ولد الأستاذ “ستيفن بيل” في مدينة “أشتون” في مقاطعة “لانكاشاير” الإنكليزية عام ١٩٤٢ حيث كان والده ضابطاً في الجيش البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية.تخرّج “ستيف”من كلية الفنون الجميلة وكذلك الفلسفة بدرجة ماجستير من “جامعة ليدز” وهو اليوم مصور محترف.

تعرّف “ستيف” على الإسلام بعد انتقاله إلى مدينة “مانشستر” بعد زيارته لمسجد المدينة عن طريق الصدفة حيث دخل إلى المسجد بخوف وترقب لكونه قوقازي البشرة الوحيد بين عشرات الآسيويين الملتحين فتبادرت إلى ذهنه صورة “أسامة بن لادن” ولكنه عاد إلى رشده بعد أن التف حوله المصلون يسألوه عن سبب تواجده وهل كان يريد استخدام الحمام وما إلى ذلك، فأجاب: “بل جئت للتعرف على الإسلام”، فأخذه أحد المشايخ من يده إلى سيارته ثم أوصله إلى بيته حيث قدم له الشراب ثم اجتمعت الحشود في بيت الشيخ لتراقب ما يقوله الشيخ للوافد الجديد فوعده الشيخ أن يعرفه على الإسلام بعد أسبوع. جاء “ستيف” بعد أسبوع حسب الموعد وكان بانتظاره شيخ كبير السن جلس بجانبه وسأله عن اسمه فأجاب بأنه “ستيف” فهز الشيخ رأسه وابتسم وقال بأن عَلَيهِ أن يتخذ إسماً جديداً وهو “عبد الرحمن” ثم تركه وانصرف.

بعدها حاول “ستيف” أن يبحث عبر الانترنت عن مقالات حول الإسلام فعرف أن الإسلام دين السَلام الذي لا يبيح القتال إلا للدفاع. كان “ستيف” يعيش صراعاً داخلياً بين الطلبات المستمرة من زملاءه في المسجد الذين طلبوا منه اخيراً أن يبيع بيته ويأتي للعيش في منطقتهم ليندمج مع المسلمين حيث بدا له أن هؤلاء القوم لا يكترثون للبلد بل لقوميتهم ومن على دينهم فقط.

ذات يوم زار “ستيف” طبيبه وبعد عدة زيارات قال للطبيب بأنه في الحقيقة مسلم ولكنه غير مرتاح لحياة المسلمين وانغلاقهم، فكان على سبيل المثال لا يسمح له بالصعود مع عكازته للصلاة مما يسبب له صعوبة في الصَلاة وكذلك بدأ يدرك أن الإسلام خالٍ من الروحانية وليس فيه إلا الطقوس المتكررة فقط. عند سماع ذلك ابتسم الطبيب وسأله عن المسجد الذي يصلي فيه ثم أعطاه ورقة الدواء ومعها ورقة أخرى كتب على ظهرها شيئا ما. عند عودته للبيت علم “ستيف” بأن الذي كتبه الطبيب كان عبارة عن رابط موقع الجماعة الإسلامية الأحمدية باللغة الإنكليزية فاستوقفته عبارة “الـحـُـب لـلـجميــع ولا كَــراهِــيـِّــة لأحد”.

بحث “ستيف” طويلاً في دعوى الجماعة الإسلامية الأحمدية وكان يسأل عنهم فيتلقى الإجابة بالتكفير وجواز اضطهادهم ولعنهم وما إلى ذلك مما يتنافى مع ما تعلمه في القرآن الكريم. واصل “ستيف”السؤال وتلقي الأجوبة حول مفهوم خاتم النبيين ﷺ وموت عيسى عَلَيهِ السَلام فاقتنع اخيراً وقرر الانضمام إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية رسمياً وذلك على يد الدكتور نفسه في مسجد “مانشستر” وصادف ذلك زيارة إمام مسجد لندن للمسجد وإقامته لمؤتمر حول السَلام والتعاون بين الأديان.

“ستيف” فخور اليوم بما وجده وهو يتنفس الصعداء أن ما كان يحلم به من دين سلام متكامل وجماعة حقيقية متحابة مندمجة وواضحة المعالم كله قد تحقق في الجماعة الإسلامية الأحمدية.

فالحمد لله من قبل ومن بعد.

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد