خطبة الجمعة
التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام
يوم 23/3/2018
*****
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.
اليوم هو 23 من آذار/ مارس، وهذا اليوم يُعرفُ في الجماعة بيوم المسيح الموعود u، والجماعة تعقد اجتماعات أيضا بمناسبة هذا اليوم، ومعظم فروع الجماعة ستعقد هذه الاجتماعات في اليومين القادمين أي في يومي السبت والأحد، وسيُذكر فيها الخلفية التاريخية لهذا الحدث والأمور الأخرى المتعلقة به. سأقدم الآن بعض المقتبسات من كلام المسيح الموعود u التي ذكر فيها الهدف من بعثة المسيح الموعود وحاجة العصر ومقام هذا المبعوث.
بعد إعلانه u عن دعواه استنفد العلماء المزعومون جهودهم في تأليب عامة المسلمين ضد حضرته u وبذلوا كل ما في وسعهم لتحقيق مرامهم ولا يزالون يفعلون، ولكن جماعته u بتأييد الله تعالى لا تزال تترقى وتزدهر، ولا يزال الناس ذوو الفطرة الصالحة يدخلون هذه الجماعة.
يذكر المسيح الموعود u بعثته بحسب وعود الله تعالى ويعلن بأنه هو المسيح الموعود المزمع مجيئه فيقول:
“لما هوجم بالظلم والاعتداء التوحيدُ الحقيقيُ وعفة النبي r وشرفه وصدقه وكون كتاب الله من عنده، أفلم يكن من المفروض أن تقتضي غيرة الله أن تُنـزِل كاسر الصليب هذا في هذا الوقت؟ هل نسي الله وعده: ]إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[؟ اعلموا يقينا أن وعود الله صادقة تماما فقد أرسل بحسب وعده نذيرا في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله حتما، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ صول بعد صولٍ. الحق والحق أقول لكم بأني جئت مسيحا موعودا بحسب وعد الله تعالى فاقبلوني إن شئتم أو ارفضوني إن شئتم. إلا أن رفضكم لن يغير شيئا، بل سيتحقق ما أراد الله تعالى، لأنه قد سبق أن قال في “البراهين الأحمدية”: صدق الله ورسولُه وكان وعدًا مفعولاً.” (الحكم، 10/ 9/1901م ص 1 – 2)
ثم قال حضرته في مناسبة أخرى:
اختبِروا هذه الجماعة على منهاج النبوة ثم انظروا من يحالفه الحقُ. المبادئ المزعومة والاقتراحات الموهومة لا تفيد شيئا، ولا أصدّق نفسي بالأمور المزعومة والموهومة بل أعرض ادعائي على منهاج النبوة، فلماذا إذًا لا يُختبر صدقي بحسب المبدأ نفسه؟
إني موقن بأن الذين يسمعون كلامي بقلوب منشرحة سيستفيدون ويؤمنون ولكن الذين في قلوبهم العناد والتعنت لن ينفعهم كلامي شيئا، وإن مثلهم كمثل الأَحْوَل الذي يرى الشيء شيئين، ولا يكاد يقبل أنه شيء واحد وليس شيئين مهما قدمتم له من الأدلة. يُروى أنه كان لأحد خادمًا أحول، فقال له سيده أن يأتي من الغرفة بمرآة، فدخل الخادم الغرفة وعاد وقال: هناك مرآتان في الداخل أيتهما أحضر؟ قال السيد: ليست هناك مرآتان بل هناك مرآة واحدة. قال الخادم الأحول: فهل أنا كاذب؟ قال السيد: حسنا، اكسِرْ إحداهما. فلما كسرها تبين له خطؤُه. فماذا أردّ على هؤلاء الحُوْل الذين يتعرضون لي.
باختصار، نرى أن ما يقدّمونه مرارا وتكرارا إنما هو مجموعة أقاويل ليسوا هم أنفسهم على يقين منها يقدّمونها على درجة الظن بأنفسهم أيضا، ولا يدرون أنه سيأتي زمان حين يضحك الناس على ما عندهم من الغث والسمين. (أي سيضحك الناس على ما يتكلم به هؤلاء الناس من أمور لا أصل لها)
يقول حضرته: يحق لكل باحث عن الحق أن يطلب مني دليلا على ادّعائي، (وطلبُ الدليل أمرٌ صحيح وهو حق لكل باحث) ولن أقدم له إلا ما قدّمه الأنبياء، إذ هناك نصوص من القرآن والحديث والأدلة العقلية أي حاجة العصر التي تقتضي مصلحا، ثم الآيات التي أظهرها الله تعالى على يدي. لقد أعددتُ قائمة تضم ما يقارب مئة وخمسين آية ويشهد عليها ملايين الناس. إن تقديم الأمور السخيفة ليس من شيمة السعداء.
لذلك قال رسول الله r إن المسيح الموعود سيأتي حَكَما (أي عندما سيبعث المسيح الموعود فإنه سيأتي حكمًا) فاقبَلوا حُكمه. والذين في قلوبهم الخبثُ والشر ولا يريدون أن يقبلوا بسبب ذلك يقدمون اعتراضات وحججا واهية ولكن عليهم أن يتذكروا أن الله تعالى سيُظهر صدقي في الأخير بحسب وعوده بصولات قوية صول بعد صول.
إنني موقن بأني لو افتريتُ لأهلكني الله فورا، ولكن كل ما أقوم به إنما هو من صنع الله وقد جئتُ من عنده، وإن تكذيبي هو تكذيبه لذا سوف يُظهر الله صدقي بنفسه. (الملفوظات)
ثم يذكر حضرته بأن تكذيب المسيح الموعود وإنكاره سيؤدي بكم إلى إنكار الله وإنكار رسوله r أيضا، فيقول حضرته u:
إن إنكاري لا يقتصر على إنكاري فقط بل هو إنكار الله والرسول r لأن الذي يكذبني فإنه قبل تكذيبي يحسب الله كاذبا، والعياذ بالله، حين يزعم أن المفاسد الداخلية والخارجية قد تجاوزت الحدود ولكن الله تعالى لم يفعل لإصلاحها شيئا على الرغم من وعده: ]إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون[ (الحجر: 10)، في حين أنه يؤمن ظاهريا بأن الله تعالى وعد في آية الاستخلاف أنه سيقيم سلسلة الخلفاء في الأمة المحمدية أيضا مثل الأمة الموسوية ولكنه I لم يحقق وعده، والعياذ بالله، إذ لا يوجد في الأمة خليفة حاليا. وليس ذلك فحسب بل سيضطر للقول أيضا بأن اعتبار القرآن الكريم النبي َّ r مثيلَ موسى أيضا ليس صحيحا، والعياذ بالله، لأنه كان ضروريا لتحقق المماثلة والمشابهة التامة بين السلسلتين أن يُبعث في هذا القرن الرابع عشر من هذا الأمة مسيحٌ كما بُعث في أمة موسى في القرن الرابع عشر، وكذلك سيضطر لتكذيب الآية القرآنية: ]وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ[ (الجمعة:4) التي تخبر بظهور بروز أحمدي؛ كذلك هناك آيات قرآنية كثيرة يستلزم تكذيبها. بل أقول بكل تحدّ بأن مثل هذا الإنسان يضطر لترك القرآن كله بدءا من “الحمد” إلى “والناس”. ففكّروا هل تكذيبي أمر هَيّن؟ لا أقول ذلك من تلقاء نفسي بل أقول حلفا بالله حقاً أن الذي يتركني ويكذّبني فإنه يكذّب القرآن كله ويترك الله بعمله وإن لم يفعل ذلك بلسانه. ولقد أشير إلى ذلك في أحد إلهاماتي وهو: “أنت مني وأنا منك”. لا شك أن تكذيبي يستلزم تكذيب الله، وإن إقرار صدقي يعني تصديق وجود الله وتقوية الإيمان به U. ثم إن تكذيبي لا يقتصر على تكذيبي فقط بل يستلزم تكذيب رسول الله r. فقبل أن يتجاسر المرء على تكذيبي وإنكاري عليه أن يفكر أولا جيدا ويستفتي قلبه ليعلم مَن يكذّب؟
ثم زاد u الموضوح شرحا وبيّن كيف يستلزم تكذيبُه تكذيبَ النبي r وقال: أما تكذيب رسول الله r، فلأن وعد بعثة مجدد على رأس كل قرن ثبت بطلانه والعياذ بالله. وقد قال النبي r: “إمامكم منكم” وكان باطلا أيضا، والعياذ بالله. وقد بشّر r بمجيء المسيح عند فتنة الصليب ولكن ذلك أيضا ثبت بطلانه، والعياذ بالله، لأن الفتنة ظهرت ولم يأت الإمام المنتظَر. فعندما يقبل أحد هذه الأمور عمليا هل سيُعَدّ مكذّب النبي r أم لا؟
ثم يقول u: فأقول بكل وضوح أن تكذيبي ليس بأمر هيّن بل لا بد للمرء أن يكون كافرا بنفسه أولا قبل أن يكذّبني. إن مرحلة اعتباري ملحدا وضالا تأتي متأخرة وسيضطر مكذّبي إلى إقرار ضلاله وسواد وجهه أولا، وقبل تسميتي تارك القرآن والحديث يضطر إلى ترك القرآن والحديث أولا. (أي أنا لن أترك القرآن والحديث بل الذي يتهمني بتركهما هو الذي يتركهما)
أنا مُصدِّق القرآن والحديث ومصداقهما. لست ضالا بل أنا مهدي، لستُ كافرا بل مصداق: “أنا أول المؤمنين”. لقد كشف الله علي أن ما أقوله إنما هو صدق وحق. من كان يؤمن بالله ويؤمن بصدق القرآن والنبي r يكفيه حجة أن يسكت بعد سماع ذلك من لساني، ولكن لا علاج لمن كان وقحا ومتجاسرا! سيفهّمه الله بنفسه.”
لقد شرح المسيح الموعود u هذه الأمور كلها لضيف جاء لزيارته، وقال في أثناء الحديث: “لا تستعجلوا في أمري بل فكروا بحسن النية والتجرُّد. وقال u بمناسبة أخرى:
“الذي يتبعني بالصبر وصدق القلب لن يُهلَك بل ينال نصيبا من الحياة التي لن تفنى أبدا”. (أي سينال العزة والإكرام في هذه الدنيا ويحظى بالنِعَم في الحياة الأخروية أيضا) … فمن كان قلبه نقيا ويخشى الله أقدم له حكم عيسى u عن العودة، وليفهّمني هل ما قاله المسيح u ردّا على سؤال اليهود -أن مجيء إيليا ضروري قبل المسيح- صحيح أم لا؟ كان اليهود يقدّمون كتابهم أن ما ذُكر في صحيفة النبي ملاخي هو عودة إيليا ولم يُذكر مجيء مثيل إيليا. يقول المسيح أن الذي كان قادما هو يوحنا فاقبلوه إن شئتم. والآن قدموا هذه القضية أمام عادلٍ ثم انظروا لصالح مَن سيحكم؟ سوف يحكم لصالح اليهود حتما. ولكن المؤمن الذي يؤمن بالله تعالى ويعلم كيفية مجيء رسل الله سيوقن بأن ما قاله المسيح وعمل به هو الصحيح والصواب. هل ما يحدث الآن في حالتي هو الأمر نفسه أم غيره؟ لو كان عندهم شيء من خشية الله لارتعبت قلوبهم عند تجاسرهم على تكذيبهم دعوايَ. إنه لمقام أسف وحسرة إذ لا يملك هؤلاء الناس إيمانا مثلما ملكه رجل من آل فرعون الذي قال بأنه إذا كان كاذبا سيهلك تلقائيا. لو اتّقَوا بشأني لاكتفوا بهذا القول ولترقّبوا هل الله ينصرني نصرة بعد نصرة ويؤيدني تأييدا بعد تأييد أم يقضي على جماعتي؟”
أقول: إن الصوت الذي صعد من قرية صغيرة قد انتشر بفضل الله تعالى إلى 210 بلدان من بلاد العالم. وهذا يشكِّل دليلا قاطعا على صدقه u. ولقد بلغت رسالة الأحمدية إلى مناطق نائية ما كان لأحد أن يتصور وصولها إليها قبل ثلاثين أو أربعين عاما. ولم تصلها دعوة الجماعة فقط بل قد وهب الله تعالى للجماعة أناسا أقوياء الإيمان جدا. أضرب بهذا الشأن مثالا واحدا فقط.
ففي أفريقيا هناك بلد صغير اسمه “بينين” وقد أُسِّس في إحدى قراه فرع الجماعة في عام 2012م. وانضم في هذه القرية شخص اسمه السيد إبراهيم، وكان مسلما من قبل وكان عالما أيضا. وبعد انضمامه إلى الجماعة ظل يتقدم في الإخلاص والوفاء بأقدام حثيثة، وشرع في تبليغ الدعوة إلى أقاربه وإخوته. فانزعج أخوه من تبليغه الدعوة وقال بأنه يريد أن يرُدّنا عن ديننا، وبدأ يخاصمه، ولكن السيد إبراهيم استمر في تبليغه وتبليغ الآخرين أيضا دعوة الأحمدية أي الإسلام الحقيقي. وبفضل الله تعالى انضمت إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية ثلاث قرى مجاورة نتيجة تبليغه. وخطط أخو السيد إبراهيم لقتله بالتواطئ مع أحد أصدقائه زاعما أنه ينشر الأحمدية وعلاجه الوحيد هو قتلُه. يقول السيد إبراهيم أنه رأى في المنام أن أخاه المذكور وصديقه حفرا حفرة وألقا فيها شيئا. يتابع السيد إبراهيم قائلا: بعد ثلاية أيام من رؤيتي هذه الرؤيا مرض صديقُ أخي فجأة ولقي حتفه. عندها بدأ أخي يشيع أن إبراهيم الأحمدي قد ألقى سحره على صديقي. وبعد فترة وجيزة رأيتُ رؤيا أخرى أن أخي يقيس نفسه واقفا إلى شجرة. علما أن هناك عادة في تلك المنطقة أن الناس يقيسون موتاهم إلى شجرة ليحفروا قبره بحسب ذلك القياس. وقد حدث بعد بضعة أيام أن زوجة أخي الحامل مرضت وماتت في غضون يومين من مرضها. ثم بدأ أولاده أيضا يمرضون ولم يتحسنوا. عندئذ بدأ أخي يشيع مرة أخرى مشيرا إلي أن هذا الرجل يقوم بالسحر والشعوذة، وشكاه إلى ملك أو زعيم محلي واستنجده. طلب منه الزعيم مبلغا من المال ليحسم في الموضوع، فدفع له أخوه المبلغ، ثم استدعى الملكُ السيد إبراهيم وعند حضوره قال له بمنتهى الغيظ والغضب: ما هذا الدين الجديد الذي اعتنقته؟ ارتدّ عنه فورا وتُب، وإلا لن تطلع عليك الشمس الغد؛ أي لن تصبح غدا حيًّا. فقال له إبراهيم: لا يسعني الارتداد عن مذهب اخترتُه بعد أن رأيته حقا، أما الموت فأؤمن بأن الحياة والموت بيده الله I. فقال له الزعيم أو الملك أما هذه المنطقة فأنا إلهها حيث أفعل ما أريد، وأنت تعرف ما الذي أنا فاعل بك. فالذي أقول بحقه أنه سيموت غدا فهو يموت حتما. فقال له إبراهيم: حسنا، لعلك تقول ذلك لعامة الناس فأنا لا أقول لك شيئا بخصوص ذلك، وإنما أقول: لن أتخلى عن ديني، لأن الحق أن هذا هو الإسلام الصحيح. فاستشاط غضبا وأمر رجالَه أن يحبسوه في غرفة. فلما أخذوه إلى هناك قال لهم إبراهيم في الطريق أن لا يتورطوا في أمره ويخلّوا سبيله ولا يحجزوه. فتركوه مقابل مبلغ لأن هؤلاء عادة يكونون طماعين. في صباح اليوم التالي أصيب الملك بفالج بدلا من عدم السماح له أن يرى طلوع الشمس، فلم يستطع التحرك، وبعد يومين فارق الحياة. عندها قال أخوه الأكبر المعارض لأفراد العائلة أن يصلحوا بينهما. فقال إبراهيم: أما أنا فلم تكن لي خصومة مع أحد، فنحن أصلا مسالمون، وهذا هو التعليم الصحيح للإسلام.
فلظهور هذه الآية وموت الزعيم كان تأثير كبير في المنطقة وانتشر الخبر على نطاق واسع وتبين صدق الأحمدية. ففي هذا العصر أيضا تحدث هذه الأمور تصديقا لسيدنا المسيح الموعود u، يقول حضرته u:
أُقسم بالله I أنه قد تجلت آلاف الآيات الدالة على صدقي، ولا تزال تتجلى، (فلم تنقطع)، لو كان هذا من تدبير إنسان لما نال العون والنصرة أبدا.” (حقيقة الوحي)
فهذا تدبير إلهي فقط ولذا ينـزل تأييده.
قال حضرته u بيانا للحاجة إلى المصلح والمسيح الموعود:
وكما أنّ هناك موعدا للحصاد، كذلك قد حان وقت القضاء على هذه المفاسد. (أي المفاسد والسيئات التي قد انتشرت في العالم قد آن أوان القضاء عليها) .. قد بلغت إهانة الصادق والإساءة إليه منتهاها. لم يقدَّر نبينا r قدر الذباب والزنبور أيضا والعياذ بالله. إن الإنسان يخاف الزنبور والنمل أيضا، ولكنهم لا يتورعون عن سبّ نبينا r، وصاروا مصداقا لقول الله تعالى: {كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا}. لقد أطالوا ألسنتهم ما استطاعوا، وشتموه بملء أفواههم. فلا شك أنه قد حان أن يتدارك الله الأمر. فمن سنة الله تعالى أنه يخلق في مثل هذا الوضع دائما عبدا يتمتع بحماس شديد لعظمة الله وجلاله. ومثل هذا الإنسان تسانده المعونة الغيبية. والحقّ أن الله تعالى يفعل من عنده كل شيء، ولكن خلق مثل هذا الإنسان يحقق سنة لله تعالى. ولن تجد لسنة الله تبديلا. لقد حان ذلك الوقت الآن فأرسلني بحسب سنته تعالى.
إن التدبر في نواميس الله يكشف أن الأمر إذا تجاوز الحدّ تمّ في السماء استعداد للقضاء عليه. وهذه هي العلامة على أن وقت هذا الاستعداد قد جاء. إن أكبر علامات النبي الحقّ والرسول والمجدد إنما هي أن يأتي في ميعاده وعند الحاجة تماما. فليحلف الناس: ألم يأتِ الأوان ليتم الاستعداد في السماء؟ (يسأل حضرته الناسَ أن يقولوا مقسمين بالله ألم يئن وقتٌ لحدوث هذا الاستعداد؟ هذا ما يصرح به الناس مرارا وتكرارا اليوم أيضا إنهم بحاجة إلى مصلح، بل في باكستان يصرح بهذا المشايخ هم أنفسهم، ومع ذلك يكفرون بالمسيح الموعود u) اعلموا أن الله تعالى بنفسه يُنجز كل شيء، فلو جلستُ أنا وجميع أبناء جماعتي في الحجرات لَتَمَّ هذا العمل وواجه الدجال الزوالَ، {تلك الأيام نداولها بين الناس}، إن كماله يدل على أن زواله قريب، (حين يحرز أحد العلو ويبلغ الغاية ويحسب أنه ملك جميع القدرات وكل أنواع الرقي عندها يبدأ زواله، وكذلك قد بدأ زوال هذه القوى أيضا، سواء كانت القوى المعادية للإسلام أو معارضي الأحمدية والمسيح الموعود u) إن ارتفاعه يُخبر أنه سينحطّ الآن، (فقد بلغ منتهى الارتفاع وهذا يوحي إلى أنه سيتردى الآن) وإن عمارتَه علامةُ خرابه. (فهو يظن أنه أحرز كثيرا من القوة والعمران، لكن ذلك نفسه سينقلب إلى دماره) نعم قد بدأ النسيم بالهبوب، وإن أفعال الله تعالى تتم تدريجا. (أي صحيح أن الآية قد ظهرت، إلا أن أفعال الله تتم تدريجا فسوف تتحقق إن شاء الله)
حتى لو لم يكن بأيدينا أي دليل إلا أنه كان واجب المسلمين نظرا إلى أحوال هذا الزمن أن يخرجوا في الأرض كالمجانين ويبحثوا ويقولوا: لماذا لم يأت المسيح لكسر الصليب حتى الآن؟ أما كان ينبغي لهم أن يدعوه لحل نزاعاتهم (فلو كانت عندهم غيرةٌ للإسلام لبحثوا عن المسيح للدفاع عن الإسلام لا لحل نزاعاتهم)، لأنّ واجبه كسر الصليب، وهذا ما يتطلبه العصر. (ومثل ذلك قال حضرته في موضع آخر: إن الإلحاد أيضا مستشر وبُعثت للقضاء عليه أيضا). ومن أجل ذلك سمي المسيح الموعود. لو أن المشايخ أرادوا خير الناس وفلاحهم لما فعلوا بنا ما يفعلونه. كان ينبغي أن يفكروا ماذا جنَوا من إصدار الفتاوى ضدنا، فمن قال الله I بحقه: كن، مَن ذا الذي يقدر على أن يقول له: لا تكن؟ (فما الذي كسبوا من كتابة الفتوى، إذ الجماعة ما زالت تتقدم وتزدهر، وذلك لأن الله حين يقضي بحق شيء أن يكون فيكون، ولا مانع له من ذلك). الحق أن هؤلاء الذين يعارضوننا إنما هم خدامنا أيضا، لأنهم يبلِّغون أمرنا إلى الشرق والغرب بطريق أو بآخر. (فالذين يبدون المعارضة فهم في الحقيقة يبلِّغون رسالة الأحمدية أي الإسلام الصحيح، لأن بالمعارضة يلتفت الناس إلى الأحمدية، وكثيرون يتواصلون ويقولون إننا سمعنا من شيخ فلاني كلاما ضدكم أو قد سمعنا أناسا يتكلمون ضدكم لذا قد نشأت لدينا رغبة في التعرف إليكم، فبدأنا البحث وبعد تحري الحقائق نريد الانضمام إلى الجماعة. أما الآن فأدبيات الجماعة تتوفر على موقع الجماعة، وشتى المعلومات تتوفر لعقد المقارنة. فمعارضة المشايخ أيضا إحدى وسائل نشر الدعوة)
يعترض بعض الناس ويقولون أننا نعمل بتعليم الإسلام وهناك فِرَقٌ كثيرة سلفًا فما الحاجة لإنشاء فِرقة جديدة؟ وما الداعي للانضمام إلى جماعتكم؟ يقول المسيح الموعود u ردا على هذا الاعتراض إن بعض الأحمديين أيضا يصمتون عند سماع أقوال المعترضين كهذه. وفي هذه الأيام أيضا يصمت البعض ولا يدرون ماذا يجيبون. يقول حضرته u:
“كثيرون يعترضون قائلين ما الحاجة إلى هذه الجماعة، ألا نصلي ونصوم؟ فهم بذلك يخدعون، وليس من المستبعد أن ينخدع من كلامهم بعض غير المطلعين، ويقولوا منضمين إليهم ما دمنا نصلي ونصوم ونردد بعض الأوراد فلماذا هذه الفُرقة؟ (لماذا أُسّست طائفة جديدة، نحن أيضا نصوم ونصلي فلماذا ندخل جماعتكم؟ وما الداعي لإحداث الفتنة الجديدة؟ قال حضرته u:) لكن اعلموا أن الأمور ناجمة عن قلة الفهم وانعدام المعرفة، فهذا النظام لا يخصني أنا، وإذا كان يتسبب في الفرقة فإنما الله I قد بثّ هذه الفرقة، الذي أقام هذه الجماعة، (لأنني لم أُنشئ هذه الجماعة بنفسي بل أنشأها الله تعالى) لأن حال الإيمان قد ضعف تدريجا حتى قد انعدمت قوة الإيمان نهائيا، ويريد الله I أن ينفخ روح الإيمان الحقيقي، وقد قصد ذلك من إنشاء هذه الجماعة، ففي هذه الحالة اعتراض هؤلاء في غير محله وسخيف، فتذكروا يجب ألا يخالجن أبدا هذه الوسوسة قلب أحد أبدا، وإذا تدبرتم ووظفتم الفكر الكامل فلا تنشأ هذه الوسوسة أصلا، فإنما هي تنشأ بسبب عدم التدبر حيث يقول هؤلاء نظرا إلى الوضع الظاهري أن الآخرين أيضا مسلمون، فالإنسان يهلك عاجلا من هذه الوساوس.
لقد قرأتُ بعض الرسائل من هذا النوع للذين هم من جماعتنا في الظاهر (وهم مبايعون) ويقولون إنه حين قيل لنا إن المسلمين الآخرين أيضا يصلون في الظاهر وينطقون بالشهادتين ويصومون، ويعملون أعمالا صالحة، ويبدون صلحاء فما الحاجة إلى هذه الجماعة الجديدة؟ فهؤلاء رغم كونهم من أبناء جماعتنا يكتبون بعد سماع هذه الوساوس والاعتراضات أننا لم نستطع الرد على ذلك، فأنا أترحم وأبدي الأسف لحالتهم بعد قراءة مثل هذه الرسائل، لأنهم لم يدركوا غايتنا المتوخاة وهدفنا فهم ينظرون فقط أن هؤلاء رسميا وتقليديا يمارسون مثلنا شعائر الإسلام، ويؤدون الفرائض الإلهية، مع أن روح الحقيقة لا تكون فيهم، (أي لا ينبغي أن يكون أداء العبادات رسميا وظاهريا فقط بل يجب أن يكون أداء العبادات والواجبات الأخرى بإخلاص) لذا تعمل هذه الوساوس والأمور عمل السحر، (تأتي هذه الوساوس وتؤثر في الذين يقولون هذه الأشياء تأثير السحر) فهم في هذا الوضع لا يفكرون أننا نريد إنشاء الإيمان الحقيقي، الذي ينقذ الإنسان من موت الذنوب، وهو ما يخلو منه أتباع هذه العادات والتقاليد، هم ينظرون إلى الظاهر فقط، لا إلى الحقيقة، في أيديهم قشر لا مغزى معه. (الملفوظات)
لا شك أن المسلمين يعملون في الظاهر ولكن تخلو أعمالهم من روح التقوى، يقول حضرته u إن كانت أعمال المسلمين المزعومين صالحة فلماذا لا تظهر لها نتائج صالحة؟ يقول حضرته u بهذا الخصوص:
“لا ندري ماذا يجدون (يعني ماذا يجد المسلمون) فينا خلافَ الإسلام! إننا نشهد ألا إله إلا الله ونصلي ونصوم أيام الصيام ونؤدي الزكاة، (أي يقول المسلمون غير الأحمديين كل شيء نقوم به وفق الإسلام وليس ثمة شيء نفهم بواسطته حقيقة الإسلام بوجه أحسن نتيجة الارتباط بكم لأننا نشهد شهادتَين ونصلي ونصوم ونعطي الزكاة، يقول u🙂 ولكني أقول إنّ أعمالهم كلها ليست أعمالا صالحة، وإنما هي القشر الذي لا لبَّ فيه، وإلا لو كانت أعمالا صالحة فلماذا لا تترتب عليها نتائج طيبة؟ وتكون الأعمال صالحة إذا خلت من كل فساد وشائبة، ولكنهم ليسوا كذلك. إنني لا أصدق أن يكون المرء مؤمنا متقيا يعمل الصالحات ثم يعادي أهل الحقّ. أما هؤلاء فإنهم يسموننا زنادقة وملحدين، ولا يخافون الله. لقد قلت حلفا بالله تعالى بأن الله تعالى هو الذي أرسلني مأمورا، فلو كان في قلوبهم أدنى تعظيم لله تعالى لما أنكروا وخافوا الله تعالى خشية أن يُعَدُّوا من الذين يستهينون باسم الله تعالى. ولكن هذا كان ممكنا لو آمنوا بالله إيمانا حقيقيًّا وخافوا يوم الجزاء وعملوا بقول الله تعالى ]لَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ[ (الإسراء:37)
إن الهدف من بعثة المسيح الموعود u هو حماية الإسلام من الفتن الداخلية والخارجية وهذا ما أنبأ به النبي r أيضا، يقول حضرته u في شرح ذلك:
“قد أنبأ الرسول r عن الزمن الأخير أنه ستظهر عندها فتنتان في الإسلام داخلية وخارجية، أما الفتنة الداخلية فهي أن المسلمين لن يبقوا على الهدى الحقّ، بل يخضعون لتأثير الشيطان، (لن يعملوا أعمالا صالحة) ويتجاوزون حدود الله بالوقوع في القمار والزنا وشرب الخمر وكل نوع من الفسق والفجور، ولن يبالوا بما نهى الله عنه. يتركون الصوم والصلاة ويخالفون أوامر الله، ويسخرون من أحكام القرآن الكريم. (هذه الفتنة الداخلية بأن حالة المسلمين الداخلية قد فسدت، وأكثرية المسلمين على هذه الحالة إذ يظلم بعضهم بعضا) أما الفتنة الخارجية فهي أنّ شخصية الرسول r المباركة تتعرض للافتراء، (وهذا أيضا يحدث اليوم أكثر بكثير من ذي قبل) ويُسعى بكل نوع من الهجمات إلى توهين الإسلام وتخريبه، وتُبذل كل حيلة وتدبير ليؤمن الناس بألوهية المسيح وكونه ملعونا على الصليب. باختصار، للقضاء على هاتين الفتنتين العظيمتين الداخلية والخارجية تلقى النبي r بشارة بأن شخصا سيُبعث في أمته فيقضي على الفتنة الخارجية ويُبطل الدين الصليبي، فيسمى المسيح بن مريم من هذا المنطلق. كما يقضي على الفرقة الداخلية والانحرافات الداخلية ويثبت الناس على الهدى الحقّ، ومن هذا المنطلق يسمى مهديا. وقد أُشير إلى هذه البشارة في قوله تعالى ]وَآخَرِينَ مِنْهُمْ[ أيضا. (الملفوظات)
فمن واجبنا نحن الذين آمنا بالمسيح الموعود عليه السلام أن يكون مستوانا في التعلق بالله وتقوى الله أعلى من مستوى المسلمين الآخرين، ويجب ألا تكون صورتنا كالتي رسمها المسيح الموعود لهؤلاء القوم، بل يجب أن تكون حالتنا العملية أحسن منهم. يجب أن تكون أعمالنا دائما بحسب رضا الله تعالى وصالحة. وقال المسيح الموعود عليه السلام بهذا الشأن: على المبايع ألا يكتفي بإيمانه بأن هذه الجماعة على الحق (أي أن قبول الحقيقة وحده لا يكفي ولا يورث البركة) إن الله لا يرضى بالتصديق فقط ما لم يكن مقرونا بالعمل الصالح. فما دمتم قد دخلتم هذه الجماعة فاسعوا لأن تكونوا صالحين متقين. اجتنبوا كل سيئة، واقضوا أوقاتكم في الدعاء، وتضرعوا إلى الله ليلا ونهارا. في وقت الابتلاء يكون غضب الله ثائرا، فتضرعوا في مثل هذا الوقت إلى الله وأخرجوا الصدقات، وليّنوا ألسنتكم، وواظِبوا على الاستغفار، وادعوا في الصلوات. هناك مثل شهير بأن الذي يتوسل لا يهلك. الإيمان وحده لا ينفع الإنسان (أي إذا كان أحد يؤمن ثم يلقي إيمانه وراء ظهره فلا فائدة له منه، ويجب ألا يشتكي بعده أن البيعة لم تجده نفعا) إن الله لا يرضى بالقول فقط.
ثم يبين حضرته عليه السلام ما هو العمل الصالح ويقول: إن الله تعالى قد جعل مع الإيمان العملَ الصالح أيضا. والعمل الصالح هو ما لا يشوبه الفساد مثقال ذرة. اعلموا أن عمل المرء عرضة للسارقين دائما. ومن هم أولئك السارقون؟ هم الرياء (أي أن يعمل المرء رياءً للناس) والعُجب (أي أن يفرح في نفسه بعمله) وأنواع المعاصي والآثام، مما يبطل أعماله. والعمل الصالح هو ألا يخطر ببال المرء الظلم والرياء والتكبر وهضم حقوق الآخرين. وكما أن المرء ينجو في الآخرة بسبب صالح عمله كذلك ينجو به في الدنيا (أي أن أعماله الصالحة كما تتسبب في نجاته في الآخرة ورضوان الله وإنعامه عليه، كذلك فإن أعماله الصالحة تنجيه من أنواع المصائب والمشاكل الدنيوية) لو كان في البيت شخصٌ واحد ذو أعمال صالحة لنجا البيت كله. اعلموا أن الإيمان وحده لا ينفع صاحبَه ما لم يكن معه العمل الصالح. الطبيب يكتب للمريض وصفة، وهذا يعني أن عليه شرب الأدوية المكتوبة فيها، أما إذا لم يشرب الأدوية واحتفظ بالوصفة فما الجدوى منها. لقد تبتم الآن، ويريد الله أن يرى في المستقبل مدى تطهيركم أنفسكم نتيجة هذه التوبة. في هذا الوقت يريد الله تعالى أن يفرّق بين القوم بالتقوى. كثير من الناس يشكون الله تعالى ولا يفحصون أنفسهم. إنها مظالم الإنسان نفسها وإلا فإن الله رحيم وكريم. بعض الناس يدركون حقيقة الإثم، وبعضُهم لا يدركون ذلك، ولذلك فإنّ الله تعالى قد جعل الاستغفار واجبًا إلزاميًا في جميع الأوقات. على المرء أن يدوام على الاستغفار ليكون في حماية اللهِ من جميع الخطايا ما ظهر منها وما بطن، والمعلومة والمجهولة، وسواء أكانت ذات صلة باليَد أو بالرِجل أو بالأنف أو بالعين. (أي على المرء أن يستغفر بألا يصدر الإثم من أي شيء له أو عمل له أو من أي جزء من جسده. فليستغفر لكي تكون كل أجزاء جسده محفوظة من الإثم) في هذه الأيام يجب القيام بدعاء آدم عليه السلام خاصة وما هو ذلك الدعاء هو: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. لقد أُجيب هذا الدعاء سلفا. لا تعيشوا غافلين، إن الذي لا يعيش غافلا هناك أمل كبير أنه لن يقع في بلاء غير عادي (أي أن الذي يعيش مع خشية الله لا يلقى في مشاكل ومصائب غير عادية) لا يحل أي بلاء بدون الإذن الإلهي، كما أُوحيَ إليَّ هذا الدعاء: رب كل شيء خادمك، رب فاحفظني وانصرني وارحمني.
وقال حضرته: إننا نؤمن أن كل شيء بيد الله تعالى سواء بالأسباب أو بدون الأسباب. (أي أن كل شيء بيد الله سواء فعله بسبب أو بدون سبب) لذلك يجب ترديد هذا الدعاء.
يجب ترديد هذين الدعائين ويجب أن تهتموا بهذا الأمر وتعوه. فعلى كل واحد منا نحن الأحمديين أن يفحص نفسه ويفكر أنه قد آمن بالمسيح الموعود عليه السلام فهل بعد ذلك يفي بحق هذا الإيمان والبيعة. لقد فحصتُ الناس فوجدت في معظم الأحيان أن كثيرين منا لا يؤدون الصلوات حق أدائها. وليس عند بعضهم الاهتمام بالصلاة مطلقا وكذلك بالاستغفار وأداء حقوق الآخرين. إذا كان هذا هو حالنا فكيف يحق لنا القول إننا نعمل الصالحات ونؤدي حق بيعة المسيح الموعود عليه السلام. إن الآخرين الذين لم يصدقوه يصبحون آثمين بعدم الإيمان به، أما نحن فنصبح آثمين بعدم إحداث أي تغيير طيب فينا بعد الإيمان وبسبب عدم الوفاء بالعهد الذي قمنا به. فهناك حاجة ماسة لأن يفحص كل واحد منا نفسه بقلق واهتمام كبيرين.
أدعو الله تعالى ألا نحتفل بيوم المسيح الموعود كتقليد فحسب، بل نؤدي حق الإيمان بالمسيح الموعود عليه السلام وأن ننجو من كل الفتن سواء الداخلية أو الخارجية. حمانا الله تعالى في حماه دائما ونجانا من كل بلاء ومصيبة.
وهناك إعلان وخبر سار أيضا وهو أن جريدة الحَكَم التي كانت تصدر من قاديان في البداية، ثم استؤنف صدروها عام 1934، ثم توقف صدورها، سيبدأ اليوم صدروها من جديد من هنا باللغة الإنجليزية. اليوم في يوم المسيح الموعود فإن هذه الجريدة التي كانت أول جريدة في زمن المسيح الموعود عليه السلام سوف نستأنف إصدارها. ستُطبَع ورقيا بنسخ قليلة، ولكنها ستكون متوفرة على الانترنت، وستكون متوفرة اليوم بعد الجمعة فورا على الموقع التالي: www.alhakam.org
وأيضا على الهواتف النقالة والأقراص الالكترونية وغيرها في التطبيقات باسم al-hakam، ويمكن تنزيلها من هناك وقراءتها بكل سهولة. بعد هذه الخطبة فورًا سيكون هذا التطبيق متوفرا على هواتف آبل وأندرويد النقالة لتنزيل الجريدة. وهذا العدد للجريدة عدد خاص بمناسبة يوم المسيح الموعود، وبعده سينشر أسبوعيا عدد جديد منها كل يوم جمعة. ستطبع هذه الجريدة بعدد قليل على الأغلب. على كل حال، يمكن للإخوة الاستفادة منها. نسأل الله تعالى أن يستمر صدور هذه الجريدة هذه المرة بدون انقطاع. ولأنها باللغة الإنجليزية فيجب على الملمين بالإنجليزية الاستفادة منها أكثر ما يستطيعون.