خطبة عيد الأضحى

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u بتاريخ 12/8/2109م

في مسجد بيت الفتوح بلندن

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.

] لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ[

نحتفل اليوم بعيد الأضحى الذي يسمى عيد القربان أيضا. يذبح وسيذبح اليوم المسلمون في مكة وفي مختلف بلاد العالم مئات الآلاف من الأنعام، لكن الله يقول إن ذبحها وإن كان جزءًا من العبادة ويتم بأمر الله تعالى، ولا شك أن ذبح المسلمين ذوي المقدرة هذه البهائم وإن كانوا لا يحجون ولا يعتمرون أمرٌ جيد، ولكن إذا كانت أضاحيكم رياءً الناس وخلت من روح التقوى التي يتحلى بها المتقي، فلا فائدة في تقديمكم هذه الأضاحي، لأن الله تعالى ليس متعطشا للدماء وليس جائعا حتى يكون به حاجة إلى الدماء ولحوم مئات الآلاف من البهائم، فيبشر بالجنة الذين يسدون حاجته هذه فرحًا بهم! إن الله تعالى ليس بحاجة إليها أبدًا. فإذا كانت قلوبكم خالية من التقوى فلن تفوزوا برضا الله تعالى ولو ذبحتم عشرات الأضاحي ولو ذُبحتْ في بلد من البلاد مئات الآلاف من البهائم.

فتذكروا دائما أن الله تعالى يقول إن الأصل هو التقوى، وأن الأضحية التي تقدم بروح التقوى هي المرضية عند الله تعالى. إن الذي يكون قلبه عامرا بالتقوى يعاهد الله ويجب أن يعاهده عند تقديم هذا القربان الظاهري، على أنه مستعد للتضحية بكل غال ورخيص في سبيل الله تعالى، وكما أنه يضحى بهذه البهائم التي هي شيء بسيط مقارنة بالناس، ويضحَّى بالأدنى من أجل الأعلى، كذلك يجب أن يعاهد أنني قد تلقنت من هذا القربان الدرس وسوف أظل مستعدًا لكل تضحية من أجل المصالح العليا، وسوف أكون جاهزًا للعمل بأحكام الله تعالى كل حين. لقد وجدت في هذه الأضحية عبرةً، فها إني أعاهد الله تعالى على إيثار الدين على الدنيا، وسوف أبقى على أهبة الاستعداد للوفاء بهذا الوعد في كل ظرف وحال، ولن يكون في أي قول أو فعل لي شائبة من شوائب الدنيا والنفس. فإن كان عيد القربان هذا لا ينبّهنا إلى فرائضنا ومسؤولياتنا وعهودنا فليس مثل هذا العيد إلا مجرد مهرجان دنيوي فقط، ولا يكون هذا العيد سببا للتحلي بالتقوى، ولا يخلق هذا العيد فينا الإحساس بأهمية التضحيات، ولا يذكّرنا هذا العيد بمسؤولياتنا، ولا يولّد هذا العيد فينا الإحساس بالوفاء بعهدنا، كل ما في الأمر أننا قدمنا القربان الظاهري، وذبحنا الكبش أو الماعز أو العجل وأكلنا لحمها بأنفسنا كما أطعمناه أقاربنا ومعارفنا. والحق أن لا فائدة من كل هذا إذا خلا قرباننا من هذه الروح، إنما يكون هذا مفيدا إذا وفينا بعهدنا، ووضعنا أعناقنا أمام الله تعالى، وأدينا حق عبادة الله تعالى، وأدينا حقوق العباد، وشكرنا الله تعالى على أنه جعلنا من المسلمين ثم جعلَنا المسلمين الأحمديين الذين قد عاهدوا على يد إمام هذا العصر المسيح الموعود والمهدي المعهود على تقديم الدين على الدنيا والاستعداد في كل حين للتضحية بالنفس والمال والوقت والعز والأولاد، والوفاء بعهد البيعة هذا مع خليفة الوقت بكامل الانشراح للفوز برضا الله تعالى استمرارًا لبيعتنا على يد المسيح الموعود. ومَن فعل كل هذا فإن الله تعالى يبشره بأنه يدخله في الذين ينالون رضوانه.

فإذا نشأت فينا هذه الروح وصدرت منا الأعمال بحسب ذلك، فيمكن أن نتوقع اعتبارنا من الذين يبشرهم الله والذين رضي الله عنهم. لقد قال سيدنا المسيح الموعود u بيانا للموضوع الوارد في هذه الآية وحكمته وفلسفته:

إن لم يصحب الصلاةَ والصوم الظاهري الإخلاصُ والصدقُ فلا مزية فيهما. فالرهبان والمتنسكون أيضا يقومون بمجاهدات كبيرة. يلاحَظ في كثير من الأحيان أن بعضهم يجعلون سواعدهم تضمر، (حيث يُبْقون أيديهم في وضع معين دوما مما يؤدِّى إلى توقف سريان الدم فيها فتضمر) ويتحملون مشاق كثيرة ومصائب شديدة ولكن هذه المشاق لا تهب لهم نورا ولا ينالون سكينة أو اطمئنانا (أي ينجزون عملا في الظاهر ولا ينالون الروحانية والنور الذي يأتي من الله) بل تكون حالهم الباطنية سيئة. يقومون بمجاهدات جسدية لا علاقة لها بالباطن (أي أن علاقة مجاهدتهم المادية الظاهرية بالروح تكون ضعيفة) ولا تؤثر في روحانيتهم، لذلك قال الله تعالى في القرآن الكريم: ]لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُم[. الحق أن الله تعالى لا ينظر إلى القشر بل يريد اللب. (أي يُهمُّه الروح والمغزى). في هذا المقام يتداعى سؤال مفاده: إذا كان اللحم والدم لا يصله فما الحاجة إلى القرابين أصلا؟! كذلك إذا كان الصوم والصلاة تتعلق بالروح فما الحاجة إلى الحركات الظاهرية؟! (أي يمكن أن نعبد بالروح ولا حاجة إلى الحركات الظاهرة في الصلاة، وكذلك ما الداعي للامتناع عن الأكل والشرب من الصباح إلى المساء حال الصوم؟! حيث يكفي الإقرار بالقلب والتسليم بأن تحمُّل الجوع والاعتناء بالفقير أو الجائع ضروري!)، وجوابه أن من المؤكد أن الذين يتخلون عن استخدام الجسم لا تقبلهم الروح أيضا (أي إذا كانت الحركات الظاهرة لا تصدر والجسم لا يتحمل المشقة، فمثل هذه العبادة لا تؤثر في الروح) ولا ينشأ فيها الخشوع والعبودية التي هي الغاية المتوخاة. (فشتى الحالات الظاهرة في الصلاة لخلق التواضع والخشوع فيها هي للتعبير عن أن أرواحنا أيضا تقوم ضامّة الأيدي وتركع وتسجد مثل الجسد، وهذا هو هدف العبادة) أما الذين يستخدمون الجسد فقط ولا يُشركونه الروحَ (أي يقومون بالحركات الظاهرة في الصلاة ولا يقيمون روح الصلاة إذ لا يعرفون ما يقولون أو لا يدركون العبادة التي يقومون بها، وإذا كانوا يقدمون التضحية فلا يعرفون لماذا يضحّون، وإذا كانوا يصومون فلا يعرفون لماذا يصومون وما هدفهم من ذلك) فهم أيضا مخطئون خطأ كبيرا. والرهبان والمتنسكون هم من هذا القبيل (حيث يقومون بالعبادة الظاهرة بأجسامهم فقط). لقد أقام الله تعالى علاقة متبادلة بين الروح والجسد. والجسد يؤثر في الروح. باختصار، إن السلسلتين الروحانية والمادية تسيران جنبا إلى جنب.

عندما يتولّد الخشوع في الروح يتولّد في الجسم أيضا، (أي حين يكون قلب المرء متواضعا يقع تأثيره في الروح أيضا ويصبح الجسد أيضا متواضعا) لذا عندما يتولد التواضع والخضوع في الروح تظهر آثاره في الجسم تلقائيا، كذلك عندما يقع تأثير خاص في الجسد تتأثر به الروح أيضا. (الحكم، مجلد7، رقم8، عدد 28/ 2/1903م) فالروح تتأثر من الحركات الظاهرية، فالقرابين الظاهرية إنما لهزّ أرواحنا ولتفهيمنا أنه كما ذُبح هذا الشيء الأدنى من أجلكم كذلك من شيمة المؤمن الحقيقي أن يكون جاهزا لتقديم كل تضحية من أجل العمل بأحكام الله تعالى. فيجب أن تُعدوا أجسادكم للتضحية كما أرواحكم، وارفعوا مستوى تقواكم.

كذلك وجه المسيح الموعود u إلى إحراز المستوى العالي للتقوى فقال: اتقوا الله وكأنكم تكادون تموتون في سبيله. وكما تذبحون القرابين بأيديكم كذلك اذبحوا نفوسكم أيضا في سبيل الله. وكلما كانت التقوى أدنى من هذه الدرجة كانت ناقصة. (ينبوع المعرفة، ص91، الحاشية)

فهذا هو المقام الذي يجب أن نسعى لإحرازه. لقد أحرز إبراهيم وإسماعيل وهاجر عليهم السلام هذا المستوى وقدموا تضحية اجتمع المسلمون اليوم لذكرها في شتى بلدان العالم حيثما كانوا ويُحيون ذكراها. لم تترك هذه العائلة لأي مسلم من أي جنس وعمرٍ عذرًا يحول دون أن ينال أعلى مستويات التقوى ويقدِّم التضحية، لأن الرجل أيضا قدّم التضحية والمرأة أيضا والطفل أيضا. الذبح بالسكين أصغر تضحية من أن تُقْدِم امرأة على الذهاب إلى مكان لا ماء فيه ولا زرع بكيس من التمر وقربة الماء وأن تعيش فيه لمحض وجه الله تعالى. وهذه المرأة كانت تحب ولدها أكثر من نفسها ولكنها استعدت لتقديم هذه التضحية ليقينها بالله وتوكُّلِها عليه أنه لا يُضيع أي تضحية في سبيله، وإن الله تعالى يبشر بذلك. وكانت السيدة هاجر تعرف ذلك، فقالت لزوجها: إذا كنت تتركنا هنا لوجه الله تعالى فلا نبالي بشيء، يمكنك أن تعود فإن الله تعالى لن يُضيعنا أبدا. فالتضحية لوجه الله تعالى لا تَضيع أبدا بل ينال المضحّي بشارات من الله تعالى ويغمر الله متقيا برضوانه. وقد رأوا هذه النعم ورآها آلاف الأولياء وآلاف الناس، بل كل من ضحَّى لوجه الله تعالى نال رضى الله تعالى وتبدلت همومه وآلامه بالأفراح. فرضيتْ هذه المرأة أن تضحّي بنفسها وبولدها بغيةَ نيل رضى الله تعالى، ثم أكرم الله تعالى تضحيتها بحيث أحيا هذه التضحية إلى يوم القيامة، وفوق كل ذلك جعل من نسلها نبيا عظيما نشأت بقوته القدسية جماعة المؤمنين التي يبلغ كل فرد منها، رجلا كان أو امرأة أو طفلا، أعلى مستويات التقوى وقدم تضحيات يصعب العثور على أمثالها في الدنيا.

أتناول في هذه الأيام ذكر الصحابة البدريين في الخطب وأتعرض ضمنيًا لذكر بعض الأحداث المتعلقة بالنساء والأولاد والمستوى العالي لتضحيتهم. فإن مستوى تضحياتهم ونماذج درجاتهم العليا في التقوى لجديرة بأن تكتب بماء الذهب، وإن أعمالهم أسوة حسنة لنا وفق أمر النبي r. فلما آمنا بالمسيح الموعود والإمام المهدي u في هذا العصر وجب علينا أن نحاسب أنفسنا ونفكر فيما إذا كنا نسعى جاهدين لكسب كل حسنة أم لا، ثم هل كان مستوى حسناتنا يماثل مستوى حسنات هؤلاء أو على الأقل هل نسعى لبلوغ مستوى أحرزه صحابة النبي r؟ ندعي أننا جماعة الآخرين، فلا بد أن نُرِي نماذج لائقة. بفضل الله تعالى هناك فئة من الناس بيننا يسعون لخلق هذه الحالة في أنفسهم التي هي حالة العمل بأحكام الله تعالى والسلوك في مسالك التقوى، وإيثار الدين على الدنيا. ولكن الميل إلى الدنيا جعل فئة منا أيضا رغم عهدهم بأن يؤثروا الدين على الدنيا لا يرتقون إلى حالة التقوى المطلوبة التي هي حالة من يسلك سبل التقوى بشكل حقيقي. ما هي تلك الحالة؟ أقدم لكم مقتبسًا أو اثنين من كلام المسيح الموعود u عن هذه الحالة وعن مستواها. يقول u: “على الإنسان أن يراعي دقائق التقوى، (أي يضع نصب عينيه دوما الأمور الدقيقة المتعلقة بالتقوى. قال حضرته u🙂 وفي مراعاتكم لهذه الدقائق تكمن السلامة. وإن لم يراعِ الإنسان أمورا بسيطة أدت به إلى ارتكاب الكبائر رويدا رويدا (يظنها الإنسان أمورًا صغيرة إلا أنها تقوده إلى ارتكاب الذنوب الكبيرة وتبعده عن جادة الدين. قال حضرته:) يجب أن تكون نصب أعينكم بلوغ أعلى مدارج التقوى. ولهذا الغرض لا بد من مراعاة دقائق التقوى.” (الحكم رقم39، مجلد9، عدد:10/ 11/1905م، ص5)

فهناك حاجة ماسة إلى التركيز على هذا الأمر. قوله u واضح جدًّا، فإن تكاسلنا وما اهتممنا بالأمور وخطر ببالنا أن هذه غلطة صغيرة، وليست هي بأمر نقلق لأجله أو نتشدد بخصوصه، فإن هذه الأمور ستتفاقم وتصبح ذنوبًا وآثامًا.

هناك بعض الناس الذين يفوّتون صلاة واحدة من صلواتهم اليومية ويقول بعض هؤلاء: نصلى الصلوات كلها إلا أنه تفوتنا أحيانًا صلاة واحدة فحسب. فليعلموا أن تركهم صلاة واحدة أحيانًا يفقدهم الاهتمام بالصلوات الأخرى. إن التورط في الأمور اللاغية الصغيرة يؤدي إلى إبعاد صاحبها من الدين. فإن كنّا نريد تحقيق عهد إيثار الدين على الدنيا حقيقةً فلا بدّ لنا أن ننقذ أنفسنا من كل لغو.

ثم ذكر u التقوى فقال:

“إن تفصيل الأوامر والنواهي وأحكام الله مذكور في القرآن الكريم من أوله إلى آخره، (فقد ورد فيه تفصيل الأمور التي ينبغي أن يقوم بها الإنسان والتي يجب عليه اجتنابها) وذكرت فيه مئات الفروع للأوامر المختلفة. وأقول بإيجاز بأن الله تعالى لا يجيز الفساد في الأرض قطعا.

الذي خلق المخلوق لا يريد أن يعيث الناس في الأرض فسادًا. إن الله تعالى يريد أن ينشر الوحدة في العالم. أما من يؤذي أخاه بغير حق، أو يكذب أو يخون فهو عدو الوحدة. فما لم تزُل هذه الأفكار السيئة من القلوب لا يمكن أن تنتشر الوحدة الحقيقية.

ثم قال u إن اجتناب المرء كلَّ نوع من السيئة هو التقوى.

أقول: هذه هي دقائق التقوى، فمن كان عدو الوحدة كيف يمكن أن تكون فيه التقوى؟! إذًا، هذا مقام تدبّر وخوف شديد، فإذا كان أحد يؤذي أخاه فهو عدو للوحدة، إذا كان أحد خائنا فهو عدو الوحدة. إذا كانت الأفكار السيئة تنشأ في قلب أحد فهو بعيد عن التقوى. فعلينا أن نسعى جاهدين لاجتناب هذا النوع من الأفكار، وعندها فقط يمكن أن نقيم الوحدة، وعندها فقط يمكننا أن نفي بالعهد الذي قطعناه مع المسيح الموعود u.

ندعو الله تعالى أن يوفقنا للسلوك على دروب التقوى الحقيقية، وأن يُتيحَ لنا عيدُ الأضحية هذا فهمًا وإدراكا حقيقيا للتضحيات، ويوفقنا الله تعالى لنطهر أنفسنا من كل َدَرنٍ وَشَين، وننال رضا الله تعالى مدركين أدق سبل التقوى، ونكون من الذين يبشرهم الله تعالى.

عليكم أن تذكروا في أدعيتكم اليوم، الذي هو يوم عيد الأضحية، أولئك الذين ضحّوا بأنفسهم من أجل الجماعة. رفع الله تعالى درجاتهم، ووفق أجيالهم للتمسك بجماعة المسيح الموعود u دائما. واستجاب أدعية الشهداء ومقدّمي التضحيات في حقهم وفي حق أولادهم وأجيالهم. وادعوا أيضا لرفع درجات الدعاة الأوائل الذين قدموا تضحيات كبيرة وسافروا إلى بلاد نائية وبلغوا دعوة الإسلام إلى الأقوام التي كانت غارقة في الظلام. فندعو الله تعالى أن يثبت أولاد هؤلاء الدعاة وأجيالهم على الإيمان والإيقان والإخلاص والوفاء دوما.

كذلك تذكروا في أدعيتكم أولئك الذين يقدمون التضحيات في الوقت الراهن ويبلغون دعوة الإسلام، ويخدمون الإسلام مزّكين أنفسهم من شوائب النفس، فادعوا أيضا أن يقبل الله تعالى تضحياتهم. ثم ادعوا للأسرى في سبيل الله أن يفك أسرهم سريعا. وادعوا للذين لا يزالون يقدمون التضحيات منذ فترة طويلة في باكستان أن يرحمهم الله وينقذهم من هذا الظلم. وادعو الله تعالى أن يسترنا ويرحمنا أيضا ويزيدنا جميعا إيمانا وإيقانا، وأن نرى مشاهد تقدم الأحمدية أي الإسلام الحقيقي أكثر من ذي قبل، فنحتفل بأفراح العيد الحقيقي.

فأكثِروا من هذه الأدعية، واجتهدوا لتزدادوا إيمانا، واسعوا جاهدين للاهتمام بإخوتكم. فهذا هو الدرس الذي يعلّمناه عيد الأضحية. ندعو الله تعالى أن يوفق الجميع للعمل به.

ثم قال حضرته نصره الله بعد الخطبة الثانية: تعالوا ندعُ معا. وبارك الله لكم العيد جميعا وللأحمدين في العالم كله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز