنأخذ بعض المقتبسات من كلام المؤسس حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حيث يقول حضرته:

أنا لا أفكر في تكفير أحد أبدا.” (إزالة الأوهام ص ١٩٧)

ويقول عَلَيهِ السَلام ناصحاً مشايخ وعلماء الأمة الإسلامية:

اتقوا الله وكُفُّوا ألسنتكم عن التكفير.” (إزالة الأوهام ص ١١٣)

ويبّين عَلَيهِ السَلام سبب التفرقة بين المسلمين فيقول:

فبسبب التكفير المتبادل تسودكم الكراهية والبغض والعداوة الشديدة. وبسبب الخلاف في الرأي تنتشر الضغينة والحسد والسبعيَّة، وتتلاشى نهائياً من بينكم الصفات الإسلامية التي تقتضي الوحدة الكاملة كوحدة الجسد الواحد، والزاخرة بالحب والمواساة المتبادلة.” (إزالة الأوهام ص ٤٤٦)

ثم يُبين حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بأن فكرة المسيح الدموي الذي ينزل لقتل الكفار هي فكرة سخيفة لا يقول بها الإسلام وأن المهمة الحقيقية هي عكس ذلك إذ ينزل المسيح لإزالة المفاهيم الخاطئة فقط وتنقية الدين من هذه المفاهيم وإعادتها إلى أصلها الناصع والبرهنة على صدق الإسلام، وهذا هو معنى قتل المسيح للدجال وقتله للكفار أي بالحجة والبراهين وليس بالحراب والرصاص، فيقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

ما هي المهمة المتميزة والعظيمة التي سيأتي الْمَسِيحُ لإنجازها؟ فإذا ظُن أنه سيأتي لقتل الدجال فهي فكرة واهية وبالية، لأن قتل كافر ليست بمهمة كبيرة تقتضي مجيء نبي بوجه خاص، لاسيما وقد قيل بأنه لو لم يقتل الْمَسِيحُ الدجالَ، لانصهر وانتهى أمره تلقائيا. بل الحق أنه قد تقرر مجيء المسيح من عند الله ﷻ ليتم حجة صدق الإسلام على الأمم كلها، وتتم حجة الله على أمم العالم كلها. هذا ما أُشير إليه حين قيل بأن الكُفّار يموتون بنَفَس المسيح، أي أنهم يهلَكون بالأدلة البينة والبراهين القاطعة. ومهمة المسيح الأخرى هي أن ينـزِّه الإسلام عن الأخطاء والإضافات، ويقدِّم لخلق الله تعليمه المفعم بالحياة والصدق. ومهمته الثالثة هي أن يهب نور الإيمان للقلوب المهيأة في أقوام العالَم كله، ويميز المنافقين من المخلصين. فقد كَلَّفني الله تعالى بهذه المهمات الثلاث.” (إزالة الأوهام ص ١٤٧)

وهنا ينشأ سؤال بما أن المعترض يطلب شيئاً جديداً (وقد بيَّنّا بأنه إزالة الأخطاء في الأفهام فقط) وهو: هل نفى أحدٌ قتل المسيح للدجال مادياً ؟ أي هل قال أحدٌ بأن المسيح عند نزوله سيقتل الدجال والكفار قتلاً معنوياً فقط بالحجة والبراهين لا بالسنان ؟ من الذي قال بذلك قبل المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ؟ لا يوجد. إذن فهذا التجديد هو أهم ما جاء به المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وهو نفي قتل المرتد عن الدين وتوضيح مرام المسيح عند نزوله أنه لقتل الدجال بالحجة والبراهين لا بالأسنّة والرماح.

ويفند حضرته قتل المخالف في المعتقد فيقول عَلَيهِ السَلام متحدثاً عن المشايخ الذين يقرنون التكفير بقتل المخالفين في العقيدة:

إنهم (أي المشايخ) لم يقرأوا حرفاً واحداً من دروس الرفق والعطف على بني الإنسان، بل يزعمون أن إطلاق الرصاص على شخص بريء يخالفهم في اعتقادهم، على حين غفلة منه، هو جوهر الإسلام.” (‏الحكومة الإنجليزية والجهاد ص ١٦)

ويوصي حضرته أبناء جماعته من سلوك هذا الطريق المظلم فيقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

وإنني أنصح جماعتي التي تؤمن بي مسيحا موعودا، وأوضِّحُ لهم بصفة خاصة أن يجتنبوا هذه العادات الخبيثة دائما. ولما كان الله ﷻ قد أرسلني مسيحاً موعوداً، وألبسني حلَّة المسيح ابن مريم؛ فإنني أنصحكم أن تجتنبوا الشر وتؤدوا حق مواساة البشر، وتطهِّروا قلوبكم من البغض والحقد، فتكونوا كالملائكة. … فأنتم، يا من معي: لا تقوموا بمثل هذه التصرفات. فكِّروا؛ ما هو جوهر الدين؟ فهل يعِّلم الدينُ أن تنشغلوا في إيذاء الناس كل حين وآن؟ كلا، بل إن الدين يمكِّن الإنسان من الحياة التي تُنال بالتفاني في الله، وهذا العيش لم يفز به أحد في الماضي، ولا يمكن أن يتمتع به أحد في المستقبل، إلا إذا اتصف بصفات إلهية. فارحموا الجميع لوجه الله كي ترحمكم السماءُ. تعالوا أعلِّمُكم منهجاً باتخاذه يفوق نوركم جميع الأنوار؛ وهو أن تتخلُّوا عن كلِّ حقد سفلي وكلِّ حسد وكونوا مواسين للبشر، وتفانوا في الله، وحقِّقوا صفاء تاماً معه. فبهذه الطريقة تصدر الكرامات وتُستجاب الأدعية، وتنـزل الملائكة للنصرة. … فأنا آمرُ الذين انضمّوا إلى جماعتي أن يتخلوا عن هذه الأفكار وأن يطهِّروا القلوب وينمّوا صفة الرحمة الإنسانية ويواسوا البؤساء المتألمين، فليفشوا السلام والوئام في الأرض؛ فهذا ما سيؤدي إلى انتشار دينهم.” (الحكومة الإنجليزية والجهاد ص ١٩-٢٠)

ويخاطب حضرته عَلَيهِ السَلام المسلمين دوماً بأنهم مسلمون:

يبدو أن إخواننا المسلمين قد اعتادوا -منذ زمنٍ انضم فيه المسيحيون إلى الإسلام بكثرة، وربما دخلوه مع شيء من أفكار شركيّة بحق المسيح- على تعظيم المسيح أكثر من المفروض ودون مبرر، الأمر الذي لا يقبله القرآن الكريم، فهم يَغْلون في شأن المسيح أكثر من حد الاعتدال.” (إزالة الأوهام، ص ٢٤١)

وهذه خطبة حول نبذ التكفير للخليفة الرابع رحمه الله (انظر: لا يحرم أحد من أن يدعي مسلما)

وفي مقابلة مع أكثر من عشرين ضيف إندونيسي يمثلون مختلف وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والمراكز الفكرية في “مسجد طه” في سنغافورة قال خليفة المسيح الخامس حضرة مرزا مسرور أحمد أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز يوم ٢٨/٩/٢٠١٣ خلال جلسة الأسئلة والأجوبة:

لقد علّمنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن لا أحد يملك الحق في تكفير أي شخص ينطق بالشهادتين، والحقيقة أنه ليس لإنسان أو قوة الحق في رفض ما هو في قلب شخص آخر“.

وهذا شرح المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ للموضوع بالتفصيل في التفسير الكبير لسورة البينة ص ٤٨١-٤٩١ (انظر:المكتبة الأحمدية)

فكيف يتهم المعترضُ المسيحَ الموعودَ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بالتكفير والكراهية ؟ أما أقوال خلفاء المسيح رضوان الله عليهم أجمعين في نبذ التكفير وإشاعة المحبة بين بني البشر فلا يمكن إحصائها بل يمكن العودة إلى أي خطبة من خطب خليفة المسيح أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز للتأكد من ذلك بالإضافة إلى أن اتهام جماعة شعارها الحب للجميع ولا كراهية لأحد بالتكفير والكراهية هو أمر سخيف لا يقوم على شيء من العقل والإنصاف.

وسؤالنا نحن للمعترض بعد أن أثبتنا من كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وتثبته الخطب التي تفوق الإحصاء أثبتنا عدم تكفير المسلمين فسؤالنا هو: هل يجرؤ المعترض أن يسمينا مسلمين ؟ وبهذا يتضح أمام الجميع من هو الذي يدعو للتكفير والكراهية ممن يدعو إلى صراط مستقيم

أما تطليق النساء فلا ندري من الذي أمر بتطليق النساء ! هل نحن الذين نأمر محاكم التفتيش في باكستان وبلاد المسلمين بتطليق المخالفين لنا من أزواجهم أم العكس هو الصحيح ؟ (انظر: حالة تطليق جديدة لشاب اعتنق الاحمدية بنابلس)

فلماذا كل هذا الكذب على جماعتنا المباركة ؟

أما أين كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حول نفي النسخ عن القرآن المجيد ففي كل كتب حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام تجد هذا المبدأ بكل قوة ووضوح إذ لا يقوم إلا على أن القرآن الكريم لا ناسخ له ولا منسوخ من آياته، ونقدّم فيما يلي بعض أقوال حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

على أية حال، لقد قبل إخواننا المسلمون أن ابن مريم سيأتي عندئذ مسلماً، ويُظهر كونه من الأمة المحمدية، ولن يذكر مطلقا نبوته التي كان مشرَّفا بها من قبل. هذه في الحقيقة هي الطامة الكبرى التي واجهها إخواننا نتيجة حمل الاستعارة على الظاهر، فاضطروا لحرمان نبيّ من نبوته. ولو قبلوا المعنى الصريح الذي يتبين بكل وضوح من كلام النبي الطاهر ﷺ، وصرّح به سابقا المسيح عَلَيهِ السَلام عن النبي يوحنا؛ لتخلّصوا من هذه المشاكل العويصة كلها، ولما احتاجوا لإخراج روح المسيح من الجنة، ولما اضطروا لعزل نبي مقدس من منصب النبوة، ولما ارتكبوا انتقاداً مبطَّناً في حق النبي ﷺ، ولما اضطروا للاعتراف بنسخ أحكام القرآن.” (توضيح المرام، ص ٦٥)

أما عن نسخ الأخبار فنذكر فيما يلي نصاً يقول فيه المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:

كل عاقل يستطيع أن يفهم أن النسخ لا يؤثر قط في الأحداث التاريخية والأخبار وما شابهها، وإلا هذا يستلزم كذب الله ﷻ.” (مناظرة لدهيانة ص ١٢٨)

إذن فقد نفى المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بنصوص صحيحة صريحة نفى النسْخ عن القرآن المجيد في الأحكام منه وفي والأخبار.

ويقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام نافياً النسخ في القرآن المجيد:

لا إلٰہ إلا اللّٰہ مُحَمَّدٌ رسول اللّٰہ اٰمنا باللّٰہ وملٰٓئکتہ ورسلہ وکتبہ والجنۃ والنار والبعث بعد الموت وآثرنا القراٰن کتاباً ومُحَمَّداً صَلَّی اللّٰہ عَلیہِ وسَلَّمَ نَبیًّاً ولا نَدَّعي النبوّۃ ولا نَدَّعي نَسْخ القراٰن بعد مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّٰہ عَلیہِ وسَلَّمَ ونشہد أنَّہ خاتم النبیین وخیر المرسلین وشفیع المذنبین ونشھد أنَّ الحقَّ کلّہ في القراٰن وحدیث النبي صَلَّی اللّٰہ عَلیہِ وسَلَّمَ وکلّ بدعۃ فی النار وإنّا مسلمون واللّٰہ یعلمُ ما في قلوبنا علیہ توکلنا وإلیہ أنیب. والحمد للّٰہ أولًا وآخرًا وظاھرًا وباطنًا ربنا وربّ العٰلمین.” (الخزائن الروحانیة، المجلد ٩، أنوارُ الإسلام، الصفحة ٣٥-٣٦)

وقد أكد الخليفة الثاني للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هذه الحقيقة قائلاً:

الخطأ الثاني الذي وقع فيه المسلمون قبل بعثة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو ظنهم أن بعض أجزاء القرآن منسوخة. فلقد رد عليه المسيح عَلَيهِ السَلام الموعود بطريقة لطيفة جداً إذ قال بأن الآيات التي يراها الناس منسوخة تحتوي على معارف عظيمة ذُهل حتى الأعداء بسماعها. والأصل الذي قدمه عَلَيهِ السَلام بهذا الخصوص هو أنه ما من آية من آيات القرآن الكريم إلا وتثبت حكمةُ أو ضرورةُ وجودها فيه. والآن أخذ هؤلاء القائلون بالنسخ يثبتون سمو الإسلام بتقديمهم أمام الأعداء تلك الآيات نفسها التي كانوا يحسبونها منسوخة؛ ومنها الآية: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ (الكافرون: ٧) كانوا يحسبونها منسوخة، أما الآن فيقدمونها أمام أعداء الإسلام برهانا على عظمة الإسلام.” (إنجازات المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، الصفحة ٦٣)

ويقول أيضا:

لانسخ في القرآن. لقد كان الناس -فيما مضى- إن لم يفهموا معنى آية قالوا إنها منسوخة، وهكذا جعلوا جزءا كبيرا من القرآن منسوخا. ومثلهم كمثل شخص كان يظن أنه من كبار الشجعان، وكان الناس في ذلك الزمن يتخذون علامةً ما لشجاعتهم ثم يطلبون رسمها بالوشم على جسمهم، فذهب هذا الشخص إلى وشّام وطلب منه رسم صورة أسد على ساعده. ولما بدأ الوشام عمله بغرز الجلد بالإبرة تألَّم وصرخ وسأله: ماذا تصنع؟ قال أرسم إحدى أُذني الأسد. قال ألا يبقى الأسدُ أسداً بدونها؟ قال بلى، سيظل أسدا. قال فلا ترسم الأذن وارسم عضواً آخر، وعند كل وخزة كان يقول له دعك من هذا وارسم عضواً آخر، فلم يزل يمنع الوشّام من رسم الصورة حتى قال له الوشّام: يمكنك العودة إلى بيتك لأنه لم يبق الآن أي عضوٍ من أعضاء الأسد حتى أرسمه. هذه هي حالة القرآن الكريم عند القائلين بالناسخ والمنسوخ فيه، لأن عدد الآيات المنسوخة قد وصل إلى ألف ومئة آية. فجاء المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وقال بأنه لا توجد آية واحدة في القرآن الكريم منسوخة. ثم بين لهذه الآيات المنسوخة عندهم معاني لطيفة ومعارف دقيقة.” (إنجازات المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، الصفحة ٨٠)

فحتّامَ يا معترضنا الكذب والتدليس !

أما القول بأن التجديد يجب أن يكون في الأمة كلها وليس في جماعة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فليقل المعترض ذلك للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذي أكَّدَ وأمَرَ بالتزام الجماعة التي على قلب إمام واحد الذي وصفه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بإمامكم منكم وسمَّاه المهدي وعيسى ابن مريم في أحاديث صحيحة متواترة. فالاعتراض على ذلك هو الإلحاد بعينه

مما سبق يثبت أن دورَ الحَكَم العَدْل هو جمع الصحيح المتفرق ونبذ الخاطئ وإقامة الخلافة على منهاج النبوة حسب وحي السماء الذي يقيم الحجة ويُلزِم الإنسان الفرقان بين الكفر والإيمان.

إن تاسيس المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام للخلافة على منهاج النبوة والتي نشرت وتنشر الإسلام الصحيح بهذه التعاليم الحقيقية بصورة مشرّفة بالنفس والنفيس هو تحقيق صريح لنبوءة رسول الله ﷺ ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، وكذلك إنهائه لمفهوم المهدي والمسيح الدموي وتقديم المعنى الصحيح للدجال ويأجوج ومأجوج وعلامات آخر الزمان وحدها كافية للقضاء على مبدأ الإكراه في الدين وإقامة الشرع المتين ونشر السَلام والتسامح والاحترام في المجتمع والعالم أجمع. وبهذه المناسبة نقدم للقارئ العزيز فرصة قراءة كتاب “إنجازات المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام” الذي كتبه خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: انجازات المسيح الموعود عليه السلام .

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد