السؤال:

ما تفصيل الرواية التالية:

رقم الحديث: 3425
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ ، عَنْ مُؤْثِرِ بْنِ عَفَازَةَ ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : “ لَقِيتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِبْرَاهِيمَ ، وَمُوسَى ، وَعِيسَى ” ، قَالَ : ” فَتَذَاكَرُوا أَمْرَ السَّاعَةِ ، فَرَدُّوا أَمْرَهُمْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ : لَا عِلْمَ لِي بِهَا ، فَرَدُّوا الْأَمْرَ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ : لَا عِلْمَ لِي بِهَا ، فَرَدُّوا الْأَمْرَ إِلَى عِيسَى ، فَقَالَ : أَمَّا وَجْبَتُهَا ، فَلَا يَعْلَمُهَا أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ ، ذَلِكَ وَفِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ الدَّجَّالَ خَارِجٌ ، قَالَ : وَمَعِي قَضِيبَانِ ، فَإِذَا رَآنِي ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ ، قَالَ : فَيُهْلِكُهُ اللَّهُ ، حَتَّى إِنَّ الْحَجَرَ وَالشَّجَرَ لَيَقُولُ : يَا مُسْلِمُ ، إِنَّ تَحْتِي كَافِرًا ، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، قَالَ : فَيُهْلِكُهُمْ اللَّهُ ، ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْ وَأَوْطَانِهِمْ ، قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، فَيَطَئُونَ بِلَادَهُمْ ، لَا يَأْتُونَ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا أَهْلَكُوهُ ، وَلَا يَمُرُّونَ عَلَى مَاءٍ إِلَّا شَرِبُوهُ ، ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلَيَّ فَيَشْكُونَهُمْ ، فَأَدْعُو اللَّهَ عَلَيْهِمْ ، فَيُهْلِكُهُمْ اللَّهُ وَيُمِيتُهُمْ ، حَتَّى تَجْوَى الْأَرْضُ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِمْ ، قَالَ : فَيُنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَطَرَ ، فَتَجْرُفُ أَجْسَادَهُمْ حَتَّى يَقْذِفَهُمْ فِي الْبَحْرِ ” ، قَالَ أَبِي : ذَهَبَ عَلَيَّ هَاهُنَا شَيْءٌ لَمْ أَفْهَمْهُ ، كَأَدِيمٍ ، وَقَالَ يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ : ” ثُمَّ تُنْسَفُ الْجِبَالُ ، وَتُمَدُّ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ ” ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ هُشَيْمٍ ، قَالَ : ” فَفِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ ذَلِكَ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ ، فَإِنَّ السَّاعَةَ كَالْحَامِلِ الْمُتِمِّ ، الَّتِي لَا يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلَادِهَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا

فحسب هذه الرواية، هل النازل في آخر الزمان هو عيسى ابن مريم نفسه؟

 الجواب:

إذا ثبت من القُرآن الكَرِيم أن عيسى ؑ كان نبي إسرائيل أي ليس للناس كافة كما هي ميزة النبي ﷺ وأنه أي عيسى قد مات ولن يعود وأن النبي ﷺ وصف عيسى إسرائيل بأنه أبيض أحمر جعد الرأس بينما وصف المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في آخر الزمان أنه آدم سبط الشعر وأن لا مهدي إلا عيسى فقد انتهى الموضوع ومن العبث القول أن عيسى المقصود في آخر الزمان هو نبي إسرائيل الذي مات.

أما الحديث فهو في مستدرك الحاكم ورجاله ثقات إلا هُشيم الذي هو هُشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي أَبُو معاوية الذي قال عنه الإمام المزي في التهذيب:

“ثقة كثير التدليس.” (تهذيب الكمال)

ولما كان هذا الحديث متفرد به في إفادة عيسى ؑ فلا يمكن إغفال حال التدليس الذي يشتهر به أحد رواته.

وعموماً لا مشكلة إذا تحدث عيسى عن نفسه ويقصد مثيله كما في قوله تعالى:

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ . وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} – الجمعة

حيث قال الله تعالى بأن النبي ﷺ هو الذي سيُٰبعث في الآخرين أيضاً وكان القصد خادمه أو تابعه الأمين الذي سُمِّي بالظل لاتّباعه سيده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

وهذا بالضبط الذي شرحه المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:

لقد كُشف عليّ أنَّ عيسى ؑ قد أُخبِر بهذه الريح السامّة التي هًبّت في العالم بسبب الأُمة المسيحية، فتحركّت روحُه للنـزول الروحاني وهاجت، وتمنّت أن يكون له نائبٌ ومثيلٌ في الأرض يماثله تماماً في طبعه كأنه هو ِلما رأى أنَّ أُمّته هي أساس الفساد المدمِّر. فأعطاه اللهُ تعالى بحسب الوعد مثيلاً نزلَتْ فيه عزيمةُ المسيح وسيرته وروحانيته، وحصل بينه وبين المسيح اتصالٌ شديد كأنهما قطعتاِنِ مِنْ جوهرٍ واحد، واتخذَتْ توجّهاتُ المسيحِ قلبَه مُستقَرّاً لها، وأرادت أنْ تُتمّ إرادتها مِنْ خلاله، فبهذا المعنى عُدَّ شخصه شخص المسيح، ونزلَتْ فيه إرادات المسيح الهائجة التي عُدَّ نزولها نزول المسيح في الاستعارات الإلهامية.” (مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية، مجلد 5، ص 254-255)

وكما قلنا سلفاً فأن التحدث في موضوع عودة نبي إسرائيل من السماء إلى الناس كافة هو من العبث بعد الأدلة على موته وعدم رجوعه وكونه لإسرائيل حصراً وليس للناس كافة وليس شكله الظاهري هو الموصوف في آخر الزمان بل وصف العكس وأن لا مهدي إلا عيسى وغير ذلك الكثير.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد