خطبة الجمعة
التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام
يوم 16/11/2018
*****
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.
لم أتناول في الجمعة الماضية ذكر سفري لأمريكا وغواتيمالا في الأيام الماضية بسبب إعلان العام الجديد للتحريك الجديد. وبفضل الله تعالى كانت نتائج هذه الجولات إيجابية جدا. وأعلم كثيرا من الأمور؛ مما أشاهده وأطلع عليه بشكل مباشر، ومن حيث علاقة أبناء الجماعة بغيرهم، ومن حيث إدارة الجماعة أيضا. والفوائد الثلاث الكبيرة لها هي أولا التواصل مع فئة مثقفة وذات نفوذ وسلطة في صورة اللقاءات وبمناسبات افتتاح المساجد أو حفلات الاستقبال. وثانيا تعرُّف الناس على الإسلام والأحمدية واطلاعهم على تعليم الإسلام الحقيقي. وثالثا أن أتواصل مع أبناء الجماعة شخصيا وأتعرف عليهم وبالنتيجة يزدادون إيمانا وإخلاصا ومحبة ومودة وأخوَّة، ولقاءُ أبناء الجماعة مع الخليفة ورؤيتهم وسماعهم إياه بشكل مباشر يُحدث تغيرا غير عادي فيهم كما يُنشئ فيهم العواطف. وإضافة إلى ذلك أخاطبهم مباشرة في خطبي بحسب الظروف الموجودة في بلادهم.
وفي سفري هذا إلى أمريكا وفقنا الله تعالى بفضله لافتتاح ثلاثة مساجد، وأدعو الله تعالى أن يجعل هذه المساجد عامرة بالمصلين دوما ويزيد أفراد الجماعة إخلاصا ووفاء، (آمين). وحيثما ذهبتُ -أولا إلى فلادلفيا ثم إلى هيوستن ثم إلى واشنطن- فإن أعضاء الجماعة، صغارا كانوا أم كبارا، رجالا كانوا أم نساء، قد قضوا معظم وقتهم في محيط المسجد. حتى الآن يكتب إلي آباء الأطفال وأمهاتهم وأقرباؤهم الآخرون أن الأطفال بسبب مجيء الخليفة كانوا يصرون على الذهاب إلى المسجد بسرعة مما يظهر ارتباطهم بالخلافة، وبعد مجيئهم إلى المسجد كانوا يقضون معظم وقتهم فيه.
وفي هذه المرة كان في أمريكا عدد كبير من اللاجئين الأحمديين الباكستانيين الذين جاؤوا هناك بعد مرورهم بظروف صعبة جدا في ماليزيا وتايلندا وسريلانكا ونيبال. وكان لقاؤهم أيضا مثيرا للعاطفة في بعض الأحيان، وبدا بعضهم عاطفيين للغاية، وأدعو الله تعالى لهم أن يغلبهم كل حين، إضافة إلى نيل تسهيلات وسعة، الشعور بتقديم الدين على الدنيا وألا ينغمسوا في لمعان الدنيا.
والآن أقدم بعض الأمور الأخرى عن الجولة. الأمريكيون عموما، القادة السياسيون منهم والمثقفون والعامة أيضا، يسمعون القول ويحبّذون الحسن منه ويُعجَبون به، ولكن لم يصلهم تعليم الإسلام الحقيقي، والذين وصلهم وهم على صلة بالجماعة يملكون رأيا حسنا في الإسلام. فالآن مسؤوليتنا أن ننشر تعليم الإسلام الحقيقي بكل جهد وبأسلوب صحيح في أمريكا وفي العالم. وإن رسالة الإسلام الحقيقية حيث تفتح عيون غير المسلمين وتوضِّح لهم تعليم الإسلام الجميل والآمن كذلك تعطي المسلمين غير الأحمديين أيضا ثقةً ويعرفون ما هو الإسلام الحقيقي. لذا لا داعي للشعور بأي نقص. إننا قد جربنا في معظم الأماكن وفي أمريكا أيضا أن المسلمين غير الأحمديين حين يسمعون عن تعليم الإسلام الجميل يكتسبون ثقة بما لا يضطرهم إلى الشعور بدونية، وقد أظهروا ذلك أيضا. بل في الإسلام وحده حل لمشاكل العالم، والإسلام وحده وسيلة لإقامة الأمن والسلام، وتعاليم الإسلام وحدها تهدي إلى حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. وقد قال بعض المسلمين غير الأحمديين الذين حضروا برامجنا أن الطريق الذي تقدمون به تعليم الإسلام الجميل هو الطريق الصحيح. وأما غير المسلمين فهم يستغربون من سماع هذه الرسالة ويقولون إن كان هذا هو تعليم الإسلام فلا بد أنه تعليم ناجح.
وأقدم انطباعات بعض الضيوف أيضا. حين افتُتح مسجد “بيت العافية” في فلادلفيا حضر المناسبةَ عضو الكونغرنس الأمريكي السيد دوايت إيفانز، فقال لي بكلمات جميلة: إنني أرحب بكم في هذه المدينة الكبيرة التي هي مدينة الحب بين الإخوة. وأريد أن أقول لجماعة المسلمين مِن قبل إدارة فلادلفيا: إننا نرحب هنا برسالة الأمن التي تُقدمونها. ثم قال: قد أبدى بعض الأمريكيين آراء ضد الإسلام في السنوات الأخيرة ولكنني أريد أن أخبركم بأن الأكثرية هنا ترحب بكم، وإننا نقف معكم ضد الكراهية والتعصب والتطرف. ثم أبدى انطباعاته وقال: إن حضرتكم قدّمتم رسالة رائعة لإرساء الأمن، ومن سوء الحظ أننا نمر بعهد مظلم في أمريكا، وفي هذا العهد أصبحت هذه الرسالة أكثر أهمية، مما يُثبت مدى أهمية المسلمين في أمريكا بل في العالم كله. ثم قال: نحتاج في المستقبل إلى أمل وأمن. إن لفلادلفيا أهمية للحرية الدينية. (ومن المعروف عن فلادلفيا أنه عُقدت فيها اتفاقية حول الحرية الدينية وحق العَيش لأتباع كل دين) قال: إن لفلادلفيا أهمية للحرية الدينية وهي سوف تثبت مكانا عظيما لمسجدكم.
هذه هي انطباعته. وكذلك كان عمدة المدينة وبعض القادة الآخرين أيضا قد حضروا هناك. قال العمدة جان كيني: يتبين من تاريخ فلادلفيا أن الحرية الدينية من مبادئها الأساسية وكانت هذه المدينة قد اُسِّست على هذا المبدأ، هذه المدينة سوف تستقبل الجميع وإن كانوا ينتمون إلى أمم وملل شتى. ثم قال: علينا أن نعمل معا متعاونين مع بعضنا البعض ونحترم بعضنا البعض ونخبر العالـم بأننا نستطيع أن نعيش مع بعضنا ونستطيع أن نَحُلَّ مشاكلنا ومشاكل أولادنا. هذا هو التعليم الذي يقدّمه الإسلام أصلا والذي يختاره الآخرون ولكن المسلمين ينسونه.
ثم حضر هذا البرنامج قاضٍ، وهو السيد هاري شارت، قال: إنني أعرف هذه الجماعة منذ 25 سنة وقد تحدثتُ مع رئيس الجماعة على العَشاء عدة مرات حول مسائل مختلفة. ثم قال بعد خطابي: إن هذه الرسالة هي رسالة التحابب والتآلف والتعايش مع بعضنا البعض، وأرى أننا لو فهمنا هذا الأمر لكنا في ظروف أحسن.
وهناك أمريكي أفريقي حديث الإسلام، قال: كانت ثمة حاجة شديدة إلى مسجد، ولقد أصبح هذا مركزا جميلا. إن تغيير مجتمع يتطلب عشر سنوات ولكنني رأيتُ هنا إصلاح المجتمع في سنتين، مما يثبتُ أنه لو كان في القلب رغبة لَتمكننا من إنجاز هذه المهمة مجتمعين. وقال بعد خطابي: هذه رسالة مدهشة وكان لكل ما قلتم وقع في القلب.
ثم تقول سيدة أمريكية أفريقية: لقد تعلمتُ من خطابكم كثيرا من الأشياء، وآمل أن نجعلها جزءا من حياتنا أيضا. ولو كنا عاملين بهذه الأمور لكنا على الصراط المستقيم. هذه السيدة أيضا ليست أحمدية.
ثم هناك أمرأة أخرى وهي السيدة حانية، تقول: الرسالة التي قدمتموها سوف تتسبب في إزالة الشبهات التي تذاع ضد الإسلام. وإنني فرحة بأن مركزا للمسلمين قد أُنشئ هنا. توجد في الناس عصبية ضد الإسلام وهذا خطأ كله، كانت رسالتكم قوية جدا، وآمل أن تنتشر هذه الرسالة أكثر فأكثر وأن يعلم الأمريكيون حقيقة الإسلام أكثر فأكثر.
قد حضر حفل الاستقبال رئيس بلدية محلية وقال: كانت رسالتكم بمناسبة افتتاح المسجد هامة للغاية، وفي الظروف الراهنة أصبحت هذه الرسالة أكثر أهمية، وكان حضوري هنا مدعاة فخر لي، ولقد رأيتُ تعمير هذا المسجد بأم عيني، وبناء هذا المسجد هنا حدثٌ مبارك جدا لهذه المنطقة. والرسالة التي قدّموتموها بأنكم سوف تقفون جنبا إلى جنب مع الجيران عند كل مصيبة أرى أنها ليست رسالة هامة لفلادلفيا فحسب بل لكل أمريكا.
حضرت المناسبة سيدة مسلمة فلسطينية وقالت: كانت رسالتكم هامة جدا. إنني من قرية صغيرة في فلسطين، والتعاليم الحقيقة التي تعلّمتها في صِغري سمعتها في خطابكم اليوم، وهذا هو الإسلام الحقيقي الذي ذكرتموه، وبغض النظر إلى أي طائفة ننتمي يجب أن نعمل للأمن متحدين. ثم قالت: إنكم مثّلتم جميع المسلمين بأسلوب حقيقي. هذا رأي هؤلاء السعداء ولكن ينبغي أن يفهم المسلمون الآخرون أيضا أن الجماعة الأحمدية وحدها تمثل الإسلام الحقيقي.
قالت أستاذة: كانت رسالتكم عن الأمن والسلام رسالة عظيمة جدا، إنني كاثوليكية ولكنني أتفق مع كل كلمة لكم، وأقول بكل يقين: إن الإسلام يُقدِّم رسالة السلام ودرسَ خدمة البشرية.
ثم كان هناك بروفيسور يمثل رئيس جامعته، قال: الأمنيات الطيبة التي أبديتموها لسكان هذه المدينة لا تتعلق بالوقت الحالي بل بالوقت الآتي، وقد لاحظت فيكم شيئا، وهو أنكم لا تتحدثون عن الوقت الحاضر فقط بل يتجه نظركم صوب المستقبل، ثم أثنى على خطابي بكلمات جميلة جدا، وقال: إنكم بذرتم هنا بذرة، والآن واجبنا أن نرعاها وننمّيها ونحوّلها إلى شجرة قوية للحب والإخاء.
قالت سيدة مُبدية عواطفها: إنكم قلتم سوف نمسح دموعكم، كم من الناس يستطيعون أن يقولوا ذلك! هذا كان مدهشا، ولم أستطع أن أتمالك عواطفي، وليس ضروريا لتبيلغ رسالة أن يكون الصوت عاليا ويكون الخطاب مثيرا. إنكم قد بلغتم الرسالة بأسلوب لطيف وجميل. (كنتُ قلتُ إننا مستعدون كل حين لمساعدة الفقراء، وإذا كان أحدكم في مصيبة مسحنا نحن دموعه).
حضر هذا البرنامج إمام غير أحمدي، قال: لقد تعرفتُ على الجماعة أولا من خلال ترجمة القرآن التي قام بها الأحمديون. (وهذه الترجمة التي هي عنده التي قام بها المولوي محمد علي)
ثم يقول: كانت رسالتكم رائعة وأتفق معها مائة بالمائة. هذه هي مهمتنا وهذه هي غايتنا. كلنا بنو آدم، ويجب علينا جميعا أن نسعى دائما لرفع مستوى حياة الآخرين. علينا نشر رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقية معًا. ندعو الله تعالى أن لا نتكلم فقط بل نعمل أيضا.
ثم افتتحت مسجدنا في بالتيمور، واسمه “بيت الصمد”. ومبناه أيضا كان كنيسة اشتريناها وقمنا بترميمات فيها وحولناها إلى مسجد. والغريب أن هذا المبنى متجه صوب القبلة تقريبا أي بنسبة 99.9 بالمئة، بحيث لم نحتج إلى أي تغيير فيه من أجل القبلة. ولأني لم أذكر في خطبة الجمعة هناك الأرقام والإحصائيات عن هذا المسجد فأذكر شيئا منها الآن. بلغت كلفته مليونين من الدولارات. فيه صالتان منفصلتان للرجال والنساء. يمكن أن يصلي فيهما 400 شخص في وقت واحد. وهناك مكاتب ومكتبة، وغرف تدريس، ومطبخ كبير وصالة طعام وغيرها. والمسجد واقع على طريق رئيسي تمر به قرابة 45 ألف سيارة يوميا.
حَضَرَتْ عمدة بالتيمور في مناسبة الافتتاح وقالت: لقد تحدثتم عن السلام، وهذه الرسالة هي حاجة الوقت. ليست بلدتنا فقط، بل إن ولايتنا، بل الولايات المتحدة كلها، بل العالم أجمع بحاجة ماسة إلى هذه الرسالة. أرى أن على الجميع الاستماع لهذه الرسالة، ولو استمعنا لها لأدركنا أن الحل الوحيد لقضايا العالم هو السلام، وعلينا أن نتعلم أن يحب بعضنا بعضا.
وقالت أستاذة جامعية في بالتيمور معبرةً عن انطباعاتها: إذا كانت بيننا اختلافات فهناك أمور كثيرة مشتركة بيننا. كانت هذه رسالة مذهلة نستطيع بها إحداث تغيير هام في مجتمعنا. علينا أن نعمل متحدين وأن يحترم بعضنا بعضا. إن هذه الرسالة هامة جدا في المجتمع الأميركي. علينا كأمريكيين أن نعمل ليس لأنفسنا فقط بل لأولادنا أيضا، وأن نتقدم إلى الأمام آخذين معنا الآخرين. إن هذه الرسالة المدهشة أعجبتني جدا.
ثم كان هنا ممثلو الولاية من مُقَاطَعَة رقم ٤٨، قال: لقد أعجبتُ بسماع هذه الرسالة، لاسيما في وقت يسود فيه المجتمعَ الخوفُ من المسلمين، ويوجد هناك التمييز على الأسس العرقية في هذه البلاد. وإني مسرور جدا لأنكم نبهتمونا إلى واجباتنا في هذه الظروف. لقد نصحتمونا بأن نحب الجميعَ ولا نكره أحدا. وهذه هي الأمور التي يجب أن نلتزم بها: الحب والسلام والعدل، ومدينة بالتيمور بحاجة إلى التحلي بهذه المثل العليا.
ونقل هذا الضيف انطباع زوجته، إذ قالت: هذه رسالة هامة جدا لنا.
ثم يتابع هذا الضيف ويقول: مهما سعينا وتكلمنا عن إصلاح المجتمع، فلن يكون التأثير بالقدر الذي كان بسبب وجود إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية هنا. إن الجماعة الإسلامية الأحمدية تلعب دورا رائعا، ليس هنا فقط، بل في الولايات المتحدة كلها.
وحضر هذه المناسبة قسيس يسمى هناك “الأب” وقال: خلال خطابكم كنت أتفق مع كل كلمة قلتموها لأني قد زرت المسجد الأحمدي في بالتيمور مرارا. أستطيع القول بكل يقين أن ما أشرتم إليه من فتنة وفساد قد رأيته يحدث في المساجد الأخرى منذ عدة سنوات. إن المسجد يكون مفتوحًا لكل المجتمع وقد حضرت فيه الجمعة مرارا، وإني شاهد عيان على كل هذه الأمور. لقد سررت جدا بسماع هذه الكلمات. لقد اجتمع هنا اليوم أتباع مختلف الديانات ويتحدثون عن الأمن والسلام، وهذا أمر لا تحتاج إليه مدينتا فقط بل يحتاج إليه العالم أجمع.
ثم كانت هناك سيدة عبرت عن انطباعاتها بقولها: هذا الخطاب يحمل في طياته رسالة هامة لي في الظروف السائدة. هناك أنواع التفرقة الحائلة بين المسلمين وغيرهم وبين السود والبيض، وعلينا أن نبحث عن حل يزيل كل هذا البعد، وهذا لا يتأتي إلا بالاحترام المتبادل. إن ما ذكرتم من تعريف الجار وحسن معاشرته هو رسالة رائعة بالنسبة لي، وبسماع هذه الرسالة أجد رغبة في معرفة المزيد عن الإسلام. شكرا جزيلا لكم.
وكان هناك ممثل عن الولاية من المقاطعة رقم 41 واسمه بلال علي وهو مسلم، وقال: إن الرسالة التي قدمتموها يُسمَع دويُّها في كل الحضور هنا. هذه الرسالة ذات أهمية بالغة لخلق جو الاتحاد والمحبة والوئام، وإنها ستساعد كثيرا على القضاء على ما يوجد هنا من تحفظات تجاه الإسلام.
ثم قال: لقد أخبرتمونا قبل فوات الأوان بحلول قضايا كثيرة ولاسيما في الظروف السائدة هنا حيث إن أقوال وجهود السياسيين هنا تثير مشاعر الناس ضد المسلمين إلى حد كبير. لقد جئتم هنا وقمتم بإرشادنا بشأن هذه القضايا إرشادا سليما جدا. لقد قدمتم في هذه الظروف رسالة مدعمة بالدلائل الحكيمة جدا لا يمكن لكل من يملك مسحة من العقل أن ينكرها. لقد تعلمتُ منكم حلا سهلا لإرساء السلام في المجتمع وهو أن علينا أن نبدأ الخير من بيوتنا، وأن نحسن إلى جيراننا. لا حاجة بكم إلى تغيير العالم كله، بل فقط انشروا الحب فيمن تقابلونهم وتجالسونهم، واخدموهم، فسيسود السلام المجتمعَ كله تلقائيا. ثم وصفتم لنا وصفة سهلة أخرى وهي أن الإسلام يأمرنا بدعوة الناس إلى الحق، وقدوتنا الحسنة هي التي تساعدنا على نشر دعوة الحق في الحقيقة.
ثم قال هذا الضيف: لقد نزلت الجماعة الإسلامية الأحمدية في ساحة النزال للتصدي للظروف السائدة في بالتيمور، وقد أعربتْ عن عزيمتها في لعب دور إيجابي في المجتمع، وهذه قدوة رائعة يجب أن يحتذى بها.
نسأل الله تعالى أن يوفق جماعتنا هنالك لتقديم هذه القدوة الحسنة.
وهناك السيدة ميشيل وهي تعمل راهبة في الكنسية الريسبيتيرينية، قالت: إنها رسالة رائعة. لقد ركزتم فيها على الاتحاد والتكاتف. لقد وجهتم إلى نبذ الخوف ونشر الحب. هذه الرسالة ذات أهمية قصوى. وإن أهداف بناء المسجد التي ذكرتموها رائعة. ثم ذكرتم تعاليم الإسلام عن حسن معاشرة الجيران، وهذه الأمور جديدة عليَّ. لقد علمت اليوم أن هذه الأمور هي نفس الحب الذي تدعو إليه المسيحية، ولكن ما يقدمه الإعلام عن الإسلام هو على عكس ذلك.
وهناك مؤرخة اسمها الدكتورة فاطمة، قالت: مجال تخصصي هو الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية، وعملتُ كثيرا على تاريخ الإسلام في الولايات المتحدة. لست من علماء الدين، إنما أنا مؤرخة، ومن هذه الناحية فإن ذهني مركّز على ما ذكرتموه في الخطاب من أن حضرة مرزا غلام أحمد قام بتجديد الإسلام في هذا العصر، وسوف أقوم الآن بمزيد من البحث من هذا المنظور. لقد سررت جدا بسماع ذلك لأن بحثي الآن لن ينصب على حضرة مرزا غلام أحمد (عليه الصلاة والسلام) فحسب، بل سينصب أيضا على كتاباته و أقواله التي أحيا بها الإسلام. إن رسالته محيرة، إذ لم يجعل تعليم الإسلام عن حسن معاشرة الناس محدودا في أتباع الديانات الأخرى، بل أمر بالإحسان إلى الذين لا دين لهم.
ثم تقول هذه الدكتورة: تقول نظريتكم أن علينا العمل معًا من أجل خير البشرية جمعاء دون أي تمييز بسبب لون وعرق ودين. ما أروعَها من رسالة! نحن المسلمين يُنظَر إلينا نظرة شك، لذا فإن بيان تعاليم الإسلام هذه من قِبل مسلم لخطوة رائعة جدا.
ثم كان هناك افتتاح مسجدنا في فيرجينيا، واسمه مسجد مسرور، وقد افتتحته في 3 تشرين الثاني / نوفمبر. مبنى هذا المسجد أيضا كان كنيسة اشتريناها. مساحته الإجمالية هي 6.17 فدانا. اشتريناها بخمسة ملايين دولار، وأنفقنا على أعمال الترميم والتغييرات البسيطة 75 ألف دولار أخرى. هذا المبني أيضا في جهة القبلة تقريبا. الجزء المسقوف من المبنى تبلغ مساحته 22 ألف و403 أقدام مربعة. هناك صالات منفصلة للرجال والنساء يمكن أن يصلّي فيها 650 شخصا. كما أن في المبنى 11 غرفة أخرى يمكن استخدامها كمكاتب. ثم هناك مكتبة وصالة مؤتمرات ومطبخ كبير.
والسيد كوري ستيورت، وهو مرشح الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، قال في هذه المناسبة: الخطاب الذي سمعته خلَّاب وحكيم جدا. على الأمريكيين بل على أهل الدنيا كلها أن يستمعوا لرسالة “الحب للجميع ولا كراهية لأحد” وأن يعملوا بها، خاصة لأن الظروف السائدة في العالم ليست جيدة. من الضروري جدا أن ندعو إلى الحرية الدينية، لذا فإن هذا المسجد مدعاة فخر لنا، لأنكم تعملون الكثير من أجل البلاد.
وقال ضيف آخر اسمه مات واترز، وهو مرشح لمجلس ولاية فيرجينيا: لقد استمعت للخطاب، وسوف أطالع المزيد وسأحصل على المعلومات من الإنترنت، وسأزور مسجدكم من أجل تعلم دين الإسلام.
وقال ضيف مسيحي: هذه الرسالة كانت في محلها تماما بالنظر إلى الظروف الراهنة، وكانت ضرورية جدا. لقد استمعت لها وأعجبت بها جدا وأخذتني الحيرة أيضا.
وهناك السيدة ممثلة ولاية فيرجينيا من المقاطعة رقم 51، قالت: كانت الرسالة محيرة جدا، وهي رائعة للغاية، لا سيما في الظروف الحالية في الولايات الأمريكية. رسالتكم هي رسالة المحبة والاتحاد. لقد نصحتم بأن على المرء أن يؤْثر الآخرين على نفسه، ويخدم بكل تواضع. وإننا بحاجة إلى مثل هذه الرسالة في ظل الظروف السياسية الراهنة. والدعوة إلى تفضيل المرء الآخرين على نفسه رسالة رائعة مليئة بالروحانية. عناية المرء بالجيران وإيثاره راحة الآخرين على راحته عملٌ رائع. في مثل هذه المواقف يصبح المرء أنانيا، ولكنكم قلتم أن على المرء أن يؤْثر الآخرين على نفسه.
وهناك ضيف اسمه أليكس، قال: إنني معجب جدا، وكنت أصبحت عاطفيا جدا لأني من الذين نجوا من الدمار العظيم المسمى بالمحرقة اليهودية. كانت رسالتكم مؤثرة جدا. كل كلمة من كلماتكم أثرت في أعماق روحي. كانت رسالة حكيمة جدا حيث قلتم إننا لا نستطيع محاربة الكراهية، بل هناك طريق وحيد للقضاء عليها وهو الجهاد لنشر المحبة. يجب القضاء على الكراهية بالحب، وهذا الحب يجب أن يُخلَق بين كل دين وآخر. والحق أن هناك أمثلة كثيرة على ذلك في مجتمعنا، وبرنامجكم هذا أحد هذه الأمثلة، ولكن ما يراه الناس في الإعلام هي أقلية صغيرة، وهم أفراد مضلون، والإعلام يبالغ في عرضهم أمام الناس، فبدلا من ذلك علينا أن ننشر الحب المتبادل. كان مغلوبا بعواطفه أثناء الحديث. ثم جاء للقائي أيضا وغلبته العواطف في البداية ثم أخذ يبكي وقال إن هذه الرسالة قد تركت في نفسي تأثيرا عميقا وطيبا جدا.
هناك سيدة اسمها شنين تعمل منسقة في مجال الجراحة في “نيو جرسي” تقول: لقد أُخبر عن تعاليم الإسلام الجميلة مرتين. أنا أيضا أرى أن اتهام الدين كله بناء على تصرفات سيئة لبعض الناس لا يقلّ عن الظلم بحد ذاته. في بلادنا أي الولايات المتحدة يقع حادث ما كل يوم، ولكن اتهام الدين بناء عليه خطأ.
كان هناك ضيف يعمل في الشرطة منذ أربعين عاما، قال: إن هذه الرسالة كانت للعالم كله، وقد ضمّت في طياتها النصائحَ، كما تقتضي الحاجة، عن الأمن والسلام والحب والوُدّ وأداء الحقوق. يسكن عندنا هنا قرابة 460 ألف نسمة من مختلف الألون والأعراق، والأهمُ في رسالة اليوم كان بيان حقوق الجيران.
ثم كانت هناك طبيبة اسمها السيدة “كمبرلي” تعمل في فرع دراسة الجرائم، وهي مؤلفة كتبٍ أيضا وحائزة على شهادة الدكتوراه، قالت: لقد سمعتُ في خطاب اليوم رسائل عميقة عن الأمن والعدل، وعلى الجميع أن يسعوا جاهدين لإقامة جو الوحدة بحسب هذه الرسالة بغض النظر عن فوارق اللون والأعراق. لقد قدمتم في خطابكم اليوم صورة حقيقية للإسلام وملخصها خلق بيئة الأمن والعدل والمساواة. وفي أثناء بيان انطباعاتها غلبتها العواطف وقالت والدموع تنهمر من عينيها: إن الناس يقومون اليوم بالظلم والبربرية، وينشرون الفساد في مجتمعاتنا وبلادنا باسم الدين، ولكن لا علاقة لهم بالدين. هذا ما يجب أن يفهمه كل إنسان.
قالت السيدة لورين في بيان انطباعاتها: أسكن في هذه المنطقة منذ ثلاثين عاما، وقد شاهدت الظروف المتغيرة فيها. إن أحداث إطلاق الرصاص التي وقعت مؤخرا لمؤسفة جدا. وإن رسالة الحب والوئام والتسامح كانت أجمل ما في هذه المناسبة. أنا سعيدة جدا لأنني دُعيت إلى هذه المناسبة، وبمجيئي هنا تعلّمتُ كثيرا عن الجماعة الإسلامية الأحمدية. المسجد إضافة جميلة جدا إلى هذه المنطقة. لا أشعر تجاهه بأي خطر، بل هو مكان آمن. أنا لستُ مسلمة ومع ذلك حضرتُ هذا المسجد وقد رُحِّب بي هنا. وهذا ما يحتاج إليه مجتمعنا. سوف يُعقد هنا مزيد من برامجكم في المستقبل، وأرجوكم أن تدعو إليها أصحاب الأديان الأخرى أيضا إلى جانب المسلمين.
أقول: كما يعلم معظم الإخوة أنه بالإضافة إلى افتتاح المساجد تم أيضا افتتاح مشفى في غواتيمالا، ولأفراد الجماعة علاقات جيدة مع رجال السياسة هنالك. فمثلا هناك سيدة عضوة في البرلمان، وقد حضرت جلسة الجماعة في بريطانيا مرتين، وجاءت إلى المطار لاستقبالي، أبدت أفكارا جيدة جدا عن المستشفى، وشكرت الجماعة إذ فتحت المستشفى في بلادها وتسعى جاهدة لخلق المحبة والوئام بين شرائح المجتمع المختلفة.
كذلك هناك عضو البرلمان في باراغواي، واسمه السيد روبرت كينو، ويحتل منصب نائب وزير الدولة للتعليم، قال بعد اشتراكه في حفل الافتتاح: كان الحفل جميلا جدا. إنني مستغرب كثيرا من أن هناك جماعة قد أكمل أفرادها هذا المشروع بالتعاون المتبادل، وفعلوا كل ذلك لمساعدة المحتاجين وبذلك أبدوا حب الناس عمليا. ثم قال: إذا سلك الناس كلهم على هذا الطريق للحب فعندها فقط سيستتب الأمن في العالم. كانت مشاهدة دين الإسلام وثقافته بالنسبة لي تجربة رائعة. كانت هناك أسئلة كثيرة تخالجني عن الجماعة الإسلامية الأحمدية، وقد وجدت الأجوبة عليها بمجيئي هنا. لقد تأسس مركز الجماعة الأحمدية في باراغوي منذ بضعة أعوام. (وقد جاء هذا الضيف بمناسبة الافتتاح بناء على دعوة الجماعة هناك)
هناك نائبة الوزير في غواتيمالا اسمها الدكتورة ديانا قالت: لقد ضم الخطاب رسالة مساعدة الفقراء وسأعمل بها شخصيا. أشكر الله تعالى على أن الدين يعلّم مساعدة الفقراء، وهذا ما قاله الخليفة في خطابه.
وقال صحفي من غواتيمالا: أن أكثر ما أثّر في نفسي هو أنه لا إكراه في الدين، بل يعلّم الدينُ مراعاة الآخرين، وهذه هي الرسالة التي وجهها إلينا إمام الجماعة اليوم، بالإضافة إلى أن حقوق الناس جميعا سواء، ويجب أن يحظى كل إنسان بمستوى جيد للحياة.
كذلك حضر الحفل السيد برناردو برنيتا وهو صحافي يعمل في جريدة “أيل بيرو ديكا” فقال: لقد ترك خطابكم تأثيرا طيبا جدا في نفسي، وكان لقائي بكم أيضا جميلا. أريد أن أقول أن مشروع “مستشفى ناصر” مشروع جيد جدا، ونحن في بلادنا بحاجة إلى مشاريع أخرى مثله.
قال ضيف آخر وهو مسؤول في البنك: كان خطابكم يتلخص في مواساة الخلق. وهذا المستشفى أي “مستشفى ناصر” الذي افتتحتموه هنا خير دليل وأوضحه على ذلك.
وقال غيره وهو مدير بنك: كان الرسالة جميلة وسهلة الفهم، وهي مقدَّمة من الأمة المسلمة بأسرها، ومفادها أن عون البشرية واجب علينا جميعا. هذا الكلام مرغوب فيه جدا. لقد تأثرتُ اليوم بفلسفة الجماعة الأحمدية، وسآخذ مزيدا من المعلومات عنها.
بدأ في غواتيمالا إصدار مجلة “مقارنة الأديان” باللغة الإسبانية. فقد أُصدرت هذه المجلة الجديدة هنا في بلاد أميركا اللاتينية وأمريكا الوسطى وغيرها حيث يتحدث اللغةَ الإسبانية قرابة أربع مائة مليون شخص. عندما توجّهنا إلى إسبانيا بمساع تبشيرية قال السيد ديفيد – وهو أحمدي مخلص جدا من غواتيمالا بل من أوائل الأحمديين-: إنكم تركِّزون مساعيكم على إسبانيا وعدد سكانها أربعون مليونا فقط، بينما عدد السكان في بلادنا هذه يبلغ أربع مائة مليون ومع ذلك لستم منتبهين إليها. فبعد ذلك تم التركيز على مراكز الجماعة في تلك البلاد وبدأنا بإرسال طلاب الجامعة الأحمدية أيضا إليها. والآن بدأت فروع الجماعة تتأسس هنالك بفضل الله تعالى. باختصار، لقد بدأ إصدار مجلة “مقارنة الأديان” باللغة الإسبانية هنالك.
هذه كانت انطباعات غير الأحمديين، وقد اشترك الأحمديون أيضا في حفل افتتاح المستشفى أو قولوا إن شئتم إنهم جاؤوا للقائي في غواتيمالا من البلاد المجاورة التي تُحكى فيها اللغة الإسبانية. إن انطباعاتهم أي انطباعات الذين لقوا خليفةَ الوقت لأول مرة تحمل في طياتها عواطف جياشة، وكان الحب للخلافة يتفجر من عيونهم وقلوبهم.
كانت منهم سيدة من المكسيك بايعت منذ فترة وجيزة اسمها السيدة مائرة مالدي، قالت: لقد ترسخ في قلبي بعد سفري هذا إلى غواتيمالا أنني قائمة حيثما يريدني الله تعالى. ليس في قلبي أدني شك في أنني أشعر بكثير من السكينة والأمن من حيث الروحانية والعاطفية. لقد تجدَّد إيماني بلقاء الإخوة الأحمديين من بلاد أخرى، وفوق كل ذلك قد أصبح إيماني بالله تعالى وبالأحمدية أي الإسلام الحقيقي أقوى من ذلك نتيجة الصلاة وراء الخليفة. أتمنى أن أثبت على هذا الطريق، آمين.
ثم هناك مبايع جديد من المكسيك اسمه السيد ايوان فرانسسكو، قال: لقد بايعنا على يد الخليفة (علما أن البيعة قد تمت في المسجد هناك) وإن بيان تلك اللحظة بالكلمات مستحيل تماما. في تلك اللحظة شعرت كأن جسمي كله قد سخُن وبدأت أتعرق، وشعرتُ كأن تيارا كهربائيا جرى في جسمي وذهب بذنوبي كلها. نشكر الله تعالى مئات آلاف المرات أنه أكرمنا بالخلافة. أعرف جيدا أن هذه أول خطوة لي للتقدم إلى الأحسن، وستُحدث في نفسي تغيرا ملحوظا.
يقول مبايع جديد آخر من المكسيك اسمه: ميغل آنخيل: الحق أنه لا حدود فاصلة في الأحمدية أي الإسلام الحقيقي، ولا خطَّ يمكن أن يفصل بيننا، بل نحن كلنا إخوة. ولا فارق بيننا سوى فارق اللغة وإلا نحن كلنا إخوة. لقد جئنا من عشرة أو خمسة عشر بلدا مختلفا ولكننا كنا كجسد واحد وكنا نصلي وراء خليفة واحد.
يقول السيد سنتي بريونا: أنا من جماعة مدينة مكسيكو، وقد أُخبرتُ أن هناك فرصة سانحة للسفر إلى غواتيمالا فسررتُ أيما سرور، وحين علمت أننا سنلقى خليفة الوقت هنالك زدتُ سرورا وسعادة. ثم حين لقينا حضرته سُعدتُ كثيرا لأني حظيت بوقت لا بأس به للجلوس معه. لقد بايعت في مدينة مكسيكو قبل فترة وجيزة ولكن البيعة على يد الخليفة كانت فرصة عمري التي لا يسعني بيانها بالكلمات. وقلتُ وأنا أمسح دموعي: هذا أجمل يوم في حياتي.
وقد جاءت من هندوراس مبايعة جديدة اسمها السيدة “ورزة دلمي” قالت: هذه أول فرصة سنحت لي للسفر إلى خارج بلدي. كان السفر طويلا جدا إذ قد استغرق 16 ساعة من هندوراس إلى غواتيمالا. مع أننا واجهنا صعوبات مختلفة في أثناء السفر ولكن عندما رأيتُ مسجد الجماعة وخليفة الوقت زال من الذهن الشعور بمشاق السفر فورا. لقد سنحت لي الفرصة للقاء أفراد الجماعة الطيبين جدا وعاملوني كما أننا أعضاء أسرة واحدة.
قال لي سيدة أحمدية قادمة من أميركا: أنا بمنـزلة ابنتهم. إن أجمل جزء من هذا السفر كان لقاء الخليفة. لم أقل شيئا بنفسي ولكن شعرتُ كأني في عالَم آخر، ووددتُ أن أظل جالسة أنظر وأسمع. هذه تجربة يستحيل بيانها. لقد ازددتُ في هذه الرحلة علمًا حول تعاليم الجماعة كما سنحت لي الفرصة لإنشاد إحدى القصائد هناك، وحظيت باللقاء مع الخليفة نصره الله، ووجدت هنا ردًّا على كثير من الأسئلة التي طرحتها.
يقول أحد المبايعين الجدد من الإكوادور: لقد تلقيتُ كنـزًا ثمينًا هنا ممثلا في وجود خليفة الوقت في هذا المكان وامتلأتُ بمشاعر الروحانية والأمن والمسرة وتمتعت بسكينة كبيرة. ولما وضع حضرته يده على يدي أثناء البيعة شعرت بسعادة متناهية لم أشعر بمثلها قط في حياتي.
تقول إحدى السيدات من الإكوادور وهي قد بايعت قبل سنة تقريبا: كانت الرحلة إلى غواتيمالا بالنسبة إلي وإلى ابني رائعة جدًّا، وكانت مناسبة فريدة لنا إذ رأينا للمرة الأولى خليفة الوقت مما ولّد في نفوسنا الشعور بالأمن والمحبة والصبر. وكانت فرحتنا لا توصف عندما عانق ابني خليفةَ المسيح للمرة الأولى، ونعدّ هذا الأمر سعادة وبركة لنا. ستكون عودتنا إلى الإكوادور مليئة بالحزن لأننا سنفتقد خليفة الوقت والإخوة الأحمديين، ونأمل أن نراهم مرة أخرى.
ثم يقول أحد المبايعين الجدد من غواتيمالا، وهو السيد سليمان رودريغوس: إن قدوم خليفة المسيح إلى غواتيمالا مدعاة سعادتنا الكبيرة، وإنه لمنة من الله تعالى على جماعتنا هنا أن خليفة الوقت زارها. وكانت سعادتنا لا توصف لما علمنا عن زيارة حضرته إلى غواتيمالا، شعرت في داخلي بقوة روحانية عجيبة، ولا شك أنني الآن أشعر بحدوث تغيّر كبير في نفسي.
ثم تقول السيدة ليزا بنتو إحدى المبايعات الجدد من غواتيمالا: أشكر الله تعالى أن خليفة المسيح زار غواتيمالا. إنه لمدعاة فخر وشرف لي وتجربة عظيمة، فاض قلبي فرحة وسرورًا.
يقول السيد دوميني أول من غواتيمالا: أنتمي إلى فرع الجماعة في كيبون. لقد وجدت نفسي ممتلئًا حماسًا ومسرة وإيمانًا وروحانيةً. لقد حظيت بقضاء بعض الوقت في صحبة الخليفة.
لعله ذلك الشخص الذي دخل الجماعة منذ مدة قصيرة وقال لي في اللقاء مغلوبا بالمشاعر وبحماس:
إن منطقتي بعيدة ونائية تقع على الحدود، طرقها ليست جيدة وأهلها فقراء، ادعُ لقومي وأرسل إليها بعض الدعاة ليصبح قومي أيضا مسلمين أحمديين ولكي ينال قومي أيضا ذلك الفضل الذي تمتعت به، وهكذا قد طلب الدعاء مغلوبًا بمشاعر رقيقة، ندعو الله تعالى أن تنتشر الأحمدية في منطقته.
ثم تقول السيدة تيزا مر تيزا من غواتيمالا: كنّا قد شاهدنا الخليفة في الصور سابقًا، أما الآن فرأيناه عن كثب ووفقنا للجلوس في صحبته، وأشعر بتغير عظيم في داخلي.
ثم تقول السيدة كلوديا: إنني مسرورة جدًّا، وأعدّ نفسي سعيدة الحظ بحيث أنعم الله تعالى عليّ بمثل هذه المنة. ليست لدي كلمات أعبر بها عن مشاعري. ثم طلبت هذه السيدة الدعاء لتزداد إيمانًا وإخلاصًا.
ثم تقول السيدة خديجة من جيابس بالمكسيك: أشكر الله تعالى أنه وفقني للقاء خليفة المسيح. لقد تلقينا هنا ردودًا على أسئلتنا. لقد زاد حبي للإسلام وتجدد إيماني بعد البيعة. أطلب الدعاء أن أزداد أنا وتزداد جماعة جيابس كلها إيمانًا وعرفانًا.
وتقول السيدة ياسمين غومد: إنها لذكريات جميلة وتجربة رائعة، كنت مسرورة جدًّا حتى إن مشاعري فاضت بدموع الفرحة، ولا أستطيع وصف حالي بالكلمات. بعد هذا اللقاء سأحاول أن أحدث تغييرا في حياتي.
وتقول السيدة ثريا غومس: إن مشاعري جياشة في أعماق قلبي. لقد مررت بتجربة عظيمة، أدعو الله تعالى أن يزيدني إيمانًا وإخلاصا.
يقول السيد فيوض خصوص وهو أحد المبايعين الجدد من المكسيك: إن إنشاء العلاقة مع الجماعة منة من الله تعالى. ومن حسن حظّي أن الله تعالى قد استجاب دعواتي، إذ كنت في الظلام فأخرجني وعائلتي إلى النور ووفقني لإحداث تغيير في حياتي، لقد طرحت هنا بعض الأسئلة حول العبادات وغيرها فتلقيت أجوبة شافية.
تقول السيدة ليلى لطيف: كانت معرفتي بالخليفة عبر التلفاز سابقًا، أما الآن فقد التقيت به، لقد تغيرت الآن مشاعري وعواطفي كليًّا.
ويقول أحد الإخوة، وهو السيد هيلي دورو الذي جاء من بَنَما مع زوجته وابنته: إن يوم اللقاء كان مليئا بالأفراح التي لا أستطيع وصفها بالكلمات، ثم أبدى هذا الأخ كثيرا من الإخلاص والمحبة.
تقول السيدة غولدا ماتينا التي جاءت ضمن وفد من بيليز: كانت هذه مناسبة رائعة ومباركة جدًّا، لقد كنت متأثرة جدًّا، لن أنسى هذه الرحلة أبدًا.
وتقول عضوة أخرى من هذا الوفد وهي السيدة نكولو يليس: كان هذا اللقاء مليئا بالمشاعر الرائعة. لقد دعاني خليفة الوقت إلى حضور جلسة بريطانيا أيضا وإنني جدّ مسرورة بهذه الدعوة.
تقول إحدى السيدات من بلنتينا: كانت مناسبة الأفراح الرائعة، لقد حظيت باللقاء وكان مدعاة لسكينتي القلبية.
وتقول إحدى الفتيات البالغة 13 أو 14 عامًا: كنت خائفة جدًّا قبل ذلك من أن يصدر مني أمام الخليفة أي قول أندم عليه لاحقًا، ولكن كان اللقاء رائعًا.
إنهم يكنّون أدبًا واحترامًا كبيرين للخلافة، ولقد أنشدتْ هؤلاء الفتيات قصيدة المصلح الموعود t التي مطلعها:
“لا إله إلا الله، توجهنا إلى قبلتنا وهو الله تعالى”.
كذلك فإن كل واحد من النساء والرجال، الذين توافدوا من بلاد مختلفة ووصلوا إلى غواتيمالا بعد قطع مسافات طويلة، أبدى إخلاصًا ووفاء كبيرين، بارك الله في إخلاصهم ووفائهم بركات كثيرة وجعلهم أحمديين حقيقيين. آمين.
تغطية الأحداث من قبل فريق الإعلام في أمريكا
بفضل الله تعالى اشتغل فريق الإعلام في أمريكا جيدًا، وعلاقاتهم أيضا جيدة. أجريتُ في هذا الفريق تغييرا الآن، غير أن الفريق السابق أيضا كان قد اشتغل جيدًا.
لقد بُلِّغت الدعوة في أمريكا من خلال التلفاز إلى 2869000 شخص تقريبا. وبالإذاعة وصلت الدعوة إلى أزيد من 5398000 شخص.
ومن خلال المواقع على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها وصلت الدعوة إلى قرابة مليوني شخص.
أما ما نشرته الجرائد بخصوص جولتي فقد نُشرت 45 مقالا في الجرائد المشهورة منها “بالتيمور صن” “فلادلفيا إنكوايرر” و”ريليجن نيو سروس” و”هيوستن كرونيكلز” وغيرها، ويُقدّر أنه قد وصلت الدعوة من خلال هذه المقالات إلى عشرة ملايين شخص تقريبا.
لقد كانت التغطية الإعلامية في غواتيمالا أيضا جيدة، إذ إن جريدة “برينساليور” الوطنية لغواتيمالا التي تصدر يوميًا بعدد 130000نسخة، وعدد قرائها أزيد من 4 ملايين، نشرت في عددها الصادر في 24 تشرين الأول / أكتوبر وعلى صفحتها الرئيسية صورة مشفى “ناصر” ونشرت تقريرًا عن افتتاحه.
وكتب كاتب أحد الأعمدة في جريدة وطنية أخرى هناك مقالا حول مشفى ناصر.
كما نشرت جريدة وطنية أخرى “أيمبيري غدو” تقريرًا حول الحدث.
نشرت قناة غواتيمالا خبرًا عني، ونشرت تقريرًا تعريفيًا بالمشفى. كما نُشرتْ تقارير أخرى على التلفزة والإذاعات المختلفة أيضا.
وهكذا يقدّر أنه قد وصلت الدعوة في أمريكا اللاتينية من خلال خبر افتتاح مشفى ناصر عبر وسائل الإعلام المطبوعة والجرائد والتلفزة إلى 32 مليون نسمة تقريبا.
إضافة إلى ذلك فقد وصل هذا الخبر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتويتر وإنستاغرام واليوتيوب إلى 2300000 نسمة. وعليه فكانت هذه الجولة بفضل الله تعالى مباركة وناجحة جدًّا. نسأل الله تعالى أن يظهر ثمراتها الأخرى في المستقبل أيضا.
بعد صلاتي الجمعة والعصر سأصلي صلاة الغائب على السيد “ساوادوغو إسماعيل” الذي كان من بوركينا فاسو. لقد خرج من بيته لصلاة الفجر في 14 تشرين الثاني / نوفمبر إلا أنه سقط في الطريق إثر تعرضه لصدمة قلبية، فنُقل إلى المشفى القريب ولكنه توفي، إنا لله وإنا إليه راجعون.
لقد ولد في 1964، وبايع في 1994، كان يسعى دومًا إلى أن يكون قريبًا من مركز الجماعة. فلما غيّرنا مكان المركز هناك استأجر المرحوم بيتًا قريبا من المركز وانتقل إليه. كان يسعى دائما إلى أن يأتي للمسجد ويرفع الأذان، كان في طليعة الذين يوقظون الناس لصلاة التهجد أثناء الجلسة السنوية. كان يؤذن بصوت رائع ومؤثر جدًّا حتى أصبح الناس ينادونه بسيدنا بلال. كان يعتكف كل سنة، وكان مواظبًا على الصلوات كلها وينبّه الآخرين إلى ذلك. كان يأتي قبل الفجر إلى دار إقامة الطلاب هناك ويوقظ الطلاب لصلاة الفجر ثم كان يرفع الأذان ويهتم بتنظيف المسجد أيضا.
عندما تعرضت مساجدنا للهجوم في لاهور وسمع المرحوم عن استشهاد الأحمديين تأثر جدًّا وبكى كثيرا وكان يبدي أمنيته مرارا قائلا: ليتني كنت من هؤلاء الشهداء. كان سباقًا في أعمال الجماعة.
فلما قمت بجولة في بلده في 2004 كان هو في الطليعة للحراسة، ولعله لم يأكل ويشرب لوقت طويل أو وقف مستقيما دون حراك فسقط مغشيا عليه أثناء خطابي وخلال أدائه خدمة الحراسة. وكان يكتب إلي الرسائل دوما ويعرّف نفسه مشيرًا إلى حادث سقوطه هذا.
كان مخلصًا جدًّا ومحبًّا صادقا للخلافة والأحمدية. كان يشتغل حارسًا في قسم الغابات. عند دفنه أشاد بخدماته مدير البلدية المركزية نيابة عن ضابط قسم الغابات وذكره أمام الجميع بكلمات جميلة فقال: إن السيد إسماعيل كان عاملا وفيًّا مخلصا ومتدينًا وبشوشًا. كان يؤدي واجباته بشكل رائع.
كان المرحوم منضمًّا إلى نظام الوصية. وترك خلفه ابنا وبنتا من الزوجة الأولى، أما من الزوجة الثانية فقد ترك ابنة عمرها شهران فقط.
رفع الله تعالى درجات المرحوم وغفر له وحفظ أولاده ورعاهم، آمين.