في الصورة: ميرزا مجيد أحمد يقف في الصف الأوسط، الثاني على اليسار.

الصاحبزاده مرزا مجيد أحمد بن حضرة مرزا بشير أحمد رضي الله عنه، توفي في 14 أغسطس الحالي، وكان عمره 94 عاما. إنا لله وإنا إليه راجعون.

لقد قال حضرة خليفة المسيح الخامس، ميرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز في إعلان وفاته، في خطبة الجمعة بتاريخ 17/08/2018:

“ولد في قاديان في 18 يوليو 1924 في بيت حضرة مرزا بشير أحمد والسيدة سرور سلطانه بنت حضرة غلام حسن. نال تعليمه الابتدائي في قاديان. اجتاز امتحان الثانوية في مدرسة تعليم الإسلام بقاديان، ثم نال شهادة الماجستير في مادة التاريخ بدرجة “ممتاز” من الكلية الحكومية بلاهور عام 1949. لما نال شهادة الماجستير أرسل الإخوة رسائل التهاني لحضرة مرزا بشير أحمد رضي الله عنه، فشكرهم على ذلك وكتب أيضا: الحق أن جماعة المؤمنين قائمة على مشاركة بعضهم بعضا في الأفراح والأتراح، وهي تنال السعادة والسكينة والقوة نتيجة هذه المشاركة، وهذه هي النقطة الجوهرية في مفهوم الجماعة. ثم كتب حضرته: أرجو من الإخوة أنه علاوة على مشاركتهم في فرحتنا هذه أن يدعوا الله تعالى أن يرزق مجيد أحمد العلمَ الحقيقي أيضا ثم يوفقه للعمل به كما وفقه لإكمال المعيار الظاهري للعلم، لأن هذا هو منتهى غاية حياتنا.

نذر المرحوم مرزا مجيد أحمد حياته لخدمة الدين في 7 مايو عام 1944، كما استمر في المزيد من الدراسة. في ديسمبر عام 1949 التحق بجامعة المبشرين. ثم تخرج من الجامعة الإسلامية الأحمدية في يوليو عام 1954.

عقد حضرة الخليفة الثاني رضي الله عنه قرانه على الصاحبزادي قدسية بيغم بنت حضرة نواب عبد الله خان وحضرة نواب أمة الحفيظ بيغم في 28 ديسمبر 1950 وذلك في اليوم الثالث في الجلسة السنوية. أما أولاده فبنته الكبرى هي السيدة نصرة جهان المحترمة زوجة مرزا نصير أحمد طارق حفيد حضرة مرزا بشير أحمد. ثم له ابن هو مرزا محمود أحمد. ثم له بنت اسمها “در ثمين” وهي زوجة أحد أبناء مير محمود أحمد المحترم. ثم له ابن هو مرزا غلام قادر الشهيد الذي تزوج أمة الناصر بنت سيد مير داود أحمد. ثم في المقام الخامس له بنت اسمها فائزة، وهي زوجة السيد سيد مدثر أحمد، وهو واقف لحياته لخدمة الدين.

في يوليو 1954 تخرَّج الصاحبزاده مرزا مجيد أحمد بدرجة “شاهد” من الجامعة الإسلامية الأحمدية، وعهد إليه التدريس في كلية تعليم الإسلام بربوة وذلك في 20 سبتمبر 1954. ثم في 4 نوفمبر 1956 أُوفدَ المرحوم من قبل مؤسسة التحريك الجديد إلى غانا بصفته مديرا لإحدى المدارس الأحمدية في مدينة كوماسي، حيث عاد من هنالك إلى باكستان في 24 ديسمبر 1963. ثم في إبريل 1964 عين ثانيةً في كلية تعليم الإسلام. ثم بعد تأميم كلية تعليم الإسلام في زمن السيد بوتو استقال المرحوم من منصبه في إبريل 1975، وحضر إلى مؤسسة “صدر أنجمن” مذكّرًا أنه واقف لحياته لخدمة الدين. في 3 يوليو 1975 عين نائبًا لناظر التعليم.

وفي عام 1976 قام حضرة الخليفة الثالث رحمه الله بجولة لأمريكا وبلاد أوروبية، وقد رافقه مرزا مجيد أحمد في هذه الرحلة بصفته سكرتيرا خاصا له. وفي عام 1978عين نائبًا للناظر الأعلى، وتقاعد من هذا المنصب عام 1984. كتب صهره السيد سيد مدثر أحمد: قام المرحوم بترجمة جزء من سيرة المهدي إلى الإنكليزية. وكان يكتب المقالات في جريدة “الفضل” بانتظام، وقد نُشرت مقالاته في كتاب بعنوان: “نقطة نظر” (وجهة نظر). كان شخصية علمية. كان يحب القراءة والكتابة جدا، ويقضى معظم أوقاته في المكتبة. لقد رأيت أنا أيضا هذا.

وكتبتْ كنّتُه أمةُ الناصر، أرملةُ ابنه مرزا غلام قادر الشهيد: كان إنسانا محبا مشفقا مخلصا، كريما وواسع القلب جدا. كان يجب الصغار جدا. ومن أكبر مزاياه أنه كان يتأقلم مع أي إنسان مهما كان عمره ويعيش معه كصديق. كان يحسن إلى الصغار والكبار جميعا. صبر صبرا جميلا على استشهاد ابنه مرزا غلام قادر الشهيد. بعد استشهاد زوجي قام مرزا مجيد أحمد وزوجته برعاية أولادنا رعاية خاصة. لقد قضى فترة مرضه الطويلة صابرا وذا هِمَّة عالية. لم يكن حاد المزاج أبدًا. كان مخلصا مع كل من كانت له علاقة معه. كان مشفقا بالخدم ويرعاهم.

ويقول صهره مرزا نصير أحمد: كان مرزا مجيد أحمد ذا رأي سديد. كان له رأي واضح بين، ولم يكن من الذين يتفقون مع آراء الآخرين بدون فحص، بل كان يبدي رأيه نظرًا إلى ما هو الحق. تغمّد الله المرحوم بواسع مغفرته ورحمته، ووفّق أولاده للحفاظ على حسناته باستمرار، وجعَلهم مرتبطين بالخلافة والجماعة دائما. آمين.


مترجمة من المقالة الإنجليزية من جريدة الحكم الأسبوعية