الأخ “كمال افتاب” مسلم أحمدي بريطاني من أصول باكستانية وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان ويعمل كطبيب للعيون في مدينة “هدرسفيلد” الإنكليزية إلى جانب مسؤولية قيادة شباب الأحمدية في إقليم المنطقة الجنوبية لشمال إنكلترا. كرّس “كمال” حياته منذ نعومة أظفاره لأعمال الخير والتطوع في كل شاردة وواردة تصب في خدمة الإنسانية حتى كان يندر أن تجده يوما خارج إطار الأعمال التطوعية إلى جانب حرفته الأصلية كطبيب للعيون حيث أطلق مشروعاً لإنشاء عيادة لطب العيون تقدم خدماتها مجاناً لوجه الله تعالى في “بوركينا فاسو” بالإضافة إلى مشروع خيري آخر جمع إلى الآن أكثر من ١٣ ألف جنيه إسترليني، وقد اختارته صحيفة الـ “غارديان البريطانية المعروفة في المركز الأول على رأس المتسابقين في حملتها لاختيار أفضل عامل خير في المملكة المتحدة ووقع الاختيار على الأخ “كمال افتاب” وصار رسمياً رجل الخير الأول في بريطانيا لعام ٢٠١٤ (كما في هذا الرابط ) وبذلك ساهم في رفع اسم الإسلام عالياً في الغرب. أصيب الأخ “كمال” مؤخراً بصداع تردد عَلَيهِ لفترة مما دعاه إلى استشارة طبيبه حيث أظهر الكشف بأن “كمال” يعاني من سرطان الدم أو ما يطلق عَلَيهِ بـ اللوكيميا ! لم يثن هذا الخبر المؤلم ولا تدهور الصحة “كمال” عن عمل الخير فواصل مشاويره وأسفاره لخدمة الخلق ومواساتهم جنوب البلاد وشمالها مغتنماً كل فرصة لفعل الخير منفقاً من ماله الخاص على أكثرها. وأخيراً ويوم أمس الجمعة الـ ٧ من اغسطس ٢٠١٥ رحل “كمال افتاب” إلى جوار ربه بعد معاناة مع المرض في إحدى مستشفيات مدينة “ليدز”

فإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.

الرسالة التي وجهها الأخ “كمال افتاب” إلى العالم قبل رحيله بأيام قليلة وتحتوي على رابط مشروعه لجمع المال للأعمال الخيرية:

“أعزائي حول العالم،

منذ خمسة أسابيع تقريباً أظهر تشخيص الأطباء بأنني مصاب بمرض “سرطان الدم” وتحديداً: “سرطان الدم النخاعي الحاد”. لقد كان هذا المرض أحد أصعب التحديات التي واجهتها في حياتي. ونظراً لخطورة السرطان، تم إدخالي على الفور إلى مستشفى (سانت جيمس في ليدز) وقد قضيت إلى الآن عدة أسابيع ضمن العلاج الذي يستمر لمدة ثلاثة أشهر وينطوي على مزيج من العلاج الكيميائي ومجموعة كبيرة من الأدوية الأخرى.

أعتقد بأن الناس الذين هم في مثل حالتي يختلفون في طرق التفاعل مع المرض؛ فالبعض يشعر باليأس المطلق. والبعض الآخر يقع ضحية للشعور المفاجئ بالموت، ومعظمهم بين هذا وذاك … أما بالنسبة لي، فأنا متفائل بطبعي، وبينما يبحث الناس عن القوة والأمل في أماكن مختلفة، ألا إن إيماني بالله تعالى والمواظبة على الدعاء والصلاة جعلني اجتاز تحديات السرطان.

اسمي كمال وأعيش في “يوركشير” (وعمري 32 عاما). مهنتي هي طبيب عيون، ولكن شغفي الدائم هو في العمل التطوعي. أحب العمل في مشروعي الخيري الذي يهدف إلى تقديم نعمة البصر للأفارقة الساكنين في الصحارى ممن يعانون من إعاقات بصرية. تسلقت قمم الجبال وركضت في سباقات الماراثون، وأتيحت لي الفرصة لجمع عشرات الآلاف من الجنيهات لعدة جمعيات خيرية في المملكة المتحدة. إن العمل التطوعي هو جزء من هويتي وكياني، وقد أخجلني كثيراً وزاد تواضعي تصويت الجمهور لي في العام الماضي عندما اختارتني الـ”غارديان” في قمة المتطوعين كأفضل عامل خير للعام ٢٠١٤-٢٠١٥. لقد تعلمت درساً مهماً من مسيرتي التطوعية التي امتدت لأكثر من عقد وهو: سيصيبك اليأس فقط إذا سمح عقلك وقلبك بذلك!

لقد عمّق السرطان (سرطان الدم النخاعي الحاد) حبي للعمل التطوعي ورفع إدراكي لمدى أهمية عمل الخير والصدقة. لذلك أنا في تحدٍ ضد نفسي لاستكمال سباق (ماراثون) خاص جدا للأعمال الخيرية أثناء فترة العلاج الكيماوي: سباق في غرفة بحجم خمسة متر مربع، سلاحي الوحيد هو جهاز عدّاد وابتسامة أمل.

لذلك أطلب منكم بكل تواضع أن تدعموا مشروعي”ماراثون في مستشفى” لمساعدتي في جمع ٥٠ ألف جنيه إسترليني لبحوث سرطان الدم والأورام اللمفاوية (LLR). ذلك من شأنه بدعم منكم أن يساعد في دفع عجلة البحث عن علاج لمساعدة الذين يعانون من سرطان الدم أو أحبائهم.”

 

لرعاية مشروعي أو الدفع المباشر لـ LLR، يرجى زيارة الصفحة المخصصة التي قمت بإنشائها على الرابط هنا

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد