ما هي أصل عقيدة عذاب القبر؟

هناك الكثير من القصص التى دخلت في هذه المسألة بمرور الزمن حتى أمست حكايات مرعبة للناس أدَّت بالتالي إلى إنكارها، ولكنها في الأصل عقيدة موجودة ثابتة فى الإسلام. فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى عن آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} سورة غافر.

فهذه النار التي يعرضون عليها ليست فى الدنيا هي قبل الساعة أي في حال البرزخ أو القبر، وبعد ذلك عندما تقوم الساعة سوف يدخلون أشد العذاب.

عذاب القبر في الأحاديث

لقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تفيد بوجود عذاب القبر، منها على سبيل المثال:

“عن عائشة ؓ أن النبي ﷺ كان يدعو فى الصلاة: «اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إنى أعوذ بك من المأثم والمغرم».” (صحيح البخاري)

وقد روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ، فَيَقُولَانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَيَقُولانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ ، فَيَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ، فَيَقُولَانِ: نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ. وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي. فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ، فَيُقَالُ لِلأَرْضِ: الْتَئِمِي عَلَيْهِ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ، فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلاعُهُ، فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ.” (رواه الترمذي 1071 وحسنه الألباني في صحيح الترمذي)

معنى البرزخ

كما أنَّ القبر هو أول منازل الآخرة، وهو البرزخ. وفيه نعيم وعذاب، وعن البرزخ يقول المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

والعالم الثاني هو البرزخ. وكلمة “البرزخ” في اللغة العربية تعني أصلاً الحاجز بين الشيئين، وقد سمِّي العالم الثاني بالبرزخ لوقوعه بين النشأة الأولى وبين عالم البعث. وهذه الكلمة تطلق على العالم الوسط منذ القِدم، بل منذ أن خُلقت الدنيا. لذلك فهذه الكلمة بذاتها تتضمن شهادة عظيمة على وجود العالم المتوسط. … فالبرزخ كلمة عربية، وهي مركَّبة من “برّ” و “زخّ”، ومعناها أنه قد انسد طريق كسب الأعمال وبات في حالة الخفاء. والحالة البرزخية هي حالة ينحلّ فيها هذا التركيب الإنساني الفاني، ويتم انفصال بين الروح وهذا الجسد. وكما نرى أن الجسم يُلقى في حفرة، كذلك الروح تقع في حالة تشبه الحفرة .. كما تدل على ذلك كلمة “زخ” .. لأن الروح وحدها لا تقدر على فعل الخير والشر الذي كانت قادرة عليه من قبل وقتما كانت متصلة بالجسد. والواضح أن صحة الروح تتوقف على صحة البدن، فبإصابة واحدة في جزء معين من أجزاء الدماغ تزول الذاكرة، وبإصابة أخرى في جزء آخر منه تزول القوة الفكرية ويتلاشى الوعي والحواس. ولئن أصيب الدماغ بنوع من التشنج أو الورم، أو حصل به انسداد الدم أو أية مادة أخرى انسداد تاما أو جزئياً .. فإنه يصاب فوراً بالإغماء أو الصرع. فإن تجاربنا المتكررة منذ القِدم لتدل على أن الروح عاجزة تماماً بغير اتصالها بالجسم.” (فلسفة تعاليم الإسلام)

ويقول أيضا عَلَيهِ السَلام:

إذن فعملية الجزاء والعقاب تبدأ فوراً بعد الموت، ويدخل أصحاب النارِ النار وأصحاب الجنةِ الجنةَ. ولكن هنالك بعده يومٌ آخر .. اقتضت حكمة الله البالغة أن يظهر فيه بتجلٍّ أعظم.” (فلسفة تعاليم الإسلام)

وعن حقيقة العذاب فى الآخرة يقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

فالآيات تبين أن عذاب الدنيا الروحاني سوف يتجسد فى عالم الميعاد. فطوْقُ الشهوات الدنيوية الذى كان قد أخضع رأس الإنسان إلى الأرض سوف يتراءى له فى صورة غُلِّ يطوّق العنق، وسلاسلُ الشواغل الدنية ستظهر فى صورة أصفاد تقيد الأرجل، ولوعات الأماني المادية ستُرى يومئذ ناراً ملتهبة ظاهرة. إنَّ الإنسان الفاسق فى الحياة الدنيا ليحمل فى داخله جحيما من الشهوات والأهواء، ويشعر بحرقة هذه الجحيم عند الخيبة والخسران، ولذلك فأنه عندما يُقذف بعيداً عن شهواته الفانية، ويغشاه القنوط الأبدي .. سوف يكشف الله له تلك الحسرات فى صورة نار مجسمة.” (فلسفة تعليم الإسلام)

ويقول عَلَيهِ السَلام أيضاً:

لقد ورد في الأحاديث بكثرة عن عذاب القبر بأنه ستكون في قبور المذنبين عقاربَ وأفاعٍ ونار، فإن كنتم تريدون أن تحملوا مثل هذه الأحاديث على ظاهرها في كل الأحوال، فانبشوا بعض هذه القبور وأرونا فيها الأفاعي والعقارب.” (إزالة الأوهام، ص 334-335)

ويبيّنُ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أن الروح لا بد لها من جسم:

إذن فإنه لزعم باطل تماماً أن نقول بأن الروح -مجردةً عن الجسم- ستحظى بالسعادة يوماً ما. يمكن أن نقبل هذا الزعم كخرافة .. إلا أنه لا يؤيده برهان معقول. إننا لا نستطيع أن نتصور مطلقاًً كيف تبقى الروح على حالتها الكاملة إذا حُرمت تماماً من علاقتها بالجسد .. مع أنها -على ما نعلم عنها- تتعطل عند كل خلل ولو بسيط يطرأ على الجسد. أفلا توضح لنا التجربةُ اليومية أنَّ صحة الجسم ضرورية لصحة الروح؟ عندما يصبح الإنسان شيخاً فانياً .. تشيخ روحه أيضا وتهرم .. ويختلس سارقُ الشيخوخة منه بضاعةَ علمه .. كما يقول الله تعالى: {لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} (الحج: 6) .. أي عندما يصير الإنسان شيخاً هرِمًا يبدو -رغم دراسته وقراءته- كأنه صار جاهلا. لذلك فمشاهدتنا تشكل دليلاً قاطعاً على أن الروح لا شيء بدون الجسم. ثم إنه لمن الأمور التي تهدي الإنسان إلى الحقيقة هو لو كانت الروح القيام بذاتها بشكل مستقل عن الجسد فهل ربطها الله تعالى بالجسد عبثاًً دونما سبب .. كما إنه جدير بالاعتبار أن الله خلق البشر لرقي غير محدود، فما دام الإنسان لا يستطيع أن يحرز بغير معونة الجسم رقيًّا في هذه الحياة القصيرة .. فكيف يتصور أنه سيتمكن من إحراز تلك الترقيات التي لا نهاية لها بغير مرافقة الجسم؟ إذن فإن هذه الأدلة كلها تبين -وفقًا للتعليم الإسلامي- أنه لا بدّ للروح من مصاحبة جسم على الدوام لأداء واجباتها حق الأداء. صحيح أن هذا الجسم الفاني يفارق الروح عند الموت .. ولكنها في عالم البرزخ تُعَوَّضُ عنه بجسم آخر .. لتذوق به جزاءَ أعمالها إلى حدِّ ما. ولا يكون ذلك الجسم من نوع هذه الأجسام .. وإنما يتكون من ظلمةٍ أو من نورٍ، بحسب نوعية أعمال الإنسان في هذه الدنيا، وكأن أعمال الإنسان هي التي تقوم مقام الأجسام في ذلك العالم. هكذا جاء في كلام الله مراراً وتكراراً حيث اعتبر بعض هذه الأجسام نورانية وبعضها ظلماتية، تكتسب نورها أو ظلمتها من الأعمال. إنَّ هذا السر، وإنْ كان في غاية العمق، إلا أنه ليس مما يرفضه العقل. فيمكن للإنسان الكامل أن ينال في نفس هذه الحياة كياناً نورانيًا غيرَ هذا الكيان الجسماني. وفي عالم الكشوف أمثلة كثيرة من هذا القبيل. إنه من الصعب إيضاح هذا الأمر لذي عقل محدود؛ ولكن الذي نال نصيبا من عالم الكشف لن ينظر إلى حقيقةِ تكوُّنِ جسمٍ من الأعمال نظرةَ استبعادٍ وعجبٍ، بل سوف يجد فيه متعة ولذة. وملخص القول: إن ذلك الجسم الذي يتكوّن بحسب نوعية أعمال الإنسان.. هو الذي يصير في عالم البرزخ واسطة لمجازاة الصالح والفاجر، وإني لصاحب تجربة في هذا الأمر. لقد حصل لي مراراً -في حالة اليقظة أن لقيتُ بعض الموتى كشفًا، ومنهم بعض الفاسقين والضالين .. فرأيت أن أبدانهم كانت مُسوَدَّة وكأنها خلقت من الدخان. والخلاصة أن لي معرفة شخصية بهذا الطريق. وأقول بكل قوة ووثوق أن كل واحد يُعطى بعد الموت -يقيناً كما قال الله- جسما نورانيًا أو ظلماتيًا. ومن الخطأ أن يحاول الإنسان إثباتَ هذه المعارف الدقيقة للغاية بالعقل المجرد. فيجب أن نعرف أنه كما لا يمكن للعين أن تخبر عن مذاق الأشياء الحلوة، ولا يمكن للسان أن يرى الأشياءَ .. كذلك تماما لا يمكن للعقل وحدة أن يحلَّ عقدةَ تلك العلوم الأخروية .. التي لا تحصَّل إلا بالمكاشفات القدسية. إن الله تعالى قد جعل في هذه الدنيا وسائل مختلفة لمعرفة المجهول، فالتمِسوا كل شيء بوسيلته الخاصة تجدوه. ومما هو جدير بالذكر أيضا أن الله تعالى قد سمّى في كلامه الفُجَّارَ الغواةَ باسم الموتى، ووصف الأبرار بأنهم أحياء. والسر في ذلك هو أن الذين يموتون غافلين عن الله تعالى .. تكون أسبابُ الحياة بالنسبة لهم من أكلٍ وشرب قد انقطعت عند الموت، ولا يكون لهم نصيب من الغذاء الروحاني، فهم قد ماتوا في الحقيقة، ولا يعودون للحياة إلا ليذوقوا العذاب. وإلى هذا السر أشار الله في قوله: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ} (طه: 75)، وأما الذين يحبون الله تعالى فهُم لا يموتون بهذا الموت، لأن معهم خبزهم وماءهم.” (فلسفة تعاليم الاسلام)

الخلاصة

يجب أن نعلم إذن أنَّ عالم الغيب يختلف عن عالمنا المادي، وبالتالى لا يجب أخذ الأحاديث الواردة فى شأن عذاب القبر على ظاهرها وبحرفيتها وإنما هى استعارات وكنايات وأساليب بلاغية أراد النبي ﷺ بها تقريب الصورة إلى اذهاننا.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد

One Comment on “ما هو عذاب القبر؟”

  1. إن من إفترى على دين الله بقوله بوجود حياة البرزخ هو ممن قرأ كتاب الله وما تجاوز حُنجرته
    وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ…والحق يقول في هذه الآية…ومن ورائهم..ورائهم…أي أن البرزخ وهو الحاجز من ورائهم وليس من أمامهم…وقصد الله إستحالة عودتهم للحياة من جديد ….بينما عن المياه قال بينهما برزخ أي حاجز…فمن يموت البرزخ وهو الحاجز يكون من وراءه أي أنه لا عودة للخلف أي لا عودة لأن يعود للحياة من جديد فبما أنه ميت سيبقى في مكانه وهو القبر إن كان مدفون… حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ …فلا رجعة للحياة… كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا…وهذا الحاجز يبقى… إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ…والبعث لا يتم إلا للأموات ولمن هو ميت…كلام الله واضح لا يحتاج لمزيد شرح وتوضيح ….من مات وراءه برزخ أو حاجز بمعنى أنه لا عودة للحياة لهُ وبأنه سيبقى ميت لا يحس لا بالزمان ولا المكان إلى يوم يُبعثون أي حتى ذلك اليوم الذي يبعثه فيه الله ويبعثه في الخلائق وهو يوم القيامة من أجل الحساب إما لجنةٍ أو لنار….لكن سؤالنا من أين جاءوا بأن هذه الآية مخصوصة بأُناس مُعينين وهي عامة لكُل من يموت أو يأتيه الموت.
    ولا أدل على هذه الإكذوبة لحياة البرزخ ونفيها إلا قول الله تعالى… {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }الدخان56..فمن أوجد هذه الفرية جعل كتاب الله وراء ظهره بإيجاد موتتين…الموت الأول وهو الحق… {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }الأنبياء35..ثُم أحياء من أوجد البرزخ الأموات ليوجد لهم حياة البرزخ..والموتة الثانية والتي على أقصى حد ستنتهي بموت الصعقة عندما ينفخ إسرافيل في البوق أو الصور… {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ }الزمر68…. {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ }يس51….فهل في الأجداث حياة…. {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ }الحج7…فمن في القبور والأجداث أموات يبعثهم الله
    حياة البرزخ هي حياة أوجدها من أوجدها فلا وجود لها لا في كتاب الله ولا في سُنة رسول الله ، أوجدها من أتخذوا كتاب الله عضين وأتخذوهُ مهجورا ، كما هو لإيجادهم لعذاب القبر المكذوب ، وذلك بالإعتماد على تلك الأحاديث الآحاد المكذوبة ونسبتها لرسول الله …فكُل تلك الأحاديث مكذوبة ويرميها كتاب الله لأنها تتعارض معه..كيف لا وهي مكذوبة على لسان رسول الله ….بأن الأنبياء أحياء في قبورهم يُصلون ومن ذلك حديث عن موسى يُصلي في قبره قائماً…ثُم إفتراءهم على رسول الله بأنه صلى بالأنبياء ليلة الإسراء ، وأختاروا عدد مُعين من أنبياء الله في السماء ووضعوا في كُل سماء نبي أو حتى قالوا بأن رسول الله رأى الأنبياء كلهم في السموات…..وسؤالنا لهم أنبياءكم هل هُم أحياء في قبورهم يُصلون أم أنهم في تلك السموات التي تم إفتراءُها…ولنتحدث عن نبي الله موسى هل هو حي يُصلي في قبره قائماً عند الكثيب الأحمر…أم هو في السماء السادسة…لكن سؤالنا الذي يكشف كذب ذلك هو بأنهم يقولون بأن الصلاة فُرضت في ليلة الإسراء والمعراج وافتروا تلك الكذبة بوجود نبي الله موسى وتلك المفاوضات لتخفيض الصلاة حتى صارت 5 صلوات .
    سؤالنا هو أنه تم الإفتراء على رسول الله بأنه مر أو أتى على موسى ليلة الإسراء ومعراجكم وهو حي يُصلي في قبره قائماً عند الكثيب الأحمر…ما الذي أتى بسيدنا موسى ليكون في السماء السادسة؟؟؟؟!!! أم أن الكذب حباله قصيرة ولا وجود لجريمة كاملة ولا بُد للمُجرم من أن يترك أثر لجريمته…وعلى ذكر الإسراء والمعراج فإن الإسراء رحلة مُستقلة والمعراج رحلة مُستقلة حدثتا في زمنين مُخلفين ولم تحدثا في ليلة واحدة فالإسراء حدث في السنة 12 للبعثة والمعراج حدث قبل شهر شوال في السنة 5 للبعثة ونزول سورة النجم وفُرضت الصلاة…أي أن بينهما 7 سنوات فالمعراج حدث قبل الإسراء ب 7 سنوات…ومعراج رسول الله لربه حدث أكثر من مرة… {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}النجم 13
    ولنأتي للبرزخ وافتراءهم على الله بوجود نعيم وجحيم البرزخ ….فكلمة برزخ لم ترد في كتاب الله إلا 3 مرات بقوله تعالى
    …………..
    {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ }{لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }{المؤمنون99-100 {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً }الفرقان53{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ}{بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ }الرحمن20….كُلها قصد الله بها حاجز وبالتالي فلو كان هُناك حياة برزخ لذكرها الله في كتابه الذي ما فرط فيه من شيء وفيه تبيان لكُل شيء.. كيف يذكر الله الحياة الدنيا أكثر من60 مرة في كتابه العزيز وكذلك تكراره لذكر الحياة الآخرة ولا يذكر ولا يُبين هذه الحياة نهائياً..وكيف رسول الله لم يرد بأنه نطق كلمة برزخ إلا عند قراءتها في كتاب الله….والله حكم على أن كُل نفس ذائقة الموت وبأنه لا وجود إلا لموتة واحدة وأن من في القبور أموات وأن الله لا يبعثهم إلا يوم القيامة وبأنهم لا يشعرون بشيء ولا يسمعون..والأموات قبورهم مراقد لهم..من بعثنا من مرقدنا هذا….
    {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ }الحج7…. {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ }فاطر22….إلخ ما قال الله الذي هجروا كلامه وقدموا كتاب البُخاري ومُسلم عليه
    وأخيراً فإن هذه الآية من سورة البقرة تكشف وتعري من أفتروا على الله وعلى دين الله وعلى رسول الله حياة البرزخ وعذاب القبر وغير ذلك حيث يقول الحق….{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }البقرة28…ولم يقُل الله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثُم يُميتكم ثُم يُحييكم ثُم يُميتكم ثُم يُحييكم ثُم إليه تُرجعون …ثُم هل فرعون تعذب في قبر أو قبور والله أنجاه في بدنه وهو في التاحف الآن…. {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }يونس90-92
    صدق الله العظيم وكذب المُفترون ومعهم الضالون المُضلون

Comments are closed.