خطبة الجمعة
التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام
يوم 15/2/2019
*****
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.
أول من أتحدث عنهم من الصحابة اليوم هو خالد بن قيس رضي الله عنه. كان من الخزرج من بني بياضة. والده قيس بن مالك ووالدته سلمى بنت حارثة، وزوجته أم الربيع التي رزق منها عبد الرحمن. وعند ابن إسحاق كان خالد من الصحابة السبعين الذين حضروا بيعة العقبة الثانية. شهد بدرًا وأحدًا.
والصحابي الثاني هو الحارث بن خزمة الأنصاري. كنيته أبو بشر. كان من الخزرج حلفاء بني عبد الأشهل. حضر الحارث بن خزمة بدرًا وأحدا والخندق وسائر الغزوات مع النبي r. آخى النبي r بينه وبين إياس بن بُكير. ورد في التاريخ أنه لما ضلت ناقة رسول الله r في غزوة تبوك طعن المنافقون فيه r وقالوا إنه لا يعلم خبر ناقته فكيف يعلم أخبار السماء. ولما بلغت النبيَّ r مقالتُهم قال إني لا أعلم إلا ما يخبرني الله به، ثم قال: لقد أخبرني الله الآن بخبر الناقة، إنها في شعب كذا من الوادي. (لقد سبق ذكر هذا الحادث عند ذكر صحابي آخر أيضا) والصحابي الذي ذهب وبحث عن الناقة في المكان الذي أشار إليه r وجاء بها هو الحارث بن خزمة.
توفي في العام الأربعين من الهجرة في عهد خلافة سيدنا علي t في المدينة وكان عمره 67 عاما.
والصحابي الآخر هو خنيس بن حذافة. كنيته أبو حذافة، وأمه ضعيفة بنت حِذْيَم. كان من بني سهم بن عمرو. أسلم قبل دخول الرسول r دار الأرقم. كان خنيس أخًا لعبد الله بن حذافة. كان من المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة في الهجرة الثانية. يُعَدّ خنيس من أوائل المهاجرين. لما هاجر إلى المدينة أقام عن رفاعة بن عبد المنذر، وآخى النبي r بين خنيس وأبي عبس بن جبر. حضر خنيس بدرًا.
كانت أم المؤمنين حفصة قبل زواجها من الرسول r تحت خنيس. لقد ورد تفصيل ذلك في سيرة خاتم النبيين r كالآتي: كانت لسيدنا عمر بنت اسمها حفصة، وكانت زوجة لخنيس بن حذافة الذي كان صحابيا مخلصا شهد بدرا، وبعد عودته من بدر إلى المدينة مرض مرضًا توفي على إثره. وبعد فترة قلق عمر جدا من أجل تزويج حفصة مرة أخرى وكانت فوق العشرين عاما تقريبا. فذهب عمر نتيجة بساطته الفطرية إلى عثمان بن عفان وقال له لقد أصبحت بنتي حفصة أرملة، فهل لك رغبة في زواجها؟ فلم يستجب له عثمان. ثم ذهب عمر إلى أبي بكر وعرض عليه الزواج من بنته، ولكنه ظل صامتا ولم يجبه. فحزن عمر وتضايق جدا، وجاء حزينا إلى رسول الله r وقص عليه الحكاية كلها. فقال النبي rلا تقلق، بإذن الله تعالى ستجد حفصة مَن هو خير من عثمان وأبي بكر، وسيجد عثمان زوجةً أفضل من حفصة. ذلك أن النبي r كان ينوي أن يتزوج من حفصة ويزوّج بنته أم كلثوم من عثمان، وكان قد أخبر أبا بكر وعثمان بنيته هذه، ومن أجل ذلك لم يستجيبا لعرض عمر. وبعد فترة زوّج النبي r بنته أم كلثوم من عثمان، وقد مر ذكره، ثم بعد ذلك طلب من عمر يد حفصة. فماذا كان عمر يريد أكثر من ذلك؟! فما كان منه إلا أن قبل عرضه r بمنتهى الفرحة. تزوج النبي r حفصةَ في شعبان في العام الثالث الهجري وهكذا دخلتْ في حرم النبي r. وبعد ذلك قال أبو بكر لعمر لعلك ناقم علي ومتضايق مني، والواقع أنني كنت على علم بإرادة الرسول r، ولكني لم أكن لأفشي سره r، ولولا نيته r الزواج من حفصة لتزوجتها بكل مسرة.
ومن المصالح الخاصة في زواج الرسول r من حفصة أنها كانت بنت عمر الذي كان يُعَدّ أفضل الصحابة جميعا بعد أبي بكر، وكان مقربا لدى الرسول r، فارتأى الزواج من حفصة توطيدًا للأواصر مع عمر وأيضا تلافيًا للصدمة التي كانت أصابت عمر وحفصة بموت خنيس بن حذافة المفاجئ.
وفي رواية أن خنيس بن حذافة أصيب بحراح في غزوة أحد توفي إثرها في المدينة. فصلى النبي r الجنازة عليه ودفنه في جنة البقيع بجنب عثمان بن مظعون.
والصحابي التالي ذكره هو حارثة بن النعمان. كنيته أبو عبد الله. كان أنصاريا من الخزرج من بني النجار. شهد بدرًا وأحدا والخندق وسائر الغزوات مع النبي r. كان من الصحابة الأجلاء. وأمه جَعْدَة بنت عبيد. ومن أولاد حارثة: عبد الله، وعبد الرحمن، وسودة وأم هشام، وأمهم تسمى أم خالد. وكان لحارثة أولاد آخرون منهم أم كلثوم وكانت أمها من بني عبد الله بن غطفان، وأمةُ الله وأمها من بني جُنْدُع.
ورد في رواية قصيرة أن حارثة بن النعمان مر بالرسول r وجبريل جالس عنده، فقال جبريل وعليكم السلام. ولكن جاء في هذه الرواية المفصلة عن ابن عباس أنه قال: “مر حارثة بن النعمان على رسول الله r ومعه جبريل يناجيه، فلم يُسَلِّم، فقال جبريل: ما منعه أن يُسلم؟ قال إنه لو سلَّم لرددت عليه. ثم قال: أما إنه من الثمانين. فقال رسول الله r: “وما الثمانون؟” قال: يفر الناس عنك غير ثمانين فيصبرون معك، رزقهم ورزق أولادهم على الله U في الجنة. فلما رجع حارثة وسلم فقال له رسول الله r: “ألا سلمت حين مررت؟” قال: رأيت معك إنسانا فكرهت أن أقطع حديثك. قال: ورأيته؟ قال: نعم، قال: ذاك جبريل”، وذكر تمام الخبر.
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله r يحتـرمه جدا، وكذلك رُويَ عن عائشة أن رسول اللَّهِ r قال عنه: “كذلكَ البِرُّ كذلكَ البِرُّ”، وَكانَ أبرَّ النَّاسِ بأمِّهِ..
كان حارثة بن النعمان قد ذهب بصره في آخر عمره فاتخذ خيطًا من مصلاه إلى باب حجرته ووضع عنده مكتلًا فيه تمر فكان إذا جاءه المسكين يسأل أخذ من ذلك المكتل ثم بطرف الخيط حتى يناوله، وكان أهله يقولون له نحن نكفيك، أي لماذا تتكلف إذ بصرك ليس صحيحا؟ فقال: سمعت رسول الله r يقول: “مناولة المسكين تقي ميته السوء”.
كانت له منازل قرب منازل النبي r فكان كلما أحدث رسول الله r أهلا تحول له حارثة عن منزل بعد منزل، حتى قال r: “لقد استحييت من حارثة مما يتحول لنا عن منازله”. وحين تزوج حضرة علي t من حضرة فاطمة رضي الله عنها قال له النبي r: أطلب منزلا فطلب علي منزلا فأصابه مستأخرا عن النبي r قليلا فبنى بها فيه فجاء النبي r إليها فقال: إني أريد أن أحولك إلي، أي اسكنوا قريبا من بيتي، فقالت: فكلم حارثة بن النعمان أن يتحول عني، ويعطينا بيته، فقال رسول الله r: قد تحول حارثة ابن النعمان عنا حتى استحييت منه، فبلغ ذلك حارثة، فتحول عنه ثم جاء النبي r فقال: يا رسول الله، إنه بلغني أنك تحول فاطمة إليك، وهذه منازلي، وهي أسبق بيوت بني النجار إليك، وإنما أنا ومالي لله ولرسوله، والله يا رسول الله، للمال الذي تأخذ مني أحب إلي من المال الذي تدع، فقال رسول الله r: صدقت، بارك الله عليك، فحولها رسول الله إلى بيت حارثة.
قد بين مرزا بشير أحمد t بعض تفصيله في سيرة خاتم النبيين r فكتب: كان علي t لا يزال يقيم في إحدى حجرات المسجد، ولكن الآن كان ضروريا أن يكون له بعد الزواج بيت منفصل يسكن به الزوجان، فقال له النبي r: ابحث عن مكان تسكنان به، فأمَّن علي بيتا مؤقتا وزُفت إليه فاطمة، وفي ليلة الزفاف نفسها ذهب النبي r إلى بيتهما ودعا بماءٍ فتوضأ ثم أفرغه على علي وفاطمة، فقال: “اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما.” أي دعا للبركة في علاقتهما الشخصية وفي علاقاتهما مع الأقرباء ومع المجتمع جميعا، وللبركة في نسلهما أيضا. ثم ترك الزوجين وعاد. ثم ذهب النبي r في أحد الأيام إلى بيت فاطمة فقالت للنبي r: إن لحارثة بن النعمان الأنصاري منازل فقل له يخلِّي أحد منازله، فقال رسول الله r: قد ترك لنا عدة بيوت سلفا لذا أستحيي الآن من أن أطلب منه، فبلغ ذلك حارثة، فأسرع إلى النبي r وقال: يا رسول الله، إن مالي كله لرسول الله، ووالله، المال الذي تأخذ مني أحب إلي من المال الذي تدع، ثم خلّى هذا الصحابي المخلص أحدَ بيوته فجاء علي وفاطمة وأقاما فيه.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما كان يوم حنين قال رسول الله r: “من ينظركم الليلة؟” فقام حارثة بن النعمان قياما بطيئا، وكان من أمره أن لا يسرع في شيء من أمر الدنيا، فقال بعض الصحابة على هذا البطء: يا رسول الله، حارثة أفسده الحياء، فقال رسول الله r: “لا تقولوا أفسده الحياء، لو قلتم أصلحه الحياء لصدقتم.” توفي حارثة بن النعمان في عهد الأمير معاوية t.
والصحابي التالي هو بشير بن سعد t، كنيته أبو النعمان، وأبوه سعد بن ثعلبة، وأخوه سماك بن سعد، وكان من قبيلة الخزرج، واسم أمه أنيسة بنت خليفة، واسم زوجته عمرة بنت رواحة. وكان ممن يكتبون بالعربية في الجاهلية، حينها قلّما كان يعلم الكتابة من العرب. شهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين. وشهد مع النبي r بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها. بعث رسول الله r بشير بن سعد على سريّة في ثلاثين رجلًا إلى بني مُرّة بفَدَك في شعبان سنة سبعٍ، فلقيهم الـمُرّيون فقاتلوا قتالًا شديدًا، وقاتَل بشير قتالًا شديدًا حتى ضُرِبَ كعبه وقيل قد استُشهد، فتـركه الأعداء ظانين أنه مات، فلمّا أمسى تحامل إلى فَدك، فأقام عند يهوديّ بها أيّامًا ثمّ رجع إلى المدينة.
بعث رسول الله r بشير بن سعد في شوال عام 7 من الهجرة في ثلاثمائة إلى يمن وجبار بين فدك ووادي القرى وكان بها ناس من غطفان قد تجمعوا مع عيينة بن حصن الفزاري، فلقيهم بشير ففضّ جمعهم وظفر بهم وقتل وسبى وغنم.
أقول: كان هؤلاء الناس يجتمعون للقتال وإلحاق الضرر لذا كانت تُتَّخذ ضدهم إجراءات صارمة لوقاية المسلمين، ولم يكن الهدف نهب الأموال أو القتل. وكما قلت في الخطبة الماضية أن النبي r أبدى سخطه الشديد على هجوم غير مبرر قام به المسلمون، وزجرهم بشدة على خوضهم القتال.
عنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هَذَا غُلَامًا فَقَالَ أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ مِثْلَهُ؟ قَالَ لَا قَالَ فَارْجِعْهُ. (صحيح البخاري، كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها)
وفي رواية أن بشير بن النعمان قال: أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً فَقَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ r فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ r فَقَالَ إِنِّي أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً فَأَمَرَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا قَالَ لَا قَالَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ قَالَ فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ. (صحيح البخاري، كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها)
وفي رواية صحيح مسلم: قال r: لَا تُشْهِدْنِي إِذًا فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ. (صحيح مسلم، كتاب الهبات)
لقد شرح سيدنا المصلح الموعود t هذه المسألة أو هذا النوع من الهبة شرحا جميلا يمثل تعليما جميلا لنا، فقال t:
أرى أن قول النبي r هذا يتعلق بأشياء هامة ولا يتعلق بأمور أو أشياء بسيطة. فمثلا إذا كنا نأكل موزا يمكن أن نعطي شيئا منه ولدا يكون أمامنا في تلك اللحظة ويُحرَم منه ولد آخر. لقد ضُرب في الأحاديث مثل الحصان أو المال أو العبد. باختصار، كان هناك شيء ثمين قال النبي r عنه لأحد الأشخاص: أعطِ سائر أولادك حصانا مثله وإلا فلا تعطه أحدا منهم. والسبب وراء قوله r هو أن الحصان كان شيئا غاليا جدا عند العرب. وإذا كان الكلام عن العبد فالعبد أيضا كان يُعَدّ عندهم عقارا. وإذا كان المراد هو المال فالمال أيضا شيء جدير بالاعتداد به. إذًا، فقد نُهِيَ عن إهداء شيء ثمين لأحد الأولاد دون غيره، والمعلوم أن الحصان كان يُعَد شيئا ثمينا عند العرب.
أقول: إذًا، الأمر يتعلق بالأشياء الثمينة التي يمكن بسببها أن تنشأ الضغينة بين الأولاد. فإذا أعطاها المرء أحد أولاده ولم يعطها الآخرين فيمكن أن يُحدث هذا التصرف نزاعا أو عداوة في قلوبهم ضد بعضهم بعضا.
يتابع المصلح الموعود t قائلا: إذا الأمر لا يتعلق بأشياء بسيطة، فمثلا لو ذهبنا إلى السوق ورافقنا أحد أبنائنا واشترينا له قماشا للمعطف، فهذا جائز تماما ولا يقال هنا أنه لا يجوز أن نشتري له قماشا ما لم نشتر قماشا مثله لبقية الأولاد. ففي بعض الأحيان تأتيني هدية ويكون معي طفل فيطلبها مني فأعطيه إياها، ولكن هذا لا يعني أنني أحرم بقية الأولاد، بل يكون في بالي أنه إذا أتت هدية أخرى سأعطيها غيره. فهذا الأمر لا يتعلق بأشياء بسيطة وصغيرة بل يتعلق بأشياء كبيرة وغالية لو تم التمييز بين الأولاد في إعطائها إياهم يمكن أن يُحدث ذلك بغضا وعنادا في قلوبهم تجاه بعضهم بعضا.
إن من عادتي أنه كلما كبُر أحد أولادي أعطيتُه شيئا من الأراضي ليتمكن بسببها من الاشتراك في نظام الوصية ويدفع تبرع الوصية. ولكن هذا لا يعني أنني أحرم الآخرين. بل يكون في بالي أنه عندما يبلغ الآخرون سن الرشد سأعطيهم أيضا نصيبهم. باختصار، الأمر يخص عقارا يحتل أهمية خاصة. وإذا أهدى المرء أحد الأولاد ما يمكن أن يُحدث البُغض في قلوب الآخرين فقد أمره القرآن الكريم والنبي r أن يُرجعه. كذلك يجب على الورثة أن ينقذوه من الإثم.
ذات مرة عرض السيد مفتي[1] قضية الهبة على سيدنا المصلح الموعود t فقال في الجواب: يجب أن نرى بهذا الشأن حكم القرآن الكريم عن تقسيم العقار. لم يذكر القرآن الكريم هذا النوع من الهبة بل ذكر الإرث وقد حُدّدت فيه حقوق المستحقين كلهم. (في بعض الأحيان يقسم الناس عقاراتهم ولا ينتهبون إلى هذه الأمور فتُرفع القضايا وتنشأ النـزاعات بينهم).
[1] لعل المراد هو السيد مفتي محمد صادق t، والله أعلم. (المترجم)
يتابع المصلح الموعود t قائلا: لا يمكن إجراء أيّ تغيير في حصص حددها القرآن الكريم. ولنر أيضا ما الحكمة وراء هذه الأحكام، ولماذا يجب أن يُعطى الأولاد الذكور كلهم نصيبا متساويا، ولماذا أمر النبي r أحد الآباء أن يعطي حصانا لجميع أولاده مثل الذي أعطاه أحدهم وإلا يستعيده ممن أعطاه؟ الحكمة هي أنه كما يجب على الأولاد طاعة الوالدين كذلك يجب على الوالدين أيضا أن يعاملوا الأولاد ويحبوهم على قدم المساواة. ولكن إذا خالف الوالدان هذا الأمر واختاروا الانحياز ومالوا إلى أحد منهم فمن الممكن ألا ينحرف الأولاد عن أداء واجبهم، بل يستمروا في أداء حقوق الوالدين ولكن لن يشعروا بالبشاشة والسرور في أداء واجباتهم أي خدمة والديهم بل سيقومون بها حاسبين إياها غرامة عليهم. (أي سيخدمون والديهم لأن الله تعالى أمرهم ولن يخدموهم بطيب خاطرهم)
يقول البعض أن هذا التصرف لبعض الناس يضر بالأولاد ويقضي على الحب بينهم وبين والديهم. لذا منع الإسلام من هذا التصرف. أما الوصية أو الهبة التي لا تكون بحق الأولاد بل تكون من أجل الدين فمسموح بها. يمكنكم أن تُهدوا أو توصوا بحق الآخرين ما عدا الأولاد والورثة الشرعيين، لأن من يفعل ذلك يحرم نفسه أيضا من تلك العقارات، ولا يضر الأولاد فقط بل يضر نفسه أيضا. ولأن الإنفاق يكون في سبيل الله لذا لا يستاء منه الأولاد أيضا. أما إذا أهدى أو أوصى بحق أحد الأولاد فهذا غير جائز.
هناك أمر هام جدير بالفهم وهو أن هناك مسؤولية مؤقتة يكون أداؤها ضروريا. ومثال ذلك أن يكون لأحدكم أربعة أولاد فينفق على الأكبر منهم لدراسته إلى الماجستير بينما يكون الصغار دارسين في صفوف دونها. وفي هذه الأثناء يصبح المرء عاطلا عن العمل أو يتراجع دخله وتتوقف دراسة الأولاد الصغار. ففي هذه الحال لا يمكن القول بأنه فضّل الولد الأكبر على الآخرين بل هذه الظروف كانت وليدة صدفة بينما كان الرجل ناويا وساعيا ليعلّم الأكبر أولا ويعلّم الآخرين بالترتيب إلى الماجستير أو إلى ما شاؤوا. فهذا يعني أنه أدى مسؤوليته بحسب الحاجة المؤقتة وكانت نيته حسنة، وكان في باله أن يقوم بالواجب الحالي وسيقوم بالواجب كذلك في المستقبل، ولكن ظروفه تغيرت ولم يتمكن من تحقيق أمنيته، لكنه على عكس ذلك إذا أعطى أكبر أولاده بعد زواجه ألفَي روبية ليبدأ بها التجارة ولم يقدِّم شيئا لأولاده الآخرين بعد زواجهم وإنجابهم، فهذا تفضيل لأحد على الآخر وهو لا يجوز. على كل حال هذه المسألة الفقهية عن الهبة أو العقار الخاص، ويجب أن يضعها الجميع في الحسبان عند تقسيم الإرث أو الهبة أو الوصية.
تقول ابنة الصحابي حضرة بشير بن سعد t الذي أذكره: أرسلتني والدتي عمرة بنت رواحة بجفنة تمرٍ عجوةٍ في ثوبها، فقالت: يا بنية، اذهبي إلى أبيك بشير بن سعد، وخالك عبد الله بن رواحة بغدائهما. فانطلقت حتى أتيت الخندق، فوجدت رسول الله r في أصحابه وأنا ألتمسهما، فقال لي رسول الله r: تعالي يا بنية، ما هذا معك؟ قلت: بعثتْني أمي إلى أبي وخالي بغدائهما. فقال رسول الله r: هاتيه، فأعطيتُه فأخذه في كفيه، ثم أمر بثوبٍ فبسط له، وجاء بالتمر فنشره عليه فوق الثوب، فقال لرجل: نادِ بأهل الخندق أن هلمُّوا إلى الغداء. فاجتمع أهل الخندق عليه يأكلون منه، حتى صدر أهل الخندق وإنه ليفيض من أطراف الثوب. لما وُضعت فيه بركة.
اشترك بشير t مع خالد بن الوليد t في معركة عين التمر في عهد سيدنا أبي بكر الصديق t في عام 12 الهجري، واستُشهد فيها. وعين التمر مكان قرب الكوفة، قد فتحه المسلمون في عهد أبي بكر t.
حين انطلق رسول الله r لعمرة القضاء في ذي القعدة من العام السابع من الهجرة، أرسل السلاح قبله بإشراف بشير بن سعد t.
وتفصيل عمرة القضاء أن رسول الله r لم يقدر في الحديبية على العمرة وكان من شروط الصلح أن يأتي في العام القادم ويعتمر ويقيم في مكة ثلاثة أيام. وبحسب هذا الشرط عزم النبي r على الرحيل إلى مكة قصد العمرة في ذي القعدة من عام 7 الهجري، وأعلن أن الذين كانوا معه في صلح الحديبية في العام الماضي كلُّهم سيخرجون معه. فنال كلُّهم هذا الشرف إلا الذين ماتوا منهم أو كانوا استُشهدوا في خيبر.
هنا ينشأ سؤال مفاده: أية حاجة دعت لإرسال السلاح قبله؟ وجواب ذلك أن رسول الله r لما لم يكن يثق بعهد كفار مكة، لذا أخذ معه السلاح قدر المستطاع وخرج مستعدا للحرب إذا فُرضت عليه. وعند الانطلاق من المدينة أمَّر عليها أبا ذر الغفاري t، وانطلق مع ألفَي مسلم إلى مكة وكان مائة منهم يركبون الخيول، وكانت معه 60 جملا للقربان. فلما علم أهل مكة أن النبي r قادم إلى مكة مع السلاح ومستعدا للحرب، قلقوا جدا، فأرسلوا بعض الأشخاص إلى مر الظهران لتحري الحقائق. فقابلوا محمدَ بن مسلمة t الذي كان مشرفا على الفرسان، فطمْأنهم أن النبي r سيدخل مكة دون سلاح بحسب شروط الصلح، فاطمأنوا بذلك. فلما وصل النبي r إلى موضع يأجج الواقع على بُعد 8 أميال من مكة، ألقى السلاح وعهد بحمايتها إلى بعض الصحابة بإشراف بشير بن سعد t، ولم يأخذ معه غير السيف، وتقدم مع الصحابة إلى الحرم ملبيا.
يقال إن رسول الله r حين دخل حرم الكعبة بالذات تغيب رجال من أشراف الكفار أن ينظروا إلى رسول الله r غيظا وحنقا، ونفاسة وحسدا، وخرجوا إلى الجبال. لعدم تحمُّلهم رؤية المسلمين يطوفون. وبعض الكفار اجتمعوا في دار الندوة، وأخذوا ينظرون إلى هؤلاء المسلمين المنتشين بالإيمان بالتوحيد والرسالة، وقالوا فيما بينهم كيف يطوف المسلمون وقد وهنتْهم حُـمَّى يثرب والمجاعةُ، وهم رجال نحاف جدا. وحين وصل النبي r إلى المسجد الحرام اضطبع بردائه، وأخرج عضده اليمنى، ثم قال: رحم الله امرأً أراهم اليوم من نفسه قوةً. فقد وصله كلام الكفار عن الصحابة أنهم ضعفاء، فقال للصحابة أروهم قوتكم بحيث لا تبدو أجسامكم نحيفة بل تبدو قوية، وتتراءى لهم أكتافكم عريضة، ثم قام بالرَّمَل مع الصحابة في الأشواط الثلاثة الأولى، حيث طافوا بهزِّ أكتافهم جيدا إظهارًا للجلد. وهذه السنة جارية إلى اليوم وستدوم إلى يوم القيامة. حيث كل طائف يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى.
كم عمرة قام بها النبي r؟ فعن ذلك حديث في البخاري، يقول الراوي: سَأَلْتُ أَنَسًا t كَمْ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ r؟ قَالَ أَرْبَعٌ. عُمْرَةُ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ حَيْثُ صَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ (إذ صحيح أنه لم يقدر على العمرة لكن البعض يعدّونها عمرة لأنه r ذبح القرابين وحلق الرؤوس) وَعُمْرَةٌ مِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ حَيْثُ صَالَحَهُمْ وَعُمْرَةُ الْجِعِرَّانَةِ إِذْ قَسَمَ غَنِيمَةَ أُرَاهُ حُنَيْنٍ. قُلْتُ كَمْ حَجَّ؟ قَالَ وَاحِدَةً. وكان قد اعتمر مع الحج أيضا، لذا يقول البعض إنه قام بأربع عُمرٍ، وبعضهم يقولون عمرتين.
كان حضرة بشير بن سعد أول من بايع على يد سيدنا أبي بكر الصديق t يوم سقيفة بني ساعدة. ما هي سقيفة بني ساعدة؟ فقد ورد عن ذلك، أنها كانت حجرة أو مكانا كان يجلس فيه رجال الخزرج بحسب العادة السائدة يومذاك. وهناك عُقدت جلسة لخلافة النبي r بعد وفاته، فأُخبر بذلك عمر t أيضا وقيل له إلى جانب ذلك إن هناك احتمالا لحدوث فتنة بسبب المنافقين والأنصار. فجاء سيدنا عمر t برفقة أبي بكر الصديق t إلى سقيفة بني ساعدة، وعلِم بعد الوصول إلى هناك أن الخرزج يدَّعون الخلافة والأوس يعارضونهم، وكلتا القبيلتين من أنصار المدينة. في هذا الوضع ذكَر أحدُ الأنصار قولَ النبي r: الأئمة من قريش. فهذا القول رسخ في قلوب أكثر الحضور هناك.
تخلى الأنصار عن موقفهم وبايع الجميع أبا بكر خليفةً، مع كل ذلك ظلّ أبو بكر الصديق t يعلن لثلاثة أيام: أيها الناس أنتم أحرار في إقرار البيعة التي تمت في سقيفة بني ساعدة أو رفضها، فليخبر من كان لديه اعتراض. ولكن لم يعترض أحد.
هذا ما وجدناه بشكل مختصر في كتاب الدكتور حميد الله، إلا أنه ورد تفصيل هذا الأمر كالتالي:
وبينما كانت الاجتماعات والنقاشات تدور بين الصحابة، وكان المنافقون يحرّضون الأنصار إذ وصل أبو بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما، فقدّم الأنصارُ موقفَهم أمامهما، وأبدى أبو بكر الصديق t رأيه أيضا. ويتضح من كل ذلك أن الأنصار والمهاجرين كلَّهم كانوا يفكرون في مصلحة الإسلام. لعل المنافقين كانوا يفكرون في إثارة الفتنة أما المؤمنون من الأنصار فكانوا يفكرون في مصلحة الإسلام المتمثلة في ضرورة إقامة الخلافة أو الإمامة سواء كان الخليفة أو الإمام من الأنصار أو من المهاجرين، فالأمر الذي كانوا يرغبون فيه هو أنهم كانوا يريدون الخلافة بعد النبي r ولم يكونوا يريدون أن يقضوا يومًا بدون الجماعة والأمير. فكان هناك رأيٌ أن يكون الأمير من الأنصار ورأيٌ آخر أن يكون هذا الأمير من المهاجرين لأن العرب لن يقبلوا سيادة غيرهم. وإضافة إلى ذلك كان هناك رأيٌ ثالث أيضا وهو أن يكون أمير من الأنصار وأمير من قريش. وهنا قال المهاجرون للأنصار أنه يجب أن يكون الإمام من قريش وأيّدوا موقفهم بقول النبي r الذي هو نبوءة عن إمامة قريش وقد سبق ذكره وهو: الأئمة من قريش.
وهنا خاطب أبو عبيدة بن الجراح الأنصارَ وقال: يا معشر الأنصار، إنكم أول من نصر وآزر. فلا تكونوا أول من بدّل وغيّر، بحيث تقولون منا الأمير، أو تقولون منا أمير ومنكم أمير. لقد تأثر الأنصار بهذه الرسالة فوقف منهم بشير بن سعد – الذي نحن بصدد ذكره الآن – فخاطب الأنصار قائلا:
يا معشر الأنصار، إنا والله لئن كنا أولي فضيلة في جهاد المشركين وسابقة في هذا الدين، ما أردنا به إلا رضى ربنا، وطاعة نبينا في الكدح لأنفسنا. فما ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بذلك، ولا نبتغي به من الدنيا عرضًا، فإن الله ولي المنة علينا بذلك. ألا إن محمدًّا r كان من قريش وقومه أحق به وأولى؟ وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبدًا. فاتقوا الله ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم.
وبعد كل هذا وقف حباب بن المنذر وأخذ يذكر فضل الأنصار ولكن عمر t قد احتوى الموقف – إنني أختصر القصة – وأخذ بيد أبي بكر t وقال: ابسط يدك أبايعك. فبايع عمر أبا بكر وقال له: يا أبا بكر لقد أمّرك رسول الله r فصليت بالناس، فأنت أحق الناس بهذا الأمر، وأنت خليفة الله فنبايعك لأنك أحبّ إلى النبي r منا جميعًا. ثم بايع أبو عبيدة بن الجراح بعد عمر، وبعد ذلك بايع بشير بن سعد من الأنصار فورًا، ثم بايع زيد بن ثابت الأنصاري فأمسك بيد أبي بكر وخاطب الأنصار وحثّهم على بيعة أبي بكر فبايع الأنصار أبا بكر.
وعُرِفت هذه البيعة في التراث الإسلامي ببيعة السقيفة أو البيعة الخاصة.
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ r وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَن نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ r حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك وسلم إنك حميد مجيد.
والآن ينتهي ذكر الصحابة اليوم، وهنا أدعوكم للدعاء لأمر حدث في بنغلاديش حيث كانت استعدادات الجلسة على قدم وساق في مكان جديد في مدينة تدعى أحمد نغر. فقد أثار العلماء المزعومون ضجة كبيرة حيث طالبوا الحكومة أولا بمنع الأحمديين من عقد الجلسة، فلما لم تقبل الحكومة طلبهم فقد اجتمع الدهماء وهاجموا بيوت الأحمديين ومحلاتهم فأحرقوا بيوتهم ونهبوا بعض محلاتهم وأصيب بعض الأحمديين بجروح. فادعوا الله تعالى أن يحسن أوضاع تلك المنطقة وأن يمنّ على الجرحى بالصحة والعافية والشفاء الكامل، ويعوّض خساراتهم، ويوفقهم لعقد الجلسة في الموعد الذي سيحددونه لاحقًا.
بعد صلاتي الجمعة والعصر سأصلي صلاة الغائب على السيدة صديقة بيغم من دنيابور باكستان. وهي والدة السيد لئيق أحمد مشتاق رئيس المبلغين في أمريكا الجنوبية وزوجة شيخ مظفر أحمد، وتوفيت في 1 فبراير عن عمر يناهز 74 عامًا. إنا لله وإنا إليه راجعون.
لقد دخلت الأحمدية في عائلتها بواسطة جدها السيد شيخ محمد سلطان الذي بايع في عام 1897 لما كان عمره 24 عامًا.
تزوجت هذه السيدة في 29 أغسطس عام 1964، وعاشت حياتها كاملة كزوجة مثالية، فقد أعالت عائلتها الكبيرة بكل جدارة رغم الدخل المحدود، بل وساهمت في تزويج إخوة زوجها وأخواته. كانت تفضل راحة الآخرين على راحتها. كانت مواظبة على الصلاة والصيام، وعلى الدعاء. وكانت متواضعة واجتماعية وبسيطة ومهتمة برعاية الفقراء وكانت سيدة صالحة ومخلصة. كانت تواظب على تلاوة القرآن الكريم فوفقت لتعليم قراءة القرآن الكريم لعدد من البنات الأحمديات وغير الأحمديات. حفّظت إحدى بناتها وابنيها القرآن الكريم على حسابها بأخذ دروس خاصة من المقرئ، ثم أوقفت حياتهم.
كانت محبة للقرآن الكريم. خدمت الجماعة في “دنيابور” بوصفها رئيسة لجنة إماء الله وسيكرتيرة المال والإشاعة. كانت على علاقة الحب والاحترام الوثيقة مع الخلافة. كانت منضمة إلى نظام الوصية. لقد تركت خلفها زوجها وبنتيها وخمسة ذكور اثنان منهم وقفا حياتهما، وأحدهما كما ذكرت هو السيد لئيق أحمد مشتاق الذي وفق للخدمة كرئيس المبلغين في سورينام في أمريكا الجنوبية. ولم يستطع الذهاب إلى باكستان عند وفاة والدته. وابنها الآخر هو السيد محمد وليد أحمد داعية الجماعة وهو يخدم في باكستان. زوج إحدى بنتيها السيد مظفر أحمد خالد أيضا داعية للجماعة وهو يخدم في قسم الإصلاح والإرشاد المركزي في ربوة. غفر الله تعالى لها ورحمها ورفع درجاتها ووفق أولادها لمواصلة الحسنات التي كانت تكسبها واستجاب الله دعواتها في حق أولادها، اللهم آمين.