ورد حديث عن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) كما يلي:

الحديث أخرجه البزار في بحره الزخار، في مجلده الثامن، ورقمه: 3390: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ رَابِطَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ : بُولاَنُ ، حَتَّى يُقَاتِلُونَ بَنِي الأَصْفَرِ ، يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، لاَ تَأْخُذُهُمْ فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ ، حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قُسْطَنْطِينَةَ وَرُومِيَّةَ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ ، فَيُهْدَمُ حِصْنُهَا ، وَحَتَّى يَقْتَسِمُونَ الْمَالَ بِالأَتْرِسَةِ ، قَالَ : ثُمَّ يَصْرُخُ صَارِخٌ ، يَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ قَدْ خَرَجَ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ ، فِي بِلاَدِكُمْ وَدِيَارِكُمْ ، فَيَقُولُوُنَ : مَنْ هَذَا الصَّارِخُ ، فَلاَ يَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ ، فَيَبْعَثُونَ طَلِيعَةً يَنْظُرُ هَلْ هُوَ الْمَسِيحُ؟ فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ فَيَقُولُوُنَ : لَمْ نَرَ شَيْئًا وَلَمْ نَسْمَعْهُ ، فَيَقُولُوُنَ : إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا صَرَخَ الصَّارِخَ إِلاَّ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ مِنَ الأَرْضِ ، تَعَالَوْا نَخْرُجُ بِأَجْمَعِنَا ، فَإِنْ يَكُنِ الْمَسِيحُ بِهَا نُقَاتِلْهُ ، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ ، وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ وَإِنْ يَكُنِ الأُخْرَى فَإِنَّهَا بِلاَدُكُمْ وَعَسَاكِيرُكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ رَجَعْتُمْ إِلَيْهَا. . (البحر الزخار)

كما ورد بلفظه في مجمع الزوائد للهيثمي، 7/351، وقد ضعف الجمهور كثير بن عبد الله وحسن الترمذي حديثه.

ننتقل لما جاء في بحث بعنوان الشعر العربي في الهند في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين أغراضه وخصائصه تحت باب (التمهيد بلاد الهند وجغرافيتها) ما يلي :

ويلاحظ الدكتور جمال حمدان أن أهم ما يميّز جغرافية الهند هو العزلة الجغرافية الكبيرة، إذْ تنفصل الهند عن بقية بلاد آسيا بحاجز من الجبال الشاهقة، منها “همالية” التي تفصلها عن الصين، وتعد أعلى جبال العالم إذ تصل أكثر قممها ارتفاعاً إلى علو 8888م. وجبل “قراقرم” في كشمير، ومنها جبال “سليمان” التي تفصلها عن بلاد الأفغان، وفي هذه الأخيرة ممرّات تصل بين الهند وأفغانستان، وأشهرها ممر “خيبر” وممر “بولان”. ومن  هذه الممرات دخل الفاتحون، وعبر المستوطنون، وسلك  طرقها النازحون والمهاجرون.

ولنسلط الضوء الآن على ما ورد حول خريطة ‘بولان’ من الموقع الرسمي لخرائط الهند مع الترجمة:

In 1837, the British Army was intimidated about a probable raid by the Russian Army on Southern Asia through the Bolan and Khyber Passes. As a result, they sent a diplomat to Kabul, the capital of Afghanistan, to get the patronage of Dost Mohammed, the Emir. In February 1839, under the headship of Sir John Keane, the British Ground Forces transported 12,000 men through the Bolan Pass and penetrated Kandahar, which was forsaken by the princes of Afghanistan. From this place, they went on to raid and cause the downfall of Ghazni.

Sir Rober Groves Sandeman entered into conciliations with Khudadad Khan, Khan of Kalat and ascertained British command over the Bolan Pass in return for a yearly cost.

في عام 1837 كان الخوف والرعب قد بلغ مبلغه في صفوف الجيش البريطاني من غارة محتملة يشنها الجيش الروسي في جنوب آسيا وذلك عبر ممرات ‘بولان’ و ‘خيبر’. ونتيجة لذلك فقد أرسلت بريطانيا دبلوماسيا إلى كابول للحصول على رعاية أمير البلاد ‘دوست محمد’. و في فبراير 1839 وتحت رئاسة السير ‘جون كين’ نقلت القوات البرية البريطانية ١٢٠٠٠ رجلاً عبر ممر ‘بولان’، وعن طريق ذلك تمكنت من اختراق مدينة ‘قندهار’ التي لم يكن يوليها أمير أفغانستان اهتماما في ذلك الوقت. و من هذا المكان، قاموا بمداهمة ‘غزنة’ والتسبب بسقوطها. 

بعد ذلك دخل السير ‘روبير گروڤز ساندمان’ في مصالحة مع ‘خداداد خان’ وهو حاكم وخان ‘كلات’ وبذلك ضمنت بريطانيا السيطرة على ممر ‘بولان’ مقابل أجرة تقوم بدفعها سنويا“.

إن العلاقة ما بين سيطرة بريطانيا على (بولان/الهند) والذي صاحبه التنصير المسيحي على يد القسس تحت حماية يأجوج ومأجوج (الجيش البريطاني والروسي) ودخولهم عبره والتوغل الى باقي المناطق خارج الهند من جهة وبين عام ١٨٣٧ يشير بوضوح إلى ظهور المسيح الدجال فكان لابد من ولادة المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) الذي دلت الأحاديث أنه ينزل بعد أن يخرج الدجال .

فنخلص من هذا بأن النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) حذّر من خروج الدجال في منطقة يقال لها ‘بولان’ وهي في الهند ويصاحب ذلك نزاع بين يأجوج ومأجوج للسيطرة على ذلك المكان وهو بوابة أو ممر للانتشار منه إلى باقي بلاد المسلمين وبالطبع فإن الفكر الدجالي لتنصير الهند قد جاء تحت حماية هذه القوتين العسكريتين، كما ونفهم منه بأن ذلك بدأ حوالي سنة ١٨٣٧-١٨٣٩ وهي نفس السنوات التي ولد فيها حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) أي عام ١٨٣٥ وذلك كُلّه يعني بأن الله تعالى كان قد أنبأ الناس بصوت من السماء في الحديث بأن الدجال قد خرج ولكنهم لم يروه وذلك لأن الأمر فتنة لا يقرأها إلا مؤمن كما أخبر رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) ولذلك أعدّ الله تعالى نزول مسيحه الموعود (عَلَيهِ السَلام) ليواجه ذلكم الدجال لاحقاً ويقضي عليه بالحجة حسب إخبار النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) أيضا.

فهل من الصدفة المحضة أن يرد حديث فيه وصف خروج المسيح الدجال في منطقة بالهند يقال لها ‘بولان’ وأن يحدث ذلك بدقة في وقت ولادة حضرة المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) الذي يرسله الله تعالى كما نصت الاحاديث ليكسر صليب الدجال ويفند عقيدته المضلّة في تلك المنطقة؟

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ