خطبة الجمعة

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام

يوم 21/12/2018

*****

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.

اليوم كنت أريد أن أذكر بعض الصحابة أولا ثم أتكلم عن السيد مرزا أنس أحمد المحترم الذي توفي مؤخرا، ثم قررت نظرا لعدد كبير من الرسائل التي أرسلها الإخوة وذكروا فيها خصاله الحميدة، أن أتناول في خطبة اليوم ذكْره فقط. لقد توفي مؤخرا السيد مرزا أنس أحمد المحترم وكان أكبر أنجال سيدنا الخليفة الثالث رحمه الله عن عمر يناهز 81 سنة، إنا لله وإنا إليه راجعون. فكان أكبر أحفاد حضرة المصلح الموعود ؓ من قِبل الوالد وكان حفيد حضرة السيدة نواب مباركة بيغم المحترمة ونواب محمد علي خان المحترم من قبل الأم، ومن هذا المنطلق كان ابن خالي. لقد تلقى الدراسة الابتدائية في قاديان، وأنهى الدراسة في ربوة ونال شهادة الماجستير من جامعة البنجاب. بعد ذلك درَّس لمدة في كلية (تعليم الإسلام)، ثم قَدِمَ إلى هنا في إنجلترا ونال شهادة الماجستير من جامعة أكسفورد. لقد أَوْقَف حياته بفضل الله في عام 1955 وبدأ حياته العملية في 1962 وعمل في شتى المجالات بمنتهى الإخلاص وكان معتادا على العمل الدؤوب بالجهد والهمة. كان كثير المطالعة المتعمقة في علم الحديث والفلسفة والأدب الإنجليزي، وكان شغوفا بعلم الحديث بوجه خاص، فقد تعلَّم مبادئ علم الحديث بشوقه الخاص من المولوي خورشيد أحمد المحترم. كانت للمرحوم مكتبةٌ خاصة غنية في بيته إذ كان مولعا بالقراءة وكانت في مكتبته كتب نادرة. كلما جاءه طالبٌ من أي اختصاص لأخذ التوجيه قدَّم إليه المرحوم معلومات قيمة، كان عنده كثير من كتب الحديث الأساسية والمهمة، وكان قد حصل عليها من شتى المكتبات. حين نذر نفسه في 1955 ذكَره سيدنا المصلح الموعود ؓ وقال إن دعوة وقف الحياة التي أطلقتُها في الجماعة تلقيتُ بعدها ثلاثة طلبات أحدها من حفيدي مرزا أنس أحمد، وهو ابنُ عزيزي مرزا ناصر أحمد، وفَّقه الله للوفاء بنيته. لقد كتب إلي أنس أحمد: إني كنت أريد أن أُوْقِف حياتي بعد دراسة القانون لكنني الآن مستعد تماما، فيمكنكم تعيينني حيثما تريدون.

لقد وُفق المرحوم بفضل الله تعالى لخدمة الجماعة في مختلف المكاتب لمدة 56 سنة، فقد عُين أولا أستاذا محاضرا في كلية تعليم الإسلام، وفي 1975 عُين نائبا لناظر الإصلاح والإرشاد، ثم عين ناظرا إضافيا للإصلاح والإرشاد، كما عمل لمدةٍ كسكرتير خاص لحضرة الخليفة الثالث رحمه الله ولحضرة الخليفة الرابع رحمه الله في جولته الأولى إلى أوروبا أيضا، كما عمل مشرفًا أعلى على الجامعة الأحمدية بربوة، وعمل ناظرا للتعليم أيضا لمدة معينة، ثم عمل كنائب لناظر الديوان. وفي 1999 تم تعيينه وكيل الإشاعة حيث عمل إلى الوفاة. في عام 1997 كان قد بلغ سنَّ التقاعد لكنه ظل يخدم الجماعة إلى آخر لحظة من حياته، لقد وُفق لخدمة الجماعة في شتى أقسام مجلس خدام الأحمدية ومجلس أنصار الله المركزيَّين أيضا. لقد ترجم المرحوم كتاب “البراهين الأحمدية” وقصيدة “آمينُ محمود” إلى الإنجليزية، وقد نُشرت هذه الترجمة. في هذه الأيام كان يراجع الترجمة الإنجليزية لكتابَي “الكحل لعيون الآريا” و”إزالة الأوهام” و”الدر الثمين” (وهو مجموعة الأبيات الأردية من نظم المسيح الموعود ؏).

بعد تأميم مدارس الجماعة، فَتحت الجماعة مدارس جديدة تحت إشراف “مؤسسة ناصر”، فكان المرحوم رئيسا لهذه المؤسسة، كما كان عضوا في مجلس الإفتاء، وكان عضوا في لجنة مؤسسة نور أيضا، ولقد أنشئت هذه المؤسسة لنشر كتب الحديث تحت إشراف الجماعة، وإعداد ترجمتِها وشرحِها، وكان المرحوم يترجم مسند أحمد إلى الأردية.

لقد ذكر حضرة المصلح الموعود ؓ أمرا يتعلق بالمرحوم وهو في الحقيقة يلقي الضوء على تضحية المصلح الموعود نفسه، ولما كان اسم المرحوم ورد فيه لذا أذكره لكم ويعود تاريخه إلى أيام الهجرة من قاديان وانقسام البلد. يقول حضرة المصلح الموعود ؓ حين أتينا إلى باكستان مهاجرين من قاديان قلت لأهل بيتي إنكم ستتسلمون من المطبخ نفس الكمية من الطعام مثل الآخرين، (فقد كان حدد كمية الطعام بسبب الأوضاع الصعبة) وكنت أصدرت الأوامر بأنه سيعطى كل شخص رغيفًا واحدًا فقط، وقلت لأهل بيتي أيضا أن كل واحد منهم أيضا سيقدَّم إليه رغيف واحد فقط، ذات يوم جاءني حفيدي أنس أحمد باكيا وأُخبرت أنه يقول أنه لا يشبع برغيف واحد، فقلت لن أعطيه أكثر من رغيف، وإذا كان رغيف واحد لا يكفيه فيمكن أن تقدموا له نصفَ رغيفي وأكتفي بالنصف الآخر، وبذلك يتوفر له رغيف ونصف. عندما ستزيد حصَّة الضيوف رغيفا واحدا فسوف أزيد حصة أهل بيتي أيضا من الأرغفة، وما دام الضيوف يقدَّم إليهم رغيف واحد، قدِّموا له نصف رغيفي. لاحقا قد أكرمنا الله وتحسنت الأوضاع، وازداد محصول الأراضي في السند وليس ذلك فحسب بل قد هيأ الله ﷻ وسائل أخرى للدخل أيضا، ورُفع هذا الحظر.

يقول صهر المرحوم مرزا وحيد أحمد المحترم: ذات مرة كنت مسافرا إلى بخارى وسمرقند فقال لي المرحوم إنك ذاهب إلى هناك فأرجو أن تزور قبر الإمام البخاري وادْع له وأقرئه مني السلام، وكان ذلك لحب المرحوم للنبي ﷺ لأن الإنسان الذي جمع لنا كنـز أقوال النبي ﷺ وسيرته قبل مئات السنين يستحق أن ندعو له ونسلِّم عليه.

يقول الدكتور نوري المحترم: لقد رأيت المرحوم عن كثب مدة طويلة ولاحظت أنه كان ينجز المهمة المعهودة إليه بكل إخلاص وشوق وببذل الجهود الشاقة، ولقد رأيته حتى في المرض والضعف يترجم كتب سيبدنا المسيح الموعود ؏ على الحاسبوب المحمول، إذ كان لساعات طويلة يكتب بالكمبيوتر وكان أصحابه أيضا معه يساعدونه في توفير نصوص من القرآن الكريم وكُتب المسيح الموعود ؏ فكان يقول: إنما أمنيتي أن أنجز بعون الله العملَ الذي عَهِده إلي خليفة المسيح. يتابع الدكتور نوري المحترم ويقول: كانت ذاكرة المرحوم أيضا قوية جدا، كان يعشق النبي ﷺ والأحاديث، وكان يذكر الأحداث من حياة المحب المخلص للنبي ﷺ أي سيدنا المسيح الموعود ؏ وخلفائه بحماس وعاطفة وبأسلوب لطيف يخلب لب المستمع، وكانت عيناه تدمعان وتغلبهما الرقة أثناء سرد هذه الأحداث. وكان صبورا أيضا كما كتب الدكتور نوري نفسُه من أن المرحوم أبدى دوما الصبر والهمة في الأوضاع الصعبة، وكان يتحمل كل ضيق بعزم. ورغم أنه لم يكن يقدر على حمل كأس أو فنجان شاي ولم يكن يقدر على قلْب جانبه على السرير، قد تابع أعماله وأنجز مسؤولياته بجهد جهيد ولم يترك لأحد أية فرصة للشكوى، وظل راضيا برضا الله ﷻ.

يقول الدكتور نوري المحترم كان المرحوم يستقبل كل زائر بوجه بشوش وابتسامة، وكان ذلك مَزِيَّة خاصة له. قبل دخوله مستشفى طاهر لأمراض القلب بيوم جاءني للزيارة، وكانت آثار الألم الشديد بسب المرض بادية على وجهه ومع ذلك قال لي مبتسما أرى أن رحيلي وشيك، وإني ذاهب للقاء ربي. (فقد قال ذلك بوجه باسم)

ثم يقول الدكتور نوري المحترم نفسُه عن شكر المرحوم إنه كان رجلا شكورا وممتنًّا، فقد قال لي مرتين بامتنان كبير: لقد أحسنتَ إلي بصدق النية إذ قمت بعيادتي فلا أرى أني سأتمكن من ردِّ الجميل، ثم قدم لي مبديا هذه العواطف مذكِّرةَ حضرة الخليفة الثالث رحمه الله التي كان حضرتُه قد سجل فيها رؤاه وغيرها. كما أهداني معطفَ حضرة الخليفة الثالث رحمه الله. مثل ذلك أبدى شفقة كبيرة للفريق الطبي هنا.

لقد رأيتُ أنا أيضا مكتبته الخاصة كما كتب الدكتور نوري أيضا أن الرفوف مع الجدران كلها كانت مليئة بالكتب إلى السقف، وهذه الكتب علمية واقتصادية وذات مواضيع أخرى شتى، وقال المرحوم أنه قد قرأ كل هذه الكتب.

تقول ابنةُ الأستاذ مير داود أحمد المحترم السيدةُ ندرت المحترمة: حين سمعتُ خبر وفاة المرحوم استحضرَ دماغي كثيرًا من ذكرياته، وتجددت ذكريات حضرة الخليفة الثالث رحمه الله. فيوم زفاف ابنتي ذهبتُ إلى خيمة الضيوف قبل الوقت لتفقد الترتيبات فوجدتُ هناك الأخ أنس يبكي، فاستغربتُ لماذا حضر قبل الوقت بكثير، فقال لي حين رآني: اليوم تذكرتُ أباكِ المرحوم مير داود أحمد المحترم كثيرا، فكنت أدعو لك هنا.

يقول ابن أخت المرحوم السيد عامر أحمد المحترم: لقد ظل المرحوم معنا في الأفراح والأحزان كأب رؤوف، ومعلوم أن في كل بيت يحدث نزاع عابر وكان المرحوم يعفو كأن لم يحدث شيء، وإذا شعر أن أحدا انزعج من نصحه، اعتذر إليه في اليوم التالي رغم النصح وطلب منه العفو.

يقول السيد منير الدين شمس المحترم الوكيل الإضافي للتصنيف: إني عقدت مع المرحوم اجتماعات كثيرة ووجدتُه دوما مواسيا وشفيقا، ورغم أنه كان يكبرني كثيرا، فإنه لم يُبدِ قط أنه أكبر مني سنا وأكثر مني علما. منذ بدأتُ معه عمل التصنيف وجدتُه مُعينا وموجِّها ومتعاونا كثيرا، كلما أرسلتُ إليه عملا أنجزه بمنتهى الجهد والإخلاص بل كان يستزيد دوما ويقول كلما عملت في المرض أكثر كان أفضل. كانت له علاقة وفاء وإخلاص قوية بالخليفة، وكلما تكلمت معه بمقتضى العمل طلب مني أن أنقل سلامه إلى الخليفة، وكان يسأل كل مرة عمَّا إذا كان الخليفة عاتبا عليه بسبب التقصير في العمل، فكان دوما يخاف أن يسخط منه الخليفة. رغم كونه مريضا كلما أُرسل إليه عمل من قِبلي سعى جاهدا لإنجازه في أقرب فرصة وبكل سرور. بخصوص ترجمة بعض الكتب لسيدنا المسيح الموعود ؏ إلى الإنجليزية وُفِّق المرحوم لخدمات جديرة بالتقدير. لقد وُفق لترجمة بعض أجزاء البراهين الأحمدية إلى الإنجليزية ترجمةً رائعة. وكان فريقنا أيضا يراعون رأي المرحوم عند اختيار الترجمة النهائية. كلما أرسلتْ إليه وكالة التصنيف توجيهاتٍ مني قائلة إن هذا ما قال خليفة الوقت ونرجو إرسال رأيكم، أَرسل رأيه مدعوما بأدلة. باختصار، قد حُرمت الجماعة من عالم ذي علم عميق، هيأ الله لها علماء آخرين.

لقد ذَكر كلُّ من كتب عنه وكثيرٌ من الدعاة كما كتب شمس المحترم أيضا، كان المرحوم يُكرم الدعاة كثيرا، ويوجِّههم علميًا.

يقول السيد الحافظ مظفر أحمد، الناظر الإضافي المحلي للإصلاح والإرشاد: كان المرحوم مرزا أنس أحمد يملك صفات حسنة كثيرة، بحيث كانت خشية الله وحبّه، وحب القرآن والرسول ﷺ والتواضعُ والرحمة والشفقة من صفاته البارزة. كان يهتم بحقوق العباد أيضا إلى جانب حقوق الله تعالى، وكان يعير اهتماما خاصا بالفقراء والمساكين، ما كان يردّ ذا الحاجة صفر اليدين وإن احتاج لمساعدته إلى الاقتراض. كان المرحوم شخصية علمية وكان مولعا بتحصيل العلم، وقد قام بجهد كبير لهذا الغرض. وقال لي شخصيا أنه أكمل الدورة الأولى لقراءة كتب المسيح الموعود ؏ في العطلات بعد امتحان الثانوية.

أقول: لقد ذكر المرحوم هذا الأمر لي أيضا، ثم كتب في إحدى رسائله إليّ، وقال أنه أكمل الدورة الأولى لمطالعة كتبه ؏ حين كان يبلغ من العمر 15 أو 16 عاما.

يتابع الراوي ويقول: كان المرحوم محبا صادقا لرسول الله ﷺ، وبالنتيجة كان مولعا وشغوفا بعلم الحديث. وبسبب هذا الحب للأحاديث تعلّم اللغة العربية وأتقنها بحيث كان يقرأ شروح الأحاديث بالعربية إلى جانب الأحاديث نفسها. بعد امتحان الثانوية درس صحيح البخاري على يد المرحوم حكيم خورشيد أحمد. حين كان المرحوم مرزا أنس أحمد يدرّس في الكليةكنتُ أرى سيارته أمام بيت حكيم خورشيد أحمد صباحا، فكان يدرس عنده صحيح البخاري قبل الذهاب إلى عمله. وقد درس بقية كتب الصحاح الستة بعد البخاري بمبادرته الشخصية، فظل طالب علم إلى آخرة لحظة من حياته. لقد اشترى كمًّا هائلا من كتب الحديث ببذل أموال كثيرة وبذلك قد جمع كنـزا كبيرا منها في مكتبه الشخصية في بيته، وقد وجدتُ مكتبته مفيدة جدا إذ يوجد فيها كثير من الكتب النادرة. فمن هذا المنطلق إن مكتبته فريدة من نوعها. كان شغوفا بعلم الحديث كثيرا بحيث قد اقتنى كتبا حول المواضيع الأخرى المتعلقة بعلم الحديث مثل علم الرجال، وعلم أصول الحديث وغيرهما. كان من عادته أن يطالع بدقة وعمق، ويطرح تلك المواضيع في النقاش العلمي.

أقول: كنتُ قد أنشأتُ في ربوة لجنة باسم “مؤسسة نور، لترجمة الصحاح الستة” لتكون معنية بترجمة تلك الكتب وشروح بعضها بالأردية. يقول السيد الحافظ مظفر أحمد: عُيّن المرحوم مرزا أنس أحمد عضوا في هذه اللجنة وقد اختار لنفسه، إلى جانب مشاغله المكتبية الأخرى، عملا شاقا وطويلا وهو ترجمة مسند أحمد بن حنبل، واستمر فيه على الرغم من مشاغله الأخرى واعتلال صحته وأكمل ترجمة مئات الأحاديث منه. وهذه الخدمة التي قام بها المرحوم ستُخلّد ذكراه.

يضيف الراوي ويقول: إن أجمل مثال على حبه علمَ الحديث أنه كان يشاهَد في شهر رمضان المبارك من خلال درس الحديث، فكان المرحوم يبذل جهدا كبيرا واهتماما ملحوظا في إعداد درس الحديث وإلقائه وغالبا ما كانت حول جوانب مختلفة لسيرة النبي ﷺ، وكان يجمع في دروسه مادة ثمينة ونادرة حول هذا الموضوع. كان في صوته رقّة وتأثيرا كبيرا. كنا نستمتع بدروسه في شهر رمضان المبارك، حيث كان يلقيها بأسلوب جميل وزاخر بعواطف الحب فكنا نشعر كأننا رجعنا إلى زمن القرون الأولى لبعض الوقت. لقد وُفق المرحوم  لإلقاء الخطب إلى عدة سنين في الجلسات السنوية في ربوة. يقول نائب وكيل “وقف نو” السيد شميم برويز: إن حادثا دالا على حبه العظيم للخلافة منقوش في ذهني. يقول: عند انتخاب الخليفة الرابع رحمه الله كنت أخدم الجماعة بصفتي قائد مجلس خدام الأحمدية لمحافظة جنغ، وكنت أقوم بخدمة الحراسة خارج محراب المسجد المبارك أثناء عملية الانتخاب، وما إنْ وصل من المسجد خبر انتخاب حضرة مرزا طاهر أحمد كخليفة رابع للمسيح الموعود عليه السلام حتى رأيت مرزا أنس أحمد يخر ساجدا لله تعالى على الأرض التي كانت مُعَبَّدَةً بحجارة تلتهب من شدة الحر في شهر يونيو.

وكتب الدكتور افتخار من لندن: كان المرحوم واقفا للحياة حقًا. لم ينقطع عن الحضور في المكتب، وظل مشغولا بأعمال الترجمة وأعمال مكتب الإشاعة إلى آخر حياته. كان يقوم بعمل الترجمة بانهماك وتركيز شديدين، وأحيانا كان يقضي أياما في البحث عن تعبير مناسب. لقد بلغ مستوى أعلى في الطاعة.

وكتب السيد خالد من المكتب الروسي: كلما أفكر في شخصية ميان المرحوم أجدها صورةً متجسدة حقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”. كان عنده شغف شديد بتعلم شتى العلوم. ما كان يترك أية فرصة تنفلت من يده لتعلُّمِ شيء جديد أو معرفة أمر جديد. كانت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وعلم الحديث أحب المواضيع إليه.

كما كان مشغوفًا بعلم الألسنة. كان يحب تعلم مختلف اللغات. كان إكرام الضيف من أبرز خصاله الحميدة. في عام 2005 جاء من روسيا إلى ربوة السيدُ رستم حماد ولي، رئيسُ جماعتنا في روسيا ومعلّمنا في موسكو من أجل إعداد ترجمة معاني القرآن الكريم، وكنت أعمل معه على إكمال هذه الترجمة. كان السيد رستم يقيم في دار ضيافة التحريك الجديد، وذات مرة لم يتوفر ما كان يتناوله السيد رستم من مأكولات معينة بحسب مزاجه، وأكبر ظني أنها كانت قد نفدت. فدعاني المرحومُ على الفور وقال إن السيد رستم ضيفنا الكريم، وتقديم كل ما يحتاج إليه هو من أول واجباتنا. ثم أعطاني المرحوم مبلغا من جيبه وقال أَحضِرْ له الأشياء المطلوبة، وإذا احتاج شيئا في المستقبل فأخبرْني أنا.

بعد تنفيذ أوامره أخبرته بأني قد جئت للضيف بكل ما يحتاج إليه. ثم بعد ذلك أيضا ظل المرحوم يسألني بانتظام عن إكرام هذا الضيف.

وقال السيد محمد سالك داعيتُنا في بورما: هناك واقعة للمرحوم بشأن طالب سريلانكي أثرت فيَّ جدا. حضر من سريلانكا طالب اسمه منير أحمد للدراسة في الجامعة الإسلامية الأحمدية، وهو يعمل الآن داعية في سريلانكا. ذات مرة مرض هذا الطالب في أيام الجامعة مرضا شديدا، فكان حضرة ميان المرحوم يحضر إلى مدينة الطلاب بقلق شديد ليلا ونهارا ويسأل عنه بحرص شديد كأن المريض من أقرب أقاربه. كان ميان أنس أحمد المحترم في تلك الأيام المدير الأعلى للجامعة الإسلامية الأحمدية.

وكتب السيد شمشاد المحترم داعيتُنا في أمريكا: في جلسته مع الدعاة كان يسعى بشدة أن يخلق فيهم حماسًا لتبليغ الدعوة. كان جد مولَع بالمطالعة، وكان يحث الدعاة عليها مرارا، وكان يجمع في مكتبه أكواما من الكتب دائما. كان يقرأ صحيح البخاري بكثرة، ويناقش مع الدعاة الذين كانوا يحضرون عنده الأمور العلمية.

وكتب السيد شاهد محمود داعيتنا في غانا: كان لي شرف العمل مع ميان المرحوم لأكثر من 12 عاما في وكالة الإشاعة بصفته مدير التحرير للجزء الإنجليزي لمجلة التحريك الجديد. كنت أتعلم الكثير والكثير من المرحوم. كان مفعمًا بحب المسيح الموعود عليه السلام وحب الخليفة وطاعته. كثيرا ما  كانت الدموع تسيل من عينيه عند ذكر اسم المسيح الموعود عليه السلام.

كان يجلسني في مكتبه عند ترجمة الكتب ولاسيما البراهين الأحمدية وكحل عيون الآريا وآمين محمود. وقد دعاني إلى بيته من أجل الترجمة عدة مرات. لم يكن يهتم بأن اليوم هو يوم عطلة أو أن وقت الدوام قد انتهى. كان يواصل عمل الترجمة لساعات متأخرة في المساء في معظم الأحيان، ويغمرنا في هذه الأثناء بكرمه وضيافته وشفقته.

ويتابع ويقول: كان قد أمرني بإمامة صلاة الظهر في مكتبه، حيث كان كل من في مكتبه يصلون هناك. كنت أنظر إليه وهو يصلي السنن. كانت صلاته رائعة حيث كان يؤديها مستمتعا بها. كان شفوقا على من يعمل معه في المكتب. ذات مرة مرضت وحضرت المكتب رغم المرض، فأمرني بشدة بأن أعود إلى البيت ومنحني عطلةً ستةَ أيام. مع أنه كان يحضر المكتب وهو مريض ويواصل عمله في البيت أيضا.

وكتب الداعية أياز محمود خان من مكتب وكالة التصنيف بالمملكة المتحدة: لقد تعلمت من المرحوم أمورًا كثيرة بصدد عملي. كان يقوم بترجمة كتب المسيح الموعود عليه السلام بكل محبة وشوق، فكان يخبرني دوما بما يجده من عبارات صعبة خلال الترجمة مع حلول يجدها. كان يشاطرني تجاربه في الترجمة.

هناك أمر هام كان يقوله لي بوجه خاص، وهو أنه لا يكفي أن يبحث المترجم من القاموس عن المعنى الحرفي لكلمة ثم يكتبه في الترجمة، بل من الضروري أن يرى ألا يكون ذلك اللفظ متنافيا مع مكانة المسيح الموعود عليه السلام، وإذا رأى أن المعني الحرفي غير مناسب، فعليه أن يختار لفظا وتعبيرا آخر يؤدي المعنى المراد.

في أيام مرضه قال لي مرارا: إن سرعة عملي قد تباطأت جدا، فكلما أجلس للعمل لا أقدر بسبب الإرهاق على إنجاز ما أريده إنجازه، ومع ذلك أجلس للعمل ست أو سبع ساعات وأعمل بلا توقُّف.

وأقول: لقد رأيته أنا أيضا يعمل جالسًا اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة بل خمس عشرة ساعة متواصلة.

وكتب السيد أياز خان أيضا: عندما زرت أنا وزملائي في الصف بالجامعة ربوة جلسْنا معه عدة جلسات فقال لنا عندها وفيما بعد أيضا كلما تحدثت معه: عليكم أيها الشباب مطالعة كتب الأدب أيضا، وتعودوا على قراءة كل نوع من الكتب، ولا تكتفوا بمطالعة الكتب الدينية فقط. اقرأوا الفلسفة، الأدب، والروايات أيضا، فهذا يقوي لغتكم ويزيدكم ثقافة. كان يقول لي: هذا ضروري لك لأنك تقوم بعمل الترجمة.

ذات مرة، سألته عن كلمة صعبة وقلت له ما هي ترجمتها المناسبة بالإنجليزية في رأيكم؟ ففكر مليًّا ثم ذكر لي ثلاث كلمات. فأخبرته أن حضرة تشودري ظفر الله خان المحترم قد ترجم هذه الكلمة إلى الكلمة الإنجليزية الفلانية في أحد المواضع. فغمره السرور وقال هذا هو الصحيح، وهذه هي ترجمتها. كان يكنّ لحضرة تشودري ظفر الله المحترم حبًا واحتراما كبيرين، وقال لي:  كانت لغة حضرة تشودري المحترم رائعة، فاختر هذه الكلمة نفسها.

ويتابع السيد أياز خان ويقول: لقد رأيت ميان المرحوم لا يقيم لعقله وذكائه وعلمه أدنى وزن إزاء رأي الخليفة. إذا كان له رأي في قضية، ثم أخبرته بأن حضرة الخليفة يرى هكذا، فكان لا يلبث أن يقول: أنا على الخطأ وما قاله الخليفة هو الصحيح. وهكذا كان يعلّمني مرة بعد مرة أن كل رأي إزاء رأي الخليفة لا يساوي شيئا. إنما رأي الخليفة هو الرأي، ولا بد لنا من العمل به.

وقال شيخ نصير المحترم الذي يعمل في المكتب الروسي: لقد قضيت مع ميان المرحوم 16 عاما في وكالة الإشاعة، وتعلمت منه الكثير والكثير. لقد وجدته صديقا شفيقا دائما. لم يشعرني أبدًا أني أعمل تحت إِمْرته. كلما فكرت بفقدان أَبَوَيَّ كان يقول لي دائما عليك أن تعدّني في مكانهما.

ثم كتب: كان المرحوم يعامل كل العاملين بمنتهى الشفقة. وإذا زجرني زجرا خفيفا لا يَكاد يُذكر نتيجة خطأ صدر مني كان يذكر دائما ما بدر منه ويقول لي في اليوم التالي: أرجو أن تكون قد عفوتَ عني. فكنت أقول: يا سيدي: لم أشعر بزجرك قط. كلما سخط المرحوم على شيء كان يلزم الصمتَ فكنا نعرف أنه ساخط، ولكنه كان يهتف بعد هنيهة لأمر ما، ولم يُبق السخط أو ما شابهه في صدره. كلما كلِّف بمسؤولية من قِبل خليفة الوقت كان يجلس مع العاملين تحته ليضع خطة العمل وكان يأخذ الجزء الأصعب من العمل على عاتقه ويبذل قصارى جهده لإتمامه وإن كان في البيت بسبب المرض. وكلما تعذر عليه الحضور إلى المكتب كان يدعو العاملين معه إلى بيته ويجعله مكتبا، ما كان يفكر في العطلة أو الاستراحة بل كان يعمل في مجال الترجمة مستلقيا في فراشه، وكثيرا ما يأتي إلى المكتب على الدارجة معي.

يقول السيد زاهد محمود مجيد، الموظف في مكتب الإشاعة: لقد سنحت لي فرصة خدمة الجماعة مع المرحوم، ووجدته محبا مخلصا جدا للخلافة. كلما أراد أن يكتب رسالة إليكم (يقصدني أنا) كانت العواطف تغلبه دائما. وكلما كلِّف بعمل من الخليفة كان يبذل لإكماله كل ما في وسعه. وإذا حال المرض دون ذلك أحيانا كان يقلق كثيرا. يقول الراوي السيد محمود مجيد: لقد أُصبتُ ذات مرة بحصى الكلية وأُجريت لي عملية جراحية في مشفى “فضل عمر” بربوة، وأخبرني والدي بعد ذلك أن المرحوم مرزا أنس أحمد ظل يتمشى في أروقة المشفى مضطربا ومنهمكا في الدعاء حتى تَمَّتْ العملية.

يقول السيد محمد الدين بهتي الموظف في المكتب نفسه: لقد وُفقتُ للعمل مع المرحوم من عام 1995م إلى يوم وفاته. كان المرحوم يحترم العاملين معه دائما. كلما دعا أحدا إلى غرفته لأمر ما أجلسه على الكرسي قبل الشروع في الحديث. وكلما سخط على عامل تلطّف معه بعد ذلك فورا وفي بعض الأحيان كان يعتذر إليه. ذات مرة كلّفني المرحوم بعمل، ولكني رفضتُ أو رددتُ عليه بالنفي، وما صدر مني كان من سوء الأدب، ولكنه غض الطرف عنه واكتفى بالقول: ما كان يليق بك أن ترد على هذا النحو.

كنت إلى فترة معينة أتأخر عن الوصول إلى المكتب بسبب الإصابة في رُكبتيَّ. ومن ثَمَّ كانت علامة X توضع أمام اسمي في سجل الحضور. الأسلوب المتبع في المكاتب هو أنه إذا بلغت هذه العلامات عددا معينا أمام اسم أحد عُدّت بمثابة غيابه ليوم واحد. ولكن المرحوم مرزا أنس أحمد شفع لي بنفسه عند الوكيل الأعلى وقال إنه مريض لذا أرجو ألا توضع هذه العلامة أمام اسمه. كان المرحوم يهتم كثيرا بالطلاب الفقراء والعاطلين عن العمل والأرامل، ويشتري على نفقته كتبا وزيّا مدرسيا للطلاب الفقراء، وكان يشفع للعاطلين عن العمل للحصول على الوظيفة.

يقول داعيتنا في غانا السيد إحسان الله: لقد عملتُ في وكالة الإشاعة تحت إشراف المرحوم إلى 9 سنين، ووجدتُه مشغوفا بحب الخلفاء واحترامهم، وكان ينفخ هذا الحب في أذهان العاملين معه. ذات مرة دعاني وأجلسني إلى جواره وقال: أكتب رسالة إلى الخليفة وأريد إرسالها حالا بالفاكس. ثم شرع في الكتابة ولما كتب جملة: “سيدنا الخليفة الخامس للمسيح الموعود”، استولت عليه حالة من الاستغراق وظل يرنو إلى تلك الجملة بتركيز إلى بضع دقائق ثم ذكر أمورا أخرى عن الخلافة بكلمات عاطفية جدا. كانت ألطافه على العاملين تحته عجيبة حقا، ما كان يتحمل أن يبقى أحد واقفا أمامه. كان بشوشا في المرض وحالة الضعف الشديد الناتج عنه. وإذا زجر أحدا يوما جبر خاطره في اليوم التالي حتى كنا في بعض الأحيان نشعر بالخجل من ذلك، مع أن الزجر لم يكن أكثر من أن رفع نبرة صوته قليلا، دون أن يقول كلمة قاسية أو جارحة. وإذا رأى أحدا يعامل بالقسوة في المكتب أظهر براءته من تصرفه.

يقول السيد محمد طلحة، أستاذ الحديث في فرع المتخصصين في الجامعة الأحمدية: في أثناء الاختصاص سنحت لي وللسيد فهد أحمد فرصة دراسة الحديث لعام كامل على يد المرحوم، فكان يسعى جاهدا، على الرغم من مسؤولياته الأخرى واعتلال صحته، ألا يمر يوم دون درس الحديث. ذات مرة لم يحضر المكتب بسبب شدة المرض فدعانا إلى بيته للدرس.

يقول داعيتنا السيد آصف أويس الذي يعمل في وكالة الإشاعة: لقد عُيّنتُ في هذا المكتب قبل بضعة أشهر، وكانت هذه الأشهر القليلة تذكارا جميلا في حياتي. فقد لَطَفَ بي المرحوم مرزا أنس أحمد كثيرا ورعاني في كل مناسبة. كان فارق السن بيني وبين المرحوم يقارب خمسين سنة ولكني كنت أشعر كأن هذا الفارق الزمني إنما هو بالاسم فقط، إذ كان الحوار يجري بيننا في جو جميل ووُدّي جدا وكان المرحوم يمازحني أيضا أحيانا ليبقى جو المجلس لطيفا وجميلا. كنت أعمل على ترجمة المرحوم لمسند أحمد بن حنبل، ووجدت أن المرحوم يملك قوة وعزيمة خارقة للاستمرار في العمل على الرغم من تقدمه في العمر وتدهور صحته بشدة، ولم يدَع اليأس أو فكرة عدم إنجاز العمل تقترب منه.

يقول الطالب في الجامعة الأحمدية السيد محمد كاشف: لقد ذهبتُ إليه عدة مرات في البضعة أشهر الماضية في أثناء كتابة رسالتي بعنوان: “السكرتيريون لخلفاء الجماعة الأحمدية”، وقد أعطاني كثيرا من وقته الثمين بكل حب واهتمام. لقد أجريتُ معه عدة مقابلات للتزود بالتفاصيل في أثناء مرضه أيضا، وقال لي ذات مرة بصوت مِلْؤُه الرقة: إن ملخص حياتي هو أن مساعي الإنسان وجهوده ليست بشيء يُذكر، بل إن فضل الله تعالى هو كل شيء ثم بركات الخلافة.

يقول السيد آصف أحمد من ربوة: قبل وفاته ببضعة أيام كان يتلقى العلاج في “مؤسسة طاهر لأمراض القلب” فذهبت لعيادته وعرّفتُه بنفسي، كان المرحوم عندئذ لابسا قناعا -لعله كان قناعا لتنفس الأوكسجين- فأزال القناع وبدأ يحاورني على الرغم من الصحة المتدهورة، فقلتُ له: سوف يشفيك الله تعالى بفضله سريعا، فقال: إن دعا الله الإنسانَ إليه أيضا فضل منه ﷻ. فاستغربت بشدة بسماع كلامه ونظرا إلى توكله على الله تعالى في هذه الحالة أيضا، إذ لم يكن قلقا من الموت قط.

أقول: ما كتبه مختلف الناس عن علاقته بالخلفاء ليست فيه أدنى مبالغة قط، بل الحق أن علاقته كانت أقوى وأعمق مما ذُكر، وقد أبدى ذلك في كل عمل من أعماله. وليس ذلك فحسب بل عندما عيّنني الخليفة الرابع رحمه الله ناظرا أعلى وأميرا محليا في باكستان، أطاعني المرحوم طاعة كاملة لأن خليفة الوقت كان قد عيّنني، مع أنني كنت أصْغُرُهُ بــ 13 أو 14 عاما على الأقل، وضرب مثلا أعلى للإخلاص والولاء، كما أطاعني طاعة كاملة بعد أن توليت منصب الخلافة.

ندعو الله تعالى أن يرحمه ويغفر له ويحقق أمانيه النبيلة لنيل أفضال الله تعالى، ويجعل مثواه مع أحبائه ويجعل أولاده مخلصين وأوفياء للخلافة. عندما توفي السيد مرزا غلام أحمد رأى المرحومُ مرزا أنس أحمد رؤيا،  ذكرتُها في الخطبة حينذاك أيضا، وكتب رؤياه إلي وقال: لقد رأيت ليلة قبل البارحة في المنام، قربَ وفاة مرزا غلام أحمد أن السيد مرزا خورشيد أحمد ومرزا غلام أحمد قد ذهبا إلى الله تعالى، وهما يلقيان سيدَنا رسول الله ﷺ والمسيح الموعود ؏. عندها نشأت في قلبي أمنية أن يقدّر الله تعالى لقائي أيضا على هذا النحو. فقلتُ: يا ربي اُدعني أيضا في قربك. فقال الله تعالى: تقدّمْ، وهكذا أعطاني الله تعالى مكانا في قربه. أقول: أي أن الله تعالى قد بشَّرَه بالمغفرة. ندعو الله تعالى أن يرفع درجاته دائما وأن يبقى أولاده أتقياء وصالحين دوما.

 

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز