قيل: إن المسيح الموعود عليه السلام دعا أن يُميت اللهُ الكاذبَ من بين الاثنين (المسيح الموعود ؏ وثناء الله) في حياة الصادق، فمات المسيح الموعود؏ في حياة ثناء الله. وقيل مرارا بأنها نبوءة للمسيح الموعود عن موت ثناء الله في حياته ولكنها لم تتحقق.

لا مباهلة ولا نبوءة ولا وحي في الأمر..

أن ما صرّح به المسيح الموعود عليه السلام، في إعلان 15-4-1907 لم يكن إلا مجرد دعاء أطلقه بصيغة تحدٍّ حتى يحفّز الطرف الثاني الدخول به. فلم تكن مباهلة، ولا نبوءة ولا وحيا ولا إلهاما من الله يستلزم أن نجزم بوجوب تحققه.

فلم تكن مباهلة، ذلك لأن المسيح الموعود عليه السلام قد صرّح لثناء الله بما يلي: “ولكنا لا نستطيع أن نقدم من عندنا تحديا للموت بالمباهلة، لأن التعهد مع الحكومة يمنعنا من ذلك.” ( إعجاز أحمدي 1902)

كما أنها لم تكن مباهلة، باعتراف ثناء الله الأمرتسري نفسه : تلك المباهلة بيني وبين المرزا القادياني لم تَحْدُث! هو فقط قال بأن الكاذب من الطرفين أي الميرزا وأنا الذي سيموت أولاً، وأيضاً قال بأن ثناء الله إذا لم يمُت قبلي فلستُ من الله.” (الفتاوى الثنائية، المجلد الأول، ص 295) “

ثم لم تكن مباهلة باعتراف المعارضين أنفسهم، الذين أقروا في النهاية بأنه دعاء رغم محاولاتهم العديدة في إظهاره بأنه نبوءة لم تتحقق.

كما أنها لم تكن نبوءة ولا وحيا ولا إلهاما وفق تصريح المسيح الموعود عليه السلام بعد إدلائه بهذا الدعاء في نفس الإعلان 15-4-1907 ، حيث قال عليه السلام: “هذه ليست نبوءة بناء على إلهام أو وحي بل طلبتُ الحكم من الله بصورة الدعاء فقط“.

إنه التحدي الذي لم يكتمل بإطلاق ثناء الله المعيار الجديد

كما أن هذا التحدي بالدعاء لم يقبل به ثناء الله الأمرتسري نفسه، وهو الذي قلب المعيار فيه، بأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم تثبت أن أعداء الأنبياء مثل مسيلمة الكذاب يعيشون أطول من الأنبياء أنفسهم، حيث أعلن ردا على هذا الدعاء الذي أرسله له سيدنا أحمد عليه السلام بما يلي:

هذه الوثيقة غير مقبولة لدي، ولا يقبل أي إنسان عاقل بالموافقة على مثل هذا التحدي. وإني أرفض هذا العرض الذي نشرتَه.” (جريدة “أهل الحديث” ليوم 26/ 4/1907م)

وقال أيضا: “لا يمكن أن أدخل طرفًا في هذا التحدي، لأنه لم تؤخذ مني موافقةٌ على هذا الدعاء، ونُشر فحواه دون علمي.” (المرجع السابق)

ورفَض معيار موت الكاذب في حياة الصادق، متذرعا بأن المعيار العكسي وهو موت الصادق في حياة الكاذب، هو ما تؤكده سنة الأنبياء، حيث قال:

على الرغم من حقيقة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان نبيًّا صادقًا من الله تعالى، وأن مسيلمة كان مدعيًا كاذبًا .. فإن هذا بَقِيَ حيًّا بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم -، أو بعبارة أخرى: إن مسيلمة الكذاب مات بعد موت الصادق.” (كتاب “مرقّع قادياني”، طبعة أغسطس 1907م)

إذن، فلم يكتمل التحدي برفض الطرف الثاني الدخول فيه، فلم يعد الدعاء سارٍ للمفعول!

ومما يؤكد ذلك أن سيدنا أحمد عليه السلام كان قبل خمس سنوات من هذا الدعاء، قد أقر واشترط لموت ثناء الله في المباهلة أو التحدي، أن يُعلن استعداده له أو أن يستعد له، حيث قال حضرته عليه السلام في كتاب إعجاز أحمدي:

(2) لو استعد ( ثناء الله) للتحدي أن يموت الكاذب في حياة الصادق، لمات قبلي حتما.

إلا أنه وفق ما رأينا لم يُظهر ثناء الله استعداده للتحدي في أي مرحلة، بل رفض الدخول فيه؛ فبطُل هذا التحدي.