الاعتراض:
– الجماعة الأحمدية زيّفت في قضية ثناء الله، بفبركتها قولا أو إعلانا للمسيح الموعود عليه السلام جاء ذكره في كتاب ” نبوءات يشكك فيها المعارضون” قيل فيه: ومن دواعي الندم للمولوي الأمرتساري أن سيدنا أحمد قَبِلَ توضيحه هذا، وصرّح: “قد اقتَرَحَ معيارًا مختلفًا تمامًا بأن الكاذب يعيش أطولَ من الصادق .. كما حدث في حالة مسيلمة الكذاب والنبي الأكرم – صلى الله عليه وسلم ” (إعلان أكتوبر 1907م). فلا وجود لإعلان كهذا ولا تصريح كهذا للمسيح الموعود عليه السلام، وتحدانا البعض أن نأتي بهذا الإعلان.
الرد:
كنا قد أوردنا النصّ الصحيح الذي صرّح فيه المسيح الموعود عليه السلام، أن الكاذب لا يموت في حياة الصادق إلا في المباهلة، وهو النصّ الذي يُفهم منه ضمنا، موافقة المسيح الموعود عليه السلام على المعيار الجديد الذي أقره ثناء الله الأمرتسري بأنه وفق سنة الأنبياء فإن الكاذب ممكن أن يعيش أطول من الصادق؛ وهو هذا النصّ:
“عرض أحد من أفراد الجماعة سؤال شخص غير أحمدي أنه مكتوب في كتبكم أن الكاذب يهلك في حياة الصادق، ولكن هذا ليس صحيحا لأن مسيلمة الكذاب مات بعد النبي – صلى الله عليه وسلم -. فقال المسيح الموعود – عليه السلام -: أين ورد أن الكاذب يموت في حياة الصادق؟ لم أكتب ذلك في كتبي. قدّموا لي في أيّ كتاب كتبتُ ذلك. لقد كتبتُ أن الكاذب من المباهلَين يهلك في حياة الصادق. أما مسيلمة الكذاب فلم يباهل أصلا. لقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – له أنك لو عشتَ بعدي لقُتلتَ، وهذا ما حصل بالضبط إذ قد قُتل مسيلمة الكذاب بعد مدة وجيزة وتحققت النبوءة.” ( جريدة الحكم 10-10-1907).
هل هو تزييف أم خطأٌ واردٌ!؟
وعلى ما يبدو أن ما وقع في كتاب ” نبوءات يشكك بها المعارضون” ما هو إلا خطأ عفوي من الكاتب، حيث أحال إلى إعلان أكتوبر 1907 بدلا من ” جريدة الحكم 10-10-1907″،؛ ولا فرق حقيقة بين القولين، أوليس النشر في جريدة الحكم هو إعلان هدفه إعلام القراء!؟
المهم أن هنالك نصّا منشورا بهذا المعنى، ولا قيمة للمسميات في هذا السياق، حيث ممكن أن يسمى إعلانا أو منشورا، أو جوابا … والمهم في كل هذا ما جاء في فحواه ومدى توافقه مع ما نُقل في كتاب “نبوءات يشكك بها ..”
فبمقارنة النّصّين، نرى أن فحوى النشر في جريدة الحكم مطابق لفحوى ما نُشر في كتاب ” نبوءات يشكك بها..” ففي النشرين نرى:
- نفي موت الكاذب في حياة الصادق.
- ورود مثال ما حدث مع مسيلمة الكذاب الذي مات بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
- تعلّق النصين بقضية ثناء الله الأمرتسري، نظرا لأنه هو من أثار الاعتراض على معيار “موت الكاذب في حياة الصادق” عند مواجهته بالتحدي والدعاء.
فيتضح من كل هذا توافق النصّين في الفحوى ولا تزييف في ذلك، غير أنه يبدو أن كاتب كتاب ” نبوءات يشكك بها المعارضون” قد أخطأ عفويا، عند نقله الفحوى ظنّا منه أنه الاقتباس بعينه، رغم أنه فهم الكاتب الذي سبقه ونقل عنه النصّ الأصلي، وهذا ما قد يحدث عند النقل المتكرر لبعض الاقتباسات أو فحواها، خاصة عندما يكون نقلا عن نقل سابق، فقد ينقل كاتب عن كاتب أو مترجم سابق، ظانا أن النصّ المنقول اقتباس، رغم أنه رأي الكاتب الأول وتفسيره للنصّ الأصلي.
وبغض النظر عن حرفية الكلمات والعبارات الواردة في النصّين، فهما متوافقان في فحواهما، ويثبت منهما نفي المسيح الموعود لموت الكاذب في حياة الصادق بغير المباهلة، وبما أنه لم يكن بينه وبين الأمرتسري أية مباهلة، برفض ثناء الله هذا التحدي فلم يعد الدعاء سار للمفعول.
فللناظر بحسن الظن في هذين النصين يرى بجلاء أنه لا تزييف ولا خطأ متعمد وقع في كتاب ” نبوءات يشكك فيها المعارضون”، أما الذي يسيئ الظن فليس من العجيب أن يلقي باتهامات التزييف جزافا.