العجيب في الإسلام أنه كلما تقدَّم الزمان تجد أن المعارضين له يزدادون حنقا وحقدا وسوءًا وبذاءة حتى إنهم يأتون بحماقات وانحرافات عقلية وأخلاقية لم يأت بها الأوائل. وهذا على كل حال علامة على أن الإسلام كان ولا زال غائظا لهم وأن جهودهم في النيل منه باءت بالفشل.
فمؤخرا مثلا بدأ معارضو الإسلام، وخاصة من المسيحيين، بإثارة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج طفلة وأنه والعياذ بالله مولع بالأطفال أو ما يسمى بالإنجليزية “Pedophile” وهذا بسبب عثورهم على روايات تناولوها بصورة خاطئة ولم يلتفتوا إلى روايات غيرها، كما لم يلتفتوا إلى شهادة الواقع التي هي أدق من أية رواية من هنا أو هناك. إذ الواقع أن السيدة عائشة كانت تبلغ من العمر ما لا يقل عن 16 عاما في أدنى تقدير ويدعم ذلك كثير من الروايات والقرائن والأدلة. وعلى كل حال، فإن أهم ما يسقط هذه التهمة هو أنه لم يثرها أحد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا قريبا منه. ولكن لم يكن الله تعالى غافلا عن مسلك هؤلاء المتأخرين، فضجَّ العالم بفضائح القساوسة الذين اعتدوا على آلاف الأطفال في العالم، ووقعت الكنيسة في حرج كبير واضطرت للاعتذار ولدفع تعويضات ضخمة، وحاق بالذين اتهموا هذه التهمة القبيحة ما يستحقون من مصير.
وبنفس الطريقة يسير بعض المعارضين المتأخرين للجماعة الإسلامية الأحمدية على خُطى هؤلاء المتأخرين من أعداء الإسلام، فصوَّرت لهم عقولهم المريضة أمورا مماثلة كادعائهم مثلا أن قضية “محمدي بيغم” كانت قضية ملاحقة طفلة ثم امرأة متزوجة، وحاولوا تزوير الأمور وتزييفها لتبدو على هذه الصورة القبيحة، ولكنهم غفلوا عن أن هذا الخيال المريض لم يدر بخلد المتقدمين من المعارضين، ولم يعترض أحد على هذه النبوءة بهذه الصورة في زمن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وما بعده، بل كانوا يفهمونها على حقيقتها، وأكثر ما اعترضوا به هو أنها نبوءة لم تتحقق في نظرهم.
ما يجب أن يكون كافيا لإبطال دعوى المتأخرين من المعارضين هو أن أسلافهم لم يخطر ببالهم هذا ولم يكن بإمكانهم ادعاءه، لأن جميع المعاصرين كانوا يعرفون حقيقة الأمر. ولأن المتقدمين قد حاولوا إبطال النبوءة بشهادات كاذبة لا أكثر، فقد كان ردُّ الجماعة عليهم بتفنيد شهاداتهم الكاذبة هذه، إذ كان الرد يوازي الاعتراض. أما وقد ظهر هذا الاعتراض بصورته القبيحة التي تنم عن نفسيات غاية في المرض من المعارضين المتأخرين فإن دواءهم عندنا أيضا. فقد بينَّا سابقا حقيقة الأمر بكلمات موجزة، ثم أكدنا على شهادة الواقع، وقلنا إن والدة محمدي بيغم مدفونة في مقبرة بهشتي في قاديان وهي مبايعة وموصية، وأظهرنا صورة القبر، وقلنا إن ابنها أيضا مبايع إضافة إلى بقية العائلة، وما سنظهره في الأيام المقبلة هو ما كتبه ابنها في جريدة الفضل حول النبوءة وحول موقف أبيه، وكذلك تفنيد الأكاذيب المزورة لثناء الله والبطالوي، ثم سنعرّف بعدد من ذرية محمدي بيغم وزوجها من الأحمديين الذين يوجد منهم ثلاثة في لندن وحدها. وسيرى الناس كيف أن المعارضين الجدد غاية في الكذب والخسة. ولكننا واثقون أنهم لن يخجلوا ولن يرتدعوا، إذ يصدق عليهم قول الله تعالى الذي أوحاه لعبده المسيح الموعود إذ قال:
“لا يصدِّق السفيهُ إلا سَيْفةَ الهلاك“