خطبة الجمعة

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام

يوم 11/1/2019

*****

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.

خلاد بن عمرو بن الجموح الأنصاري كان صحابيا بدريا. شهد خلاد وأبوه عمرو بن الجموح وإخوته معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعوذ بن عمرو بن الجموح وأبو أيمن، بدرًا. قيل: إن أبا أيمن مولى عمرو بن الجموح وليس بابنه.

عند خروج النبي ﷺ لغزوة بدر أقام مع جيشه في موضع خارج المدينة يُدعى “السقيا”.  عن عبد الله بن قتادة عن والده أن النبي ﷺ قد صلى في موضع خارج المدينة يسمى السقيا وكانت بها بئر دعا ﷺ عندها لأهل المدينة.

وبينما كان ﷺ في هذا الموضع نفسه لقي النبي ﷺ عدي بن أبي الزغباء وبَسْبَس بن عمرو. وفي بعض الروايات جاء النبيَّ ﷺ في هذا المقام نفسه عبد الله بن عمرو بن حرام وقال: لقد سرني منـزلك هذا، وعرضك فيه أصحابك، وتفاءلت به، إن هذا منـزلنا في بنى سلمة، حيث كان بيننا وبين أهل حسيكة ما كان . (يتحدث عن معركة حدثت بينهم) كان هناك جبل في ناحية المدينة يسمى الذباب وحسيكة موضع يقع بالقرب منه وكان اليهود يمسكونه لهم في هذه المنطقة. فاجتمعنا وعرضنا جموعنا هنا، وأرجعنا من لا يطيق حمل السلاح.

ثم سرنا إلى يهود حسيكة وهم أعز اليهود فقتلناهم. فذلّت لنا سائر اليهود إلى اليوم. وإنا لنرجو يا رسول الله أن تلتقي بقريش، فيقر الله عينك. أي أن ينصرك الله عليهم كما حققنا النصر هنا فيما مضى.

يقول خلاد بن عمرو: فلما كان من النهار رجعت إلى أهلي بخرباء وهو حي كان به بيوت المسلمين. قال لي والدي عمرو بن الجموح: ما ظننت إلا أنكم قد سرتم.

ورد في الرواية الأولى التي تقدمت قبل قليل أن والد عمرو بن الجموح كان قد اشترك مع ابنه هذا في غزوة بدر، ولكن يتضح من روايات لاحقة أن والده لم يكن معه.

على أية حال يقول خلاد بن عمرو: قال لي والدي: ما ظننت إلا أنكم قد سرتم. فأخبرته بأن رسول الله ﷺ يعرض الناس بالسقيا فقال عمرو: نِعم الفأل، والله إني لأرجو أن تغنموا وأن تظفروا بمشركي قريش. إن هذا منزلنا يوم سرنا إلى حسيكة. (وهنا هو أيضا يصدّق الحدث القديم عندما حصل بينهم وبين اليهود قتال)

يقول خلاد: فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد غير اسم حسيكة، وسماه السقيا. قال: فكانت في نفسي أن أشتريها، حتى اشتراها سعد بن أبي وقاص ببِكرين، ويقال بسبع أواق أي بـ280 درهمًا.

قال: فذكر للنبي ﷺ أن سعدًا اشتراها، فقال ﷺ: “ربح البيع!”

لقد أخطأت عندما ذكرت أن عَمْرًا أيضا شارك في بدر، في الحقيقة كان في بالي ذكر صحابي آخر. والصحيح أن والد خلاد عمرو بن الجموح لم يشترك في بدر ولكنْ خلاد ووالده عمرو بن الجموح وأبو أيمن فقد اشتركوا كلهم في أحد واستشهد الثلاثة. فإن والدهما لم يشترك في بدر وكان يتمنى ذلك ولكنه كان يشكو عرجا في ساقه مما حال دون اشتراكه في بدر مع أبنائه.

يقول خلاد عن والده عمرو بن الجموح: لقد حثّ النبي ﷺ المسلمين على الجهاد يوم بدر ولكن منعه بنوه لعرج في ساقه. بما أن الله تعالى قد أعفى المعذور من الجهاد لأجل ذلك منعه بنوه الأربعة أيضا بحجة اشتراكهم جميعا فلا حاجة إلى أن يشترك في الجهاد ما دام الله تعالى يعفيه منه. ولأجل ذلك بناء على منع أبنائه لم يشترك في بدر مع رغبته في ذلك. ولكن لما كانت غزوة أحد قال لأبنائه لقد منعتموني من الاشتراك في بدر ولا تستطيعون أن تمنعوني الآن من غزوة أحد فلأشتركن فيها. أراد بنوه أن يحبسوه هذه المرة أيضا وقالوا له: أنت رجل أعرج ولا حرج عليك، فحضر عند النبي ﷺ ليستأذن بنفسه فقال: إن أبنائي يريدون أن يحبسوني من الجهاد مرة أخرى كما حبسوني عن الخروج معك في بدر، ولكنني أريد أن أشترك في هذا الجهاد ثم قال: والله لتتحققن أمنيتي وسأقتل في سبيله، وإني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة فقال النبي ﷺ: أما أنت، فقد عذرك الله تعالى ولا جهاد عليك.  فأبى، فقال النبي ﷺ لبنيه: لا عليكم أن لا تمنعوه ما كان راغبا فيه؛ لعل الله يرزقه الشهادة. فأخذ عمرو سلاحه ونزل ميدان القتال مرددًا هذا الدعاء: اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي خائبًا.

لقد استجاب الله تعالى دعاءه، فقد نال الشهادة.

كان اسم والدة خلاد هند بنت عمرو (كان اسم والدها عمرًا وكذلك كان اسم حميها)، وكانت هي عمة جابر بن عبد الله.

بعد استشهاد زوجها وابنها وأخيها حملتهم هند على بعير لها تريد بهم المدينة فلما أُمرت بإرجاعهم إلى أحد جاءت فدُفنوا في أحد. فلما علمت في البداية باستشهادهم حملتهم وكانت تريد المدينة ولكنها رجعت بهم لاحقًا إلى أحد، وذُكرت تفاصيل هذا الحادث كما يلي:

خرجت عائشة رضي الله عنها في نسوة تستروح الخبر، ولم يضرب الحجاب يومئذ، فلما وصلت الحرة التقت بهند بنت عمرو أخت عبد الله بن عمرو، وكانت تسوق ناقتها وكان عليها نعش زوجها عمرو بن الجموح وأخيها عبد الله بن عمرو وابنها خلاد بن عمرو،  فقالت لها عائشة: عندك الخبر، فما وراءك؟ قالت: أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فصالح، وكل مصيبة بعده جلل، ثم قرأت: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) سألت عائشة: من هؤلاء؟

قالت: أخي وابني خلاد وزوجي عمرو بن الجموح، (كان اسم زوجها أيضا عَمْرًا) قالت عائشة: فأين تذهبين بهم؟ قالت: إلى المدينة أقبرهم فيها، ثم بدأت تزجر بعيرها فبرك، فقالت عائشة: برك لما عليه من ثقل زائد، قالت: ما ذاك به، لربما حمل ما يحمل البعيران، ولكني أراه لغير ذلك. وزجرتْه فقام فوجهتْه راجعة إلى أُحد فأسرع، فرجعتْ إلى النبي ﷺ فأخبرته بذلك فقال: فإن الجمل مأمور. أي أمره الله تعالى فلن يذهب إلى المدينة ولا يسير إلا إلى أُحد.

قال ﷺ: هل قال عمرو شيئا؟ قالت: إن عمرا لما توجه إلى أُحد قال متَّجِهًا نحو القبلة: اللهم لا تردَّني إلى أهلي خائبا وارزقني الشهادة، فقال رسول الله ﷺ: فلذلك الجملُ لا يمضي، وقال ﷺ أيضا: يا معشر الأنصار، إن منكم من لو أقسم على الله لأبره.

ومنهم عمرو بن الجموح، قال ﷺ لزوجته: يا هند، ما زالت الملائكة مظلة على أخيك من لدن قُتِلَ إلى الساعة ينظرون أين يدفن. ثم مكث رسول الله ﷺ حتى قبرهم، ثم قال: “يا هند، قد ترافقوا في الجنة” (أيْ قد ترافق زوجك عمرو بن الجموح وابنك خلاد وأخوك عبد الله) قالت هند: يا رسول الله، ادع الله عسى أن يجعلني معهم.

والصحابي الثاني الذي سأتناول ذكره هو عقبة بن عامر ؓ، واسم أمه فكيهة بنت السَّكَن، واسم أبيه عامر بن نابي. وقد آمنت أمه أيضا بالنبي ﷺ وتشرفت ببيعته، وكان عقبة بن عامر من ستة أنصار آمنوا في مكة، ثم شهد عقبة بن عامر بيعة العقبة الأولى.

وقد بيَّن حضرة مرزا بشير أحمد ؓ تفصيله في كتابه “سيرة خاتم النبيين ﷺ” فكتب: بلغت المدينة رسالةُ الإسلام نتيجة جهود النبي ﷺ التبليغية، وبعد ذلك كان النبي ﷺ بحسب عادته يزور القبائل في مكة في الأشهر الحرم فعلم أن شخصا معروفا من يثرب هو سويد بن الصامت قد جاء مكة. كان سويد من وجهاء يثرب وكان يُسمَّى الكامل لشجاعته وشرفه ونسبه ولمزايا أخرى له، وكان شاعرا أيضا، فذهب إليه رسول الله ﷺ حين سمع به فدعاه إلى الله والى الإسلام، فقال له سويد: لعل الذي معك مثل الذي معي، فقال له رسول الله ﷺ: وما الذي معك؟ قال: مجلة لقمان، فقال له رسول الله ﷺ: اعرضها علي، فعرضها عليه فقال له: إن هذا لكلام حسن والذي معي أفضل من هذا، فتلا عليه رسول الله ﷺ بعض القرآن الكريم، وحين أنهى النبي ﷺ حديثه قال سويد: إن هذا لقول حسن. صحيح أن سويد لم يُسلم ولكنه في الجملة صدّق النبي ﷺ، ولم يكذّبه. ولكنه للأسف بعد عودته إلى المدينة لم يلبث أن قُتل في معركة، وكان قتله قبل يوم بعاث.

وفي نفس الزمن تقريبا أيْ قبل حرب بعاث كان النبي ﷺ يزور القبائل في موسم الحج إذ رأى بعض الناس من قبيلة الأوس يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج. هذا الحدث أيضا قبل حرب بعاث وكان هذا الالتماس ضمن استعدادهم للحرب. فأتاهم رسول الله ﷺ ودعاهم إلى الإسلام. فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا: أي قوم، وهذا والله خير مما جئتم له. أيْ الرجوع إلى الله تعالى خير من الاستعانة من أجل الحرب. فأخذ سيدهم حفنةً من تراب البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ، وقال: دعنا منك، فلعمري لقد جئنا لغير هذا. فصمت إياس، وهكذا لم تنجح هذه المحاولة، ولكن ورد أن إياس بعد عودته إلى وطنه لم يلبث أن مات وكان يهلّل الله تعالى عند موته.

وبعد ذلك حين انتهت حرب بعاث، وفي عام 11 للنبوة في شهر رجب لقي رسول الله ﷺ أهل يثرب مرة أخرى وهذا في الحادية عشرة من النبوة، لقي ﷺ أهلَ يثرب في مكة وقال لهم من أنتم؟ قالوا: نفر من الخزرج. قال بلهجة ملؤها الحب والعطف: أفلا تجلسون أكلِّمكم؟ قالوا بلى. فجلسوا معه فدعاهم إلى الله ﷻ وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن. فقال بعضهم لبعض: يا قوم لا يسبقنكم إليه اليهود. فأسلموا جميعا، وكانوا ستة نفر، منهم أبو أمامة أسعد بن زرارة من بني النجار وهو أول المصدِّقين، وعوف بن الحارث وهو أيضا من بني نجار الذين هم من أجداد جد الرسول ﷺ عبدِ المطلب من أمِّه، ورافع بن مالك من بني زُرَيق، وقد أعطاه النبي ﷺ ما نزل من القرآن إلى ذلك الوقت، وقطبة بن عامر من بني سلمة، وعقبة بن عامر من بني حرام. وهو من صحابة بدر الذي أتناول ذكره الآن. وجابر بن عبد الله بن رئاب من بني عبيد. ثم انصرفوا عن رسول الله ﷺ، وقالوا قبل العودة: إن الحروب قد أضعفتنا كثيرا، وبيننا كثير من الاختلاف والنزاع، وسنبلّغ إخواننا في يثرب دعوة الإسلام، عسى يجمعنا الله تعالى بك، ثم سنكون مستعدين لنصرتك. فلما قدموا يثرب ذكروا لقومهم خبر النبي محمد، ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم.

لقد قضى النبي ﷺ هذا العام في مكة بين الخوف والرجاء فيما يتعلق بأمر أهل يثرب نظرا إلى الأسباب الظاهرية. وكان يفكر دوما فيما يحدث بأمرهم، وهل مِن أمل النجاح في يثرب أم لا؟ وكان هذا الزمن زمن الخوف والرجاء للمسلمين أيضا من حيث الظروف الظاهرية، فكان يظهر لهم أمل أحيانا وأخرى يأس. وبينما كانوا يرون أن زعماء مكة والطائف قد رفضوا دعوة النبي ﷺ بشدة، وقد ختمت القبائلُ الأخرى أيضا على الإنكار واحدة تلو الأخرى، ظهر بصيص الأمل في المدينة ولكن من كان يستطيع القول أن هذا الأمل سيدوم في طوفان المصائب والآلام وعواصف الشدائد؟! ومن جهة أخرى كانت مظالم أهل مكة تزداد يوما بعد يوم، وكانوا قد أدركوا من هذا الأمر جيدا أن هذا هو الوقت للقضاء على الإسلام، ولكن في هذا الوقت الصعب، الذي لم يأت على الإسلام وقتٌ أصعب منه، كان النبي ﷺ وصحابته المخلصين ثابتين على أقدامهم مثل صخرة، وكان عزم النبي ﷺ وثباته يدهشان أعداءه في بعض الأحيان، وكانوا يستغربون من قوة قلبه ﷺ إذ لا يمكن لشيء أن يهز قدمه من مكانه، بل في ذلك الزمن كان في كلمات النبي ﷺ نوع من الرعب والجلال، حين كان يتكلم النبي ﷺ كان في كلامه هيبة وجلال، وارتفع شأنه أكثر في عواصف الشدائد هذه. كان هذا المشهد يُدهش الكفار من جهة ومن جهة أخرى كان يزلزل قلبَهم في بعض الأحيان. كتب السير وليام ميور أيضا عن تلك الأيام:

كان محمد (ﷺ) في تلك الأيام ثابتا أمام قومه بحيث كانوا في بعض الأحيان لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا، وكان هو وجماعته الصغيرة على يقين بالفتح في نهاية المطاف مع كونهم بلا ناصر ولا معين، كانت حالة النبي (ﷺ) وجماعته في تلك الأيام وكأنهم في فم أسد، ولكنهم كانوا يثقون كل الثقة بوعود الله تعالى الذي أرسله (ﷺ). كان محمد (ﷺ) ثابتا على مكانه بعزيمة بحيث لا يسع شيئا أن يهز قدمه. وهذا يُقدِّم مشهدًا رائعا لا نجد نظيره إلا في إسرائيل (؏) الذي حين كانا محاطا بالمصائب والآلام قال أمام الله تعالى هذه الكلمات: اللهم بقيتُ وحدي لقد بقيتُ وحدي. ثم كتب وليام ميور: لا، بل كان مشهد محمد هذا أعظم من أنبياء بني إسرائيل من ناحية، وقد قال محمد (ﷺ) هذه الكلمات في تلك المناسبة نفسها: يا صناديد قومي اصنعوا ما شئتم فإنني أيضا قائم على أمل.

باختصار، كان ذلك الوقت صعبا جدا للإسلام، وكان الأمل في أهل مكة قد انقطع نهائيا ولكن نشأ في المدينة بصيص للأمل بسبب هؤلاء الناس الذين بايعوا، وكان النبي ﷺ يرقب باهتمام ما إذا كان أهل المدينة أيضا يرفضون دعوته مثل أهل مكة والطائف أم كان حظّهم مكتوبا في صورة أخرى.

باختصار، لما كان موسم الحج خرج (عقبة بن عامر) من بيته بكل شوق وحب ووصل العقبة من جانب مِنى، واستعرض الوضع وإذا به يجد جماعة صغيرة من أهل يثرب فعرفوه فورا وتقدموا إليه ولقوه بكل حب وإخلاص. وكانوا هذه المرة 12 شخصا من بينهم خمسة صدّقوا في العام الماضي، أما السبعة الآخرون فكانوا جُددا من قبيلتي الأوس والخزرج وأسماؤهم: أبو أمامة أسعد بن زرارة، عوف بن الحارث، رافع بن مالك، قطبة بن عامر، عقبة بن عامر (علما أن عقبة بن عامر جاء هذا العام أيضا للحج لذا ذُكرت وقائعه هذه المرة أيضا) معاذ بن الحارث من قبيلة بني نجار، وذكوان بن عبد قيس من قبيلة بني زريق، وأبو عبد الرحمن يزيد بن ثعلبة من بني بلي وعبادة بن الصامت من بني عوف من قبيلة الخزرج، والعباس بن عبادة بن نضلة من بني سالم، وأبو الهيثم بن التيهان من بني عبد الأشهل، وعويم بن ساعدة من بني عمرو بن عوف من قبيلة الأوس.

لقي النبي ﷺ هؤلاء الـ 12 شخصا في واد بمعزل من الناس فأطلعوه ﷺ على أحوال يثرب وبايع الجميع هذه المرة رسميا على يد النبي ﷺ. لقد كانت هذه البيعة حجر أساس الإسلام في المدينة. ولأن الجهاد بالسيف لم يكن قد فُرض إلى ذلك الحين، لذا أخذ النبي ﷺ منهم بيعة بالكلمات التي يأخذها بها من النساء بعد فرض الجهاد أي سنؤمن بالله وحده، ولن نُشرك، ولن نسرق ولن نزني ولن نسفك الدماء، ولن نتّهم أحدا، ونطيعك في كل معروف. قال النبي ﷺ بعد أخذ البيعة ما مفاده: إذا بقيتم على هذا العهد بالصدق والثبات فلكم الجنة، وإذا أبديتم الضعف فإن أمركم مفوَّض إلى الله تعالى ليفعل ما يشاء. هذه البيعة معروفة في التاريخ باسم بيعة العقبة الأولى لأنها أُخذت في مكان اسمه “العقبة” وتقع بين مكة ومِنى. ومعنى العقبة الحرفي هو: الطريق الجبلي المرتفع. عند سفرهم من مكة التمس هؤلاء المسلمون الـ 12 الجدد من النبي ﷺ أن يُرسل معهم معلِّما ليعلّمهم الإسلام ويبلّغ دعوته إلى إخوتهم المشركين. فأرسل النبي ﷺ معهم مصعب بن عمير الذي كان شابا مخلصا جدا من بني عبد الدار. كان الدعاة المسلمون في تلك الأيام يسمَّون قراء أو مقرئين لأن تلاوة القرآن الكريم على الناس كان من أهم واجباتهم وكانت أفضل وسيلة لتبليغ الدعوة. فذهب مصعب إلى يثرب وعُرف فيها بلقب “مقرئ”.

كانت بيعة العقبة الثانية في 13 من البعثة، اشترك فيها 70 شخصا من الأنصار. شهد عقبةُ بدرا وأُحدا وأعلم يومئذ بعصابة خضراء في مغفره وشهد الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، ﷺ، وشهد يوم اليمامة، وقتل يومئذ شهيدا سنة اثنتي عشرة وذلك في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

يقول عقبة بن عامر: جئت رسول الله ﷺ بابني، وهو غلام حديث السن، فقلت: بأبي أنت وأمي، علِّم ابني دعوات يدعو الله بهن، وخفف عليه. فقال: قل يا غلام ” اللهم إني أسألك صحة في إيمان، وإيمانًا في حسن خلق، وصلاحًا يتبعه نجاح”. ندعو الله تعالى أن يرفع درجات هؤلاء الصحابة دائما.

والآن سأذكر سيدة أحمدية قديمة من أميركا، وسأصلّي عليها صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة. كان اسم هذه السيدة الأخت “عالية شهيد”، زوجة المرحوم “أحمد شهيد” وقد توفّيت بتاريخ 26/12/2018م. لقد رزقها الله تعالى عمرا طويلا ووفقها للخدمة وأنقذها من العجز. كانت المرحومة بالغة من العمر 105 أعوام، رفع الله درجاتها. إنا لله وإنا إليه راجعون.

يقول أمير الجماعة في أميركا عن المرحومة: لقد بايعت في 1936م، ووفِّقت للخدمة رئيسة للجنة إماء الله في أميركا من 1963 إلى 1966م، كذلك خدمت إلى فترة طويلة ممتدة إلى خمسين عاما في لجنة إماء الله بمناصب مختلفة مثل السكرتيرة العامة، وسكرتيرة للمال والتعليم وخدمة الخلق، ورئيسة لجنة إماء الله المحلية. وكانت على علاقة متينة مع الجماعة والخلفاء دائما. كانت دائمة الاستعداد لتقديم كل نوع من التضحية، وكانت تعامل الجميع بالشفقة والحب. كانت تحفظ عن ظهر قلب أحداثا قديمة لجماعة أميركا وكانت كثيرا ما تسردها أيضا للآخرين. سنحت لها الفرصة لاستضافة السيد محمد ظفر الله خان في بيتها. وُفِّق زوجها المرحوم السيد أحمد شهيد لخدمة الجماعة في الهيئة الإدارية الوطنية في أميركا ورئيسا لفرع الجماعة المحلية في مدينة بطرسبورغ.

كانت المرحومة أفرو أميركية. تركت وراءها ابنها الوحيد السيد عمر شهيد الذي يخدم كرئيس للجماعة في مدينة بطرسبورغ منذ 18 عاما.

تقول رئيسة لجنة إماء الله في أميركا عن المرحومة عالية شهيد: إن أسلوب حياتها، وكلامها وكل تصرفاتها، كلها توحي بجلاء أنها كانت تعمل بكل قوة بعهد بيعتها الذي قطعته قبل 76 عاما. وخدماتها لم تكن مقتصرة على أميركا فقط بل يوجد المعترفون بمواهبها وخدماتها في العالم كله.

كانت فيما سبق فروع لجنة إماء الله في العالم كله تابعة للجنة إماء الله المركزية في باكستان، وكانت السيدة مريم صِدِّيقة زوجة سيدنا الخليفة الثاني ؓ هي رئيسة اللجنة المركزية العالمية، وقد أشادت بخدمات المرحومة عالية شهيد كثيرا، فقالت: كان اسم الأخت عالية في البداية هو: “أيلا لويس”، وخطيبها السيد وليم فرانك براون كان عضوا نشيطا جدا في الكنيسة الميثودية، وكان يُعِدّ لزواجه الوشيك. وحين بلغتْه رسالة الأحمدية دخل الأحمدية مع أبويه، وسمى نفسه أحمد شهيد. تزوجت السيدة عالية منه ولكنها لم تبايع. وبعد فترة من الزمن انتُخب السيد أحمد شهيد رئيسا للجماعة في مدينة بطرسبورغ، ولم يلق قبولا واسعا على صعيد الجماعة المحلية فقط بل اشتهر في البلد كله بسبب مساعيه التبشيرية. وفي هذه الأثناء رزقهما الله تعالى ابنا وأسمياه “عمر”. كانت المرحومة عالية تسكن عند أصهارها الأحمديين وبدأت مطالعة كتب الجماعة في غفلة من أصهارها وزوجها. وفي هذه الأثناء قرأت كتاب المصلح الموعود ؓ بعنوان: “الأحمدية أي الإسلام الحقيقي”، وتأثرت به كثيرا. ثم بدأت تشترك في الدورات التربوية التي كانت تُعقد في بيتها. وذات يوم سمعت محاضرة السيد عبد الرحمن البنغالي (الذي كان يعمل داعية هناك) وذكر فيها اعتقاد المسيح الموعود ؏ عن نجاة المسيح الناصري من الصليب وسفره إلى كشمير.

تقول رئيسة لجنة إماء الله: كانت المرحومة تقول: بعد ذلك تركتُ الذهاب إلى الكنيسة وبدأتُ حضور المسجد وأخيرا دخلتُ الأحمدية في 1936م. وفي كتاب قرأتُ اسم “عالية” وأُعجبتُ به وسميّتُ نفسي بهذا الاسم بعد دخولي الأحمدية.

تقول الراوية: كانت الأخت عالية تتحرى العلم وتقوم بأعمال طوعية دائما مثل تنظيف المسجد، وطبخ الطعام بيدها بالإضافة إلى أعمال الجماعة الأخرى، ورأيتها ملتزمة بالصلاة دائما وتعود المرضى، وتدفع التبرعات بانتظام وتحث عضوات لجنة إماء الله على البر والحسنة والأخلاق الفاضلة دائما.

كان انتباه المرحومة منصَبّا دائما على خَلق الوحدة والأخوة بين عضوات لجنة إماء الله، وفي الفترة الأخيرة من عمرها كتبت عدة رسائل مخاطبة لجنةَ إماء الله.

تتابع رئيسة لجنة إماء الله وتقول: لقد سمعتُ المرحومة تردد كثيرا آية: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ)

لقد أنشأت المرحومة قبل غيرها صندوق التبرعات للمساجد، كذلك أنشأت صندوق الجوائز للطلاب المسلمين. وقد عُقد أول اجتماع للجنة إماء الله في فترة رئاستها. كما بدأت يوم التبليغ على المستوى الوطني، وكانت في هذا اليوم ترسل إلى المكتبات في البلاد آلاف نُسخ القرآن الكريم والنشرات التبليغية المحتوية على التعريف بالجماعة. كذلك بدأت إصدار مجلة باسم لجنة إماء الله وأطلقت عليها السيدة مريم صديقة رئيسة لجنة إماء الله العالمية آنذاك اسم “عائشة”.

.. لقد نَشرتْ خطةَ عمل “لجنة إماء الله” أيضا باسم “سبيل الإيمان” و”واجباتنا”، كما تسابقت عضواتُ لجنة إماء الله أميركا في تقديم التضحيات لبناء المسجد في الدانمارك استجابة لحثِّها، وكذلك هيأتْ تبرعات لتزيين مراكز الجماعة في بالتيمور وبطرسبورغ وغيرهما أيضا.

كانت الأخت عالية تخبرنا أنه لما كانت 98% من عضوات اللجنة انضممن إلى الجماعة مبايعاتٍ حديثا، لذا كنا ننصحهن في البداية أن يُصلِّين ويصُمْن فقط، وكذلك بدلا من نصحهن بأن يتحجبن فورا كنا ننصحهن بأن يلبسن لباسا محتشما يدل على حيائهن، وفي الخطوة التالية سنطلب منهن أن يتحجبن. على عكس ما يلاحظ في العصر الراهن أن بعض اللاتي كن يتحجبن قد خلعن الحجاب. أما الأخت عالية فبذلت جهودا لتربية اللجنة تدريجا خطوة بعد خطوة ومن محطة إلى محطة.

لقد بذلت الأخت عالية جهودا حثيثة لتعليم عضوات اللجنة قراءةَ القرآن الكريم من المصحف، حيث نظَّمتْ برامج لتعليم القرآن الكريم يوميا، وكذلك اللاتي قرأن القرآن لفتتْ أنظارهن إلى أن يتعلَّمن شيئا من التفسير كل يوم. فبجهود المرحومة عالية أُعِدَّ المنهاج لتعليم ناصرات الأحمدية (وهي منظمة فرعية للبنات الأحمدية تحت سنّ 15) فنشأت لديهن رغبةٌ في تلقِّي علوم الدين. لقد أدَّت دورا بارزا في خلق روح التضحية في عضوات اللجنة، وكذلك كانت تقوم بحسابات التبرعات بدقة وخبرة. مرة سُئلتْ عن المشاكل التي واجهتْها بعد الانضمام إلى الجماعة فقالت: قد واجهتُ ابتلاءات كثيرة بعد الانضمام إلى الجماعة، لكنني دوما فضَّلت الاستقامة والثبات على التهاون والضعف وكنت راضية برضا الله ﷻ. وهذا هو الدرس الذي ظللتُ أعلِّمه عضواتِ اللجنة منذ أكثر من 50 سنة ماضية. كانت شخصيتُها منارة استقامة نهتدي بها نحن جميعا. كانت واثقة تمام الثقة بأن الإسلام سيغلبنَّ العالم كلَّه. وكانت تقول: عندما سيأتي فتح الإسلام فسوف يحكم العالـمَ شعارُ الجماعة: “الحب للجميع ولا كراهية لأحد” فقط. وكذلك كانت توقن بنظام الخلافة يقينا كاملا، وكانت تصفه بأنه هو وحده مفتاح لانتصار الإسلام، وكانت تقول إن نظام الخلافة سيدوم وبه حصرا سيتحقق الفتح إن شاء الله.

كانت المرحومة تسعى لإيصال هذه الرسالة وتفهيمها عبر مئات المكالمات الهاتفية والرسائل.

الرسالة التي قدمتْها لعضوات اللجنة بمناسبة يوم المسيح الموعود في 23 مارس 2008، هي: قد اجتمع المؤمنون بالمسيح الموعود ؏ في العالم كله هذا العام في أول يناير 2008 في مساجدهم ومراكز الجماعة، وشكرًا لله أقاموا صلاة التهجد جماعة. ولم لا؟ فهذه هي السَّنة التي مضت عليها مائة سنة على ظهور الخلافة الحبيبة بعد وفاة حبيبنا المسيح الموعود، يا إلهي، أزِلْ جميع العوائق والعراقيل الحائلة من طريق الأحمدية وأرِنا الفتح الذي وعدتَنا. لقد أسس حبيبُنا المسيح الموعود ؏ هذه الجماعة، ووحَّدنا وشكَّل جسدا واحدا. ولذلك نشعر نحن الأحمديون ألَـم بعضنا البعض، وفي الابتلاءات نتكاتف ونتعاضد، وندعو لبعضنا البعض، ويفرح بعضنا لفرحة غيره، ويحزن لحزنه، فنحن بفضل الله ﷻ موحَّدون.

ثم كتبتْ في رسالتها إلى المبايعات الجدد وجميع عضوات اللجنة هناك: من فضل الله المميز عليَّ أن أسعدني برؤية ازدهار الجماعة في حياتي، ومن فضل الله علينا أنه قد اختار جماعتنا لنشر الإسلام وخدمته. نستطيع أن نسمع صوت الخليفة كل أسبوع، وبالعمل بتوجيهاته بوسعنا إحراز التقدم في الدين والدنيا. وكتبتْ في النهاية: إن دعائي هو: يا مولاي اِرفع جميع العقبات الحائلة دون فتح الإسلام، اجعلنا نعكس، بأعمالنا، دينَك بوجه صحيح، وهبْ لنا أنصار الدين بلا حساب. وهكذا أدت دورا هاما في توحيد المبايعات الأفريقيات الأمريكيات في أميركا في الأوضاع السائدة هناك.

كتب ابنُها عمر شهيد المحترم -وهو رئيس الجماعة في بطرسبورغ- في رسالة إلي: كان والداي من المدافعين عن الإسلام من خلال الأحمدية والخلافة. كانت والدتي تراسلك بانتظام، وكانت تنصحني أنا أيضا أن أراسلك. ادعُ الله أن يجعلني أنا وأولادي نقتفي آثار المرحومة. العواطف الكثيرة التي أبداها أبناء الجماعة لوالدتي لم أكن أقدِّر من قبل أن هذا العدد الكبير من أفراد الجماعة يحبونها ويحترمونها على نطاق واسع.

تقول أحمديةٌ أمريكية أخرى هي الأخت عالية عزيز لورد: لقد عاشت عالية شهيد المحترمة بعد اعتناق الإسلام حياةَ أحمديةٍ مثالية، عندما كانت المرحومة سكرتيرة التعليم لم تكن أيُّ واحدة منا ترضى بأن تفشل في الاختبار الذي أعدتْه المرحومة. لذا كنا نستعد للاختبار معا. كانت تكبرني كثيرا ومع ذلك كانت تربطني بها علاقة صداقة، لقد لاحظتُ فيها خصلة مميزة أنها كما سُئلت سؤالا علميا أجابت في ضوء تعليم الإسلام بدلا من إبداء رأيها الشخصي، أو بناء على التخمين والتقدير. كانت علاقتها بالله قوية، وبسبب ذلك كان الناس ينجذبون إليها.

ثم تقول الأخت جميلة حامد منير المحترمة، وهي الأخرى أحمدية أمريكية: كانت تحبني كثيرا وعند وفاة والدتي أرسلتْ إلي رسالة العزاء وهي ساعدتْني كثيرا على فهم فلسفة الموت. كانت ملائكية الصفات، كلما احتجتُ إلى مساعدتها أو توجيهها كفتْني مكالمةٌ هاتفية واحدة. كانت دوما تنصحني أنه ينبغي أن تكون الغاية من الحياة هي خدمة الجماعة وحبّ الخليفة، فهما حبل الله في العصر الراهن. كنت دوما أنظر إلى يقينها الكامل وحبها العميق بنظرات الغبطة. مرة سألتُها هل تخافين الموت؟ فقالت ما دمتُ سأذهب إلى حبيبي فما معنى الخوف؟! كان لها إدراك للإسلام ورسالةِ المسيح الموعود ؏، فبلَّغتْه الناس طول حياتها.

ثم تقول أحمدية أمريكية أخرى هي السيدة رشيدة أحمد المحترمة: كانت المرحومة تعمل شخصيا بتعاليم الإسلام بصرامة وتنصح الآخرين بلطف، وكان يترشح حبُّ الله من كل عمل وتصرُّف لها. تصادف لي السكنُ في بيتها أكثر من مرة، فكنا نصلي معا ونقرأ القرآن الكريم، وبعد ذلك كانت تُريني بمنتهى الحب والاحترام الرسائلَ الآتية من خلفاء المسيح الموعود ؏. نستطيع أن نقدِّر حبها للخلافة من القصائد التي نظمتْها وخطاباتها. كانت صبورة، فكنت كل شهر أتصل بها لأطمئن عليها نظرا إلى صحتها المتدهورة، فلم تشكُ قط بل كانت دوما تذكر منن الله وتشكره.

تقول أحمدية أمريكية أخرى وهي الأخت عزيزة زوجة الحاج رشيد المحترم: كانت الأخت عالية شهيد المحترمة صورة متجسدة لـ “الحب للجميع ولا كراهية لأحد”. كانت صديقة والدتي رغم سكنها في مدينة أخرى. فهي لم تقطع العلاقة بعد وفاة والدتي، وكنت أحس كأن السيدة عالية تعرف متى أتهاون فترسل إلي رسالة تنشِّطني إيمانيا.

تقول عضوة أخرى في اللجنة هي السيدة خُلَّة المحترمة: حين أتيت إلى أميركا في 1949 تعرفتُ إلى السيدة عالية المحترمة. كان عمري 8 سنوات، حين قابلتُها أول مرة، رأيت أنها كانت تملك شخصية لطيفة جدا ودمثة الأخلاق وذات تأثير طيب، كانت لها علاقة قديمة وقوية بالخلافة، كانت عادة تذكر مراسلتها مع سيدنا المصلح الموعود ؓ. خدماتُها لِلَجنة إماء الله بأميركا غير قابلة للنسيان، كانت شخصية روحانية عجيبة، فكانت تحضر الجلسة رغم بلوغها مائة سنة من العمر، وفي ذلك أسوةٌ لنا نحن الجميع. رفع الله درجاتها، وخلق في نسلها أيضا الروح والحماس الذي كان فيها لخدمة الدين، كما ذكر ذلك ابنها أيضا.

 

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز