أثار خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية اعتراضاً حول اقتباس من كتاب (شهادة القرآن ص ٣٣٧ الخزائن الروحانية المجلد ٦) حيث قال فيه المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بأن في البخاري حديثاً حول مناد ينادي من السماء هذا خليفة الله المهدي، ولا يوجد حديث كهذا في صحيح البخاري.
الرد: من أكثر الأمور إساءة للفهم عند خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية هي الاعتقاد بأن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لا يمكن أن ينسى شيئاً، وهذا لا دليل عَلَيهِ بل قد ورد في القرآن الكريم أن آدم عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام نسي ولم نجد له عزما، وكذلك موسى عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وفتاه نسيا الحوت، بل حتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال تعالى بأنه سيقرئه فلا ينسى إلا ما شاءَ الله له أن ينسى. كذلك ورد في الحديث من صحيح البخاري وتبويبه النسيان في الصَلاة أو نحو ذلك ما يلي:
“حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى صَلاَتَىِ الْعَشِيِّ ـ قَالَ مُحَمَّدٌ وَأَكْثَرُ ظَنِّي الْعَصْرَ ـ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَةٍ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ـ رضى الله عنهما ـ فَهَابَا أَنْ يُكَلِّمَاهُ وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ فَقَالُوا أَقَصُرَتِ الصَّلاَةُ وَرَجُلٌ يَدْعُوهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتْ فَقَالَ “ لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ ”. قَالَ بَلَى قَدْ نَسِيتَ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَكَبَّرَ، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَكَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ.” (صحيح البخاري، مجلد ٢، كتاب ٢٢، رقم ٣٢١)
وكذلك:
“حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لاَ أَدْرِي زَادَ أَوْ نَقَصَ ـ فَلَمَّا سَلَّمَ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلاَةِ شَىْءٌ قَالَ ” وَمَا ذَاكَ ”. قَالُوا صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا. فَثَنَى رِجْلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فَلَمَّا أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ قَالَ ” إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلاَةِ شَىْءٌ لَنَبَّأْتُكُمْ بِهِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَإِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ فَلْيَتَحَرَّى الصَّوَابَ، فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ ثُمَّ يُسَلِّمْ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ ”.” (صحيح البخاري، مجلد ١، كتاب ٨، رقم ٣٤٩)
وكذلك:
“حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَقْرَأُ فِي سُورَةٍ بِاللَّيْلِ فَقَالَ “ يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً كُنْتُ أُنْسِيتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا ”.” (صحيح البخاري، مجلد ٦، كتاب ٦١، رقم ٥٥٨)
فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لم ينس القرآن عند وحيه بل حدث ذلك فيما بعد مما يدل على أن النسيان أمر طبيعي لا يقدح في صدق النبوة شيء.
الشبهة باطلة لوجهين. الوجه الأول لبطلان الاعتراض هو أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام قد حصل عنده سهو فنسي وهذا كما أوضحنا أمر طبيعي والمهم أن السهو غير وارد في أمور العقيدة بل هو مجرد سهو لرقم حديث أو مصدره، وهذا من السهو الذي ثبت في القرآن الكريم للنبيين جميعا وعلى رأسهم المصطفى محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وثبت كذلك في الاحاديث الصحيحة كما تبين. وهذا الدليل يقويه أمر هام وهو أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كان يعلم جيداً بأن أحاديث المهدي لم ترد في صحيح البخاري حيث يقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام في “حمامة البشرى”:
“والعجب الآخر أنهم ينتظرون المهدي مع أنهم يقرأون في صحيح ابن ماجه والمستدرك حديث: “لا مهدي إلا عيسى”، ويعلمون أن الصحيحين قد تركا ذِكره لضعفِ أحاديث سُمعت في أمره، ويعلمون أن أحاديث ظهور المهدي كلها ضعيفة مجروحة، بل بعضها موضوعة، ما ثبت منها شيء، ثم يُصرّون على مجيئه كأنهم ليسوا بعالمين“. أهـ
ومن هذا يتضح احتمال كون المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام قد سهى حول مصدر الحديث وذلك بسبب علم حضرته تمام العلم أن الحديث ليس في صحيح البخاري وتصريحه بذلك كما في الاقتباس أعلاه من حمامة البشرى.
الوجه الثاني لإبطال الشبهة هو احتمال حدوث خطأ عند الكاتب الذي يقوم بكتابة ما يمليه عَلَيهِ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وهو أمر وارد لا إشكال فيه وقد ورد في عدد من كتب الجماعة الإسلامية الأحمدية وغيرها
الاحتمال الثالث هو ورود الحديث فعلا في نسخة من نسخ صحيح البخاري أو كتب الشروح بالأردية وهذا موجود عند غير الأحمديين أيضا، حيث ورد في كتاب لحفيد مولانا قاسم النانوتوي “قارئ محمد طيب” وهو مؤسس المدرسة الديوبندية لأهل السنة في الهند أن حديث المنادي من السماء الذي يصيح “ھٰذَا خَلِیْفَۃُ اللّٰہِ الْمَھْدِی فَاسْتَمِعُوْا لَہٗ وَ اَطِیْعُوہُ” هو حديث موجود بالفعل في صحيح البخاري:
’’ مہدی علیہ السلام کے بارے میں کچھ علامتیں آئی ہیں۔ مثلًا یہ کہ مہدی علیہ السلام کا مکہ مکرمہ میں ظہور ہوگا۔ اور یہ حدیث صحیح بخاری شریف میں موجود ہے کہ غیب سے آواز آئے گی اور وہ آواز یہ ہوگی۔ ھٰذَا خَلِیْفَۃُ اللّٰہِ الْمَھْدِی فَاسْتَمِعُوْا لَہٗ وَ اَطِیْعُوہُ۔ یعنی یہ اللہ کے خلیفہ مہدی ہیں ان کی بات مانو اور ان کی اطاعت کرو۔‘‘ (مجالس حکیم الاسلام مولانا قاری محمد طیب صاحب۔جلد اول۔ صفحہ۔227)
وورد أيضا:
“وفي ذلك اليوم سيُسمع صوت من السماء ينادي: ‘ألا أن أولياء الله هم أصحاب كذا وكذا’ أي المهدي.” (العرف الوردي في أخبار المهدي، حديث ١٦٦)
وقد بيّن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بنفسه إمكانية ذلك للسبب نفسه أي اختلاف طبعات ونسخ البخاري:
“القول بعد ذلك بأن هذا الحديث لا يوجد في نُسخ صحيح البخاري المطبوعة في الهند يدلّ على جهلٍ مُطِبقْ، لأن عدم العلم بأمر معيّن لا يستلزم عدمه. فما دام زعيم من زعماء المسلمين يشهد كشاهد عيان بوجود الحديث المذكور في صحيح البخاري – ومن ناحية ثانية لا تدّعي ولا يسعك أيضا ذلك بأنك تصفّحت كافة النسخ الموجودة في العالم لصحيح البخاري، سواءً أكانت مخطوطة أو غيرها. .. وأضف إلى ذلك أن هناك اختلافا في بعض الكلمات في نسخ صحيح البخاري المطبوعة أيضا. ففي هذه الحالة؛ مَن يسعه أن يضمن المخطوطات المنتشرة في العالم كله؟ إذن، فإن إنكارك وجود الحديث لا يجدي شيئا.” (إزالة الأوهام، ص ٦٢٠)
ويعترف المشايخ بوجود طبعات نفيسة لصحيح البخاري في الهند ولم تعد في متناول الأيدي اليوم، فيقول أحدهم على الرابط التالي:
“ويعلم الله أني كللت بحثا عنها (طبعات البخاري الهندية) فلم أظفر بها، إنما هي من ممتلكات أصحابها فقط وخاصة الأعاجم، فلم يعد يوجد منها نسخ أصلا، بل أن الموجود في عداد المفقود أيضا.” (من هذا الرابط)
أما الحديث فهو موجود بالفعل في عدد من كتب الحديث وألفاظه كما يلي:
روى نعيم بن حماد المروزي، عن الوليد، عن عنبسة القرشي، عن سَلَمة بن أبي سَلَمة، عن شهر بن حوشب، قال: “بلغني أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يكون في رمضان صوت، وفي شوّال مهمهة، وفي ذي القعدة تحازب القبائل، وفي ذي الحجّة ينتهب الحاجّ، وفي المحرَّم ينادي منادي من السماء: ألا إنَّ صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له وأطيعوا.” (كتاب الفتن للمروزي: ١٣١)
و “ ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلا جاش منها جانب ، حتى ينادي مناد من السماء أميركم فلان ”
(الطبراني ، الأوسط : على ما في مجمع الزوائد ، ومقدمة ابن خلدون ، وعرف السيوطي ، والإذاعة والعطر الوردي . وفي “النهاية” : ج ١ ص ٣٢٤ – أوله ، مرسلا . و “مجمع الزوائد” : ج ٧ ص ٣١٦ – عن الطبراني في الأوسط . وفي “مقدمة ابن خلدون” : ص ٢٥٥ ف ٥٣ . عن الطبراني في الأوسط ، وفيه ” . . إلا تشاجر ” . وفي “القول المختصر” : ص ٦ ب ١ ح ٢٢ – كما في مجمع الزوائد بتفاوت يسير ، وفيه ” . . إلا جاش منها جانبان . . إن أميركم فلان أي المهدي ” . وفي “الإذاعة” : ص ١٢٦ – كما في مجمع الزوائد ، عن الطبراني في الأوسط ، وفيه ” . . لا يسكن منها جانب إلا تشاجر ” . وفي “العطر الوردي” : ص ٥٤ – كما في مجمع الزوائد، وقال ” رواه الطبراني في الأوسط عن طلحة بن الزبير عبد الله ، كذا في الهدية ” . وفي “كشف النوري” : ص ١٧٢ ح ٢ – عن مجمع الزوائد . وفي “المغربي” : ص ٥٦١ – عن مقدمة ابن خلدون . وفي “منتخب الأثر” : ص ٤٥١ ف ٦ ب ٤ ح ٢۰ – عن برهان المتقي)
وكذلك:
” قال قلت لها في فتنة ابن الزبير : إن هذه الفتنة يهلك فيها الناس ؟ فقالت : كلا يا بني ، ولكن بعدها فتنة يهلك فيها الناس ، لا يستقيم أمرهم حتى ينادي مناد من السماء عليكم بفلان ”
(“ابن حماد” : ص ٩٣ – حدثنا ابن وهب ، عن إسحاق بن يحيى التيمي ، عن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن أمه ، وكانت قديمة : – ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وفي “عرف السيوطي” ، الحاوي : ج ٢ ص ٧٦ – عن فتن ابن حماد بتفاوت يسير . وفي “برهان المتقي” : ص ٧٤ ب ١ ح ٨ – عن عرف السيوطي)
وكذلك:
” تكون فتنة بالشام ، كأن أولها لعب الصبيان تطفو من جانب وتسكن من جانب ، فلا تتناهى حتى ينادي مناد : إن الأمير فلان ”
(عبد الرزاق : ج ١١ ص ٣٦١ ح ٢۰٧٤٦ – أخبرنا عبد الرزاق ، عن عمر ، عن رجل ، عن ابن المسيب قال : – وقال ” فيقبل ابن المسيب يديه ، حتى أنهما لتنتفضان ، ثم يقول : ذاكم الأمير حقا ، ذاكم الأمير حقا ” . و ابن حماد : ص ٦٣ – عن ابن المبارك وعبد الرزاق ، عن معمر ، عن رجل ، عن سعيد بن المسيب قال : – ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله – ” تكون بالشام فتنة كلما سكنت من جانب طمت من جانب حتى ينادي منادي من السماء إن أميركم فلان ” . وفي : ص ٩٢ – كما في روايته الأولى بتفاوت يسير ، وفيه ” تكون فتنة كأن أولها لعب الصبيان . . ألا إن الأمير فلان . . ذلكم الأمير حقا ثلاث مرات ” . وفي : ص ٩٣ – حدثنا ابن وهب ، عن إسحاق بن يحيى ، عن محمد بن بشر بن هشام ، عن ابن المسيب ، قال ” تكون فتنة بالشام كأن لعب الصبيان ، ثم لا يستقيم أمر الناس على شئ ولا تكون لهم جماعة ، حتى ينادي مناد من السماء عليكم بفلان ، وتطلع كف تشير”. عرف السيوطي ، الحاوي : ج ٢ ص ٧٥ – عن رواية ابن حماد الثانية . و برهان المتقي : ص ٧٣ ب ١. ح ٥ – عن عرف السيوطي . و فرائد فوائد الفكر : ص ٨ ب ٣ – عن ابن حماد ، وابن المنادي)
وأيضاً:
” في المحرم ينادي مناد من السماء : ألا إن صفوة الله من خلقه فلانا فاسمعوا له وأطيعوا ، في سنة الصوت والمعمعة ”
(ملاحم ابن طاووس : ص ٦١ ب ١١٩ – عن نعيم . الصراط المستقيم : ج ٢ ص ٢٥٩ ب ١١ ف ١٢ – كما في ابن حماد إلى قوله ” وأطيعوا ” وقال ” روى أبو العلاء الهمداني من أفضل علماء الجمهور ، وقد أثنى عليه الحافظ محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب حتى قال تعذر وجود مثله في أعصار كثيرة ، ذكر في كتاب أخبار المهدي أحاديث في ذلك ” . إثبات الهداة : ج ٣ ص ٦١٥ ب ٣٢ ف ١٥ ح ١٥٨ – عن الصراط المستقيم . وفي منتخب الأثر : ص ٤٤٩ ف ٦ ب ٤ ح ١۰ – عن المهدي)
وأيضاً:
“ إذا نادى مناد من السماء إن الحق في آل محمد ، فعند ذلك يظهرا المهدي على أفواه الناس ، ويشربون حبه ، ولا يكون لهم ذكر غيره ”
(ابن حماد : ص ٩٢ – حدثنا الوليد ورشدين ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن أبي رومان ، عن علي رضي الله عنه قال : -. وفي “الملاحم” لابن المنادي : ص ٤٤ – عن ابن حماد . وفي الطبراني : على ما في بيان الشافعي ، وعقد الدرر . وفي مناقب المهدي : على ما في عقد الدرر ، وبيان الشافعي . وفي أخبار المهدي ، أبو العلاء الهمداني : على ما في الصراط المستقيم . وفي بيان الشافعي : ص ٥١٢ ب ١٦ – قال ( أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل بحلب ، أخبرنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي ، أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه ، أخبرنا سليمان بن أحمد ، أخبرنا عبد الرحمن ، أخبرنا نعيم ) ثم بقية سند ابن حماد . إلى قوله : يظهر المهدي ، وقال “قلت : رواه الحافظ الطبراني في المعجم ، وأخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي عليه السلام”. وفي عقد الدرر : ص ٥٢ ب ٤ ف ١ – كما في ابن حماد ، وقال ” أخرجه الامام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي في كتاب الملاحم ، وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن انتهى حديثه عند قوله فتلك إمارة خروج السفياني ، و أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه في حديث عمار بن ياسر ، بمعناه ” . وفيه ” . . ويشربون ذكره ” . وفي : ص ١۰٦ ب ٤ ف ٣ – مرسلا عنه عليه السلام إلى قوله يظهر المهدي . وفي : ص ١٣٦ ب ٦ – إلى قوله : يظهر المهدي أيضا ، وقال “أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه ، والحافظ أبو نعيم الأصبهاني في مناقب المهدي ، ورواه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن” . وفي “عرف السيوطي” ، الحاوي : ج ٢ ص ٦٨ – عن ابن حماد . وفي جمع الجوامع : ج ٢ ص ١۰٣ – عن نعيم ، وابن المنادي . وفي كنز العمال : ج ١٤ ص ٥٨٨ ح ٣٩٦٦٥ – عن نعيم ، وابن المنادي في الملاحم. وفي برهان المتقي : ص ٧٣ ب ١ ح ٤ – عن عرف السيوطي ، الحاوي . وفي فرائد فوائد الفكر : ص ٨ ب ٣ – بعضه ، مرسلا ، عنه عليه السلام ، وقال “وذكروا أن نداء المنادي يسمعه من بالمشرق والمغرب حتى لا يبقى راقد إلا استيقظ”. وفي المغربي : ص ٥٦١ – وقال “وأخرج نعيم بن حماد في الفتن ، وابن المنادي في الملاحم ، عن علي ) ثم قال ( وهذا يفسر المبهم في حديث طلحة بن عبد الله الذي ليس فيه تصريح بالمهدي كما قاله الطاعن ، ويعضده ويقويه ، والله أعلم” . وفي : ص ٥٧٨ – ٥٧٩ – وقال : ” رواه نعيم بن حماد في الفتن ، وابن المنادي في الملاحم “. وفي ملاحم ابن طاووس : ص ٥٩ ب ١١٢ – عن ابن حماد ، وفيه ” . . يسرون “. وفي كشف النوري : ص ١٧٤ ف ٢ – عن عقد الدرر . وفي بشارة الاسلام : ص ٧٦ ب ٢ – عن عقد الدرر . وفي منتخب الأثر : ص ١٦٣ ف ٢ ب ١ ح ٦٦ – عن بشارة الاسلام . وفي : ص ٤٤٣ ف ٦ ب ٢ ح ١٩ – عن ملاحم ابن طاووس)
وكذلك:
“حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَمَّامِ بْنِ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ ، بِحِمْصَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ مِنْ قَرْيَةٍ بِالْيَمِينِ يُقَالُ لَهَا : كَرِعَةٌ ، وَعَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ فِيهَا مُنَادٍ يُنَادِي : أَلا إِنَّ هَذَا الْمَهْدِيُّ فَاتَّبِعُوهُ ” .” (معجم ابن المقرئ» يخرج المهدي من قرية باليمين يقال لها : كرعة ، وعلى …، رقم الحديث: 91)
وأيضاً:
“عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يخرج المهدي على رأسه عمامة، فيها ملك ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه”.” (أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في مناقب المهدي. وفي عقد الدرر في أخبار المنتظر، السلمي الشافعي: الصفحة : 31)
———————
الخلاصة هي أن الحديث موجود في كتب الحديث والأثر بشواهد وألفاظ مختلفة، فمحاولة المعترض القول بأن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كذب والعياذ بالله لأنه سها في عزو الحديث لمصدر من مصادر المتون الحديثية هو قول باطل إذا أخذنا به فهو اتهام للنبيين عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وعلى رأسهم سيدنا مُّحَمَّداً المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذين ثبت السهو والنسيان عندهم بما لا يقبل الشك، على فرض أن الموضوع فعلا سهو بغضّ النظر عن ورود الحديث في بعض نسخ البخاري الأردية آنذاك. الواقع أن كل أهل الحديث والسيرة والتصانيف المختلفة مجمعون على الحديث ومعناه الصحيح منتظرين بلهفة مبعوث السماء المهدي فيما نؤمن بفضل الله ﷻ أنه نزل وصدق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ