خطبة الجمعة

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u

في مسجد بيت الفتوح بلندن

يوم 12/4/2019م

*****

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.

أول الصحابة البدريين الذين سأتحدث عنهم اليوم هو الحصين بن الحارث رضي الله عنه. أمه سُخيلة بنت خُزاعي. كان من بني المطلب بن عبد مناف. هاجر مع اثنين من إخوته الطفيل وعبيده إلى المدينة، وكان في رفقتهم مسطح بن أثاثة وعباد بن مطلب. أقام في المدينة في بيت عبد الله بن سلمة العجلاني. روى محمد بن إسحاق أن النبي r آخى بينه وبين عبد الله بن جبير. شهد الحصين بدرًا وأحدًا وسائر الغزوات مع النبي r. كما شهد أخواه الطفيل وعبيدة غزوة بدرًا أيضا. توفي الحصين t في عام 32 الهجري.

كان من أولاده ابنه عبد الله، وبنتاه خديجة وهند، وكلهم أسلموا. أعطاهما النبي r مائة وسق من الغلال في غزوة خيبر، والوسق الواحد هو 60 صاعا، والصاع قدر الكيلو ضعفان ونصف أو ثلاثة. أي أعطاهما النبي r حوالي 18000 كيلو من الغلال لأنهما بنتان لهذا الصحابي.

والصحابي البدري الآخر الذي أذكره اليوم هو الصحابي صفوان t. والده هو وهب بن ربيعة. كنيته أبو عمرو. كان من بني الحارث بن فهر. في رواية أن اسم والده هو وهيب. اسم أمه دعد بنت جَحْدم، وكانت شهيرة بلقب البيضاء، ومن أجل ذلك كان صفوان يدعى ابن البيضاء. كان أخًا لسهل وسهيل، وهما غير سهل وسهيل اللذين اشترى النبي r منهما الأرض لبناء المسجد النبوي. آخى النبي r بين صفوان ورافع بن المعلى، وفي رواية بينه وبين رافع بن عجلان.

هناك اختلاف في زمن وفاة صفوان، فقال البعض كانت وفاته في غزوة بدر حيث استُشهد بيد طعيمة بن عدي، وفي رواية أنه لم يستشهد في غزوة بدر، بل حضر كل الغزوات مع النبي r.

وفي رواية أن صفوان عاد إلى مكة بعد غزوة بدر، وهاجر بعد فترة مرة أخرى. وفي رواية أنه بعد أن عاد إلى مكة مكث فيها حتى فتحها.

وروى ابن عباس أن النبي r أرسله إلى الأبواء في سرية عبد الله بن جحش. وروي أنه توفي في عام 18 الهجري، وفي رواية في 30 الهجري، وفي رواية 38 الهجري.

على كل حال، من المؤكد أنه كان من الصحابة البدريين.

والصحابي التالي ذكره هو مبشر بن عبد المنذر t. اسم والده هو عبد المنذر، وأمه نسيبة بنت زيد. كان من الأوس من بني عمرو بن عوف. لقد آخى النبي r بين مبشر بن المنذر وعاقل بن أبي البُكير، وفي رواية أنه r آخى بين عاقل بن أبي البكير ومُجذّر بن زياد. على كل حال، قد حضر بدرًا واستُشهد فيها.

وروى السائب بن أبي لبابة، وهو ابن أخي مبشر بن عبد المنذر، أن النبي r جعل لمبشر بن عبد المنذر نصيبا من غنائم بدر جاءنا به معن بن عدي، أي نال أخو مبشر وأبناء أخيه نصيبا من هذه الغنيمة.

عندما هاجر أبو سَلَمَة بن عبد الأسد وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وأخوه أبو أحمد بن جحش إلى المدينة نزلوا على مبشر بن عبد المنذر، ثم بدأ المهاجرون يأتون تباعا.

حضر مبشر بن عبد المنذر بدرًا مع أخويه أبي لبابة بن عبد المنذر ورفاعة بن عبد المنذر. بايع رفاعة مع السبعين من الأنصار في بيعة العقبة، كما حضر بدرًا وأحدا واستشهد يوم أحد.

خرج النبي r لغزوة بدر، ولما وصل إلى الروحاء، وهي على بعد 40 ميلا من المدينة، جعل أبا لبابة أميرا على المدينة وأرجعه إليها، غير أنه r جعل له سهما في غنائم غزوة بدر وأجرها.

وروى ابن إسحاق أن مبشر بن عبد المنذر كان من بني عمرو بن عوف، وكان من الأنصار الذين استُشهدوا يوم بدر.

وعن عبد الله بن عمرو بن حرام أنه قال: رأيت في النوم قبل غزوة أُحد مبشر بن عبد المنذر يقول لي أنت قادم علينا في أيام. فقلت: وأين أنت؟ فقال: في الجنة، نسرح فيها كيف نشاء. قلت له: ألم تُقتل يوم بدر؟ قال: بلى، ثم أُحييت. ثم ذكر هذا الصحابي رؤياه للرسول r فقال: هذه الشهادة يا أبا جابر. إن الشهيد يرجع إلى الله ويعيش هناك حرًا.

وقال العلامة الزرقاني وهو يتحدث عن الصحابة الذين استُشهدوا يوم بدر: كان اثنان من هؤلاء من قبيلة الأوس، أحدهما سعد بن خيثمة، وقيل إن طعيمة بن عدي قتله، بينما قال غيره: قتله عمرو بن عبد وُدّ.

وقال السمهودي في كتابه “الوفاء”: كتب أصحاب السِّيَر أن كل الصحابة الذين استُشهدوا يوم بدر دفنوا في بدر إلا عبيدة، فقد توفي بعد بدر بوقت قصير في الطريق حيث دفن في الصفراء أو الروحاء.

روى الطبراني من الرواة الثقات، عن ابْن مَسْعُودٍ t أَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ r يَوْمَ بَدْرٍ جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي الْجَنَّةِ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ إطِّلاعَةً، فَقَالَ: يَا عِبَادِي، مَاذَا تَشْتَهُونَ؟ قَالُوا: يَا رَبَّنَا، مَا فَوْقَ هَذَا شَيْءٌ، قَالَ: فَيَقُولُ: عِبَادِي، مَاذَا تَشْتَهُونَ؟ فَيَقُولُونَ فِي الرَّابِعَةِ: تَرُدُّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا فَنُقْتَلُ كَمَا قُتِلْنَا.

والصحابي التالي هو ورقة بن إياس t، اختلفوا في اسمه فقالوا وَذَفة ووَدْقَة، واسم أبيه إياس بن عمرو وهو أنصاري من بني لوذان بن غنم من الخزرج، وعن ابن إِسحاق أَنه قال: “شهد هو وأَخواه ربيع وعمرو بدرًا”. (أسد الغابة)

شهد بدرًا وأُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله r، وقُتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصّديق t.

والصحابي التالي هو مُحرز بن نضْلة، واسم والده نضلة بن عبد الله وقيل: اسم والده وهب، وكنيته أبو نضلة. كان أبيض حَسن الوجه. وكان يلقب بالفُهيرة، ويُعرف بالأخرم أيضا. كان من حلفاء بني عبد شمس وكانت بنو عبد الأشْهَل يدّعون أنّه حليفهم. كان من بني غنم بن دودان الذين أسلموا في مكة، وقد أوعبوا إلى المدينة مع رسول الله r هجرة، رجالهم ونساؤهم، منهم محرز بن نضلة، قال الواقدي سمعت إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة يقول ذلك ويقول: ما خرج يوم السَّرْح إلا من دار بني عبد الأشهل على فرس محمّد بن مَسْلَمَة يقال له ذو اللمّة. (ويوم السرح هو غزوة ذي قَرَد أو غزوة الغابة التي وقعت في السادسة للهجرة) آخى رسول الله r، بين محرز بن نضلة وعُمارة بن حزم. شهد بدرا وأحدا والخندق.

قال صالح بن الواقدي عن صالح بن كسيان قال: قال محرز بن نضلة: رأيتُ سماء الدّنيا أُفرجت لي حتى دخلتُها حتّى انتهيتُ إلى السماء السابعة. ثمّ انتهيتُ إلى سِدْرة المنتهى فقيل لي: هذا منزلك، قال محرز: فعرضتُها على أبي بكر الصّديق، وكان أعبر النّاس، فقال: أبْشِرْ بالشّهادة! فقُتل بعد ذلك بيوم. خرج مع رسول الله r، إلى غزوة الغابة يوم السّرْح، وهي غزوة ذي قَرَد سنة ست، فقتله مسعدة بن حَكَمَة.

عن عمر بن عثمان الجَحْشيّ عن آبائه أنّ محرز بن نضلة شهد بدرًا وهو ابن إحدى أو اثنتين وثلاثين سنة. وكان يوم قُتل ابن سبع وثلاثين سنة، أو ثمان وثلاثين سنة، أو نحو ذلك قليلًا‏.

ورد حادث استشهاد محرز t كالتالي: روى إياس بن سلمة روايةً عن غزوة ذي قَرَد، فقال عن أبيه قال: خَرَجْنَا بعد حادث صلح الحديبية رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي لَحْيَانَ جَبَلٌ وَهُمْ الْمُشْرِكُونَ فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللهِ r لِمَنْ رَقِيَ هَذَا الْجَبَلَ اللَّيْلَةَ كَأَنَّهُ طَلِيعَةٌ لِلنَّبِيِّ r وَأَصْحَابِهِ (أي يصعد الجبل للحراسة لكي لا يهاجمهم عدو) قَالَ سَلَمَةُ بن الأكوع: فَرَقِيتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ r بِظَهْرِهِ مَعَ رَبَاحٍ غُلَامِ رَسُولِ اللهِ r وَأَنَا مَعَهُ وَخَرَجْتُ مَعَهُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ أُنَدِّيهِ مَعَ الظَّهْرِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْفَزَارِيُّ (أحد الأعداء) قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ r فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ وَقَتَلَ رَاعِيَهُ.

قَالَ الراوي: فَقُلْتُ يَا رَبَاحُ خُذْ هَذَا الْفَرَسَ فَأَبْلِغْهُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَخْبِرْ رَسُولَ اللهِ r أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِ. قَالَ: ثُمَّ قُمْتُ عَلَى أَكَمَةٍ فَاسْتَقْبَلْتُ الْمَدِينَةَ فَنَادَيْتُ ثَلَاثًا: يَا صَبَاحَاهْ، (كان العرب يقولون هذه الكلمة حين كان عدو أو ناهب أو مهاجم يهاجم صباحا وكأنهم ينادون ويستغيثون بصوت مرتفع لكي يأتيهم الحلفاء فورا ويقاموا العدو ويطردوه، وقال البعض من قواعد المقاتلين أنهم يوقفون الحرب مساء ويعودون إلى أماكنهم، وفي الصباح التالي يتم توجيه المقاتلين أن الصباح قد أتى فاستعدوا للقتال. هذا من لغات الحديث) قال: ثُمَّ خَرَجْتُ فِي آثَارِ الْقَوْمِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ وَأَرْتَجِزُ أَقُولُ: أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ     وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ

فَأَلْحَقُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَصُكُّ سَهْمًا فِي رَحْلِهِ حَتَّى خَلَصَ نَصْلُ السَّهْمِ إِلَى كَتِفِهِ، قَالَ قُلْتُ:

خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ          وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ

قَالَ فَوَاللهِ مَا زِلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بِهِمْ فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَجَلَسْتُ فِي أَصْلِهَا ثُمَّ رَمَيْتُهُ فَعَقَرْتُ بِهِ حَتَّى إِذَا تَضَايَقَ الْجَبَلُ فَدَخَلُوا فِي تَضَايُقِهِ عَلَوْتُ الْجَبَلَ فَجَعَلْتُ أُرَدِّيهِمْ بِالْحِجَارَةِ قَالَ فَمَا زِلْتُ كَذَلِكَ أَتْبَعُهُمْ، حَتَّى مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ بَعِيرٍ مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ r إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي،

وَخَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ثُمَّ اتَّبَعْتُهُمْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً وَثَلَاثِينَ رُمْحًا يَسْتَخِفُّونَ (كانوا قد تركوا الإبل والآن بدؤوا يلقون أمتعتهم أيضا حتى يتمكنوا من الفرار بسرعة) وَلَا يَطْرَحُونَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ آرَامًا مِنْ الْحِجَارَةِ يَعْرِفُهَا رَسُولُ اللهِ r وَأَصْحَابُهُ حَتَّى أَتَوْا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ فَإِذَا هُمْ قَدْ أَتَاهُمْ فُلَانُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ فَجَلَسُوا يَتَضَحَّوْنَ يَعْنِي يَتَغَدَّوْنَ وَجَلَسْتُ عَلَى رَأْسِ قَرْنٍ. قَالَ الْفَزَارِيُّ مَا هَذَا الَّذِي أَرَى قَالُوا لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحَ وَاللَّهِ مَا فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ يَرْمِينَا حَتَّى انْتَزَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا قال: فليقم إليه منكم أربعة. فعمد إلي أربعة منهم. فلما أمكنوني من الكلام، قلت: أتعرفوني؟ قالوا: لا، من أنت؟ قلت: سلمة بن الأكوع؛ والذي كرَّم وجه محمد لا أطلب أحدًا منكم إلا أدركته، ولا يطلبني رجل منكم فيدركني.

قال أحدهم: أنا أيضا أظن ذلك، (إذ كان قد خاف) فرجعوا، فما برحت مكاني ذاك حتى نظرت إلى فوارس رسول الله r يتخللون الشجر؛ أولهم الأخرم الأسدي، وعلى أثره أبو قتادة الأنصاري، وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي. فأخذت بعنان فرس الأخرم، فولَّوا مدبرين. (أرى أن هنا إبهاما، وأرى أن المراد منهم أولئك الذين كانوا يأكلون جالسين، فحين لاحظوا أن هؤلاء قد اقتربوا جدا، ولَّوا مدبرين.)

فقلت: يا أخرم؛ احذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق بنا رسول الله وأصحابُه. فقال: يا سلمة، إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق وأن النار حق، فلا تحلْ بيني وبين الشهادة. فخليتُه، فالتقى هو وعبد الرحمن، فعقر الأخرمُ بعبد الرحمن فرسه، فطعنَه أي أخرمَ (أي محرز) فأرداه شهيدا.

ثم تحوَّل عبد الرحمن على فرسه (للعودة إلى أصحابه) لكن أبا قتادة الذي كان يأتي برفقة النبي r لاحقه فطعنه وقتله.

قال سلمة: فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتَبِعْتُهُمْ أَعْدُو عَلَى رِجْلَيَّ حَتَّى مَا أَرَى وَرَائِي مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ r وَلَا غُبَارِهِمْ شَيْئًا حَتَّى يَعْدِلُوا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ ذَو قَرَدٍ لِيَشْرَبُوا مِنْهُ وَهُمْ عِطَاشٌ قَالَ فَنَظَرُوا إِلَيَّ أَعْدُو وَرَاءَهُمْ فَخَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ يَعْنِي أَجْلَيْتُهُمْ عَنْهُ فَمَا ذَاقُوا مِنْهُ قَطْرَةً قَالَ وَيَخْرُجُونَ فَيَشْتَدُّونَ فِي ثَنِيَّةٍ قَالَ فَأَعْدُو فَأَلْحَقُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَصُكُّهُ بِسَهْمٍ فِي نُغْضِ كَتِفِهِ قَالَ قُلْتُ:

خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ.

قَالَ يَا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ أَكْوَعُهُ بُكْرَةَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ أَكْوَعُكَ بُكْرَةَ قَالَ وَأَرْدَوْا فَرَسَيْنِ عَلَى ثَنِيَّةٍ قَالَ فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ وَلَحِقَنِي عَامِرٌ بِسَطِيحَةٍ فِيهَا مَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ وَسَطِيحَةٍ فِيهَا مَاءٌ فَتَوَضَّأْتُ وَشَرِبْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّأْتُهُمْ عَنْهُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ r قَدْ أَخَذَ تِلْكَ الْإِبِلَ وَكُلَّ شَيْءٍ اسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَكُلَّ رُمْحٍ وَبُرْدَةٍ وَإِذَا بِلَالٌ نَحَرَ نَاقَةً مِنْ الْإِبِلِ الَّذِي اسْتَنْقَذْتُ مِنْ الْقَوْمِ وَإِذَا هُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ r مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلِّنِي فَأَنْتَخِبُ مِنْ الْقَوْمِ مِائَةَ رَجُلٍ فَأَتَّبِعُ الْقَوْمَ فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلَّا قَتَلْتُهُ قَالَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ r حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ فَقَالَ يَا سَلَمَةُ أَتُرَاكَ كُنْتَ فَاعِلًا قُلْتُ نَعَمْ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ فَقَالَ إِنَّهُمْ الْآنَ لَيُقْرَوْنَ فِي أَرْضِ غَطَفَانَ. (وفي رواية أخرى أن سلمة بن الأكوع t حين استأذن النبي r في ملاحقة المشركين من جديد، قال r: يا ابن الأكوع، ملكتَ فاسجع. أي قد غلبتَ فاتركهم، واعف عنهم، فلا داعي لملاحقتهم وقتلهم.

ففي هذا الحدث أسوة لنا إذ ظل t يقاتل وحده. ثم حين جاء محرز t وهاجمهم أيضا قتلوه، حيث أول مرة كان سلمة t قد أخذ بعنان فرسه كانوا قد تولَّوا ونجا محرز t، لكنهم حين أعادوا الكرة، أردي محرز t شهيدا. فهذا حدث شهادته.

وفي الوقت نفسه نُدرك كَم كان حضرة ابن الأكوع شجاعا وخبيرا بفنون الحرب! ونرى كيف استعاد المتاع من اللصوص! وأهم درس أنه حين استأذن النبيَّ r في ملاحقتهم للقتل قال النبي r دعهم، فما دمت قد استعَدتَ المتاع فلا داعي لملاحقتهم. فأسوة النبي r هذه لجديرة بالانتباه حيث لم يكن يقصد القتل والإغارة، فحين استعاد المتاع من أولئك اللصوص المهاجمين وهم هربوا وأصيب بعضهم فلم يسمح بملاحقتهم. ولم يصر على القضاء عليهم.

باختصار حين كان النبي r يتكلم مع الصحابة عن هذه الأمور) جاء رجلٌ من غطفان، فقال: نَحَرَ لَهُمْ فُلَانٌ جَزُورًا فَلَمَّا كَشَفُوا جِلْدَهَا رَأَوْا غُبَارًا فَقَالُوا أَتَاكُمْ الْقَوْمُ فَخَرَجُوا هَارِبِينَ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r كَانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ وَخَيْرَ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ.

يقول ابن الأكوع t: أعطاني رسول الله r سهمَين، سهم الفارس، وسهم الراجل، ثم أردفني رسول الله وراءه على العضباء؛ راجعين إلى المدينة. فبينما نحن نسير؛ وكان رجلٌ من الأنصار لا يسبقه أحدٌ في الجري جعل يقول: ألا مَن مسابق! (الجدير بالملاحظة هنا أن الصحابة رغم القتال ومضايقة العدو كانوا يهيئون لأنفسهم فرص المرح واللعب أيضا وكانوا يتحدون بعضهم بعضا التحديات الخفيفة ليمضي الوقتُ بسهولة وليخِف الضغط المستمر الذي كانوا يواجهونه من قبل العدو)

على أية حال، جاء في الرواية:

… فجعل يقول: ألا من مسابق؟! فقال ذاك مراراً؛ فلما سمعته قلت: أما تكرم كريماً ولا تهاب شريفاً قال: لا، الا رسول الله r قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي خلني فلأسابق الرجل، قال: ” إن شئت ” قلت: أذهب، فطفر عن راحلته، وثنيت رجلي، فطفرت عن الناقة، ثم ارتبطت عليه شرفا أو شرفين، يعني استبقيت نفسي، ثم عدوت حتى ألحقه، فاصك بين كتفيه بيدي، وقلت: سبقتك والله، فضحك وقال: والله إن أظن، فسبقته حتى قدمنا المدينة، فلم نلبث إلا ثلاثا حتى خرجنا إلى خيبر.

وقد ورد تفصيل هذه الغزوة في تاريخ الطبري كما يلي:

عن عاصم بن عمر بن قتادة أن أول فارس لحق بالقوم محرز بن نضلة أخو بني أسد بن خزيمة. ويقال لمحرز الأخرم ويقال له قمير وأن الفزع لما كان، جال فرس لمحمود بن مسلمة في الحائط حين سمع صاهلة الخيل وكان فرسا صنيعا جاما فقال نساء من نساء بني عبد الاشهل حين رأى الفرس يجول في الحائط بجذع من نخل هو مربوط به: يا قمير هل لك في أن تركب هذا الفرس فإنه كما ترى. ثم تلحق برسول الله r وبالمسلمين قال نعم فأعطنيه إياه فخرج عليه فلم ينشب أن بذا الخيل بجمامه حتى أدرك القوم فوقف لهم بين أيديهم ثم قال قفوا معشر اللكيعة حتى يلحق بكم من وراءكم من أدباركم من المهاجرين والانصار. قال وحمل عليه رجل منهم فقتله وجال الفرس فلم يقدروا عليه حتى وقف على آريه في بني عبد الاشهل. فلم يُقتل من المسلمين غيره، وفي رواية مسلم أن اسم هذا الصحابي محمد بن مسلمة، وكان اسم فرس محمود “ذا اللمة”. وفي رواية أخرى أن محرزا بن نضلة إنما كان على فرس لعكاشة بن محصن يقال له الجناح فقُتل محرز واستلب الجناح….

سار رسول الله r حتى نزل بالجبل من ذي قَرَد وتلاحق به الناس فنـزل رسول الله صلى الله عليه وآله وأقام عليه يوما وليلة فقال له سلمة بن الأكوع يا رسول الله لو سرحتني في مائة رجل لاستنقذت بقية السرح وأخذت بأعناق القوم. فقال رسول الله r فيما بلغني أنهم الآن ليغبقون في غطفان وقسم رسول الله r في أصحابه في كل مائة جزورا فأقاموا عليها ثم رجع رسول الله r قافلا حتى قدم المدينة ولم يتعرض لهم ولم يُقتل هناك إلا محرز. وفي رواية أنه كان أول قتيل من الفرسان، كما جاء في رواية وردت قبل قليل.

والصحابي الآخر هو سويبط بن حرملة t، وقيل: سويبط بن سعد بن حرملة وسليط بن حرملة أيضا. كان من بني عبد الدار وأمّه هنيدة. وكان من أوائل المسلمين. وقد صنّفه كثير من كتاب السِّيَر في المهاجرين إلى الحبشة. كذلك هاجر إلى المدينة ونزل عند عبد الله بن سلمة العجلاني. وقد آخى النبي r بين سويبط وعائذ بن ماعض. شهد سويبط بدرا وأُحدا.

عن أم سلمة قالت: خرج أبو بكر في تجارة إلى بُصرى قبل موت النبي r  ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا شهدا بدرًا، وكان نعيمان على الزاد، فقال له سويبط، وكان رجلاً مزاحًا: أطعمني. فقال: لا، حتى يجيء أبو بكر. فقال: أما أني لأغيظنَّك. قال فمرُّوا بقوم، فقال لهم سويبط: أتشترون مني عبداً لي؟ قالوا: نعم. قال: فإنه عبد وله كلام وهو قائل لكم أني حر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا علي عبدي. قالوا: بل نشتريه منك. قال: فاشتروه بعشر قلائص. قال: فجاءوا فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلاً. فقال نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم وإني حر لست بعبد. قالوا: قد أخبرنا بخبرك. قال: فانهضوا به. قال فجاء أبو بكر فأخبروه فأتبعهم فرد عليهم القلائص وأخذه، فلما قدموا على النبي r أخبروه فضحك النبي r منها هو وأصحابه حولاً.

على أية حال، الحدث المذكور قد ورد في بعض الكتب بهذا الاختلاف أن نعيمان هو الذي باع وليس سويبطًا.

بعد ذِكر الصحابة أريد أن أتحدث باختصار عن وحي المسيح الموعود u “وسّع مكانك”. لقد تلقى حضرته u هذا الوحي في أوقات مختلفة. ويقول حضرته u عن أول ما أوحى الله تعالى إليه هذا الوحي أنه في ذلك الوقت لم يكن يأتي إلى مجلسه أكثر من اثنين أو ثلاثة أشخاص، ولم يكن أحد يعرفه. ثم نزل عليه هذا الوحي مع الإلهامات الأخرى مرارًا، ومعناه وسّع أماكنك. والإلهامات الأخرى التي نزلت معه تتضمَّن بشارات وأفضال إلهية متنوعة. عندما يأمر الله تعالى أنبياءه وحيًا فهذا يعني أن الله تعالى سوف يؤيّدهم وينصرهم ويهيئ لهم الأسباب التي تؤدي إلى تحقق هذا الأمر وإتمامه، هذا ما جرّبناه مرارًا. وتاريخ الجماعة يشهد لنا كيف حقق الله تعالى هذا الوحي بكل عظمة وشوكة، ولا يزال يحققه! ويرينا، نحن خدام المسيح الموعود u، مشاهد تحقق هذا الوحي في أوقات مختلفة. إن وحي الله تعالى للمسيح الموعود u، وأمر الله تعالى له بفعل شيء ما، أو إنباؤه عن حدوث أمر ما، في الحقيقة بشارة لتحقق نشر الإسلام ورقيه بواسطة حضرته u، ثم بعد ذلك هي بشارة لنشر رسالة النبي r بواسطة الخلافة التي أقيمت بعده u. فكل خطوة نتقدم بها أو كل رقي نراه أمامنا إنما هو جزء من خطة الله التي رسمها لنشر الإسلام.

بعد هذه المقدمة أعود إلى وحي المسيح الموعود u هذا أي “وسّع مكانك”. بعد هجرة الخلافة إلى بريطانيا مع انتشار الجماعة توسّع مكان الجماعة في بريطانيا وأوروبا وفي أمريكا وأفريقيا وفي بلاد العالم الأخرى أيضا، بحيث أعطانا الله تعالى أماكن كثيرة. فلما هاجر الخليفة الرابع رحمه الله إلى هنا أرانا الله تعالى مشهد التوسع غير العادي فورًا إذ وفقت الجماعة لشراء أرض بمساحة 25 فدانا التي سميت بإسلام آباد، ثم أضيفت إليها 6 فدانا أخرى. لقد ظلت الجلسة السنوية تقام هناك، كما كان هناك سكن لبعض العاملين في الجماعة والواقفين حياتهم، كما كانت هناك دارٌ لإقامة خليفة المسيح؛ وأقيمت هناك بعض المكاتب أيضا، كما خصصت إحدى الأبنية لتكون مسجدا. وأتذكر أنني لما جئت إلى هنا في عام 1985 قال لي الخليفة الرابع رحمه الله بشكل خاص أن الله تعالى قد أعطانا هذا المكان الجميل ليكون مركزنا، هذا كان فحوى كلامه وإن كنت لا أذكر كلماته على وجه الدقة. وإنني على يقين، كما أن بعض الأمور الأخرى تشهد على ذلك، أن الخليفة الرابع رحمه الله كان يريد أن ينشئ هنا مركزًا رسميًا. على أية حال، حدد الله تعالى لإتمام جميع الأعمال وقتًا وموعدًا محدّدًا، فقد وفقنا الله تعالى الآن وتم بناء إسلام آباد من جديد، أنشئت بعض المكاتب بمرافق أفضل، كما أنشئ مسجد أيضا، وأقيم سكن لخليفة الوقت، وأنشئت بيوت للواقفين حياتهم والعاملين، وستُنشأ أخرى أيضا.

كانت مكاتبنا في لندن قد أنشئت مؤقتا في بيوتٍ حوّلت إلى المكاتب. كانت الغرف ضيقة جدًّا وكان العمل يتم هناك بصعوبة بالغة. وبسبب توسّع العمل أصبح المكان ضيقًا جدًّا، كما أن البلدية أيضا كانت تعترض فتقول بأن البيوت هنا أنشئت للسكن غير أنكم حولتموها إلى المكاتب، فانقلوا مكاتبكم من هنا. فكانوا يرفعون مثل هذا الأصوات بين حين وآخر. وبعد هذا البناء الجديد سوف تنتقل إلى إسلام آباد ثلاثة أو أربعة مكاتب التي كانت موجودة في البيوت هنا.

إضافة إلى مشروع البناء في إسلام آباد هيأ الله تعالى للجماعة في بلدة “فارنهام” بناية كبيرة ذات طابقين تقع على بعد ثلاثة أميال، حيث تعمل مطبعة الجماعة وبعض المكاتب أيضا. ثم وفق الله تعالى مجلس خدام الأحمدية لشراء بناية كبيرة في نفس المنطقة. وقبل هذا وفق الله تعالى لشراء مكان للجلسة السنوية أي حديقة المهدي وهو أيضا يقع قريبا من هنا، ومساحته أزيد من 200 فدان.

ثم إن الجامعة الأحمدية، التي كانت في لندن سابقًا، قد انتقلت من هنا لأن الله تعالى قد أعطانا مكانها الحالي بمرافق وأجواء أفضل وبثمن أقلّ بكثير، وهي 30 فدانا من الأراضي أيضا. وكل هذه الأماكن تقع على بعد مسافة 10 أو 20 دقيقة بالسيارة. لم تكن هناك ثمَّة خطّة لشراء هذه الأماكن كلها قرب مشروع بناء إسلام آباد، بل هي خطة إلهية بحيث اجتمعت كل هذه الأماكن في منطقة واحدة وعلى مسافات متقاربة، ولقد هيأ الله تعالى قرب هذا المركز الأمور الضرورية الأخرى أيضا، وكان من الضروري أن تكون الجامعة الأحمدية أيضا قريبة منه.

ادعوا الله تعالى أن يجعل اجتماع هذه الأماكن في منطقة واحدة مباركًا من كل النواحي.

لقد تم الآن بناء سكن خليفة الوقت والمكاتب وغيرها في إسلام آباد واكتمل بناء المسجد أيضا، لذلك فإنني سأنتقل من لندن إلى إسلام آباد بإذن الله في غضون أيام قليلة. ادعو الله تعالى أن يكون السكن بعد انتقالي إلى هناك مباركًا من كل النواحي، وأن يمن الله تعالى بأفضاله على الدوام ويوسع أعمال التبليغ بالإسلام أكثر من ذي قبل من إسلام آباد، وألا يكون الوحي “وسع مكانك” موجبًا للتوسع المكاني فحسب بل يكون ذريعة للتوسع في إكمال خطط الله تعالى.

وهنا أود أن أوضح أن جيران مسجد الفضل كانوا يشكون دومًا من الضيق بسبب كثرة ورود الأحمديين وازدياد حركة المرور وإيقاف السيارات، لذلك حاولوا ألا تعطوا، لدى مجيئكم للصلوات وغيرها، أية فرصة للشكوى لجيران هذا المكان الجديد، أي إسلام آباد. لا شك أن الأحمديين حول هذا المكان سيأتون إليه، ولكن عليهم أن يتقيدوا بقوانين المرور ويراعوا الحيطة.

أما بالنسبة إلى صلاة الجمعة فسأصلي صلاة الجمعة عمومًا هنا في مسجد بيت الفتوح. ولقد قلت لأمير الجماعة في بريطانيا أن يقوم بوضع خطة مناسبة ويخبر أفراد الجماعة وفروع الجماعة التي يمكن لها أداء صلاة الجمعة في إسلام آباد، فمن يبلَّغون من أمير الجماعة فلهم أن يؤدوا صلاة الجمعة في إسلام آباد، إن الأحمديين في 20 ميلا حول إسلام آباد يستطيعون أن يجتمعوا هناك ويصلوا الجمعة. على أية حال سيتلقى رؤساء فروع الجماعة تفصيل هذا الأمر من قبل أمير الجماعة. أما من يسكنون أبعد من 20 ميلا من إسلام آباد فسيعرفون أيضا من منهم سيصلي الجمعة هناك، وما هي الفروع التي يمكنها المجيء إلى إسلام آباد، وسيعرفون كيف يتم التنسيق بينها.

على أية حال، أقول لكم مرة أخرى أن تدعو الله تعالى ليبارك في هذا المشروع ويبارك الانتقال إلى هناك من كل النواحي والجوانب، آمين.

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز