خطبة الجمعة
التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام
يوم 4/1/2019
*****
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.
اليوم أوّلُ جمعة لعام 2019، فأريد أولا أن أهنئ بالعام الجديد أبناءَ الجماعة في العالم كله وأدعو الله تعالى أن يجعل هذا العام مباركا لنا وأن يأتي بنجاحات كثيرة، ولكن لا بد من التذكر أن التهنئة المعتادة لا تجدي نفعا ولا تجلب رضى الله تعالى، والتهنئة الحقيقية بالعام الجديد هي أن نقطع عهدا أننا في هذا العام الذي أدخله الله تعالى علينا، سنسعى لإزالة تقصيراتنا ومحو ظلماتنا، وسنزيل التقصيرات والأخطاء التي صدرت منا في العالم الماضي وسنسعى أكثر من ذي قبل لنُحدث تغييرا طيبا في أنفسنا الذي من أجله بايعنا المسيح الموعود ؏، قال المسيح الموعود ؏ في مناسبة وهو يبين كيف ينبغي أن يكون الأحمدي:
“يجب ألا يكتفي المرء بعد البيعة بالاعتقاد أن هذه الجماعة صادقة، وأنه سينال البركة بمجرد هذا الاعتقاد. … فما دمتم قد انضممتم إلى هذه الجماعة فاسعوا لتكونوا صالحين وأتقياء واجتنبوا السيئة… انصرِفوا إلى التضرع ليل نهارَ… ليِّنوا ألسنتكم، داوِموا على الاستغفار، وادعوا في الصلوات. (لن تتأتى الأدعية في الصلوات ما لم تؤدوا حق الصلوات ولم تصلوها بإحسان) قال ؏: الإيمان وحده لا ينفع الإنسان… إن الله تعالى لا يرضى بالكلام فقط. لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم العملَ الصالح أيضا مع الإيمان. والمراد من العمل الصالح ما ليس فيه شائبة من الفساد. (الملفوظات)
فهذا هو المعيار وهذه هي خطة العمل التي لو عملنا بها وبذلنا كل قُوانا وكفاءاتنا للحصول على هذه الأمور لكان العام الجديد مباركا لنا وسيجلب لنا بركات كثيرة، وإن لم نقم بذلك فتبادل التهاني للعام الجديد إنما يصبح عادةً وتقليدًا. إن إداء صلاة التهجد والفجر بالجماعة في الليلة الأولى لا تحوي حسنات العام الكامل بل الحسنة الحقيقة أن نستمر بها على مدى العام كله قدر المستطاع، ندعو الله تعالى أن يوفقنا لذلك وأن يدخِل هذا العام الجديد علينا بالبركات الكثيرة وأن نرى فيه ازدهارا غير عادي للجماعة.
وبعد هذا أتناول الموضوع الثاني لليوم، وكما يعلم الجميع أن العام الجديد للوقف الجديد يبدأ من كانون الثاني/يناير وأعلنه عموما في خطبة الجمعة الأولى أو الثانية من كانون االثاني/يناير. التضحية المالية مزية خاصة لجماعة المسيح الموعود ؏ بفضل الله تعالى، وكيف لا يكون كذلك؟! فإن المسيح الموعود ؏ في هذا الزمن قد أنشأ فينا إدراكا خاصا للتضحية المالية في ضوء تعاليم القرآن الكريم والرسول ﷺ. إن الله تعالى قد وجه إلى الإنفاق في سبيله في عدة مواضع من القرآن الكريم، ليس لأن الله تعالى يحتاج إلى المال بل لأن ذلك يُفيدنا ونرى رقي الجماعة عموما وتستفيد به الجماعة كلها. قال الله تعالى في القرآن الكريم: (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وقال في الآية التالية: (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) (التغابن:17-18)
فالذي يُنفق في سبيل الله تعالى يُعطيه الله تعالى أضعافا، وهذه التضحية المادية تفيد الفرد أيضا وتتسبب في رقي الجماعة أيضا ومِنْ ثَمَّ رقي الأفراد في نهاية المطاف. كذلك قال النبي ﷺ: “إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ” (مسند أحمد، كتاب مسند المكثرين من الصحابة) كذلك قال النبي ﷺ: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ” (صحيح البخاري، كتاب الزكاة) أي إنفاقُ المرء شيئا بسيطا كهذا في سبيل الله تعالى ابتغاء مرضاته تعالى قد يحميه من النار. فهذه التضحيات المالية لفائدتنا وخير لنا. قال المسيح الموعود ؏ في أهمية التضحية المالية:
“لا يمكنكم أن تحبوا المال وتحبوا الله أيضا، بل تستطيعون أن تحبوا أحدهما فقط. فسعيد من يحب الله. وإذا أحب أحدُكم اللهَ تعالى وبذل المال في سبيله فإنني متأكد أنه سيبارَك في ماله أكثر من غيره، لأن المال لا يأتي تلقائيا بل يأتي بمشيئة الله. فالذي يتخلى عن جزء من ماله لوجه الله سيناله حتما، ولكن الذي يحب المال ولا يقوم بالخدمة في سبيل الله كما يجب فسوف يخسر هذا المال لا محالة. لا تظنوا أن المال يأتي بجهودكم بل هو يأتي من عند الله. ولا تظنوا أنكم تحسنون إلى الله وإلى من أرسله الله بإنفاق قدر من مالكم أو القيام بأية خدمة أخرى، بل إنه لَمِنَّةُ اللهِ عليكم أنه يدعوكم لهذه الخدمة… قال ؏: تأكّدوا أن هذا الأمر من السماء وأن إسداءكم الخدمة في صالحكم أنتم. (مجموعة الإعلانات)
لقد فهم مبايعو المسيح الموعود ؏ روحَ التضحية والخدمة بفضل الله تعالى، وفهموها بشكل جيد وتسابقوا في التضحيات. ولا يفهم حقيقة التضحية المالية وروحها الأحمديون الذين قبلوا الأحمدية منذ مدة طويلة فقط بل يفهمها المبايعون الجدد أيضا. ومنهم من يعيش حياة الفقر المُدقع، ولكنهم لا يريدون أن يتخلفوا في التضحية المالية، ويُضحون كما ضحى صحابة المسيح الموعود ؏ في زمنه، وقدم بعضهم نماذج بحيث قال المسيح الموعود ؏ عنهم: “أنا مندهش من الحب والإخلاص اللذين تبديهما جماعتنا. وحتى أشخاص من ذوي الدخل الزهيد مثل ميان جمال الدين، وخير الدين، وإمام الدين، الذين هم من كشمير ويعيشون قرب قريتنا. إن هؤلاء الإخوة الثلاثة الذين هم عمّال ذوو دخل محدود، وربما يكسبون فقط 12 أو 16 مليما في اليوم، ومع ذلك يشاركون في التبرعات الشهرية أيضًا بحماس كبير”.
إنها تضحيات هؤلاء الصلحاء التي جعلت أولادهم وأجيالهم يعيشون في اليسر، وكما قلتُ، فإن روح التضحية نفسها نراها اليوم أيضا في بعض الأماكن بل في كثير من الأماكن وحتى في الذين هم فقراء ويعيشون في مناطق نائية والذين وُلدوا أو اعتنقوا الأحمدية بعد مائة سنة من زمن المسيح الموعود ؏ ولم يلتقوا بالخليفة مباشرةً، ولكن حبهم للدين وطاعتهم للخليفة والوفاء بعهدهم مع المسيح الموعود ؏، وحماسهم للتضحية في سبيل الدين قد ازداد فيهم إلى درجة مدهشة. ولو رأينا هذا الأمر فقط لوجدنا أنه دليل على صدق المسيح الموعود ؏ ولا يمكن لأحد أن يخلق هذه الروح والحماس في القلوب إلا الله تعالى. أقدم بعض الأحداث عن تضحية بعض الناس المالية وعن معاملة الله تعالى إياهم.
قال السيد رم بونك من غانا: قبل خمس سنوات كان علي دفع خمسة آلاف جنيه إسترليني رسوم الدراسة وكنتُ آنذاك أعمل ولكن دخلي لم يكن كافيا بل لو كنتُ جمعت راتبي خلال سنة كاملة لما كفى، ولكنني اقترضت ثلاثة آلاف جنيه من البنك، وكان أربعين في المائة من راتبي يذهب في تسديد الدين كل شهر ولكنني كنتُ أسدد التبرع عن الراتب الكامل ولم أبالِ بما يحسم في تسديد الدين، قال: ذات يوم ذهبتُ إلى دار التبشير للجماعة في كُماسي، وكُماسي مدينةٌ في غانا، فذكَّرني الداعيةُ المُكلَّف بالجولات بوعدي لصندوق الوقف الجديد، ففي ذلك الوقت فحصتُ جيبي فوجدتُ أن ما معي ما كان يكفي لما وعدتُ ولكنني فكرتُ أنني إذا دفعتُ هذا المبلغ في التبرع فلن يبق عندي من النقود نفقات الوصول إلى العمل في الأيام المتبقية. ولكنني دفعتُ المبلغ في التبرع، وبينما كنتُ عائدا من دار التبشير إلى البيت تلقيتُ رسالة على جوالي مفادها أن مبلغا حُوِّل إلى حسابي في البنك وكان هذا المبلغ خمسة أضعاف ما دفعتُه في التبرع. كما قال المسيح الموعود ؏ إن الله يعيد المال أضعافا. قال: فكرتُ لعل البنك حوّل هذا المبلغ إلى حسابي خطأ وسيستردونه فيما بعد لأن الراتب كان قد جاء في حسابي سلفا، ولكن في اليوم التالي حين ذهبتُ إلى مكان العمل علمتُ أن الحكومة أعطتْ هذا المبلغ من متأخرات الأشهر الماضية، فشكرتُ الله تعالى على أنه وفقني للتبرع رغم المخاوف، ومنذ ذلك اليوم بدأتُ أهتم جدا بوعودي ودفع التبرع.
ثم هناك شخص من بلد ناءٍ من أفريقيا، كتب الداعية في بركينافاسو وهي دولة أفريقية ناطقة بالفرنسية: كان مبايعٌ جديدٌ من مدينة “بوبو جلاسو” السيد “خادم زودي” قلقا جدا منذ فترة بسبب مرض ذهني، وكان يتناول حبوبا منومة، كان مريضا بالاكتئاب، وكان قد ازداد مرضه سوءا، ذات يوم جاء إلى دار التبشير وسأل: ماذا يُدفَع من التبرع في صندوق التحريك الجديد والوقف الجديد لأني أريد تسديده. فقال له الداعية: يمكنك أن تدفع ما تستطيع. فقال: كم يُحسَب تبرعا معياريا؟ فأجابه الداعية عن ذلك، فدفع ذلك المبلغ وعاد فرِحًا، ثم جاء بعد أيام إلى دار التبشير وقال: كنتُ مريضا وببركة التبرع تحسنت حالتي وقد تركتُ تناول الحبوب المنومة أيضا وأشعر براحة القلب. كان قد بايع وبعده رغب في الله تعالى وتبرع وتوجه إلى عبادة الله تعالى، فغمره الله تعالى بفضله مع أن حالته السابقة كانت من السوء إلى درجة أنه كان يميل إلى الانتحار.
يقول أحد الإخوة من بريطانيا: إنني ذُكِّرتُ عن طريق الاتصال الهاتفي قبل فترة وجيزة بتبرع الوقف الجديد، وأُخبرتُ أيضا أنني كنت قد دفعتُ مبلغ كذا في العام الماضي، فوعدتُ أني سأدفع أكثر قليلا من العام الماضي، ولكن لم أملك حينذاك أية نقود قط، فبدأت أدعو الله تعالى أن يدبّر لي من عنده. وبعد أسبوعين وصلتني رسالة من قسم الضرائب جاء فيها إنك دفعت الضرائب أثناء العام أكثر من المفروض، لذا نعيد إليك هذا المبلغ. يقول الراوي: إنني أعمل محاسبا وأعلم جيدا مقدار الضريبة الواجب عليّ أداؤها، ولكن الله تعالى دبّر لي هذا المبلغ بصورة معجزة مع أنني كنت دفعتُ بقدر ما يجب علي أداؤه بالتحديد. ثم اتصل بي رئيس الجماعة بعد بضعة أشهر ليذكرني بتبرع الوقف الجديد، وأخبرني بما كنت دفعته في العام الماضي، فأمليتُ عليه تبرعا أكثر قليلا من العام الماضي. وهذه المرة أيضا لم أملك أية نقود، فقلت في نفسي أن الله تعالى أعاد إلي في المرة الماضية مبلغا فائضا من الضريبة أما هذه المرة فلا أمل في مجيء النقود من أية جهة. فانصرفت إلى الدعاء مرة أخرى. ثم حدث بعد أسبوع تقريبا أنني وجدت، في أثناء فحص بعض الأوراق، رسالة مصحوبة بعرض معين، فاتصلتُ بشركة معنية فأرسلوا إليَّ بحسب هذا العرض بطاقة مسبقة الدفع وكان في حساب البطاقة مبلغ أكثر مما كان عليّ دفعه. وهكذا دبّر الله تعالى لي دفع التبرع في صندوق الوقف الجديد.
والأحداث من هذا القبيل ليست مقتصرة على بلاد أفريقية فقط بل يُري الله تعالى هذه المشاهد هنا أيضا بل في كل مكان حيثما يتبرع الناس بحسن النية.
يقول السيد بشارت علي داعيتنا في بوركينا فاسو: في العام الماضي ذكرنا لأحد المبايعين الجدد، السيد كوني آدم من منطقة بورومور أن يتبرع في صندوق الوقف الجديد فدفع في هذا الصندوق كل ما كان يدفع سنويا إلى الشيخ في القرية. (علما أنه كان مسلما سلفا وكان يدفع بعض المبلغ إلى الشيخ في قريته) وعندما علم والده بذلك سخط عليه كثيرا وأعطاه قطعة أرض وفصله عنه. فزرع السيد كوني آدم هذه القطعة من الأرض وجاء المحصول جيدا جدا بفضل الله تعالى، أما في بعض الأماكن الأخرى فقد فسدت المزروعات بسبب كثرة الأمطار. ساعد السيد آدم والدَه في زراعة الأرض مرة ثانية وأعطاه نصيبا من المحصول الحاصل من أرضه الشخصية. فقال له والده (كما قلت من قبل أن السيد آدم كان مسلما سلفا ثم انضم إلى الجماعة الأحمدية) لا شك أن الله تعالى أكرمك بمحصول جيد بسبب دفعك التبرع لجماعتك. أي قد اعترف والد السيد آدم بأن الجماعة التي ينتمي إليها ابنُه صادقة ولكنه مضطر إلى البقاء على حاله لأنه لا يستطيع أن يتخلى عن منصب “الشيخ”.
أقول: إن بعض الناس مقيدون في سلاسل التقاليد القديمة، غير أن السيد آدم وعد هذا العام بدفع ضعف المبلغ مقارنة بالعام الماضي.
في منطقة “كيانغ” في غامبيا حاول معارضو الجماعة أن يرُدّوا أحد أفراد الجماعة عن الأحمدية، وادّعوا أنهم نجحوا في ردّ جميع الأحمديين عن الأحمدية. فأخبر السيد جالو، أحدُ الأحمديين، داعيةَ الجماعة أن مساعي المعارضين بهذا الشأن تعمل عمل السماد، إذ لم أكن أحمديا نشيطا من قبل، أما الآن فلا أدفع التبرع في صندوق الوقف الجديد والتحريك الجديد فقط بل انضممتُ إلى نظام الوصية المبارك أيضا.
أقول: لقد أراد المعارضون القضاء على الجماعة ولكن معارضتهم زادت الأحمديين إيمانا أضعافا مضاعفة.
يقول السيد اكوبي من غينيا كوناكري: أسمعنا داعيةُ الجماعة خطبتكم التي ألقيتموها في العالم الماضي حول صندوق الوقف الجديد وذكرتم فيها بعض الأحداث للتضيحات بهذا الشأن، أثّرت الخطبة في قلبي تأثيرا عميقا. في اليوم التالي كنتُ مسافرا إلى سيراليون من أجل التجارة وكانت عندي ثلاثمائة دولار فقط للسفر، وكنت بحاجة ماسة إلى نقود أخرى. ومع ذلك وضعتُ مائة دولار في ظرف منفصل لأتبرع بها في صندوق الوقف الجديد، ثم انشغلتُ في أمور أخرى ونسيت إرسال الظرف. لم تمض على ذلك إلا ساعتان فقط وإذ بشخص دخل مكتبي وأعطاني ظرفا وقال: قد أرسله إليك صديقك الفلاني. فتحتُ الظرف وإذ به ثلاثمائة دولار وكتب صديقي في رسالته: لأنك مسافر فأرسل هذا المبلغ لنفقات سفرك. فتذكرتُ فورا أنني لم أرسل مبلغ التبرع بعد ولكن الله تعالى أعاده إلي أضعافا مضاعفة. فمُلئ قلبي حمدا لله تعالى على أنه وفقنا للانضمام إلى جماعة المسيح الموعود ؏.
أقول: هكذا يزيد الله تعالى الناس إيمانا باستمرار، إذ يدركون أن الأموال تأتيهم من الله تعالى.
يقول داعية الجماعة في منطقة بوئيكو في بنين: يقول السيد هونغان جيسك، رئيس أحد فروع الجماعة أنه كان عليه مبلغ كبير من الدَّين وكان عاجزا عن التسديد، ففي هذه الأثناء زار المنطقة داعيتنا ووجه الأنظار إلى تبرع الوقف الجديد وقال أن السنة المالية لهذا الصندوق موشكة على الانتهاء، لذا فعلى الإخوة الذين لم يدفعوا تبرعاتهم إلى الآن أن يدفعوا بأسرع ما يمكن. يقول رئيس الجماعة: لم أكن أملك ما يكفي من النقود، فقلقت كثيرا لأنه كان عليّ دفع تبرع الوقف الجديد أيضا إلى جانب تسديد الدَّين. عندئد كان في جيبي خمسمائة فرانك فتبرعت بها في الوقف الجديد وذهبت إلى البيت. واستمررتُ في الدعاء وأفكر في كيفية تسديد الدَّين. وفي اليوم التالي وجدتُ عملا وكان لبضعة أيام فقط ولكن الأجرة التي حدِّدت لي لهذا العمل كانت أكثر من مبلغ الدَّين، فقبلتُ العمل وانتهى بعد بضعة أيام فاستطعتُ تسديد الدَّين وتدبير الحاجات المنـزلية أيضا. والآن أنا متأكد أن كل ذلك كان نتيجة بركة التبرع.
أقول: إن هؤلاء الناس لا يحسبون هذه الأحداث وليدة الصدف، بل يدركون أن الله تعالى يدير أمورهم بنفسه.
يقول داعية الجماعة في منطقة “سكاسو” في مالي: قال لي أحد المبايعين الجدد وهو السيد أبو بكر: لقد شعرتُ ببركة غريبة في التبرعات بعد انضمامي إلى الجماعة الأحمدية. كان ابني يمرض بشدة في موسم الأمطار كل عام وكنتُ أنفق على علاجه مبلغا كبيرا وذلك إلى جانب القلق الشديد وأخذ العُطَل من العمل. ولكن عندما بدأتُ في دفع التبرعات لم يمرض ابني بفضل الله تعالى، وليس عندي أدنى شك في أن السبب في ذلك راجع إلى الإنفاق في سبيل الله فقط.
يقول داعيتنا في منطقة سان بيدرو في ساحل العاج: لقد دخل الأحمدية بضعة أشخاص في قرية “كائي ليفا” وزرنا هذا الفرع من الجماعة في نوفمبر عام 2018م، وبِتنا الليلة هناك، وظللنا نبلّغ الدعوة إلى وقت متأخر من الليل، واشترك في البرنامج عدد لا بأس به من غير الأحمديين أيضا. وبعد نهاية المجلس صلينا الفجر في بيت أحد الإخوة واشترك فيها الأحمديون. بعد الصلاة وإلقاء الدرس أخبرنا الإخوة الأحمديين أن الشهر القادم هو الشهر الأخير لجمع تبرعات الوقف الجديد لذا يجب على الإخوة أن يسعوا جاهدين للاشتراك في هذا المشروع. يقول الراوي أن الناس انصرفوا بعد الصلاة ففكرتُ أن الناس هناك فقراء لذا لو دفعوا خمسة آلاف فرانك سيفا، إن لم تكن أكثر لكانت كافية نظرا إلى ظروفهم. ولكن عندما كنت موشكا على العودة استغربت كثيرا إذ جاءني أحد الإخوة وقال: نتعذر لأن المزروعات لم يحل وقت حصادها بعد، ونعاني من ظروف صعبة لذا نقدم 17000 فرانك سيفا فقط. وأضاف وقال: اُدع لنا أن يبارك الله تعالى في مزروعاتنا حتى نتمكن من التبرع بمبلغ أكبر.
يقول السيد إقبال، محاسب الجماعة في الهند: لقد ذكرتُ مشروع الوقف الجديد أمام أفراد الجماعة في “كاموريدي”، ودفع أحد الشباب تبرعه بالكامل في الحال. وفي اليوم نفسه علم أنه سيتلقى مبلغا كبيرا كان ينتظره منذ أكثر من ثماني سنين، بل كانت قد مضت مدة طويلة حتى فقد الأمل في الحصول عليه ولكن بعد دفع التبرع لم يتلق هذا المبلغ الكبير فقط بل ثبتت وظيفته التي كانت مؤقتة من قبل. فسُرّ الشاب بذلك أيما سرور وقال: إن هذه المعجزة حدثت نتيجة الإنفاق في سبيل الله فقط. وأضاف وقال: من الآن فصاعدا سأدفع كل عام في تبرع الوقف الجديد ما يعادل دخلي لأسبوعين.
يقول داعية الجماعة في رومانيا وهي إحدى البلاد الأوروبية الشرقية: السيد فهيم أحمدي محلي ويعمل خياطا وهو ملتزم جدا بدفع التبرعات، ويدفعها بكل بشاشة وإخلاص، ولا نحتاج إلى تذكيره قط بل يدفعها في وقت مناسب دائما، وبأسلوب جميل، بحيث يضع المبلغ في ظرف ويكتب عليه عبارة “التضحية المالية”. وقد كتب إليَّ في إحدى رسائله وقد أشار داعيتنا إلى الرسالة نفسها حيث قال صاحبها: إنني منذ بدأت في دفع التبرعات لوجه الله تعالى لاحظتُ أن عدد زبائني يزداد كثيرا وأرى فضل الله تعالى الملحوظ في الدخل. فمن ناحية أنفق في سبيل الله من جيبي، ومن ناحية ثانية يعيد الله تعالى إلى جيبي أكثر مما أنفقه أضعافا مضاعفة لأن عدد زبائني يزداد بعد أدائي التبرع.
أقول: لقد جاء الله تعالى بهؤلاء الناس إلى الأحمدية ويمنّ عليهم بأفضاله ويقوي إيمانهم مع أنهم يعيشون في بلاد أوروبا ويقضون حياتهم في عالم مادي.
يقول الأستاذ سليم المحترم وهو محاسب: إن أحد أبناء الجماعة في جَيبور كان أستاذا في مدرسة خاصة وحين نصحتُه في السنة الماضية بأن تبرعاته في صندوق الوقف الجديد يجب أن تكون خمسة آلاف روبية نظرا إلى دخله، فقال إنني أستاذ في مدرسة خاصة عادية، من أين سآتي بهذا المبلغ الكبير؟ باختصار، قلت له إن الله سيوفقك. وحين ذهبتُ إليه هذه السنة رأيتُه جالسا على كرسي العميد في المدرسة نفسها، وعند استفساري قال: بفضل التبرع قد بارك الله ﷻ في مالي كثيرا حتى اشتريتُ هذه المدرسة، فنصحته أن يرفع قيمة وعده بناء على ذلك هذا العام أكثر لكي يوفقه الله لشراء مدارس أخرى أيضا، قال إن شراء مدرسة أخرى قيد الدراسة. والآن تلقيت من المالك اتصالا طلب فيه مني أن أستلم منه المفاتيح. ثم يقول المحاسب المحترم، إن ذلك المدرس الآن يملك أربع مدارس. في السابق كان سقف بيته من قصدير، وكان البيت صغيرا وبسيطا، والآن قد تمكَّن من بناء بيت ذي ثلاثة طوابق قد خصص أحدها لصلاة الجمعة. فهذا الفضل من الله بسبب إنفاقه في سبيله ﷻ، مما أدى إلى ازدياد إيمانه أيضا.
يقول أمير الجماعة في ليبيريا، إن فريقا من جماعتنا ذهب إلى سوكر تاون لنشر الدعوة، وهذه القرية ليست بعيدة جدا من المدينة، ولكنها محرومة من مرافق العصر الراهن، حيث لا يوصل إلى هناك أي طريق مُعَبَّد، والذاهب إلى هناك لا يجد بدًّا من عبور ثلاثة جسور مؤقتة جُعلت من أخشاب وحبال. بعد الصلاة بدأ البرنامج وبلَّغناهم رسالة المسيح الموعود ؏ وشرحنا لهم أهداف الجماعة الإسلامية الأحمدية، فنهض مسنُّ جليل من السكان واسمه عثمان كمارا وسرد رؤياه قائلا: إني رأيت قبل بضعة أيام أن السماء سقطت والفزع منتشر في كل مكان، ثم رأيت سيارة وقفت على شارع، يجلس فيها رجال بيض ينادوننا، تعالوا إلينا نهب لكم السلام، وانتهت الرؤيا. فكرتُ كثيرا ما هذه الرؤيا وما معناها؟ الآن بوصولكم عرفتُ تأويل هذه الرؤيا. لقد تقدمت في السن كثيرا، واليوم أول مرة أرى أناسا بِيضا من غير الأفارقة ينشرون الإسلام. فقرر الجميع الانضمام إلى الجماعة وبايعوا. وكان يصادف آخرَ يوم من السنة المالية للوقف الجديد. ولما قيل لهم بعد البيعة أن يهتموا بدفع التبرعات دفعوها، وهم الآن يزدادون إيمانا وإخلاصا.
تقول رئيسة لجنة إماء الله في كندا: خلال زيارتي لفرع اللجنة أخبرتني سيدةٌ، أن ابنتها البالغة من العمر 12 سنة نالت جائزة 80 دولارا من المدرسة، وكانت تريد أن تشتري بهذا المبلغ شيئا بحسب رغبتها لكنها تبرعتْ بالمبلغ كلِّه للوقف الجديد استجابةً لحثِّ سكرتيرة الوقف الجديد. فأكرمها الله ﷻ بحيث كانت في اليوم التالي “مسابقة عبد السلام في العلوم” فنالت الابنة المركزَ الأول واستحقت جائزة 300 دولار، وبذلك زاد الله ﷻ إيمان تلك الابنة وقوّاه.
في هذه الأيام ظهرت لعبة جديدة “فورت نايت” وبعض الأولاد يضيعون مبالغهم بها، فعلى الوالدين ومسؤولي خدام الأحمدية وأطفال الأحمدية أيضا أن يمنعوا الأطفال من ذلك. لأن هذه اللعبة في مرحلة تالية تقتضي شراء بطاقة، ومؤخرا نُشر بحثٌ يفيد أن هناك فِرقا يتصلون بالأولاد ويُغوونهم ويحصلون منهم تفاصيل حساب الآباء في البنك مقابل تأمين بطاقات هذه اللعبة لهم. وبعد فترة يعرف الآباء أنه لم يبق في حسابهم أي رصيد. وبسبب هذه اللعبة التي يدمن عليها الأولاد كالمخدرات لا تَضيع أوقاتهم وتنشأ لديهم أفكارٌ سيئة فحسب بل قد حصلت لبعض الآباء خسائر أيضا. لذا يجب اجتنابها، ويجب خلْق الإحساس في الأولاد أن ينفقوا في سبيل الله كما أمر ﷻ ولا سيما في الوقف الجديد.
يقول المحاسب في ولاية كرناتك الهندية: لقد أقيمت دورة تدريبية للمسؤولين، وشاركتُ فيها برفقة نائب ناظم المال في الوقف الجديد. قال نائب الناظم في بيت الداعية المحلي أن في ولاية كيراله نزلت هذا العام أمطار غزيرة أدت إلى خسائر فادحة، وبسبب ذلك نواجه مشكلة في جمع تبرعات الوقف الجديد. عند الخروج من بيت الداعية قدم نائب الناظم لكل من أولاد الداعية مائة روبية هديةً. وبعد فترة حين ذهبتُ إليهم مرة أخرى كان أولاد الداعية يقدمون المبلغ الذي تلقَّوه هدية في الوقف الجديد، وقالوا بما أن الأوضاع في كيراله سيئة بسبب الأمطار لذا نرجو أن تتقبل منا هذا المبلغ تبرعا. فكانوا رغم صغر سنِّهم يعرفون أهمية التبرعات.
تقول سيدة من بريطانيا إني سعدت بقبول الأحمدية في 2010، وطُردت من البيت بعد البيعة. لم أكن أعمل يومذاك وكنت أخجل من أني لا أستطيع دفع التبرعات، مع أن دفع التبرعات ليس واجبا على المبايعين الجدد في السنة الأولى بعد البيعة، ومع ذلك كنت أقلق. فتعهدتُ بأني عندما أجد عملا فسوف أدفع التبرعات بحساب أول يوم بعد البيعة. وبعد بضعة أشهر وجدتُ العمل، وبدأت أدفع التبرعات. وببركة التبرعات زاد راتبي ثلاث مرات في سنة واحدة. والوالدان أيضا تواصلا معي وتحسنت العلاقات معهما، وتزوجتُ أيضا، وبفضل الله كل شيء متوفر لي.
يقول الداعية من منطقة “كيب ماونت” في ليبيريا: في فرع الجماعة في نغبينا حثثتُ أبناء الجماعة على دفع التبرعات في الوقف الجديد. فقالت لي سيدة مخلصة اسمها موسو كمارا: حين لفتَّ انتباه أبناء الجماعة إلى دفع تبرعات الوقف الجديد بعد بيان بركات التضحية بالمال، دفعوا التبرعات. أما أنا فلم أكن أملك المال، فلم أستطع أن ألبي الطلب. ليلة البارحة رأيت في الرؤيا أنكم أتيتم مرة أخرى ودفعتُ مائة دولار ليبيري. صباحا كنت أستغرب كيف دفعتُ التبرع وأنا لا أملك المال. ثم نزل عليَّ فضل الله قبل قليل إذ جاء شخص سلَّم إليَّ 500 دولار ليبيري، قائلا إن ابنكِ أرسلها إليك. لذا أتيتُ إليك لأدفع مائة دولار في التبرع تحقيقا لرؤياي. هناك أحداث كثيرة تفيد أن النساء أنشط من الرجال في التبرعات. بل عادة يُصلحن الرجال ويلفتن انتباههم إلى التبرعات، فهنّ يدركن الأهمية أكثر من الرجال.
يقول السيد أبو بكر المحترم من غينيا كوناكري وهو رئيس أحد فروع الجماعة، ويعمل مزارعا: كان الدعاة ينصحونني عادةً بدفع التبرعات بعد البيعة، وكنت أدفع مبلغا قليلا، وكانت زوجتي ملتزمة وتدفع التبرعات باهتمام، وتلفت انتباهي أيضا إلى التبرعات. وكنت أقول لها عندما سيتوفر عندي نقودٌ كثيرة فسوف أدفع التبرعات. فكانت تقول سيَكثر مالُك إذا أديتَ حق الله كاملا. وبذلك بدأتْ زوجتي تسوقني قسرًا إلى دفع التبرعات، وحين بدأتُ دفع التبرعات بحسب النسبة المحددة كاملة، رأيت أفضال الله تنـزل علي بغزارة كالمطر. فلم تكن تثمر زروعُ حاملي الشهادات في الزراعة مثلما أثمر زرعي أنا العبد المتواضع بفضل الله ﷻ. والآن أنقل المحصول من الحقول إلى البيت بعد تسليم التبرعات المترتبة عليه كاملة للداعية واستلامِ الوصل منه.
يقول الداعية في إحدى مناطق ساحل العاج: إن شخصا اسمه زابلو بايَع بعد رؤيا رآها، وبعد البيعة يستمع لخطب الجمعة بانتظام. وينشر الدعوة بحماس، حيث يشتري الكتب من جيبه الخاص ويوزعها على الإخوة من غير الأحمديين. كان السيد زابلو يعمل في فندق على منصب جيد، والآن ليس عنده عمل وزوجتُه تتولى مصروف البيت. قبل بضعة أيام اتصل بي السيد زابلو وقال: أُرسلُ ثلاثين ألف فرانك سيفا في صندوق الوقف الجديد. فلما كنتُ أعرف أوضاعه قلت له: يمكن أن تدفع أقل، فهذا المبلغ كبير نظرا إلى أوضاعك. وبعد أيام عُقِدت هناك الجلسة السنوية. فقال لقد قلتُ لزوجتي: يمكن أن ندفع عشرين ألف فرانك لكنها أصرت على أن ندفع ثلاثين ألف فرانك سيفا حتما. فالحمد لله على أنه شارك في الجلسة أيضا. فمن هذا الحدث أيضا يفهم أن النساء يدفعن الرجال إلى التضحية أكثر في أماكن كثيرة.
يقول رئيس أحد فروع الجماعة في أستراليا: إن أحمديا مخلصا كان قد دفع تبرعاته في الوقف الجديد، وحين صدر حثُّ أعضاء الهيئة الإدارية في 20 ديسمبر على أن يدفعوا أكثر وتم الاتصال به أيضا بهذا الخصوص، دفع مبلغا كبيرا. وفي مساء اليوم التالي تلقيتُ منه مكالمة هاتفية قال فيها بلهجة عاطفية جدا: إن ما دفعتُه في الوقف الجديد قد أعاده الله إلي في يوم واحد فقط، فإنني أدير مطعما منذ ثلاث سنوات، وفي السنوات الثلاث الماضية لم يأتني في يوم واحد زبائن كثر مثلما جاؤوا هذه المرة بعد دفع التبرعات.
ثم هناك حادثة من إندونيسيا، هذه الحادثة تثبت المرء على الإيمان، ومحيرة. أحد الإخوة هناك بايع في 2016 وواجه من قِبل أهله وجيرانه معارضة شديدة حتى إن عديدا من أهله ضربوه ذات يوم ضربا مبرحا، ليكرهوه على ترك جماعتنا. حظروا عليه لقاء الداعية فأصبح يلقاه سرا. فقال له الداعية لا بد لكم الآن من مواجهة المعارضة بعد الانضمام إلى جماعتنا، فقال سوف أقدم هذه التضحية مهما اشتدت هذه المعارضة ضدي. كما أخبره الداعية بأهمية التضحية المالية والتبرعات. وبدأ المبايع يدفع التبرعات بعد بيعته بشهر فقط. لم يكن عنده وظيفة ثابتة، فكان مع ذلك يعمل بعض الأعمال الصغيرة ويفصل جزءًا من أجرته على الفور كتبرع، ثم يأتي إلى مركز الجماعة سرًا . وكان قبل حضوره إلى المركز يذهب إلى القرية مرارًا لكيلا يراه الناس ذاهبا إلى المركز. ففي هذا الوضع أيضا ظل على تواصل مع المركز بانتظام ليدفع تبرعاته.
وهناك واقعة أخرى تبين لنا كيف أن الله تعالى يلقي أحيانا في قلوب من ليسوا أحمديين أن يساعدونا. كتب داعية لنا من جماعة مالي أن تسجيل خطبة الخليفة عن صندوق الوقف الجديد كان يذاع على إذاعتنا، فاتصل بنا رئيس قرية تبعد عن المدينة بـ 45 كليومترا، ودعانا إلى تبليغ الدعوة في قريته. ولما وصلنا إلى القرية للدعوة قال لنا الرئيس وهو عاطفي: عندما كان الخليفة يقرأ قصصًا مثيرة للإيمان لإخوة من مختلف البلدان بشأن تبرع الوقف الجديد كان له تأثير مدهش علينا نحن أهل القرية (كما قلت كانوا يستمعون لخطبتي عبر الإذاعة ويقول) وتأسفنا جدا على أننا لم نساهم في الصندوق المقدس، ولذك اتصلنا بكم بالهاتف ودعوناكم. يقول الداعية: فعقدنا برنامج التبليغ في قريتهم وبفضل الله تعالى انضم إلى جماعتنا في ذلك اليوم 85 شخصا. وقدّم أهل القرية كيسًا كبيرا مليئا بالذرة وألف فرانك تبرعًا في صندوق الوقف الجديد المبارك.
فلله عجائبه حيث إنه تعالى لا يبلّغ دعوة المسيح الموعود ؏ فحسب بل يهيئ أنصارا له أيضا.
وكتب داعية لنا من بنين: في جماعة لنا في لوكوسا دعونا الإخوة إلى التبرع في الوقف الجديد، وكانت ستعقد جلسة الجماعة في تلك المنطقة أيضا ودعونا الإخوة لحضورها. فجاءني رئيس الجماعة هناك وقال: لقد وفرت بعض المال لحضور الجلسة، وعلي تسديد التبرع أيضا، فماذا ترى أن أفعل. فقلت له عليك أن تحضر الجلسة، وسوف يتفضل الله عليك وستدفع التبرع فيما بعد. وبعد أيام لقيني هذا الأخ في الجلسة فقدم إليَّ مبلغا وقال خذ هذا تبرعا مني. فقلت لسكرتير المال أن يعطيه الإيصال. ثم أخبرني سكرتير المال أن هذا الأخ قد تبرع بنفس المبلغ الذي كان ادخره لحضور الجلسة، وأتى إلى الجلسة مع أهله وأولاده مشيا على الأقدام من مسافة خمسة عشر كليومترا.
فهؤلاء هم القوم الذين قد أعطاهم الله للمسيح الموعود عليه السلام، الذين يسمعون ما قال الله ورسوله ﷺ وما قال المسيح الموعود ؏ ثم يعملون على تزكية أنفسهم أيضا، ويظلون مستعدين لكل تضحية. والحق أن هؤلاء هم الذين يؤدون حق البيعة في الحقيقية.
ولو منح الله البصيرة لهؤلاء العمي الذي عميت قلوبهم لرأوا أن هذا الإخلاص والوفاء والتضحيات لهي أوضح دليل على تأييد الله لحضرة المسيح الموعود ؏. ولولا الحجب على بصائرهم لأدركوا أن هذا الدليل وحده يكفي للدلالة على أن المسيح الموعود ؏ مبعوث من عند الله فعلا. لقد جاء المسيح الموعود ؏ لتقديم تعاليم النبي ﷺ ونشرها في العالم، ولو أن المسلمين الآخرين عقلوا –وليتهم يعودون إلى صوابهم- وأدركوا الحقيقة لصار الإسلام غالبا في العالم كله عاجلاً بفضل الله تعالى ولرأينا عكس ما نراه مما يتعرض له الإسلام والمسلمون من شماتة الأعداء والتشوية بإذن الله. غير أنه من واجبنا أن نصلح أنفسنا وننيب إلى الله تعالى ونركز على التبليغ والدعوة أكثر، ونهتم بالتضحيات المالية ونكشف للعالم حقيقة الإسلام.
والآن سأذكر لكم بعض الإحصائيات والأرقام أيضا. بفضل الله تعالى قد انتهت السنة المالية الـ 61 لصندوق الوقف الجديد في 31 ديسمبر 2018، وقد وفّق الله أبناء الجماعة في هذه السنة لتقديم التضحية المالية التي قدرها تسعة ملايين ومائة وأربعة وثلاثين ألف جنيه أسترليني، أي بزيادة مائتين وواحد وسبعين ألف جينه مقارنة بالسنة الماضية. جماعتنا في باكستان قد حافظت على مركزها الأول، والبلاد العشر التي تلي باكستان هي: بريطانيا، وكانت ألمانيا احتلت المركز الأول (بعد باكستان) في صندوق التحريك الجديد، وكان أمير جماعتنا في بريطانيا قد قال: سوف نحتل المركز الأول في صندوق الوقف الجديد إن شاء الله. وقد احتلوه بفارق كبير. بارك الله في أموال ونفوس الجماعة ووفقهم للسبق في المستقبل أيضا. وتحتل ألمانيا المركز الثاني، وتليها الولايات المتحدة، ثم كندا. وهنا أنبه جماعة الولايات المتحدة أن الفرق بينهم وبين جماعة كندا ضئيل جدا، وإنهم إن لم يبذلوا جهدا كبيرا فقد يتأخرون عن المركز الثالث. وتحتل كندا المركز الرابع، ثم الهند ثم أستراليا ثم إندونيسيا، ثم جماعة من الشرق الأوسط، ثم غانا، ثم جماعة من الشرق الأوسط أيضا.
ومن حيث الدفع الفردي تحتل جماعتنا في أمريكا المركز الأول وتليها سويسرا، ثم أستراليا.
أما في أفريقيا فتحتل غانا المركز الأول من حيث الدفع الجماعي، ثم موريشس ثم نيجيريا ثم تنـزانيا ثم بوركينافاسو ثم بنين.
بفضل الله تعالى قد ساهم في صندوق الوقف الجديد في هذا العام 1732000 شخص. وهكذا كانت زيادة عدد المتبرعين في هذا العالم مقارنة بالعالم المنصرم هي مائة وثلاثة وعشرون ألف شخص.
والجماعات البارزة في بذل الجهد لزيادة عدد المتبرعين هي النيجر وسيراليون ونيجيريا والكاميرون وبينين وغامبيا وكونغو -كنشاسا وتنـزانيا وليبيريا والسنغال.
وليكن معلوما أن تبرعات البالغين في صندوق الوقف الجديد تكون منفصلة عن تبرعات الأطفال لا سيما في باكستان وكندا. وفي تبرعات البالغين كان ترتيب الجماعات في باكستان كالآتي: الأولى لاهور، ثم ربوة ثم كراتشي.
وعلى صعيد المحافظات كان الترتيب كالآتي: سيالكوت، إسلام آباد، فيصل آباد، راولبندي، سرجودها، غوجرانواله، ملتان، حيدر آباد، مير بور خاص، وديره غازيخان.
أما في تبرعات الأطفال فالجماعات البارزة الثلاث هي: لاهور، ثم كراتشي ثم ربوة.
وعلى صعيد المحافظات كان الترتيب كالآتي: إسلام آباد، سيالكوت، راولبندي، سرجودها، غوجرانواله، حيدر آباد، ديره غازيخان، شيخوبوره، عمركوت و ننكانه صاحب.
ترتيب فروع الجماعة في بريطانيا من حيث جمع التبرع هو كما يلي: الأولى هي جماعة وُوستر بارك، والثانية مسجد فضل، ثم برمنغهام ساوث، ثم جلنغهام، ثم برمنغهام ويست، ثم إسلام آباد، ثم هيز، ثم برادفورد نورث، ثم نيو مولدن، ثم غلاسكو. أما ترتيب المناطق في بريطانيا فهو: لندن بي تحتل المرتبة الأولى، ثم لندن أيه، ثم مِد لاندز، ثم نورث إيست في المرتبة الرابعة، والخامسة مدل سيكس. وهناك تقرير عن مكتب الأطفال لجماعة بريطانيا أيضا، وفيه تحتل بريدفورد ساوث المرتبة الأولى، ثم سربتن، ثم غلاسكو، ثم روهمبتن، ثم إسلام آباد، ثم روهمبتن ويل، ثم مِتشم بارك، ثم بيرسي مولدن ميز، ثم موسك ويست.
أما ترتيب المناطق الخمس المحلية الأُوَل في ألمانيا فهو كما يلي: الجماعة الأولى هي جماعة هامبورغ، ثم فرانكفورت، ثم فيزبادن، ثم مورفلدن، ثم هولدهورف، ثم دوتسن باخ.
وترتيب فروع الجماعة العشرة الأولى في أميركا هو كالتالي: سليكون فالي، سياتل، ثم ديتـرويت، سِلور سبرنغ، فرجينيا الوسطى، بوستن دالاس لورل، جورجيا كيرولاينا، يورك.
والولايات الأولى في كندا من حيث جمع التبرعات هي: الأولى وان، ثم كالغري، ثم بيس فلج، ثم بريميتن، ثم فانكوفر. وترتيب الجماعات العشر الكبيرة الأُوَل هو كما يلي: دَرهَم، ثم وندسر، برادفورد، ايدمنتون ويست، ثم سسكا تاون نورث، ثم سسكا تاون ساوث، ثم مونتريال ويست، ثم ملتن ويست، ثم هيملتن ويست، ثم ايبتس فورد. فروع الجماعة الخمسة الأولى في كندا من حيث مكتب الأطفال هي: جماعة درهم تحتل المرتبة الأولى، ثم ملتن ويست، ثم برادفورد، ثم هملتون ساوث، ثم سسكاتون.
ترتيب المحافظات في الهند من حيث مجموع التبرعات الإجمالي هو: محافظة كيراله، وتليها جامون وكشمير، ثم كرناتكا، ثم تلنغانه، وتامل نادُو، ثم أُريسه، ثم ويست بنغال، ثم بنجاب، ثم دلهي ثم اُتّربرديش. أما ترتيب فروع الجماعة من حيث جمع التبرع هو: في المرتبة الأولى جماعتان حيدر آباد وكاليكت، والثانية قاديان، ثم باتا بريام، ثم كالكيت (أظن أن جماعة حيدر آباد هي الأولى وكتبوا خطأً كاليكت في المرتبة الأولى، الرابعة هي كاليكيت)، ثم كالكوتا، ثم بنغلور، ثم شناي، ثم كيرولاي، ثم رِشي نغر، ثم دلهي.
وترتيب فروع الجماعة العشر الأُوَل من حيث جمع التبرعات في أستراليا هو كالتالي: كاسل هل، ملبورن، لانكوارن، بيزث، ملبورن بيروِك، مارزدن بارك، برزبن، ايليد ساوث، برزبن لوغان، كينبرا، وبليمتون.
وترتيب فروع الجماعة في مكتب الأطفال هو: بيزث، ايليد ساوث، برزبن لوغان، ملبورن لونك وارن، ملبورن بيروِك، برزبن ساوث، مارزدن بارك، مونت درويت، كاسل هل، ملبورن ايست.
هذه الأسماء مكتوبة باللغة الأردية فيمكن أن يكون قد حدث خطأ في اللفظ ولكن لعل فروع الجماعة المحلية تكون قد اطلعت على ترتيبها. ندعو الله تعالى أن يبارك في أموال جميع المتبرعين ونفوسهم ويوفقهم للتضحيات العظيمة في المستقبل أيضا. (آمين)
*******