السؤال:

يوجد اتهام من أحد أبناء جماعتكم لخليفتكم الثاني بأنه كان يتزعم عصابة من الشواذ وأن والد المشتكي عٓلِمَ بذلك في الثلاثينيات فترك الجماعة وصار عدواً لها وكذلك ابنه.

الرد:

كان لأحد الأحمديين ابنة اسمها زينب فخطبها أحمديٌّ آخر يُدعى عبد الرحمن المصري، فَتَلقَّى المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام إلهامًا من الله تعالى يوم 09/02/1908 وهو:

لا تقتلوا زينب“.

فطلب عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام من والد زينب واسمه الحافظ أحمد الله خان أن لا يزوجها لعبد الرحمن المصري لأن ذلك سيؤدي لهلاكها وفق كلمات الإلهام أعلاه، ولكن حضرته لَمْ يصر على رأيه هذا كعادته في مثل هذه الأمور الشخصية فَلَمْ يأخذ والد الفتاة برأي المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بل رأى أن إلهام حضرته يعني العكس أي عَلَيْكُم تزويج زينب من هذا الشخص وإلا قتلتموها، وهكذا زوّجَ ابنته من عبد الرحمن المصري في 17/02/1908 أي بعد أيام فقط من نَصِيْحة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بعدم تزويجها لهذا الشخص. فَلَمْ يَمُرّ وقت طويل حتى أخذ هذا الصهر الجديد يتصرف بعدوانية بالغة تجاه والد زوجته الحافظ أحمد الله خان سبّبت له الأذى البالغ، فعرف الحافظ أحمد الله خان والد الفتاة بأن هذا في الواقع عقاب مخالفة أوامر المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كما يقول هو بنفسه في رسالة المنشي قدرة الله السنوري التي يقول فيها:

لما جئتُ إلى قاديان عام 1915 شعرتُ بحاجة إلى قراءة القرآن الكريم على يد بعض الأحباب، فبدأتُ قرائته على يد الحافظ أحمد الله، فقال لي ذات يوم ونحن نتجاذب أطراف الحديث: كان الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام قد أمرني بتزويج بنتي زينب من شخص آخر، ولكن نزل في تلك الأيام على المسيح الموعود عليه السلام وحي: “لا تقتلوا زينب“، ففهمتُ منه خطأً أنه يشير إلى أن رأي المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام عن زواجها ليس صائباً، فزوجتُها من الشيخ المصري، ولكن هذا الرجل يضايقني جداً وقد آذاني أذى شديداً، وأرى أن هذه عاقبة مخالفتي لأمر المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام.” (خطبة أمير المؤمنين حضرة مرزا مسرور أحمد خليفة المسيح الخامس أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز في 24/07/2015)

فَصَدَقَ المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام واتضّح كالشمس أن الحياد عن أمر المبعوث الإلهي مهما كان بسيطاً مَهْلَكةٌ وضياعٌ، عافانا الله تعالى وإياكم! اللّهُمّ آمين.

ولنترك أمير المؤمنين أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز يقدم نبذة عن شخصية عبد الرحمن المصري. يقول أيَّدَهُ اللهُ:

كان الشيخ عبد الرحمن المصري قد بايع المسيح الموعود كما هو واضح، وكان شخصاً مثقفا. أُرسل إلى مصر، وقد تحمّلَ المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وشودهري ظفر الله خان نفقات سفره إلى مصر. وكان سفره هذا مدعاة لفوائد كثيرة له وبالإضافة إلى ذلك اشتُهر بلقب “الشيخ المصري”. ثم جاء وقت حين اختلف الشيخُ المصري مع المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ … وبناء على هذا الاختلاف بدأ يتكلم كثيراً ضدّه وحاول أن يُحدث الفتنة في الجماعة ولكن اللهَ تعالى أنقذها من فتنته. وقد أُخبِر البعض عن حالته في الرؤى أيضا. يمكنكم أن تقدّروا مكانة الشيخ المصري في الجماعة من أنَّ المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال ذات مرة أنَّ شخصاً كتبَ إليه من أفريقيا أنه قلقٌ جداً على انفصال الشيخ المصري من الجماعة. وأضاف هذا الشخص وقال بأنه إذا ضاع إيمانُ شخصٍ كبيرٍ مِثله فما حقيقة إيمان شخص مثلي؟ يقول المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بأنه كتبَ إلى هذا الشخص: إنَّ الحُكم بعظمة أحد بيد الله تعالى وليس بيدك، فما دام الله تعالى قد فصلَ عملياً من الجماعة مَن تحسبه كبيراً، وأبقاكَ في الجماعة فالكبير هو أنت وليس هو.” أهـ

فهذه هي حقيقة عبد الرحمن المصري، وكم حدث مثل ذلك في صدر الإسلام فلم يضر الإسلام شيئاً وما ضرّ مرتدٌ إلا نفسه. وهو ما نراه في المرتد الغاضب الذي كان في غاية الاحترام في أعين جميع الأحمديين والباحثين حتى كانت تُرسم له صورة أكبر من حجمه عند المشاهدين لقناة الجماعة الإسلامية الأحمدية، هذا فقط حين كان في جماعة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وما نراه اليوم من هوان انتهى إليه بعد زوال لباس التقوى، نسأل الله تعالى العافية. وفي هذا لا نملك إلا أن نقتبس التعبير الجميل لأمير المؤمنين أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز اختصاراً لهذه القصة الكاملة بسطرٍ واحد وذلك في 2015 أي قبل ردّة المرتد بسنة، ومع ذلك فهو ينطبق عَلَيهِ، يقول حضرته:

باختصار، حين كان الشيخ المصري في الجماعة كان يُعَدُّ شخصاً كبيراً أما الآن فنرى أنه لا أهمية له مطلقا.” أهـ

والدرس أيضاً من كلام أمير المؤمنين أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز:

لو استجاب الحافظ المحترم لأمر المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وَلَمْ يزوّج ابنته زينب من المصري لما ضاع إيمانها. فالاستجابة لكلام المبعوث من الله تعالى واجبةٌ على المؤمنين ويجب أن يستوعبوه، فلو عملوا به حرفياً دون أن يؤوّلوه من عندهم فلا يضيع الإيمان.” أهـ

هذه هي القصة من الألف إلى الياء بكل دروسها وعبرها.

أما اتّهام بشير ولد عبد الرحمن المصري لحضرة المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه بالشذوذ والعياذ بالله بقوله:

He was in reality running a secret circle of fornication, adultery, incest and general debauchery.” (B.A.Masri Al-Hafiz March 1989)

فهو كلام سخيف يردّه قبل المنطق والعقل والنقل عبر تاريخ الجماعة التي لم يسنده أحد في دعواه الفاسدة هذه يردّه والده بنفسه، أولاً لأن الولد بشير نفسه جاء نتيجة لإلهام المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بأنه كثمرة زواج أمه زينب بأبيه عبد الرحمن المصري كان هو الهلاك والخراب لوالدته وأهله، وثانياً أن والده عبد الرحمن المصري نفسه رغم الفتنة ضد المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ التي أثارها وأذيته حتى لوالد زوجته إلا إنه بقي مؤمناً بالمسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بعكس ابنه بشير الذي أعلن ارتداده وعداوته للمسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام واتّباعه لفكر المودودي التكفيري ثم تحوّله إلى ما يشبه الإلحاد المبطن تماماً مثل المرتد الحالي، فالذي يؤمن بصادق سيكون مختلاً إذا ما اعتقدَ بأن ذرية الصادق الذي يؤمن به والتي تنبأ بها الصادق وتحققت فيها كل إلهاماته إنما هي أفسد مَن في الأرض!

فيمكن بسهولة ملاحظة التاريخ الذي أطلق فيه بشير ابن عبد الرحمن المصري المولود في 1914 دعواه هذه كما في المرجع وهو [مارس 1989] أي قبل وفاته بأربع سنوات حيث توفي في 1993 أي بعد ستين سنة على الأقل من الحادثة التي ينسبها زوراً وبهتاناً وخسةً لعَلَم التقوى ومخافة الله تعالى المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تعالى عنهُ وأرْضاه.

ولمن لا يعرف بَشِيرًا هذا نقول بأنه لَمْ يكن إلا مصداق إلهام صريح للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام معناه أن هذا الولد هو ثمرة شريرة مهلكة لزواج فاشل، كما أنه في الواقع مجرد مُلحد متستّر بقناع الإسلام حيث يصرّح بنفسه في كتابيه اللذين ألفهما حول وحشية ذبح الحيوان المزعومة عند المسلمين معلناً بأنه إنسان نباتي Vegetarian أي أنه يعادي أكل اللحم بأنواعه محاولاً في كتابيه عبثاً التستر بغطاء الإسلام ليوهم القرّاء المسلمين من خلال قَص ولصق الآيات والأحاديث بأن الدين يُحرّم أو يكره أكل اللحم وأن ظاهرة ذبح الأضاحي في الإسلام بكثرة خاصةً في عيد الأصحى إنما هي القسوة والشناعة بعينها والرعب الفضيع غير المبرر بحق الحيوان المسكين! كل هذا فوق أنه كان أول معارض لوالده عبد الرحمن المصري حيث يصلّي والده على المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ليل نهار رغم كل ما حدث فيما يقوم ابنه بسبّه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ولعنه حتى غادر هذا الولد العاقُ العالمَ على حالته المخزية هذه. فيبدو من خلال هذا السرد السريع للحقائق بأن بشير ولد عبد الرحمن كان يعاني من خلل واضح في شخصيته ولم يجد ضحية يلقي عليها أكاذيبه وخيالاته المريضة غير الجماعة المضطَهَدة والاصطفاف إلى جانب الخصوم الذين خرجوا بقيادة معبوده المودودي في الشوارع والأسواق بعصي وهراوات يطالبون الحكومة بطرد المسلمين الأحمديين أو أن ينفذوا فيهم بأنفسهم القصاص الظالم. ومنذ ذلك اليوم وباكستان وكل البلاد المشاركة في ظلم المسلمين الأحمديين في تدهور وضعف للأسف الشديد. نسأل الله تعالى السلامة لأمتنا والنهضة ثانية لمجدها التليد. اللّهُمّ آمين

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد