جاء في كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام تأكيد على مسألة مهمة وهي أن قصائد حضرته عَلَيهِ السَلام نظمت بتاييد الله تعالى وإلهامه وتعليمه، وكذلك تكرر التأكيد على أن الله تعالى معلمه في كل حين.

يقول عَلَيهِ السَلام:

فألہمني ربي طریقاً آخر لیَہلک من کان من الہالکین وهو أننی نظمت فی هذہ الأیام قصائد وثقفتہا فی ثلاثۃ أیام أو أقل منہا واللّٰہ علیہ شاهد وهو خیر الشاهدین. وزیّنتُہا بالنِّکات المہذَّبۃ والاستعارات المستعذَبۃ ملتزماً جدّ القول وجزلہ وأیّدني ربي وعلّمني سبلہا وإن کنتُ من الأُمّیّین. .. والآن أکتب قصیدتي وما توفیقي إلا باللّٰہ الذي هو ربي وناصري ومعلّمي فی کل حین.” (الخزائن الروحانیة، المجلد 7، كرامَات الصَّادقین، ص 69)

وهذه هي القصائد الملهَمة التي كتبها المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام مباشرة بعد هذه المقدمة، ونختار منها الأبيات التالية من القصيدة الثانية:

فطوبی لمن صافا صراطَ محمد
وکمثل هذا النور ما بانَ نَیِّرُ
وصلنا إلی المولٰی بہدي نبیّنا
فدَعْ ما یقول الکافر المتنصّرُ
وفی کل أقوامٍ ظلامٌ مدمِّرٌ
وإنّ رسول اللّٰہ بدرٌ منوّرُ
وإن رسول اللّٰہ مُہْجۃُ مُہْجتی
ومِن ذکرہ الأحلٰی کأنّی مُتْمِرُ
فدَعْ کلَّ ملفوظ بقولِ محمد
وقَلِّدْ رسولَ اللّٰہ تَنْجُ وتُغفَرُ
ولیس طریق الہدی إلا اتّباعَہٗ
ومَن قال قولا غیرہ فیُتبَّرُ
ومَن ردَّ مِن قِلِّ الحیاء کلامَہ
فقد رُدَّ ملعونا وسوف یُمَذَّرُ
ومن یَرَ تقوًی غیرَ هدی رسولنا
فذلکم الشیطان یعتُو ویُشْغَرُ
وما نحن إلّا حزب ربٍّ غالبٍ
ألا إنّ حزب اللّٰہِ یعلو ویُنصَرُ
وواللّٰہِ إنّ کتابنا بحرُ الہُدٰی
و تاللّٰہِ إنّ نبیّنا مُتَبَقِّرُ
ویبقٰی إلی یوم القیامۃ دینُہ
لہ ملّۃٌ بیضاءُ لا تتغیرُ
ونؤثِر فی الدارَینِ سننَ رسولنا
وسُنّۃُ خیرِ الرسل خیرٌ وأزهَرُ
فلما عرفتَ الحق دَعْ ذکرَ باطلٍ
ولو للصداقۃ مثلَ بَکْرٍ تُنہَرُ
ألا أیہا الثرثار خَفْ قہرَ قاهر
ویعلم ربی ما تُسِرُّ وتَخْمِرُ
فلا تقْفُ ما لا تعرفَنَّ وُجوهَہ
وثابِرْ علی الحق الذی هو أظہرُ
وواللّٰہِ ما کان ابن مریم خالقا
فلا تہلکوا بغیًا وتوبوا واحذروا
ولا تعجَبَنْ مِن أنہ لیس من أبٍ
وکمثل هٰذا الخَلْقِ فی الدُود تنظُرُ
بل الدود أعجبُ خِلقۃً من مسیحکم
ویخلق رَبّی ما یشاء ویقدرُ
ألا رُبَّ دُود قد تری فی مربعٍ
تکَوَّنُ فی لیل وتنمو وتکثرُ
ولیستْ لہا أُمٌّ بأرض ولا أبٌ
ففکِّرْ هداک اللّٰہ هادٍ أکبرُ

(الخزائن الروحانیة، المجلد 7، كرامَات الصَّادقین، ص 78-79)

فيتضح بما لا يقبل المراء أن عقيدة ولادة عيسى عَلَيهِ السَلام من دون أب والتي أكّدها المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في مواضع شتى كالخطبة الإلهامية وغيرها هي من تعليم الله تعالى وتأييده وإلهامه لا من خياله وأوهامه والعياذ بالله كما يشيع بعض الجاهلين.

فتبارك من علّم وتعلّم.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

 

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد