هل توفي والد الرسول بعد ولادة النبي ﷺ؟

يقول مؤسس جماعتكم بأن والد الرسول صلى الله عليه وسلم توفي بعد ولادته، بينما الثابت هو أنه توفي قبل ذلك وكذلك أمه ! فكيف يخطيء الوحي بهذا الشكل ؟ تفضلوا أجيبوا يا أحمدية !

الرد:

لقد كان المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يقول “انظروا إلى التاريخ” ويقصد كتب التاريخ التي سجّلت سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ومن المعلوم أنها اختلفت حول وفاة والد الرسول ﷺ ولا يثبت منها شيء متصل حول ذلك فقيل بأن الرسول ﷺ كان عمره بضعة أيام أو أشهُر عند وفاة والده ﷺ كما يلي:

الرواية الأولى من مختصر تاريخ دمشق:

.. وقيل: توفي عبد الله بن عبد المطلب بعدما أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن شهرين.” (مختصر تاريخ دمشق، ابن منظور)

يقول صاحب الرحيق المختوم:

.. وكانت وفاته ﷺ قبل أن يولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه يقول أكثر المؤرخين، وقيل: بل توفي بعد مولده بشهرين.” (ابن هشام 1/ 156، 158، فقه السيرة لمحمد الغزالي ص 45، رحمة للعالمين 2/ 91. “الرحيق المختوم” للمباركفوري السلفي، بحث في السّيرة النّبويّة على صاحبها أفضل الصّلاة والسّلام، تأليف فضيلة الشيخ صفي الرحمن المباركفوري الجامعة السلفيّة- الهند، البحث الفائز بالجائزة الأولى لمسابقة السيرة النبويّة التي نظمتها رابطة العالم الاسلامي، دار الفكر: طبعة خاصة بدار ومكتبة الهلال بيروت- لبنان)

ونقل البيهقي كذلك:

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق بن يسار، قال: «وقد هلك أبوه عبد الله وهي حبلى. قال: ويقال: إن عبد الله هلك، والنبي صلى الله عليه وسلم ابن ثمانية وعشرين شهرا. والله أعلم أي ذلك كان. قلت: وقال بعضهم: مات أبوه وهو ابن سبعة أشهر».” (دلائل النبوة للبيهقي، 98)

وكذلك أورده ابن القيم في زاد المعاد وغيره، كما ذكرته الموسوعة المحمدية المعروفة.

وقال صاحب الاستيعاب:

وقيل : بل توفي أبوه بالمدينة والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ابن ثمانية وعشرين شهرًا وقيل: بل خرج به إلى أخواله زائرًا وهو ابن سبعة أشهر، وقيل: بل توفي أبوه وهو ابن شهرين، وقد قيل: إن عَبْد الله ابن عَبْد المطلب توفي والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ابن ثمانية وعشرين شهرًا.” (الاستيعاب، العلامة ابن عبد البر)

وقال ابن كثير رحمه الله:

ويقال: إن عبد الله هلك والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ابن ثمانية وعشرين شهرا.” (البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي)

فالمسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام لم يقل بأن هذا وحي تلقاه من الله تعالى بل قال حضرته بأن ذلك ما تقوله بعض كتب التاريخ، وهذا صحيح كما أثبتنا أعلاه.

أما بالنسبة للسيدة آمنة بنت وهب عَلَيهِا السَلام فمن عادة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أن يذكر النصوص وترجمتها بأسلوب التفسير لا النقل الحرفي أي ممكن أن يقول عبارة مقاربة لأمر ما يقصد بها ذكر معنى الشيء لا نصه كأن نقول “هذا الولد ابن الشهرين” ونقصد بأنه صغير وقد يكون عمره سنوات قليلة بدل الأشهر، وهذا يسمى البيان التفسيري ولا يؤخذ كتأريخ. يقول حضرته عَلَيهِ السَلام رداً على اتهام البطالوي لحضرته بتحريف حديث للنبي ﷺ:

قوله: من افترائك أنك خلطتَ عبارة من عندك في كتابك “إزالة الأوهام” الصفحة 201، مع ترجمة الحديث “وإمامكم منكم ( إقرأ مقال: منكم – التي تمناها اليهود)“. أقول: هذا قصور فهمك، أو افتراء في حالة فهمك الأمر لأن من عادتي أنني لا أترجم النصوص حرفيا بل أترجمها بنيّة التفسير، ولكن لا أقول شيئا من عند نفسي بل أوضح ما ورد في النص. لا شك أن “الواو” في العبارة: “وإمامكم منكم” يفسر جملة سبقت. عندما أخوض معك في هذا البحث سوف أفهّمك من منطلق قواعد النحو. فاصبر قليلا واقرأ كتابي “البراهين الأحمدية” ترى أني أترجم بأسلوب تفسيري دائما. من المؤسف أنك لم تعترض على تلك التراجم مع تعليقك على الكتاب، ولم تطلق عليها “افتراء”. فلا أرى لذلك سببا إلا أنك تملك الآن عينينِ غير اللتين ملكتهما حينذاك. أدعو الله تعالى أن يهبك بصيرتك السابقة، وهو على كل شيء قدير.” (مناظرة لدهيانة ص 147)

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد