اعتراض:
لا نصّ ولا إعلان للمسيح الموعود يقبل فيه المعيار الجديد الذي وضعه ثناء الله، وهو أن الصادق يموت في حياة الكاذب.
الرد:
نقول أولا، إنه لا حاجة لمثل نصّ كهذا ولا حاجة لإقرارٍ من المسيح الموعود عليه السلام بقبوله المعيار الجديد من أجل أن يُلغى التحدي، بل يكفي لذلك رفض ثناء الله نفسه لهذا التحدي.
وذلك لأن القرار النهائي في استمرار التحدي أو بطلانه، لا هو بيد الأمرتسري ولا بيد المسيح الموعود عليه السلام، بل هي بيد الله مالك الملك، الذي تقتضي رحمته أن لا يعاقب من لا يبغي الدخول في التحدي، فهل كان الله تعالى بحاجة إلى استئذان المسيح الموعود من أجل إنزال حكمه في الأمر!؟
ورغم ذلك، فإن موافقة المسيح الموعود عليه السلام على مثل هذا المعيار الجديد الذي أقرّه ثناء الله، تُفهم ضمنا من كلامه الوارد في جريدة الحكم، في ردّه على سؤال متعلق بهذه القضية، حيث جاء:
“عرض أحد من أفراد الجماعة سؤال شخص غير أحمدي أنه مكتوب في كتبكم أن الكاذب يهلك في حياة الصادق، ولكن هذا ليس صحيحا لأن مسيلمة الكذاب مات بعد النبي – صلى الله عليه وسلم -. فقال المسيح الموعود – عليه السلام -: أين ورد أن الكاذب يموت في حياة الصادق؟ لم أكتب ذلك في كتبي. قدّموا لي في أيّ كتاب كتبتُ ذلك. لقد كتبتُ أن الكاذب من المباهلَين يهلك في حياة الصادق. أما مسيلمة الكذاب فلم يباهل أصلا. لقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – له أنك لو عشتَ بعدي لقُتلتَ، وهذا ما حصل بالضبط إذ قد قُتل مسيلمة الكذاب بعد مدة وجيزة وتحققت النبوءة.” ( جريدة الحكم 10-10-1907)
هذا هو النصّ أو الإعلان الذي ينفي البعض وجوده ويتحدونَنا أن نأتي به، فجئنا به، ورغِم أنف المعاندين!!!
ووفق هذا النصّ ينفي المسيح الموعود عليه السلام معيار أن يموت الكاذب في حياة الصادق في غير المباهلة!
فلسان حاله عليه السلام يقول: صحيح ما يقوله ثناء الله، فليس بالضرورة أن يموت الكاذب في حياة الصادق ولكن في غير المباهلة فقط، وبما أن دعائي عليه لم يكن مباهلة بل مجرد دعاء ولم يقبله هو فليس بالضرورة أن يموت هو في حياتي.
النتيجة: لم يعد موت ثناء الله لازما
فثبت من كل هذا الأمور التالية:
– لم تكن مباهلة مع ثناء الله الأمرتسري.
– نفى المسيح الموعود معيار موت الكاذب في حياة الصادق في غير المباهلة.
فالنتيجة الحتمية:
لم يعد موت ثناء الله في حياة سيدنا أحمد عليه السلام دليلا لازما وحتميا على صدق المسيح الموعود عليه السلام.
كما ثبت ما يلي:
– لم يكن دعاء المسيح الموعود عليه السلام نبوءة ولا وحيا
– إن هذا الدعاء الذ أطلقه المسيح الموعود بصورة تحدّ، لم يكتمل ولم يستمر بإقرار الطرف الآخر عدم الخوض فيه أولا، وقبول المسيح الموعود لمعياره الجديد.