لنستعرض الروايات التالية أولاً:

قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ: بَلَغَنِي أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [يَعِيشُ فِي ذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ].” (الفتن لنُعيم بن حماد، الفتن لنعيم بن حماد، قَدْرُ مَا يَمْلُكُ الْمَهْدِيُّ)

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ الْحَارِث بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: [يَمْلُكُ سَبْعَ سِنِينَ]. أهـ

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا نبيَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: [إن في أمتي المهدي، يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً]. قلنا: وما ذاك؟ قال: [سنين].” (أخرجه الترمذي في جامعه، وقال: هذا حديث حسن.)

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “[الْمَهْدِيُّ يَعِيشُ فِي ذَلِكَ، يَعْنِي بَعْدَمَا يَمْلُكُ، سَبْعَ سِنِينَ، أَوْ ثَمَانٍ، أَوْ تِسْعٌ].” (الفتن لنُعيم بن حماد، الفتن لنعيم بن حماد، قَدْرُ مَا يَمْلُكُ الْمَهْدِيُّ)

حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الْمَرَاغِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ هَجَرٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: [يَعِيشُ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا].” أهـ

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: [يَعِيشُ سَبْعًا ثُمَّ يَمُوتُ].” أهـ

قَالَ الْوَلِيدُ: وَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [سَبْعًا ثَمَانِيًا تِسْعًا].” أهـ

وعن حذيفة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [المهدي رجل من ولدي]. وذكر الحديث، وقال في آخره: [يملك عشرين سنة].” (أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في مناقب المهدي. ورواه الحافظ أبو القاسم الطبراني، في معجمه)

وعن دينار بن دينار، قال:

بقاء المهدي أربعة وعشرون سنة.” (أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن)

وعن ضمرة بن حبيب، قال:

حياة المهدي ثلاثون سنة.” (أخرجه الحافظ أبو عبد نعيم بن حماد، في كتاب الفتن)

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، قال:

يلي المهدي أمر الناس ثلاثين، أو أربعين سنة.” (أخرجه أيضاً نعيم بن حماد، في كتاب الفتن)

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يلتفت المهدي، وقد نزل عيسى ابن مريم]. فذكر الحديث وفي آخره: [فيمكث أربعين سنة]. يعني المهدي.” (أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني، في مناقب المهدي، وأبو القاسم الطبراني، في معجمه)

وقد ورد في روايات الشيعة أعداد أخرى أيضاً كما يلي:

قال الامام جعفر الصادق عليه السلام: «ملك القائم منّا تسع عشرة سنة و اشهرا».” (كتاب الغيبة للنعماني باب 26 الحديث الثاني)

وكذلك:

«يملك القائم عليه السلام تسع عشرة سنة و أشهرا».” (كتاب الغيبة للنعماني باب 26 الحديث الأول)

إذن لا يوجد عدد ثابت لمدة مُلك المهدي حسب هذه الروايات في نفس الباب. لذلك لا يمكن الاكتفاء بالقول حول السنوات أنها خمس أو سبع أو ثمان أو تسع أو حتى عشرين أو ثلاثين أو أربعين الخ، فعددها مختلف كما يظهر من الروايات. أما تأويلها فيمكن حسابه وفق السياقات ضمن حياة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، فالأربعين مثلاً هو سن الوحي لحضرته عَلَيهِ السَلام، والسبع والثمان والتسع أي الأعوام 1897-1901 من حياة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يمكن أن تشير إلى حوادث مهمة منها إطلاق لقب الأحمدية رسمياً لأول مرة في هذه الفترة وتأليف كتاب المسيح الناصري في الهند وتحقق نبوءة ليكهرام وتأسيس جريدة “الحَكَم” ومدرسة “تعليم الإسلام” وأيضاً استشهاد ميان عبد الرحمن في أفغانستان وإصدار أول مجلة وهي “مراجعة الأديان” وغير ذلك من حوادث مهمة. وكذلك العدد تسعة عشر يشير بوضوح إلى تأسيس الجماعة الإسلامية الأحمدية في 1889 حتى وفاة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في 1908، فهذه 19 سنة بالتمام. فمجموع الأرقام المختلفة في هذه الروايات لا بد أن يشير إلى سنوات مهمة في حياة الإمام المهدي، فلا نحتاج إلى إنكار الروايات بحجة تناقضها كما يفعل المسلمون التقليديون.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد