تنبأ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في القرن التاسع عشر من خلال رؤيا أراها اللهُ تعالى له بأنه يخطب في العاصمة لندن ومن حوله طيور بيضاء ثم قال عَلَيهِ السَلام بأن هذه الرؤيا لا يشترط لتحققها أن يسافر حضرته شخصياً إلى لندن بل أن يدخل أهلها إلى الإسلام في يوم ما عبر الأتباع وانتشار الدعوة في تلك البلاد الغربية. يقول حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:
“ذات مرة رأيتُني في المنام على منبرٍ في مدينة لندن أبيّنُ صِدق الإسلام باللغة الإنجليزية ببيانٍ مدعومٍ بالحجج القوية، وبعدها أمسكتُ طيوراً بيضاء كثيرة كانت على أشجار صغيرة، وكانت بحجم السُّمَاني على وجه التقدير، ففسرتُ الرؤيا أنه وإن لَمْ يُكتبْ لي شخصياً فإن كتاباتي ستنتشر بين هؤلاء القوم، وأن كثيراً من الإنجليز الصادقين سيكونون صيدًا للصدق.” (إزالة الأوهام)
وبالفعل بفضل الله تعالى فقََدْ انتشرتْ اليوم مساجد ومراكز عديدة للجماعة الإسلامية الأحمدية في العاصمة لندن وضواحيها وفي باقي مدن المملكة المتحدة، ولكن الملفت للاهتمام أنَّ عدداً من الإنكليز دَخَلَوا الإسلامَ بعد سنوات قليلة فقط من هذه الرؤيا، والمثير للانتباه أنَّ أول الإنكليز الذين انضموا للإسلام عبر الجماعة الإسلامية الأحمدية كان بالفعل أحد سكان العاصمة لندن، وذلك في سنة 1914، وكان اسمه “السيد سبارو Mr. Sparrow” وهو اسم معناه بالانكليزيّة الطير أو العصفور! نعم كان أول المنضمّين للإسلام رجلٌ إنكليزي مسيحي اسمه السيد “جورج سبارو Mr. George Sparrow”. بالطبع بعد السيد “سبارو” رحمه الله تعالى توالت البيعات من طيور أخرى في إنكلترا والغرب كافة بفضل الله تبارك وتعالى وصار بعضهم من كبار الأئمة والدعاة للإسلام في الغرب. لقد أبى الله تعالى إلا أن تتحقق هذه النبوءة حرفياً كما تحققت معنوياً على نسق جميع النبوءات فدخل طيرٌ حرفي وتبعته طيور أخرى معنوية، ولهذا أسسنا هذه السلسلة قبل سنوات أي سلسلة “طيور الأحمدية في الغرب”.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
