تحقق نبوءات المسيح الموعود عليه السلام ح9

لا علاقة بين نبوءة “ما كان الله ليشفيه” و مير محمد إسحق..

نجيب في هذه الحلقة على الأسئلة التالية المتعلقة بنيوءات سيدنا احمد عليه السلام:

  • هل تحققت نبوءة “ما كان الله ليشفيه” بمير محمد إسحق؟
  • هل المقصود من هذه النبوءة الشفاء الكامل أم الموت المؤكَّد؟
  • لماذا أُدرج إسم مير محمد إسحاق في هامش هذه النبوءة في كتاب التذكرة؟
  • وهل زيّفت الجماعة في هذه النبوءة؟

الحلقة:

نردّ على بعض الاعتراضات الأخرى حول نبوءة ” ما كان الله ليشفيه”؛ حيث اعتُرض على قول المسيح الموعود عليه السلام التالي والذي ورد في التذكرة:

تلقّيت في هذا البستان عن واحد من أربعة (1) من أبناء جماعتنا الذين مرضوا مرضًا شديدا الإلهام التالي:

“خدا نے اس کو اچھا کرنا ہي نہيں تھا?بے نيازي کے کام ہيں?اعجاز المسيح?” (أردية)

أي: ما كان الله ليشفيه. إنها أعمال الغِنى. إعجاز المسيح.

بمعنى أن موته كان مثل القدر المبرَم، وكأنه المبرَم فعلاً، ولكن الله شفاه ( بالنص الأردي: اتشا كر دِيا )كإعجاز للمسيح الموعود. ذلك أن القدر المبرم غير قابل للتّبدل، ولكن من الأقدار ما يشبه القدر المبرم جدًا ويبدو مبرمًا في النظر الكشفي، ومثل هذا القدر يمكن أن يلغى نتيجة العناية الكاملة والإقبال على الله من قِبل أحد المبارَكين من أهل الله. (“بدر”، مجلد 1، عدد 11، يوم 15/ 6/1905، ص 2، و”الحكم”، مجلد 9، عدد 22، يوم 24/ 6/1905، ص 2)

وقد أكّد المسيح الموعود عليه السلام تحقق هذه النبوءة بوفاة عبد الكريم السيالكوتي.

فقال المعترضون بأن هذا الإلهام هو إلهام عن الشفاء وليس عن الموت، بحكم ما قاله المسيح الموعود “ولكن الله شفاه “، وإن الأحمديين يكذبون وجعلوه عن الموت وحرفوا كلام المسيح الموعود من ” شفاه الله ” إلى ” أخّره”. وما يؤكد ذلك هو ما ورد في هامش كتاب التذكرة عند هذا الإلهام حيث جاء : (1) كان أحد هؤلاء المرضى الأربعة هو ميان مير محمد إسحاق ابن حضرة مير ناصر نواب، حيث اشتد به المرض حتى أصبحت حالته ميئوسًا منها. (مجلة “ريفيو أوف ريليجنز، مجلد 4، عدد 7، شهرتموز 1905، ص 290).

ويقول المعترضون ما معناه: إن ما ورد في هذا الهامش نقلا عن مجلة مراجعة الأديان، يؤكد أن النبوءة متعلقة بميان مير محمد إسحق الذي شُفي إثر هذا الإلهام، وأن النبوءة هي عن الشفاء الكامل، وليست عن الموت المؤكد للمولوي عبد الكريم السيالكوتي وليست متعلقة به قط. وهذا يؤكد أن الأحمديين سكارى لا يعون ما يقرأون وما يترجمون.

نقول ردا:

فأما بالنسبة لما ذُكر في الهامش نقلا عن مجلة مراجعة الأديان، بأن أحد المرضاء الأربعة المذكورين في القصة هو مير محمد إسحق، فنقول ما يلي:

– لم يَذكر هذا النص المذكور في الهامش، ولا كاتبه أن النبوءة متعلقة وتحققت بميان مير محمد إسحق، وإنما ما قيل هو أنه كان أحد الأربعة المذكورين في القصة؛ كما لم يُذكر أن النبوءة تحققت بشفائه ليكون معنى النبوءة متعلق بالشفاء المؤكَّد.

– إن ما كُتب في الهامش لهو رأي محرر مجلة ريويو آف ريليجنز، وقد عدنا إلى هذه المجلة لنفحص قصة هذا الولد مير محمد إسحاق لنجد النص الأصلي التالي:

كان محمد اسحاق ابن مير ناصر نواب المحترم أحد المرضاء الأربعة. وكان وضع صحته الظاهري ميؤسا منه. وكان الدكتور ميرزا يعقوب بيج المحترم في تلك الأيّام مقيما في ذلك المكان وقال أيضًا بين الناس أن وضه صعب جدًّا. انظروا إلى قدرة الله تعالى، من ناحية طبيّة كان وضعه ميؤوسا منه ومن ناحية أخرى نزل إلهام على المسيح الموعود عليه السلام بعدما دعا لشفائه، وقد نُشر هذا الإلهام في المجلة السابقة: سلامٌ قولًا من ربٍّ رحيم. رحمة الله تعالى لا خوف منها. وهذان الأمران كانا في وقت واحد، وجميع الناس شاهدون على هذين الأمرين، كذلك ميرزا يعقوب بيج بنفسه أيضًا شاهدًا على هذا. وهذا الأمر بيّنٌ من الإلهام الإلهيّ أن المرض وصل إلى درجة خطيرة ولكنّ رحمة الله موجودة (سوف يرحمه الله). فطبقًا لهذا الوحي وهب الله هذا الطفل حياتًا جديدةً في نهاية المطاف.” (ريويو آف ريليجنز، يوليو 1905، صفحة 290، مجلد 4 رقم 7)

وقد وجدنا تأكيدا لهذه القصة ما ذكر في ” التذكرة ” حيث جاء فيهاصفحة 463 مايو 1905:

كان ميان محمد إسحاق (1) الابنُ الأصغر لحضرة مير ناصر نواب مريضًا، وكان وضعه خطيرًا في رأي الأطباء. قال المسيح الموعود – عليه السلام -: فدعوت له، وكان السبب الحقيقي للدعاء هو شماتة الأعداء وإلا فلا مهرب من موت أولاد أو أي قريب آخر، وبينما كنت أدعو الله تعالى تلقيت الوحي التالي:

(1) “سلامٌ قولاً من ربٍ رحيمٍ.”

(2) “پر خدا کا رحم ہے، کوئي بھي اس سے ر نہيں?” (أردية)

أي: إلا رحمة من الله، لا خوف منه مطلقًا. (“الحكم”، مجلد 9، عدد 17، يوم 17/ 5/1905، ص 1، “بدر”، مجلد 1، عدد 6، يوم 11/ 5/1905، ص 1)

أيار 1905

قال المسيح الموعود – عليه السلام – في 24 أيار: قبْل عدة أيام حين كان إسحاق مريضًا، رأيتُ حيواناتٍ طويلةً آكلةَ الجيف، وكانت بالقرب منها جيفةٌ. وبعد هذه الرؤيا غيّرْنا مكان إسحاق، فشُفي سريعًا. وكنتُ قبلها تلقيت عنه الوحي التالي:

“سلام قولاً من رب رحيم.” (1) (“الحكم”، مجلد 9، عدد 18، يوم 24/ 5/1905، ص 1، و”بدر”، مجلد 1، عدد 7، يوم 18/ 5/1905، ص 6)

ونجد في حاشية هذه الصفحة في التذكرة : “ لقد عاش حضرة مير محمد إسحاق – رضي الله عنه – بعدها 39 عامًا حيث توفي في 17/ 3/1944. ومن عجائب قدرة الله أنه عندما كانت سورة يس تتلى عليه في آخر لحظات حياته فاضت روحه عندما بلغ القارئ قول الله تعالى {سلام قولاً من رب رحيم}. وكأن روحه كانت تنتظر في آخر لحظاتها سماع قول الله هذا. (عبد اللطيف البهاولبوري)

– ووفق هذه النصوص نرى أن الإلهام الذي تلقاه المسيح الموعود عليه السلام عن هذا الصبي وشفائه لهو إلهام آخر كليا، وهو “ سلام قولا من رب رحيم، رحمة الله تعالى لا خوف منها“، والذي تلقاه حضرته عليه السلام في شهر أيار من تلك السنة 1905.

– وقد تحقق هذا الإلهام بشفاء الصبي مير محمد إسحق أيضا في شهر أيار، وقبل تلقي المسيح الموعود عليه السلام إلهام ” ما كان الله ليشفيه” الذي تلقاه في شهر يونيو أي بعد شفاء الصبي وتحقق الإلهام الأول بحوالي الشهر.

– وهذا يؤكد أن ما جاء في هامش التذكرة تحت إلهام “ما كان الله ليشفيه” من ذكر لمير محمد إسحق، لم يكن ليقول بأن النبوءة قد تحققت فيه، وإنما فقط ذُكر بشكل عابر أن هذا الصبي كان من بين الأربعة المرضاء الذين ذكروا في القصة.

– وهذا يؤكد أن لا علاقة لنبوءة ” ما كان الله ليشفيه” بهذا الصبي وبشفائه؛ ويؤكد أن المقصود فيها شخص آخر من بين الأربعة المريضين الذين ذكروا؛ وقد تحققت بالفعل بوفاة المولوي عبد الكريم .

– ويتأكد من ذلك أن نبوءة ما كان الله ليشفيه إنما المقصود بها الموت المؤكد للمولوي رضي الله عنه بعد تماثله للشفاء المؤقت بفضل أدعية المسيح الموعود عليه السلام له.

-وأما بالنسبة للتزييف المزعوم في كلمة ” أخّره” ( ما جاءت في الرد) والتي وردت في التذكرة بكلمة أخرى ” شفاه” والتي بناء عليها يقول المعترضون إن هذا إلهام بالشفاء الكامل وليس الموت المقدر، نقول:

– يتبين من كل ما ذكرناه سابقا أن هذا الاعتراض مجرد هراء وكذب وسوء ظن، ويتبين صحة ما ذهبنا إليه في الترجمة حيث قلنا “أخّره” بدلا من شفاه حيث إن المعنى الأساسي هو الشفاء المؤقت.

– وما يؤكد ذلك أن النصّ الأرديّ الأصليّ لا يُفهم منه أن الله سيشفيه شفاء كاملا، بل ذكر هناك ” أوسكو خدا ني أتشا كرديا” والتي تعني أنه تحسّن وتماثل للشفاء وليس القصد منها أنه شُفي كلية، فهذا الإلهام ليس عن الشفاء الكامل مثلما يقول المعارضون؛ وإنما عن الموت المبرم الذي أخّره الله بالفعل بفضل دعاء المسيح الموعود كعلامة إعجاز للمسيح، حيث تحسنت حالته نوعا ما، إلا إنها تفاقمت فيما بعد، شهرين قبل الوفاة في أغسطس 1905.

فما قلناه بالردّ “أن الله أخره ” يعطي المعنى الصحيح وهو “الشفاء المؤقت” أيضا وهو ليس تزويرا وتزييفا، وإنما القضية هي مسألة دقة في الترجمة تعود إلى المترجم وانتقائه للكلمات خلال الترجمة بما قد يبدو أنه يُعطي معنى مغايرا لما حدث واقعيا، والاعتماد على عدم الدقة في الترجمة من أجل إثارت الشبهات ما هو إلا الخوض في المتشابهات التي من شأنها أن تهدم الإيمان، وهو ما نهى عنه الله عز وجل في كتابه العزيز.