خطبة الجمعة

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام

يوم 23/11/2018

*****

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.

سأستأنف اليوم ذكر الصحابة البدريين. الصحابي الأول الذي سأذكره اليوم هو سنان بن أبي سنان الذي كان من قبيلة بني أسد ومن حلفاء بني عبد شمس. شهد غزوة بدر وأُحد والخندق وصلح الحديبية وشهد أيضاً سائر المشاهد مع رسول الله ﷺ. هناك اختلاف في أول مَن بايع بيعة الرضوان، فقال بعض أنه عبد الله بن عمر، وقال غيره: سلمة بن الأكوع، وقال الواقدي أنه سنان بن أبي سنان، وقال بعض أن والد سنان هذا كان أول المبايعين بيعة الرضوان.

على أية حال، لقد ورد في التاريخ أن النبي ﷺ عندما شَرَعَ في أخذ البيعة مدّ سنان يده وقال: خذْ بيعتي. قال النبي ﷺ: علامَ تبايعني؟ قال: على ما في قلبك. قال ﷺ: أتعلم ما في قلبي؟ ولما كان سنان محظوظا بتأثير صحبة النبي ﷺ، قال: إما الفتح أو الشهادة. فبدأ الآخرون أيضا يقولون إننا نبايعك على ما بايع سنان. كان سنان ؓ من كبار الصحابة المهاجرين. وهو أول من كتب إلى النبي ﷺ بخبر طليحة بن خويلد الأسدي عندما ادّعى النبوة. وكان سنان من بني مالك.

الصحابي الثاني الذي سأتناول ذكره هو مِهْجَع بن صالح مولى عمر بن الخطاب. شهد بدرًا وكان أول قتيل من المسلمين. كان من اليمن وجيء به أسيرا إلى عمر ؓ فأعتقه إحسانا إليه. كان مهجع بين الصفين، أتاه سهم غرَبٌ (طائش) فقتله. وجاء في رواية سعيد بن المسيب أنه كان على لسان مهجع عند استشهاده كلمات: أنا مهجع وإلى ربي أرجع. وكان من الذين نزلت فيهم آية: ( وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) وكان ممن نزلت هذه الآية غيره فيهم أيضا بلال، وصهيب، وعمار، وخباب، وعتبة بن غزوان، وأوس بن خولي وعامر بن فهيرة.

ولكن هذا لا يعني قط أن النبي ﷺ كان يطرد الفقراء. بل الحق أن حبه ﷺ واحترامه ولطفه تجاه الفقراء كان عديم المثال كما نعرفه من الأحاديث ومن أقوال الفقراء أنفسهم. ففي هذه الآية ردٌّ على بعض الأغنياء وكبار الناس الذين كانوا يودّون أن يُكرَموا أكثر، عندها قال الله تعالى أنه قد أخبر رسوله أن الفقراء السباقين في ذكر الله تعالى وعبادته أكثر احتراما وإكراما عند الله من ثروتكم وكرامتكم العائلية، وأن رسول الله لا يفعل إلا ما يأمره به الله تعالى. فقد رُدّ في هذه الآية على الأغنياء الذين كانوا يظنون أنهم أعلى مكانة، فقال تعالى أن رسوله لا يبالي بكم ولا بثروتكم بل هو يحب هؤلاء الفقراء.

ثم هناك صحابي آخر اسمه: عامر بن مخلد الأنصاري الخزرجي، ثم من بني مالك بن النجار. وأُمّه عمارة بنت خنساء. شهد بدرا وأُحدا واستُشهد يوم أُحد.

ثم هناك صحابي آخر اسمه حاطب بن عمرو بن عبد شمس. كان يُكني بأبي حاطب، وأمّه أسماء بنت الحارث بن نوفل من بني أشجع، أخو سهيل بن عمرو وسليط السكران بن عمرو. وكان لحاطب من الولد عمرو بن حاطب وأمه ريطة بنت علقمة.

أسلم حاطب بن عمرو بتبليغ من أبي بكر ؓ قبل دخول رسول الله ﷺ دار الأرقم. وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين كلتيهما، وهو أول من هاجر إليها في قولٍ. لما هاجر حاطب بن عمرو من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر أخي لبابة بن عبد المنذر. شهد بدرا، وقيل أن أخاه سليط بن عمرو شهد معه بدرا، وشهد حاطب أُحدا. َتَزَوّجَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمَعَةَ … وقد زَوّجَهُ إيّاهَا سَلِيطُ بْنُ عَمْرٍو، وَيُقَال أَبُو حَاطِبِ بْنِ عَمْروِ… وَأَصْدَقَهَا رَسُولُ اللّهِ ﷺ أَرْبَعَ مِائَةِ دِرْهَمٍ. ورُوي في الطبقات الكبرى أن السكران بن عمرو (زوج سودة الأول) قَدِمَ مكة من أرض الحبشة ومعه امرأته سودة بنت زمعة، فتوفي عنها بمكة، فلما حلت أرسل إليها رسول الله ﷺ فخطبها. فقالت: أمري إليك يا رسول الله. فقال رسول الله: مري رجلا من قومك يزوجك. فأمرت حاطب بن عمرو فزوَّجها فكانت أول امرأة تزوجها رسول الله، ﷺ بعد خديجة. شهد حاطب بيعة الرضوان عند صلح الحديبية.

ثم هناك صحابي آخر اسمه: أبو خزيمة بن أوس، وأمه عمرة بنت مسعود، وكان أخا ابن مسعود. شهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، ﷺ، وتوفي في خلافة عثمان بن عفان ؓ.

وهناك صحابي آخر اسمه: تميم مولى بني غَنْم، آخى رسول الله ﷺ بين تميم وبين خباب مولى عتبة بن غزوان وشهد تميم أحدًا بعد بدر.

ثم هناك صحابي آخر اسمه المنذر بن قدامة، من قبيلة بني غنم. يقول العلامة الواقدي أنه استُعمل على أسرى بني قينقاع.

وصحابي آخر اسمه الحارث بن حاطب، يكنى بأبي عبد الله، وأمه أمامة بنت الصامت، كان من الأنصار، وهو أخو ثعلبة بن حاطب. خرج مع رسول الله ﷺ إلى بدر، هو وأخوه أبو لبابة بن عبد المنذر، فردهما من الروحاء، جعل أبا لبابة أميرًا على المدينة، وأمر الحارث بإمرة إلى بني عمرو بن عوف، وضرب لهما بسهمهما وأجرهما؛ فكانا كمن شهدها… وشهد الحارث أُحدا والخندق والحديبية وخيبر وقُتل يوم خيبر شهيدا، رماه رجل من فوق الحصن فدمغه.

وصحابي آخر اسمه ثعلبة بن زيد من قبيلة الخزرج من الأنصار، شهد بدرا. يُكني بالجذع. اسم أبيه ثابت بن الجذع. (وقد لُقّب بهذا اللقب بسبب ثبات قلبه وعزيمته القوية، تشبيها بجذع الشجرة، كما يطلق الجذع على العارضة تحت السقف). شهد بدرًا، لا تُحفظ له رواية.

ثم هناك صحابي آخر اسمه عقبة بن وهب، ويقال: ابن أبي وهب حليف بني عبد شمس بن عبد مناف. شهد بدرًا وأُحدا والخندق والمشاهد كلها مع النبي ﷺ. ذات مرة جاء وفد من يهود المدينة للقاء النبي ﷺ فبلّغهم النبي ﷺ الدعوة، ولكنهم رفضوا رفضا باتا. فلامهم الصحابة بمن فيهم عقبة بن وهب. وبيان ذلك أنه أتى رسولَ الله ﷺ نعمان بن أضاء وبحري بن عمرو وشأس بن عدي فكلموه وكلمهم رسول الله ﷺ ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته فقالوا ما تخوفنا يا محمد، نحن والله أبناء الله وأحباؤه ،كقول النصارى، فأنزل الله تعالى فيهم: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)

قال ابن إسحاق: ودعا رسول الله ﷺ يهودا إلى الإسلام ورغبهم فيه وحذرهم غير الله وعقوبته، فأبوا عليه وكفروا بما جاءهم به، فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب: يا معشر يهود، اتقوا الله فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله، لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه لنا بصفته، فقال رافع بن حريملة ووهب بن يهوذا: ما قلنا لكم هذا قط وما أنزل الله من كتاب بعد موسى ولا أرسل بشيرًا ولا نذيرًا بعده. (أي أبوا الفكرة كليا مع أن الأنباء موجودة في التوراة. وهذا هو حال بعض المشايخ المسلمين المعاصرين الذين يأبون الإيمان بالمسيح الموعود ؏ بينما كانوا من قبل يصرخون بأعلى صوتهم في انتظاره، أما الآن فيرفضون مجيء أحد)

ثم هناك صحابي اسمه حبيب بن أسود بن سعد، مولى بنى حرام قبيلة الأنصار.

شهد بدرا وأُحدا ولم يكن له أولاد. وذُكر اسمه “خبيب” أيضا.

صحابي آخر هو عُصيمة الأشجعي، من قبيلة بني أشجع وحليف بني غنم من مالك بن النجار. شهد بدرا وأحدا والخندق وبقية المشاهد مع النبي ﷺ. ومات في عهد معاوية بن أبي سفيان.

صحابي آخر اسمه: رافع بن الحارث بن سواد، كان من بني النجار، قبيلة الأنصار. شهد بدرا وأحدا والخندق وبقية المشاهد مع النبي ﷺ. ومات في عهد عثمان ؓ. كان له ولد اسمه الحارث.

ثم هناك صحابي بدري آخر اسمه رخيلة بن ثعلبة. ذُكر اسمه بطرق مختلفة، فقال بعض: رخيلة، وقال غيرهم: رجيلة وقال آخرون: رحيلة. كان اسم أبيه ثعلبة بن خالد. شهد بدرا وأُحدا. كان خزرجيا بياضيا، شهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وصحابي آخر اسمه جابر بن عبد الله بن رئاب. قيل أنه كان من الستة الأوائل من الأنصار الذين سبقوا بالإسلام في مكة. شهد بدرا وأحدا والخندق وبقية المشاهد مع النبي ﷺ. وقد روى الأحاديث أيضا عن النبي ﷺ. كان أول من أسلم من الأنصار في بيعة العقبة الأولى. لقي بعض الأنصار النبيَّ ﷺ ليلة العقبة الأولى فسألهم ﷺ: من أية قبيلة أنتم؟ فبيّن جابر بن عبد الله بالتفصيل وكانوا ستة نفر من بني النجار، وهم: أسد بن زرارة وعوف بن الحارث بن رفاع بن عفرا ورافع بن مالك بن عجلان وقطبة بن عامر بن حدیدة وعقبة بن عامر بن نابي بن زيد وجابر بن عبد الله بن رئاب. كل هؤلاء أسلموا وحين عادوا إلى المدينة ذكروا النبي ﷺ أمام أهلها وبلّغوهم دعوته.

كان ثابت بن أقرم بن ثعلبة من أصحاب بدر، وكان اسمه ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن عجلان. وكان من إحدى قبائل الأنصار من حلفاء بني عمرو بن عوف. شهد المشاهد كلها مع النبي ﷺ بما فيها بدر. فلما قدم رسول الله ﷺ المدينةَ عرض على عاصم بن عدي المسجد يتخذه دارًا فقال عاصم: ما كنت لأتخذ مسجدًا قد نزل فيه ما نزل دارًا؛ وإن بي عنه لغنى يا رسول الله! ولكن أعطِه ثابتَ بن أقرم فإنه لا منزل له. فأعطاه ثابتًا. وليس له عقب. لعل هذا المكان الذي أعطاه النبي ﷺ ليتخذه بيتا كان جزءا من المسجد وقريبا من المسجد ولعلهم كانوا يصلون في ذلك المكان في وقت ما. أرى أن المتـرجمين لم يتـرجموا بشكل صحيح، لأن بعض الأمور تحتاج إلى توضيح، لذا فعلى العاملين في “قسم البحث” الذين يرسلون هذه المادة أن يرسلوها بعد دراسة ولا يتـرجموا مثل طلاب المدارس.

وفي غزوة مؤتة بعد استشهاد عبد الله بن رواحة ؓ أخذ ثابت بن أقرم ؓ راية المسلمين وقال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم. قالوا: أنت. قال: ما أنا بفاعل. فاصطلح الناس على خالد بن الوليد. ورد ذكره في سيرة النبي ﷺ لابن هشام، وورد في التاريخ أن المسلمين يوم مؤتة لما رأوا جيشَ العدو وعِدَّتهم وعتادهم ظنوا أنه لا يمكن مواجهة هذا الجيش. قال أبو هريرة ؓ: لقد شهدتُ مؤتة، فلما دنا العدو منا رأينا ما لا قِبل لأحد به من العَدد والعُدد، والسلاح والكراع، والديباج والحرير والذهب، فبرق بصري، فقال لي ثابت بن أقرم: يا أبا هريرة، كأنك ترى جموعًا كثيرة. قلت: نعم. قال: إنك لم تشهد معنا بدرًا، إنَّا لم ننصر بالكثرة. بل بفضل الله تعالى، وهذا ما سيحدث هنا أيضا.

وكان ثابت قد خرج مع خالد بن الوليد إلى أهل الردّة في خلافة أبي بكر ؓ. خرج خالد بن الوليد يستعرض الناس فكلّما سمع أذانًا للوقت كفّ وإذا لم يسمع أذانًا أغار، فلمّا دنَا من القوم بِبُزاخة بعث عُكاشة بن مِحْصن، وثابت بن أقْرَم طَليعةً أمامه يأتيانه بالخبر، وكانا فارسيْن، عُكاشة على فرس له يقال له: الرِّزَام، وثابت على فرس يقال له: الـمـُحَبَّر، فلقيا طُليحة، وأخاه سلمة ابنَيْ خُويلد طَليعةً لمن وراءهما من الناس؛ فانفرد طُليحة بعُكاشة، وسلمة بثابت بن أقْرم، (فقتل هذان الأخوان كلا الصحابيَّين)

قال أبو واقد الليثي: كنا نحن المقدمة مائتي فارس وعلينا زيد بن الخطاب، وكان ثابت بن أقرم وعكاشة بن محصن أمامنا، فلما مررنا بهما سيء بنا، وخالد والمسلمون وراءنا بعد، فوقفنا عليهما حتى طلع خالدٌ يسير، فأمَرَنَا فحفرنا لهما، ودفناهما بدمائهما وثيابهما، ووجدنا بعكاشة جراحاتٍ منكرة.

ورد في رواية أنه لما أسلم طليحة قال له عمر ؓ: كيف أُحِبُّك وقد قتلتَ الصالحَيْنِ: عُكاشة بن محصن، وثابت بن أقرم؟ (كان هؤلاء القاتلون أسلموا فيما بعد، فقال عمر ؓ لا أستطيع أن أحبكم لأنكم قتلتم صالحَين من المسلمين) فقال طليحة: يا أمير المؤمنين، أكرمهما الله بيدي.

ولم يكن لثابت عقب، قال محمد بن عمر أن طليحة قتل ثابتا بِبُزاخة في 12 للهجرة.

ومن صحابة بدر سلمة بن سلامة، من الأنصار من بني عبد الأشهل، حين وصل خبر بعثة النبي ﷺ إلى المدينة كان سلمة من أول المؤمنين بالنبي ﷺ. شهد بيعة العقبة الأولى والثانية كما شهد مع النبي ﷺ المشاهد كلها بما فيها مشهد بدر. واستعمله عمر بن الخطاب على اليمامة في عهد خلافته. قال عمرو بن قتادة أن النبي ﷺ آخى بين سلمة بن سلامة وبين أبي سبرة بن أبي رهم العامري، وعند ابن إسحاق بينه وبين الزبير بن العوام.

وهناك حادث حدث في طفولته رواه هو نفسه قائلا: كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ يَهُودَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَ فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمًا مِنْ بَيْتِهِ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ ﷺ بِيَسِيرٍ فَوَقَفَ عَلَى مَجْلِسِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، قَالَ سَلَمَةُ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَحْدَثُ مَنْ فِيهِ سِنًّا عَلَيَّ بُرْدَةٌ مُضْطَجِعًا فِيهَا بِفِنَاءِ أَهْلِي، فَذَكَرَ الْبَعْثَ وَالْقِيَامَةَ وَالْحِسَابَ وَالْمِيزَانَ وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَقَالَ ذَلِكَ لِقَوْمٍ أَهْلِ شِرْكٍ أَصْحَابِ أَوْثَانٍ لَا يَرَوْنَ أَنَّ بَعْثًا كَائِنٌ بَعْدَ الْمَوْتِ، فَقَالُوا لَهُ وَيْحَكَ يَا فُلَانُ تَرَى هَذَا كَائِنًا إِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ إِلَى دَارٍ فِيهَا جَنَّةٌ وَنَارٌ يُجْزَوْنَ فِيهَا بِأَعْمَالِهِمْ؟ قَالَ نَعَمْ. قَالُوا لَهُ وَيْحَكَ! وَمَا آيَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ نَبِيٌّ يُبْعَثُ مِنْ نَحْوِ هَذِهِ الْبِلَادِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ مَكَّةَ وَالْيَمَنِ، قَالُوا وَمَتَى تَرَاهُ؟ قَالَ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَأَنَا مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا فَقَالَ إِنْ يَسْتَنْفِدْ هَذَا الْغُلَامُ عُمُرَهُ يُدْرِكْهُ، قَالَ سَلَمَةُ فَوَاللهِ مَا ذَهَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى بَعَثَ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ ﷺ وَهُوَ حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَآمَنَّا بِهِ وَكَفَرَ بِهِ بَغْيًا وَحَسَدًا، فَقُلْنَا وَيْلَكَ يَا فُلَانُ أَلَسْتَ بِالَّذِي قُلْتَ لَنَا فِيهِ مَا قُلْتَ؟ قَالَ بَلَى وَلَيْسَ بِهِ. وقيل أنه مات كافرا.

وفي زمن سيدنا عثمان ؓ لما ثارت الفتن اعتزل وكرس نفسه لعبادة الله، لأن الفتن كانت كثرت حينها فكان يعبد الله تعالى فقط. وهناك اختلاف في وفاته، قال البعض: توفي سنة 34 ه وقال البعض الآخر توفي سنة 45 ه وعمره 74 سنة، ودفن في المدينة المنورة.

ومن صحابة بدر جبر بن عتيك. شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، وعاش في المدينة حتى وفاة النبي ﷺ، وكنيته أبو عبد الله، وكان له ابنان عتيك وعبد الله وبنتٌ أم ثابت. وآخى النبي ﷺ بين جبر بن عتيك وبين خباب بن الأرَتِّ. وكانت راية بني معاوية في يده يوم فتح مكة. توفي جبر بن عتيك في 61 ه في زمن خلافة يزيد بن معاوية عن عمر يناهز 71 عاما. ينبغي القول في عهد يزيد لأنها لم تكن خلافة.

ومن البدريين ثابت بن ثعلبة ؓ، ويسمى أيضا ثابت بن الجذع. شهد بيعة العقبة الثانية مع سبعين صحابيا من الأنصار. وكان مع النبي ﷺ يوم بدر وأحد والخندق والحديبية وفتح مكة وغزوة الطائف. واستُشهد في غزوة الطائف. شهد بدرا مع أبيه ثعلبة ؓ.

ومن صحابة بدر سهيل بن وهب ؓ. واسمه سهيل بن وهب بن ربيعة بن عمرو بن عامر القرشي. وكان اسم أمه دعد ولكنها كانت معروفة باسم بيضاء، لذا عرف هو أيضا بابن بيضاء، ونجد في كتب التاريخ اسمه سهيل بن بيضاء أيضا. كان قرشيا من بني فهر. كان قديم الإسلام وهاجر إلى الحبشة بعد إسلامه وأقام هناك فترة، وحين بدأت دعوة الإسلام علنا عاد إلى مكة، ثم قدم المدينة بعد هجرة النبي ﷺ. وشهد مع سهيل أخوه صفوان بن بيضاء بدرا. وكان سهيل ابنَ أربع وثلاثين حين شهد بدرا. وكان مع رسول الله ﷺ يوم أحد والخندق والغزوات كلها.

وأخوه الآخر سهل شهد بدرا في جيش المشركين. كتب العلامة ابن حجر العسقلاني: أسلم سهل بن بيضاء في مكة ولكنه لم يُظهر إسلامه وأخذته قريش معهم في غزوة بدر، ثم اعتُقل فشهد له ابن مسعود ؓ أنه رآى سهلا يصلي في مكة، فأُطلق سراحه، ثم تُوفي في المدينة. وصلى النبي ﷺ على سهيل وأخيه سهل في المسجد.

وعن سهيل بن بيضاء أنه كان رَدِيف رسول الله ﷺ على بعيره، فناداه رسول الله ﷺ فقال: “يا سهيل”، ورفع صوته ثلاثا بذلك، فقال سهيل كل مرة: لَبّيْك يا رسول الله، فلـمّا سمع الناس صوت رسول الله ﷺ عرفوا أنه يريدهم، فحبس من كان بين يديه ولحقه من كان خلفه حتى إذا اجتمعوا قال رسول الله: مَنْ شَهِدَ أنْ “لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له” حَرّمَ الله عليه النار وأوجبت له الجنة.

هذا هو التاريخ الذي يقرؤه المسلمون اليوم وهو يبين تعريف المسلم ولكن أعمالهم عكس ذلك وفتواهم أيضا تخالف ذلك.

قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا كَانَ لَنَا خَمْرٌ غَيْرُ فَضِيخِكُمْ هَذَا الَّذِي تُسَمُّونَهُ الْفَضِيخَ، فَإِنِّي لَقَائِمٌ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَفُلَانًا وَفُلَانًا إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: وَهَلْ بَلَغَكُمْ الْخَبَرُ؟ فَقَالُوا وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ حُرِّمَتْ الْخَمْرُ، قَالُوا: أَهْرِقْ هَذِهِ الْقِلَالَ يَا أَنَسُ، قَال:َ فَمَا سَأَلُوا عَنْهَا وَلَا رَاجَعُوهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ. هذه كانت طاعتهم إذ سمعوا أمر الحرمة فلم يذكروا الخمر بعد ذلك أبدا. وفي رواية  أنه كان حينها يشرب الخمر أَبو طَلْحَةَ وَأَبو دُجَانَةَ وَسُهَيْل بْن الْبَيْضَاءِ.

توفي سهيل بعد الرجوع من تبوك بالمدينة سنة تسعٍ، وصلى عليه النبي في المسجد، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدٌ وَأُتِيَ بِجِنَازَتِهِ أَمَرَتْ بِهِ عَائِشَةُ أَنْ يُمَرَّ بِهِ عَلَيْهَا فتستغفر له، فَشُقَّ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَتْ لَهُ فَأُنْكِرَ ذَلِكَ، عَلَيْهَا فَقَالَتْ مَا أَسْرَعَ النَّاسَ إِلَى الْقَوْلِ؛ مَا صَلَّى رَسُولُ الله ﷺ عَلَى سهيل بنِ بَيْضَاءَ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ. كان الناس يرون أن صلاة الجنازة يجب أن تكون في مكان مفتوح، فصحّحتهم عائشة بأنها تجوز في المسجد أيضا.

ومن صحابة بدر الطفيل بن الحارث، شهد هو وأخواه عبيدة والحصين بدرا وأحدا والخندق والغزوات كلها مع النبي ﷺ، وآخى النبي ﷺ بين الطفيل بن الحارث وبين المنذر بن محمد وفي بعض الروايات آخى بينه وبين سفيان بن النضر. توفي سيدنا الطفيل في العام السبعين الهجري.

هناك صحابي آخر، هو أبي سَليط أُسَيْرَة بن عمرو، حيث كان اسمه أسيرة بن عمرو وكان يكنى بأبي سليط، وكان مشهورا بكنيته أبي سليط أكثر من اسمه. والده أيضا معروف بكنيته أبي خارجة، وقد شارك النبيَّ ﷺ في بدر وغيرها من الغزوات، كان ينتمي إلى عدي بن النجار أحد فروع الخزرج. كان والده أبو خارجة عمرو بن قيس أيضا من الصحابة. عن ابنه عبد الله أن النبي ﷺ نهى عن أكل لحم الحمار، وكان لحم الحمير يطبخ في القدور، فرمينا تلك اللحوم.

هناك صحابي آخر هو ثعلبة بن حاطب الأنصاري وهو من بني عمرو ابن عوف من قبيلة الأوس، فقد شارك في بدر وأحد. تفيد الروايات أنه إضافة إلى بدر قد شارك في غزوات أخرى أيضا.

عن أبي أمامة الباهلي، أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري، قال لرسول الله ﷺ: ادعُ الله أن يرزقني مالا. فقال رسول الله ﷺ: “ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه”. (فلم يدعُ له فجاءه بعد قليل مرة أخرى) فقال: ادع الله أن أُرزَق مالا. فقال: “أما ترضى أن تكون مثل نبي الله، فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تسير معي الجبال ذهبا وفضة لسارت”. لكنني لا أقوم بذلك، ويجب أن لا يتمنى المرء مالا. ثم جاء إلى النبي ﷺ مرة ثالثة فقال: والذي بعثك بالحق ادعُ الله أن يرزقني مالا. فقال رسول الله ﷺ: “اللهم ارزق ثعلبة مالا”. يقول الراوي أن لثعلبة كان قليل من الغنم فبورك فيها فنمت كما ينمو الدود. حتى بسبب رعايتها جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة، ويترك ما سواهما. ثم نمت وكَثُرت، حتى ترك الصلوات إلا الجمعة، ثم ترك الجمعة أيضا. كان رسول الله ﷺ يسأل الأخبار يوم الجمعة فقال: “ما فعل ثعلبة؟” فقالوا: يا رسول الله، اتخذ غنما فضاقت عليه المدينة. فأخبروه بأمره فقال: “يا ويح ثعلبة، يا ويح ثعلبة، يا ويح ثعلبة”.

ثم نزلت آيات الزكاة فبعث رسول الله ﷺ رجلين على الصدقة: فأتيا ثعلبة، فقال: ما هذه إلا جزية. ما هذه إلا أخت الجزية. ما أدري ما هذا، انطلقا حتى تفرُغا ثم عُودا إلي. فانطلقا وسمع بهما شخص، وقدم لهما خير إبله، فقالا: لم نطلب منك هذا، قال: فإن نفسي بذلك طيبة، وإنما هو له.

باختصار هي قصة طويلة. ثعلبة لم يقدم الزكاة، فلما عادا من عنده وأخبرا بذلك النبيَّ ﷺ نزلت الآية: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ) إلى قوله: (وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) (التوبة: 75-77)

وكان عند رسول الله ﷺ رجلٌ من أقارب ثعلبة، فسمع ذلك، فخرج حتى أتاه فقال: ويحك يا ثعلبة. قد أنزل الله فيك كذا وكذا. فخرج ثعلبة حتى أتى النبيَّ ﷺ، فسأله أن يقبل منه صدقته، فقال: “إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك” فعاد من عنده ﷺ خائبا وخاسرا. ثم جاء إلى أبي بكر ؓ في عهده بزكاة فلم يقبلها منه، ثم جاء إلى عمر ؓ في عهده ولم يقبل منه قائلا أنى لي أن أقبل منك ما لم يقبله منك النبيُّ ﷺ، ثم جاء إلى عثمان ؓ في عهده وهو الآخر لم يقبل منه، فمات في عهد عثمان ؓ.

حين قرأتُ هذه القصة عن الصحابي الذي شهد بدرا أنه لم تُقبل منه الزكاة وفي الطرف الآخر ورد عن أصحاب البدر أنهم أهل الجنة، خطر ببالي كيف يمكن ذلك؟! وربما خطر ببالكم أيضا. ومن المحتمل أن تكون هذه الرواية خاطئة، وقد تكون هذه القصة عن شخص آخر. فوجدتُ أن العلامة ابن حجر العسقلاني ذَكر هذه القصة وأبدى رأيه وقال إذا ثبت أن هذه القصة صحيحة حيث لم تقبل الزكاة من أحد الصحابة فلا تجوز أن تنسب إلى حضرة ثعلبة، لأنه شهد بدرا، وعن البدريين صدر إعلان واضح من الله أنه غفر لهم، ولا يمكن أن يصدر منهم أي ضعف أو نفاق. يقول العلامة ابن حجر العسقلاني أن قول ابن الكلبي يحل هذا الإشكال لأن ثعلبة الذي شهد بدرا قد استُشهد في أُحد، ومما يقوي هذا الرأي أن ابن مردوية نقل في تفسيره عن عطية عن ابن عباس أن شخصا من الأنصار كان يُدعى ثعلبة بن أبي حاطب فجاء إلى مجلسهم فقال لئن آتانا بفضله … ثم سرد قصة طويلة. فهذا ثعلبة بن أبي حاطب أما الصحابي الذي شهد بدرا فالجميع متفقون على أن اسمه ثعلبة بن حاطب. وتبين صدق الرواية التي قال فيها النبيُّ ﷺ أن كل مسلم شهِد بدرا والحديبية لن يدخل جهنم. كما أن هناك حديثا قدسيا جاء فيه أن الله ﷻ قال لأهل بدر: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. يقول العلامة العسقلاني: إن الذي يحوز هذه المكانة السامية كيف يمكن أن يكون في قلبه نفاقٌ؟! إذ لا يمكن أن يُجزَى مَن في قلبه نفاقٌ الجنةَ. ثم كتب: كيف يمكن أن ينزل ما نزل بحق من في قلبه نفاق؟! فقد تبين أن الذي لم يقبل منه الزكاة هو غيرُ سيدنا ثعلبة الذي شهد بدرا واستُشهد في أحد. أما الذي لم تقبل منه الزكاة فهو ثعلبة بن أبي حاطب، فللتشابه في الاسم حصل سوء فهم. فمن المستحيل أن يصدر من أي بدريٍّ مثل هذا التصرف. جزى الله العلامة ابن حجر العسقلاني الذي وضَّح هذه المسألة ونزَّه الصحابي البدري من التهمة وبذلك برئت ساحته من خلال هذه الرواية التاريخية.

ثم هناك صحابي آخر اسمه سعد بن عثمان بن خلدة الأنصاري، واسمه عند البعض سعيد بن عثمان، فقد شهد بدرا، وهو من الذين زلَّت أقدامهم في أحد، لكن الله ﷻ قد أعلن العفو عنهم جميعا في القرآن الكريم. كان أخا لعُقبة. ذات يوم جاء النبيُّ ﷺ إلى بئر الروحاء في موضع الحَرَّة، وكانت ملكا له، حيث كان قد ترك ابنه عُبادةَ ليسقي الناس، وهذا الأخير لم يستطع معرفة النبي ﷺ إذ كان ابنَه الصغير، وحين جاء سعد بيَّن له ابنُه عبادة ملامح النبي ﷺ فقال له سعدٌ إنه رسول الله ﷺ فلم تعرفه، الحقْ به. فوصل إلى النبي ﷺ فمسح حضرتُه ﷺ رأسَه ودعا له. توفي سعد عن عمر يناهز 80 سنة.

ثم هناك صحابي آخر اسمه عامر بن أمية وكان والد هشام بن عامر، واستشهد في أحد، وكان من بني عدي بن النجار. عن هشام بن عامر أنه حين سُئل النبي ﷺ عن دفن شهداء أحد، قال احفروا قبرا كبيرا وادفنوا فيه اثنين أو ثلاثة، وادفنوا أولا أعلمَهم بالقرآن، يقول هشام بن عامر أن والده عامر بن أمية ؓ دُفن في القبر قبل رجلين. ذات يوم زار هشام بن عامر السيدة عائشة، فقالت كان رجلا رائعا. لم يكن له عقب.

هناك صحابي آخر وهو عمرو بن أبي سرح وكتب الواقدي اسمه معمر بن أبي سرح، وكان من بني الحارث بن فهر، وكان يكنى أبا سعيد، توفي في العام 30 الهجري، في عهد عثمان ؓ في المدينة. كان أخوه وهب بن أبي سرح من المهاجرين إلى الحبشة، وكلا الأخوين شهدا بدرا، فقد شهد بدرا وأحدا وسائر الغزوات، ولم يكن له عقب. بعد الهجرة من مكة إلى المدينة قد أقام في بيت كلثوم بن الهدم.

ثم هناك صحابي اسمه عِصمة بن الحصين، وكان من قبيلة بني عوف بن الخزرج. وأخوه هُبيل بن وبرة منسوب إلى جده وبرة، فقد شهد وأخوه بدرا، وبعضهم اختلفوا حول حضوره بدرا وبعضهم الآخرون كتبوا أنه شهد بدرا.

هناك صحابي آخر هو خليفة بن عدي وفي اسمه أيضا اختلاف، فبعضهم كتبوا خُلَيفة بن عدي، فقد شهد بدرا وأحدا، كان خليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن علي بن بياضة من أصحاب بدر. فقد اعتنق الإسلام قبل بدر وتشرف بكونه بدريا ثم شارك في أحد أيضا، وبعد ذلك اختفى اسمه ولا نجد معلومات عنه فترة طويلة، ثم نجد اسمه في عهد علي ؓ حيث شاركه في جميع المعارك ولا نجد شيئا عن عام وفاته أيضا في كتب السير.

حضرة معاذ بن ماعض استُشهد في بئر معونة، وذكر اسم والده ناعص أيضا، وكان من قبيلة زُرَيق الخزرجية، وبحسب بعض الروايات شهد بدرا وأحدا، واستشهد في بئر معونة. وبحسب رواية أصيب بجروح في بدر وتوفي بعد مدة بسبب تلك الجروح. وقد شهد معه بدرا أخوه عائذ بن ماعض أيضا.

بعد صلح الحديبية حين أغار عيينة بن حصن مع قبيلة عسفان على لِقَاح النبي ﷺ بالغابة، وقتلوا الرجل الحارس واحتملوا زوجته في اللقاح. فلما علم بذلك النبيُّ ﷺ أرسل ثمانية فرسان لملاحقة العدو، وكان من هؤلاء الفرسان معاذ بن ماعض أيضا، وفي رواية أن أبا عياش أيضا كان من أولئك الفرسان، وقد قال رسول الله ﷺ لأبي عياش: لو أعطيتَ فرسك رجلاً أفرس منك؟ فقال: يا رسول الله أنا أفرس الناس. وضربتُ الفرس فوالله ما مشى بي إلا خمسين ذراعاً حتى طرحني فعجبت أن رسول الله ﷺ قال: لو أعطيته أفرس منك وجوابي له. ويرى بنو زريق أن رسول الله ﷺ بعد ذلك أركب فرسَ عياش معاذَ بن ماعض أو عائذ بن ماعض.

وهناك صحابي آخر هو حضرة سعد بن زيد الأشهلي من قبيلة بني عبد الأشهل، وقد شهد بدرا، ويرى البعض أنه شارك في بيعة العقبة أيضا، فقد شارك النبيَّ ﷺ في بدر وأحد والخندق وسائر الغزوات. أرسل النبي ﷺ معه أسرى بني قريظة فاشترى مقابلهم الخيول والسلاح في نجد. في رواية أن حضرة سعد بن زيد أهدى لرسول الله ﷻ سيفا نجرانيا، فسلَّمه إلى محمد بن مسلمة قائلا: جاهدْ به في سبيل الله وحين يختلف الناس فيما بينهم فاضرب به الحجر والزم البيت، أي لا تتورط في أي فتنة أو فساد. نسأل الله ﷻ أن يعمل بهذه النصيحة المسلمون المعاصرون الذين يتقاتلون، وأن يستتب الأمن والسلام، ونسأل الله تعالى أن يرفع درجات هؤلاء الصحابة دوما ويوفقنا أيضا للحسنات والتضحيات وأن نعيش بإخلاص ووفاء.

 

 

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز