المعترض:
الميرزا المماحك والمزيّف في الإحالة
نشرت جريدة “نور أفشان” بتاريخ 10/5/1888م رسالةَ الميرزا التي بعث بها لوالد محمدي بيغم يطلب يد طفلته البالغة 13 عاما. (كان عمر الميرزا حسب قول الأحمديين 53 سنة)
وركّز الميرزا في بداية ردّه على مسألة التعدّد ودافع عنها قائلا:
1: “لو كان التعدد ممنوعا لأوشك النسل البشري على الانقراض إلى الآن”.
2: “إن في طبيعة النساء نقصًا فيما يتعلق بحاجة الرجال إليهن كما في أيام الحمل والحيض والنفاس. وهذا الطريق المبارك يسد هذا الخلل، ويعطي الرجل حقه الذي يمكن أن يطالب به من حيث طبيعته”.
ثم كتب في الحاشية:
يتبين من بعض الإشارات
في الإنجيل أن المسيح عليه السلام أيضا كان يفكّر في الزواج، ولكنه رُفع (إلى السماء) عن عمر صغير وإلا كان من المتأكد أنه كان سيتأسى بأسوة أبيه داود. (إعلان في 10 يوليو 1888)
ليت الأحمديين يبحثون عن هذه الإشارات الإنجيلية التي تقول إن المسيح كان يفكّر في الزواج!! وما قيمة هذه الفكرة؟! ما دام المسيح بشرا فلا بدّ أن يفكر في الزواج. كان على الميرزا أن يبحث عن هذه الإشارات ويذكرها للناس، لكنّه احترف التزييف في الإحالة على كل شيء.
ليبرر خطبته طفلة لا يتورّع عن أن ينسب أي فكرة تخطر بباله لأي أحد، فهل يوثق بمثله؟
الرد:
لقد رددنا في منشور سابق على نبوءة زواج حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام من محمدي بيغم (نبوءة زواج المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام – شبهة وشهاب)، وبإذن الله تعالى سنثبت الآن بأن المعترض هو مجرد ملحد معارض للإسلام لا غير. ولنأخذ في البداية موضوع الإعلان كما يلي:
أولاً:
ذَكَرَ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام في هذا الإعلان بأن حضرته لم يكن يريد أن ينشر هذه الرسالة بل أراد أن يظل الأمر بينه وبين عائلة محمدي بيغم كي لا يشعر والد البنت بالحرج إذا لم يرغب بإشهار الموضوع، ولكن قريبهم/خالهم قام بنشر هذا الإعلان، وكان الدافع هو العَداء للإسلام لكي يعترضوا على زواج النبي ﷺ بأكثر من واحدة. ولذلك قام قريبهم الملحد بنشر إعلان الزواج في جريدة “نور أفشان” النصرانية. يقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:
“يجب أن يكون معلوما أن الرسالة التي نشرها الخصوم في جريدة “نور أفشان” بتاريخ 10/5/1888م قد كُتبت بإيعاز من الله تعالى. قبل مدة طويلة كان بعض من الكبار وأقارب المرسل إليه -الذين طُلبتْ يد ابنة أختهم- يطالبون بآية سماوية وكانوا منحرفين عن الإسلام ويعاندونه كما لا يزالون يعاندون. فنُشر من قِبلهم في آب/أغسطس 1885م في جريدة “جشمة نور” الصادرة في أمرتسار إعلان سُجّل فيه طلبهم هذا أيضا. إنهم لا يعادونني فقط بل يعادون الله تعالى والرسول ﷺ أيضا. أما والد البنت فعاكف على نيل رضاهم بسبب أواصر القرابة القوية ويخطو على خطاهم ويفديهم قلبا وقالبا، ولا يملك بنفسه أيّ خيار قط بل هو تابع لهم تماما، ويعتبر بناته كأنهن بناتهم. وهم أيضا يفكرون بالطريقة نفسها تماما، ويعتبرون أنفسهم مُدَراء عليه في كل صغيرة وكبيرة وكأنهم حلّوا محله كليا. فبناء على ذلك قد أشهروا أمر الفتاة على دقات الطبول حتى ملؤوا جرائد المسيحيين أيضا بهذه القصة. واها لهذا العقل والفطنة! ما أحسن ما أدّى به حق كونه خالا! فليكن كل خال مثله!” (إعلان في يوليو/تموز 1888م)
وقال عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام أيضا:
“وفي هذا المقام هناك اعتراض آخر لجريدة “نور أفشان” جدير بالدحض، وهو: إذا كان الإلهام من الله تعالى وكنتَ واثقا منه كل الوثوق فلماذا أخفيتَه؟ ولماذا أكّدتَ في رسالتك على إخفائه؟ فجوابه: أن القضية كانت قضية عائلية، وقد أُبلغ بها الذين كانت تمثّل آية لهم. وكنت موقنا أن والد الفتاة سوف يحزن بنشرها. لذلك اجتنبتُ كسر قلبه وإيذائه بل لم أُرِدْ أن أنشر هذا الأمر حتى في حال إنكاره ورفضه. مع أنني كنت مأمورا بنشره ولكني أخّرته إلى موعد آخر لحكمة، حتى نشره خال الفتاة الميرزا نظام الدين شقيق الميرزا إمام الدين مستشيطا غضبا وغيظا. وقد نشره على نطاق واسع بحيث اطلع على طلب زواجي ومضمون الإلهام ما يقارب عشرة آلاف نفر رجالا ونساء ربما في غضون أسبوع أو أسبوعين. ولم يكتفِ بترويجه شفهيا فقط بل نشر رسالتي في الجرائد أيضا، ثم أذاعها بين الناس وبالنتيجة قُرئت هنا وهناك في الأسواق، وأُبلغ مضمون الرسالة إلى النساء والأطفال أيضا.” (نفس المصدر)
ثانيا:
لما كانت جريدة “نور أفشان” للمسيحيين، وكان النشر لغرض الاعتراض على تعدد الزواج واعتباره مجرد زنا، فقد جاء رد حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام عليهم على هذه القضية بالذات، وذكرَ عَلَيهِ السَلام أدلةً على التعدد في المسيحية والآباء. ولكن المعترض لم يذكر هذا السياق لتضليل القرّاء. يقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:
“لقد نُشرت في جريدة “نور أفشان” بتاريخ 10/5/1888م رسالتي المتضمنة طلب النكاح. وقد استخدم صاحب الجريدة لسانا بذيئا جدا عند نشره الرسالة في جريدته، وقد سوّد صفحة كاملة منها بكلمات نابية وشتائم بذيئة. أيّ إجحاف هذا أن يرى الذين كان عند أنبيائهم المقدسين مئات الزوجات، الجمعَ بين زوجتين أو ثلاث زوجات ذنبا كبيرا بل يعُدّوه زنًا؟” (نفس المصدر)
“إن بعضا من معاندي الإسلام يفعلون كل ما يحلو لهم في سبيل اتّباع النفس الأمارة ولكن يكرهون هذا الطريق الطاهر أيما كراهية، لأنهم لا يبالون ولا يهتمّون بهذا الطريق الطيب بسبب التحرر المنتشر فيهم. وهذا مقام تأسف على المسيحيين أكثر من غيرهم لأنهم يصبّون جام غضبهم على المسلمين بوجه غير حق غاضين الطرف عن وقائع أنبيائهم المعتَرف بنبوتهم. فمن المخجل أن الذين يقرّون أن جسم المسيح وطِينَةَ وجوده وأصله الحقيقي إنما هو من جهة الأم ولا يتورعون عما يقع على السيدة مريم من نتيجة مهولة لهذه الكلمة الخبيثة، ومع كل هذه الإساءة يدّعون حب المسيح أيضا.” (نفس المصدر)
لقد كان اعتراض الجريدة في الحقيقة وإشهار الإعلان رغم رغبة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بعدم نشره هو لكون حضرته عَلَيهِ السَلام هو المدافع الوحيد عن الإسلام، وكان القسس مهزومين أمامه، فانتهزوا الفرصة لمهاجمة الإسلام. وقد رد حضرته عَلَيهِ السَلام عليهم كما يلي:
“فليكن معلوما أن التعدد لا يثبت من التوراة من حيث الكلام فقط بل قد ختم معظم أنبياء بني إسرائيل بمن فيهم جدّ المسيح عَلَيهِ السَلام بعملهم أيضا على أنه ليس جائزا فقط بل أنه عمل مستحَبٌّ. فيا أيها المسيحيون الذين لا تخشون الله، إذا كان ضروريا للملهَم أن تكون له زوجة واحدة فقط، فهل ستؤمنون بنبي صادق مثل داود كنبي الله؟ أو هل تُخرجون نبيا مقبولا عند الله مثل سليمان من دائرة الملهَمين؟ أليس هذا العمل الذي عمل به دائما الأنبياء -الذين كان خط الإلهام الإلهي موصولا بقلوبهم دائما وكانت الأحكام المفصّلة والمتعلقة برضا الله أو عدم رضاه تنـزل عليهم كل حين وآن- ذنبا دائما لم يمتنعوا عنه إلى آخر لحظة من حياتهم ولم يبالوا بأوامر الله شيئا؟ إن ذلك الإله الغيور الذي أمطر قوم لوط بالحجارة، وأغرق فرعون مع جماعته الشريرة كلها في طوفان مهول، هل يليق بشأنه وغيرته أن يجد إبراهيم ويعقوب وموسى وداود وسليمان وغيرهم من الأنبياء الكثيرين عصاة على مدى حياتهم بسبب اقتنائهم زوجات كثيرة، ويجدهم متمردين جدا ولا ينـزِّل عليهم العذاب بل يحبهم ويصادقهم أكثر من ذي قبل؟ ألم يجد إلهكم شخصا آخر لينـزٍّل الإلهام عليه؟ أوَلم يعجبه إلا أصحاب زوجات كثيرة؟ وليكن معلوما أيضا أن الأنبياء والأصفياء أجمعين، مع زواجهم من أكثر من امرأة، قد سبقوا الجميع في القوى الروحانية والقبول عند الله وبذلك أثبتوا للعالم كله أنه ليس السبيل لنوال حب الله أن يعيش المرء في الدنيا كالمخنّث أو العنّين بل إن القوي في الإيمان هو ذلك الذي يحمل عبء الأهل والأولاد أكثر من غيره ومع كل هذه الصلات يعيش كأنه لا علاقة له بها. إن علاقة المحب والمحبوب بين الله وعبده تقتضي شيئا آخر. فما هو ذلك الشيء؟ إنها روح الإيمان التي تتولد في المؤمن وتهبه حواسا جديدة فبواسطتها يسمع كلام الله تعالى، وينال الطهارة الحقيقية والدائمة، وبسببها تتولد فيه قوى خارقة للحياة الجديدة. الآن أتساءل: إن الذين يُسمَّون نسّاكا ورهبانا وما شابه ذلك، مَن منهم أُعطي تلك الروح الطاهرة؟ هل توجد في أيّ قسيس هذه الروح الطاهرة أو روح القدس بتعبير آخر؟ لقد تعبنا من كثرة ما دعونا القساوسة في العالم كله ولكن لم ينبس أحد ببنت شفة على ندائنا. لقد نشر بعض القساوسة في جريدة “نور أفشان” بأنهم سوف يقدمون ظرفًا مغلقا في جلسة ويجب أن نخبرهم بمضمونه بالإلهام. ولكن عندما قبلنا طلبهم هذا بشرط أن يُسلِموا بعد ذلك فلم يتوجهوا إلى هذا الأمر أيضا. حكم القسس بانقطاع الإلهام منذ مدة مديدة. أما الآن، حين انفضَّ الختم وثبت فيض روح القدس على المسلمين افتضح أمرهم. لذا كان لا بد أن يشعر القساوسة بألم مضاعف نتيجة إلهامنا. ألـمًا نتيجة انفضاض الخاتم، وألـمًا نتيجة تحوِّل الإلهام من مكان إلى مكان آخر. فالحق أن السبب الحقيقي وراء استخدام الجريدة “نور أفشان” لغة قاسية هو ذلك الألم العضال كالحمى المستعصية العلاج.” (نفس المصدر)
ثالثاً:
بما أن هذا الإعلان نشر في وقته وذكر المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فيه معتقدات عائلة محمدي بيغم وإساءاتهم للإسلام وطلبهم آية على صدقه وصدق الإسلام. فقد أعطاهم حضرته عَلَيهِ السَلام هذه النبوءة المذكورة أخيراً والمتعلقة بمحمدي بيغم.
والسؤال بعد كل ما ذكرناه هو:
إن لم تشعر العائلة التي كانت على هذه السيرة بتحقق النبوءة فلماذا آمن معظم أفرادها بحضرته عَلَيهِ السَلام؟ ولماذا آمن حتى ابن محمدي بيغم نفسها؟ بل وأمها وأختها وأخوها لماذا آمنوا كلهم بحضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وصاروا من أتباعه ؟ حتى إن أم محمدي بيغم انضمت إلى نظام الوصية وقبرها في “بهشتي مقبرة” بقاديان.
فهل المعترض أكثر غيرة وحرصاً على محمدي بيغم من أمها وأختها وأخيها وابنها؟؟؟
أما قضية رفع عيسى ؑ المذكورة في هذا الإعلان فقد كانت في 1888، بينما أعلن حضرته بناء على وحي الله المتواتر عن وفاة المسيح الناصري في آخر 1890. فلا محل هنا للاعتراض!
أما عن الاعتراض على تقدم حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام للزواج من بنت في سن 14 سنة واعتبار المعترض ذلك زواجاً من طفلة فهو في الحقيقة اعتراض على الإسلام والنبي ﷺ خاصة، ذلك أن المسلمين عامة يُؤْمِنُونَ أن النبي ﷺ تزوج السيدة عَائِشَة أُمّ المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْهُا وهي في سن السادسة وبنى بها في التاسعة ! (انظر هنا).
فهل كان النبي ﷺ أو عامة المسلمين من سلف وخلف يرضون بهذه (الجريمة الشنيعة) التي يملأ المعترض بها الدنيا؟
في الواقع، إن هذا الاعتراض هو عين الاعتراض الذي يوجهه المسيحيون والملاحدة ضد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (من هنا).
إذاً ليس في تقدم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام للزواج بامرأة في سن 14 عام أي عيب بل هو سن مناسب تماماً في بعض المناطق الحارة التي تبلغ بها الأنثى أسرع من باقي المناطق الباردة والمعتدلة. ثم مَن قال بأن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كان سيبني بها في ذلك السن رغم كونه سنّاً مناسباً موافقاً للسنة !
كما أن الدليل على فساد هذا الاعتراض هو عدم اعتراض أحد من عائلة محمدي بيغم ولا من الجريدة على موضوع سن البنت. والأمر الآخر الذي لا يقل أهمية هو أن أهل محمدي بيغم هم أنفسهم زوّجوها بنفس الوقت أي في سن 14 إلى رجل آخر ! أي أن الأمر طبيعي للغاية ولا اعتراض عندهم على زواج ابنتهم في هذا السن.
كذلك ورد في الموسوعة المسيحية الكاثوليكية أن مريم عَلَيهِا السَلام تزوجت يوسف النجار وهي بسن الـ 12-14 (من هنا).
فما هي المشكلة بالضبط؟!
أما موضوع الإحالة فيكفي أن الصحف العالمية نشرته. وسنأخذ مثالاً عَلَيهِ ما نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية المعروفة (من هنا) التي نشرت مقالاً مفاده أن (إنجيل زوجة المسيح) الذي يخشاه الفاتيكان (من هنا) ثبت بعد فحص الخبراء أنه ليس مُلفَّقاً كما يظن القسس بل يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي مما يقطع أن المسيحيين الأوائل كانوا يعتقدون بزواج المسيح من مريم المجدلية.
أما الإشارات من الأناجيل الأربعة المعتمدة في الكنيسة فقد ذكرها موقع النصارى أنفسهم حيث يؤكدون بأن من الواضح الجلي أن العلاقة بين المسيح ومريم المجدلية كانت هي الحب حيث تذكر الأناجيل أن مريم هي التي حررها يسوع من الشياطين وتبعته مباشرة أينما ذهب تخدمه بما تملك من قوة، وكانت تلازم أُمّ يسوع مريم عَلَيهِا السَلام والنسوة خاصة عند حادثة الصلب، وكانت مريم المجدلية هي أول الناس الذين ظهر لهم يسوع بعد نجاته من الصليب، وكانت تبحث عنه باكية، وغير ذلك من أدلة واضحة. فكيف كان المسيح ليقبل بذلك كله لولا أنه متزوج أو ينوي الزواج على الأقل. (من هنا).
إذاً ما قاله الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام كان صحيحاً تمام الصحة لأن بعض الأناجيل مثل “إنجيل زوجة المسيح” يذكر ذلك بالفعل، بالإضافة الى الإشارات التي اتفق عليها المسيحيون في الأناجيل. وهذا يدل على أن المعترض إما جهل هذه الحقيقة أو كان من المدلسين !
وهكذا يزداد المعترض إهانةً لنفسه بعد أن افتضح أمره وبانَ إلحاده وعدائه للإسلام ونبي الإسلام سيدنا مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما ازداد الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام خادم الإسلام وعاشق نبي الاسلام صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألقاً وبهاء.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ