حين يلتقي الكذب مع الجهل والخزي

رسالة إتمام الحجة ..26

يطالبنا المعرتض أن نورد كذبة من كذباته، فنزولا عند رغبته وتلبية لطلبه، نورد لكم هذه الكذبة الواضحة.

1: اتهم سيدَنا أحمد عليه السلام بشتى التهم، أنه يجهل القرآن الكريم ولا يقرأ القرآن الكريم وأنه يخطئ في القرآن الكريم من حيث الآيات ومن حيث اللغة، وذلك لورود بعض الإلهامات والوحي المتنزل عليه عليه السلام، مخالفا للنص القرآني المعروف، ويقول إن هذه الأخطاء عند المسيح الموعود عليه السلام كثيرة، مثلا:

أ: أمْ حَسِبْتُمْ أنَّ أصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا. (البراهين الرابع) بدلا من: {أَمْ حَسِبْتَ … } (الكهف 9)،

ب: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ عَلَيهِمْ. (البراهين). بدلا من: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} (آل عمران 159)

ت: “وقالوا لولا نُزّل على رجلٍ من قريتين عظيمٍ” (البراهين).بدلا من: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} (الزخرف 31).

ث: “ما كان حديث يُفترى” (الخطبة الإلهامية، ص 8).بدلا من: {مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى} (يوسف 111).

ج: ويُحبّون أن يُحمَدوا بما لا يعملوا (مكتوب أحمد). بدلا من: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} (آل عمران 188).

د: سجد لآدم الملائكة كلهم أجمعين (نور الحق). الصحيح: بدلا من: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} (الحجر 30)،

ه: أم تسألهم من خرج. (البراهين الرابع). بينما الآية: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا}. (المؤمنون 72)

2: فلنترك المسألة اللغوية جانبا، حيث كنّا قد خرّجنا كل هذه الأمور وأثبتنا صحتها من حيث اللغة، والإصرار على تخطيئها بعد ما بيّناه هو بحد ذاته كذب ودجل وتلبيس وتدليس. ولكن لنركّز الآن على مسألة معرفة المسيح الموعود عليه السلام بالنصّ القرآني أو لا. هل بالفعل لم يكن يعرف حضرته النصّ القرآني!؟

3: هذا الاتهام وهذه الاتهامات كلها هي محض كذب وافتراء على المسيح الموعود عليه السلام، لأن حضرته قد أقر بهذه الأمور وفسّرها وقال بنصّ واضح وصريح من كتاب نزول المسيح، إن جزءا من الوحي المتنزل عليه هو إمّا آيات قرآنية أو شبه آيات مع شيء من التصرف، أي أنها تختلف عن النصّ الأصلي للآية؛ حيث قال فيه:

فأثناء الكتابة بالعربية تَرِدُ على قلبي مئاتُ الجُمل على شكل وحي متلوٍّ، أو يُرينيها مَلاكٌ مكتوبةً على ورقة؛ وتكون بعض تلك الجمل آياتٍ من القرآن الكريم، وبعضها شبهَ آيات مع شيء من التصرف

إذن فكلام المسيح الموعود عليه السلام هذا يدل على أنه يعرف ما هو النصّ الأصلي للآيات، ويعرف ويقر بأن بعض ما ينزل عليه من الوحي هو شبه آيات تختلف عن الآيات الأصلية، فكيف يمكن اتهامه بالخطأ من حيث النصّ وأنه لم يكن يعرف النصّ الأصلي للآيات؟

4: والمعترض يعرف هذا النص جيدا وقد أورده مقتطِعا إياه في مقال له في 16 نوفمبر 2017 . فإذا كان يعرف هذا النصّ كمعرفته لأبنائه، فيكون اتهامه للمسيح الموعود عليه السلام هو كذب صراح ومحض افتراء وإخفاء للحق وإخفاء للنصوص واجتزائها، وهو من أساليب التمويه والتلبيس على الناس؛ فنذكّره بقول الله تعالى:

{ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (43) } (البقرة 43)

5: هذا بالنسبة للكذب، ولكن انظروا إلى جانب الجهل والخزي في هذا الموضوع . عندما فسّر المعترض خطأ المسيح الموعود عليه السلام المزعوم في قوله : “أم تسألهُم من خرَْج” فسّر المعترض هذا الخطأ المزعوم بأن المسيح الموعود عليه السلام يترجم حرفيا من اللغة الأوردو، والفعل (سأل) في اللغة الأردية يتعدى بالحرف (من)! وكل هذا مضمَّن في رسالة دكتوراة يصادق عليها من يدّعون أنهم علماء لغة عربية، وكل هؤلاء لا يعلمون أن الفعل (سأل) يقترن بالحرف (من) أو يتعدى به في القرآن الكريم على الأقل في عشر آيات، منها:

{فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ} (يونس 73)

{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ } (الفرقان 58)

{ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} (الشعراء 146) وهذه متكررة في نفس السورة خمس مرات.

فانظروا الخزي الذي يجلبه هؤلاء على أنفسهم لمجرد قيامهم بمحاربة المسيح الموعود عليه السلام، فالله تعالى يوقعهم في نفس العيب الذي يعزونه للمسيح الموعود عليه السلام ويثبت أنهم هم الذين لا يعرفون النصّ القرآني، ولا يعرفون القواعد اللغوية القرآنية.

فنذكرهم بقول المسيح الموعود عليه السلام : قوموا لتحقيري بعزم واحد ثم انظروا إعظام من والاني

ألا هل بلغت، اللهم اشهد..