خطبة الجمعة
التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز، الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام في مسجد البشارة في بيدرو آباد بأسبانيا يوم 20/4/2018
*****
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت 33)
هذه الآية مثال كامل، وتشمل جميع الصفات والمزايا التي يجب أن يمتاز بها المؤمن. ومَن يمكن أن يحرز هذه الصفات والخصال أكثر من المسلم الحقيقي؟ فهذه الصفات أو المزايا التي بيَّنها الله ﷻ إذا توفرت في أحد فيمكن أن يَحدث في نفسه انقلابٌ، وليس ذلك فحسب بل يمكن أن يتمكن من إحداث الانقلاب في المجتمع أيضا. هذه الأمور الثلاثة أي الدعوة إلى الله وكسب العمل الصالح مع إعلان المرء، بإراءة نموذج الطاعة الكاملة والانقياد التام، أنه يعمل بكل ما قال الله ورسولُه أو يسعى جاهدا لذلك، أولها يحثّ المؤمن على تلقّي علوم الدين وتعليم العالم إيَّاها، ويوجهه إلى أن يخبر الآخرين ما هي واجباتكم تجاه بعضكم البعض، وكيف يمكن أن تؤدوها، ومن الطبيعي أن الإنسان لا يمكن أن يلتفت إلى تعليم الآخرين إلا إذا كانت في قلبه حرقةٌ ولوعة لإنقاذهممن ربقة الشيطان، وكان لديه رغبةٌ عارمة في زيادة زمرة عباد الرحمن. فالذي تحلَّى بهذه المَزِيَّةِ أو نشأ لديه حماسٌ واشتياق لتقريب الناس إلى الله، لا سيما في أوضاع قد بلغت فيها شتى المغريات والمتع لإبعادهم من الله منتهاها، فلا يقدر على هذا السعي والجهد في هذه الأوضاع إلا من يخاف الله ﷻ وينشد قربه.
المَزِيَّةُ الثانية هي أنه يكسب الأعمال الصالحة، أي لا تكتفوا بأداء حقوق عباد الله فحسب، بل يجب أن يُضرب بكم المثلُ في ذلك، وتكونوا أسوة. وإنْ لم تعملوا بأنفسكم، فسيبقى علْمكم الديني أيضا عديم الجدوى، ودعوتكم إلى الله أيضا ستخلو من البركات والنتائج الحسنة. وفي هذه الحالة ستصبح مساعي الدعوة إلى الله كلها عقيمة، ولن تنالوا رضا الله ﷻ.
المَزِيَّةُ أو الصفة الثالثة أن المؤمن الصادق يعلن بقوله: إنني من المسلمين، (أي أنه من المطيعين طاعة كاملة) أي أؤمن بأوامر الله ﷻ ورسوله كاملة، ولا أكتفي بالإيمان باللسان بها فقط، بل أجعلها جزءا لا يتجزأ من حياتي، إنني أؤثر الدين على الدنيا على الدوام. إن الطاعة تشمل طاعة خليفة الوقت ونظام الجماعة أيضا. فالذي يقول إنني أنشط في نشر الدعوة وأملك علما كثيرا ولا أحتاج إلى أي نظام، فهذا لا يُرضي الله تعالى. كان الله ﷻ يريد أن ينشئ جماعة في هذا العصر فأنشأها، لذا لا مندوحة من الانضمام إليها. لقد بيَّن الله ﷻ أن الدعوة إلى الله عمل حسن ولا شك، لكن إلى جانب ذلك لا بد للمرء من إعلان أنه من المسلمين، أي إعلان التسليم والانقياد بإراءة أسمى نماذج الطاعة.
وكذلك لا تتحقق معايير مستويات العمل الصالح والتقوى إلا برفع مستوى الطاعة والانقياد. نرى في بعض الأحيان أناسا يبدون صالحين في الظاهر ويخدمون الدين أيضا، ومع ذلك نجد أنهم لا ينالون عاقبة حسنة. والسبب في ذلك، كما يقول الله تعالى، أن المؤمن والقائل قولا حسنا أيضا سيوفق للعمل الصالح وتكلَّل أعماله بنتائج حسنة حين يعلن قائلا: إنني من المسلمين، أي أنني أستجيب تماما للنظام الذي أنشأه الله. ولن نتمكن نحن الأحمديين من إحراز هذه المستويات للطاعة الكاملة، ولن تنجح دعوتُنا، ولن تُعدّ حسناتُنا أعمالا صالحة ما لم نُبدِ طاعة كاملة لنظام الخلافة بعد وفاة المسيح الموعود ؏، وما لم نتقدَّم للتعاون التام مع نظام الجماعة الذي يعمل بحسب توجيهات الخلافة. لن تكون مساعينا الفردية والجماعية مباركةً ما لم يفهم النظامَ كلُّ فرد من أبناء الجماعة من المسؤولين والعاملين والدعاة، ولم يهتموا بأداء واجباتهم تجاه بعضهم البعض. ما من شك في أن الله ﷻ حين بعث المسيح الموعود ؏ بحسب وعده وتحقيقا لنبوءة النبي ﷺ، قطَع معه الوعد بتحقيق المهام التي عَهِد بها إليه، فبعض هذه الوعود تحققت في حياته، وكان تحقُّقُ بعضها مقدرا بعد وفاته، وهي إلى اليوم تتحقق. وبواسطته تصل رسالة الإسلام إلى أرجاء العالم، وتهوي القلوب الطاهرة تدريجا في حضن الأحمدية الإسلام الصحيح. إن الله ﷻ يحقق الأهداف التي من أجلها يبعث النبيين، فقد قال في القرآن الكريم: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) ولقد تلقَّى سيدنا المسيح الموعود ؏ أيضا هذه الكلمات في الإلهام، يقول حضرته ؏ في تفسير هذا الآية:
هذه هي سنة الله الجارية، ومنذ أن خَلَقَ الإنسانَ في الأرض مازال يبدي سُنَّةَ نصره النبيين والمرسلين هذه دون انقطاع. ويكتب لهم الغلبة، كما يقول: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي)، والمراد من الغلبة هو أنه كما أن الرسل والنبيين يريدون أن تتم حجة الله على الأرض بحيث لا يقدر أحد على مقاومتها، فإن الله تعالى يظهر صدقهم بالبينات، ويزرع بأيديهم بذرة الحق الذي يريدون نشره في الدنيا. (الوصية ص4)
ثم يقول حضرته ؏: لقد كتب الله ﷻ هذا من الأزل، وعدَّه من سنته وقانونه، أنه ليغلبنَّ هو ورسلُه دوما، فبما أنني رسوله أي مبعوث منه، لكن دون شريعة جديدة واسم جديد، بل قد أتيت باسم ذلك النبي الكريم خاتم النبيين ﷺ ومنه وبصفتي مظهرا له، لذا فإنني أقول إنه كما تحقق مفهوم هذه الآية منذ القدم، أي من آدم إلى النبي ﷺ، فسيتحقق الآن بحقي أيضا.
فالغراس الذي يريد الله غرسه في كل أنحاء العالم على يد المسيح الموعود ؏ إنما هو غراس الشريعة التي نزلت على رسول الله ﷺ، والتي قُدِّرَ تكميل إشاعتها في زمن المسيح الموعود ؏. وكما قال المسيح الموعود ؏ فإن الصلاح الذي يريد الله نشره في العالم والذي يَبْذُر الله بذرته بأيدي أنبيائه قد بذر الله بذرة تكميل إشاعة الإسلام هذه على يد المسيح الموعود ؏، بل قد أراه الله تعالى زروعا خضراء خرجت من هذه البذرة في بعض المناطق، وهذه الشَّتَلات التي خرجت من البذرة التي غرسها ؏ تنتشر باستمرار في العالم كله. وكأن البذرة التي بذرها الله تعالى بيده ؏ تنتشر شَتَلاتُها في البلاد الأخرى في الدنيا. وكما يُعِدُّ المزارعون شتلات الأشجار، كما هو رائج في هذه البلاد، ثم ينقلونها إلى أي مكان شاؤوا ويغرسونها، كذلك فإن شتلات غراس علوم القرآن ومعارفه ورسالةِ الإسلام التي بينها حضرته في تفسيره بوضوح في ضوء القرآن الكريم تنقل وتُنشر في شتى أكناف العالم، مما يجعل العالم يصبو إلى تعاليم الإسلام الجميلة. فلا غرو أن رسالة الإسلام الجميلة ستنتشر في العالم بواسطة المسيح الموعود ؏، وهي تنتشر فعلاً. وكان الله تعالى قد بشره ؏ بذلك في إلهامات عديدة، أحدها إلهامُ “كتب الله لأغلبن أنا ورسلي” الذي سبق ذكره. وهناك عدة إلهامات أخرى أذكر بعضها هنا على سبيل المثال: “ينصركم الله في دينه”، و”في دينه” يعني أن ما ينشره ؏ هو دين الله الإسلام. وهناك إلهام آخر “ينصرك الله من عنده”، وإلهام “سوف أذيع صيتك بالعز في أطراف الأرض.” فعزّة المسيح الموعود ؏ ستَرْسُو في العالم وستَرْسُو بسبب نشره رسالة الإسلام، ستَرْسُو من عند الله تعالى. وثَمَّ إلهام آخر أريد ذكره وهو “سوف أبلغ دعوتك إلى أقصى أطراف الأرضين”، هذا الإلهام شهير ويعرفه كل واحد.
فلا شك أن رسالة المسيح الموعود ؏ سوف تنتشر في العالم، وستعرفه الدنيا كعاشق صادق للنبي ﷺ وكبطل جريء، وهي تعرفه فعلا، حيث نرى اليوم أن الله تعالى يوصل رسالته إلى العالم عبر “ايم تي ايه”. لقد قلت مرارا من قبل: إن وسائلنا المادية ما كانت تقدر أبدًا، أو لا تقدر حاليا على الأقل، على إدارة القناة على مدار 24 ساعة، وعلى بث البرامج بشتى لغات العالم، حيث نوصل هذا البث إلى كل بقعة من بقاع العالم، وتصل ترجمة خطبي إلى كل أنحائه، وتبث خطبي بترجمة حية مباشرة بست أو سبع لغات عالمية. وهذا كله راجع إلى وعود الله تعالى مع المسيح الموعود ؏. ونتيجة لخطبي وبرامجي والبرامج الأخرى التي تبث عبر “ايم تي ايه” ينضم ذوو الأرواح الطيبة إلى الأحمدية. فكثير من الناس يكتبون ويقولون: إن خطباتك عبر “ايم تي اي” أو البرامج الأخرى أثرت فينا فرغبنا في الأحمدية ووفقنا الله تعالى للانضمام إليها. فقبل يومين أو ثلاثة بثّ برنامج جماعة Guadalupe اشترك فيه المبشر المحلي مع أحد الأحمديين الجدد الذي قال كنت قد تعرفت إلى الأحمدية، لكنني كنت مترددا في البيعة، وخُطَب الخليفة دفعتني إلى البيعة، إذ تيسرت لي القناعة التامة بعد الاستماع لهذه الخطب.
فهذا فعل الله، وهذه وعود الله تعالى، ولا بد أن تتحقق إن شاء الله، وليس لنا أو لأي جهود بشرية دخلٌ في تحقُّق هذا الأمر، إلا أن الله تعالى يقول إن علامة المؤمن الحقيقي أنه يقوم بالدعوة إلى الله. فالله تعالى يريد أن يشركنا في هذا العمل الذي ينجزه هو بنفسه تعالى والذي قد قضى بإنجازه، ويريد الله أن يثيبنا عليه. لذا فعلى كل مسلم أحمدي أن يهتم بالمساهمة في هذا الأمر الذي فرض إنجازه على نفسه لينال نصيبه من الثواب، ويحظى برضا الله تعالى. فمن واجبكم أنتم الجالسون أمامي هنا في أسبانيا أن تُخصصوا من أوقاتكم يومين في الشهر على الأقل من أجل تبليغ الدعوة. عليكم البحث عن مختلف سبل الدعوة نظرًا إلى عقلية ومزاج أهل هذه البلاد. هناك أحمدي أسباني جديد قد جاء للقائي في الأسبوع الماضي، بل في هذا الاسبوع، وقال لي: إن جماعتنا هنا لا تقوم بتبليغ الدعوة بالطريقة التي يجب أن نبلغ بها، وأرى أن دعاتنا هنا، باستثناء واحد أو اثنين منهم، لا يقومون بالدعوة واضعين في الحسبان العقلية الأسبانية، أو أنهم لا يعرفون كيف يقومون بالدعوة بينهم. وقال هذا الأخ: لا شك أنَّا نحن الأسبان نُعَدّ من أهل أوروبا لكن عقليتنا مختلفة إلى حد ما عن الأوروبيين. إن الأسبان خائفون من الإسلام والمسلمين مثل الأوروبيين الآخرين بسبب الظروف الراهنة، ونحن تحت تأثير أوروبا، إلا أنه تكمن فينا، من حيث لا ندري، عاطفة التعلق بالمسلمين بحكم عيشهم في أسبانيا حقبة طويلة، وهناك حاجة إلى استثارة هذه العاطفة الكامنة في الأسبان، ولا سيما في مناطق معينة كولاية الأندلس مثلا.
فمن واجب سكرتير التبليغ الوطني وكل سكرتير تبليغ محلي وغيرهم من المسؤولين أن يقوموا بالتخطيط للتبليغ نظرًا إلى ظروف مناطقهم، كما أن من واجب كل أحمدي وكذلك مجالس أنصار الله وخدام الأحمدية ولجنة إماء الله أن يخصصوا من أوقاتهم لتبليغ الدعوة. لقد جُعل المسلمون هنا مسيحيين بحد السيف قبل سبعة أو ثمانية قرون، لكننا سنغزو قلوب الناس بالحب والود وتقديم تعاليم الإسلام الجميلة. إن التعريف بالجماعة يتم على نطاق واسع هنا الآن، إذ تتحدث محطات التلفاز والقنوات وتكتب الجرائد عن الجماعة مما يؤدي إلى تبليغ الدعوة أيضا إلى حد ما. فقد جاء للقائي محرر جريدة في قرطبة ولعله مالكُها، فـأراني جريدته ليخبرني كيف يكتب عن الجماعة، فقد كتب عنا في صحفة كاملة. كنا عقدنا مؤتمر السلام بلندن، وكان قد حضر هناك ممثلون من الجرائد ومندوبون من الفضائيات من هذا البلد أيضا، وأحد المندوبين سجل لقاءً معي، ثم بعد الرجوع إلى هنا قدّم عبر قناته برنامجًا عن الجماعة وعن تعليم الإسلام عن الأمن والسلام الذي تقدمه الجماعة، كما قدّم أيضًا جزءًا من اللقاء الذي سجَّله معي. فليست الأوضاع في إسبانيا الآن كما كانت قبل 35 أو 40 عامًا، إذا كان هناك تقصير في تبليغ الدعوة اليوم إلى هؤلاء فهو منّا فقط.
إضافة إلى ذلك هناك كثير من الناس جاؤوا من المغرب والبلاد العربية الأخرى وسكنوا في مدن شتى هنا، يجب نشر الدعوة والمنشورات العربية في هذه المناطق عن طريق الناطقين بالعربية. أما بالنسبة إلى نشر المنشورات حول التعريف بالأحمدية أي الإسلام الحقيقي باللغة الإسبانية فمنذ بضع سنوات أُرسِل إلى هنا الخرِّيجون من الجامعة الأحمدية في بريطانيا وألمانيا وذلك قبل إرسالهم إلى ميدان العمل، وإنهم يوزِّعون هذه المنشورات في كل مدينة وأظن أنهم وزَّعوا إلى الآن أكثر من ثلاثة ملايين منشور. وانطباع هؤلاء المبشرين الجدد الذين يأتون إلى هنا لتوزيع المنشورات هو أن سكان إسبانيا يتلقون المنشورات بأحسن طريق، ويقابلون عمومًا باحترام، ثم يقرأون هذه المنشورات، وهناك قلة قليلة منهم الذين ينبذونها، ومعظمهم يطلعون عليها ويقرأونها ثم يضعونها في جيوبهم.
وهناك سيدة إسبانية قبلت الأحمدية وتسكن حاليًّا في لندن وهي زوجة السكرتير للمبايعين الجدد في بريطانيا، ولكن عائلتها ووالديها يسكنون هنا. وعندما تزور إسبانيا تتوجه إلى المدارس والكليات والجامعات وتقوم بنشر الدعوة وتبحث عن فرص التبليغ، وهي تعرف كيف يمكنها تبليغ رسالة الإسلام والتعريف بالجماعة. فإذا كانت هي تأتي من لندن وتفعل ذلك فلماذا لا يبحث الدعاة والمسؤولون هنا عن مثل هذه الفرص؟! فعلى المسؤولين والدعاة هنا أن يضعوا خطّة متينة ومحكمة. ولقد قلت لهذه المبايعة الجديدة أن تكتب لي ما تراه من طرق مناسبة يمكن العمل بها هنا من أجل التبليغ. فعندما تصلني هذه المقترحات فسأرسلها إليكم أيضا، فإذا كانت تلك المقترحات جديرة بالعمل وتستوعبونها فلا بد أن تعملوا بها، ولكن الأمر الأساس هو الحاجة الماسة إلى العمل المبني على التعاون فيما بينكم وتقديم مصالح الجماعة بعيدًا عن الأمور الشخصية، وهناك حاجة إلى فهم ضرورة أداء واجباتنا ومسؤولياتنا بحماس خاص وشوق كبير بعد إعلان كوننا أحمديين. لا يمكن أن يتحقق الهدف المنشود فقط بمجرد توزيع المبشرين الجدد نشرات الجماعة هنا لمدة شهر في كل سنة، بل بدأت إرسالهم إلى هنا ليكونوا عونًا لكم نظرًا إلى قلة عدد أفراد الجماعة هنا ولكي يتولد في قلوبكم أيضا شوق للتبليغ أو على الأقل تزول الحجب الحائلة دون تبليغ الدعوة بسبب عدم معرفتكم باللغة، وهكذا ستشتركون جميعًا في أعمال التبليغ. إن هؤلاء المبشرين الجدد الذين يأتون إلى هنا لا يعرفون اللغة الإسبانية، مع ذلك يتوجهون إلى كل مكان ويحققون هدفهم. فهناك حاجة ماسة إلى خلق الشعور بضرورة تحقيق هدف الدعوة إلى الله في داخلكم، وهو الأمر الذي عَهِدَ الله تعالى به إلى المؤمنين الحقيقيين، ولا بد أن نساهم فيه بلوعة وحماس كبير. وأكبر مسؤولية في هذا الخصوص تقع على الدعاة أن يبحثوا عن طرق التبليغ ثم يخبروا أفراد الجماعة ويأخذوهم معهم.
كان سكرتير التبليغ الوطني هنا يبدي حماسًا كبيرا لتبليغ الدعوة، ولم يقل لي صراحة إلا أنه يبدو أنه يواجه نقصًا في الميزانية وفي تعاون أفراد الجماعة. وهذه مسؤولية أمير الجماعة، أن يحل قضية قلة الأموال إذا كانت هي العائق، ويكتب لي عن ذلك، لأن المركز يغطي مسبقًا كثيرًا من نفقات الجماعة هنا. ومن واجب الأمير أيضا أن يحث أفراد الجماعة على التعاون مع سكرتير التبليغ والدعاة. هذا هو الطريق الذي يمكننا من خلاله إعادة مجد الإسلام مرة أخرى هنا. هذا كان الهدف من بعثة المسيح الموعود ؏.
استعرض حضرته ؏ حالة الإسلام الراهنة، وذكر الألم القلبي الذي يشعر به، وأخبر أن الله تعالى يريد الآن أن يعيد مجد الإسلام وعظمته مرة أخرى ويُثبت علو كعب الإسلام على العالم كله، وأن الله تعالى يريد أن يقضي على مكايد معارضي الإسلام، وهذا الأمر موشك التحقق، ولأجل ذلك أُرسل حضرته ؏ فأقام هذه الجماعة، ويظهر الله تعالى عظمة هذه الجماعة الآن، يقول المسيح الموعود ؏ ذاكرًا كل هذه الأمور:
“ما أكثر بركاتِ هذا الزمن! إذ إن الله تعالى دبر تدبيرا طيبا بفضله المحض لإظهار عظمة النبي ﷺ في هذه الأيام الصعبة ولنصرة الإسلام من الغيب أنه أقام هذه الجماعة. أود أن أسأل الذين يكنّون في قلوبهم لوعة للإسلام، وترسخ في قلوبهم عظمته وأهميته أن يخبروني: أأتى على الإسلام زمنٌ أشدّ من هذا العصر الراهن الذي سُبَّ فيه النبيُّ ﷺ وشُتِم، وأسيء إليه فيه، وأهين القرآن الكريم؟! ثم إنني أتأسف أشد الأسف على أوضاع المسلمين، وأشعر بحزن قلبي وأضطرب أحيانًا بدافع هذا الألم والأسف إذ لم يبقَ فيهم الإحساس والشعور بهذه الإساءة، أفلم يكن الله ﷻ تعنيه كرامةُ النبي ﷺ بحيث لم يُقِم بعد هذا الكم الهائل من السباب الشتائم أية جماعة ربانية للدفاع عنه ﷺ لتُفحم أعداء الإسلام وتنشر عظمته ﷺ وقداسته في العالم؟! إن الله تعالى بنفسه وملائكته يصلون على النبي ﷺ، فكم من الحريِّ الالتزام بهذه الصلاة في زمن الإساءة هذه! وقد حقق الله ذلك في صورة هذه الجماعة! قد بُعثتُ لأقيم من جديد المجدَ الضائع للنبي ﷺ، وأُري العالم حقائق القرآن الكريم. وكل هذه الأعمال تتحقق، ولكن الذين على أبصارهم غشاوة لا يستطيعون رؤية تحققها، مع أن هذه الجماعة قد تجلت كالشمس، وإن عدد الشهود على آياتها وخوارقها قد بلغوا من الكثرة بحيث لو جُمعوا في مكان لما بلغ عددَهم عددُ جيوش أي ملك في العالم. لصدق هذه الجماعة هناك أدلة وشواهد ليس من السهل حتى بيانها كلِّها، فلما كان الإسلام قد أسيء إليه بشدة، فقد أظهر الله عظمة هذه الجماعة بحسب تلك الإساءة.” (الملفوظات).
وإننا شاهدون على أن الله تعالى يُري هذه العظمة، فلقد توجه إلى ذلك هنا الإعلامُ والناسُ ويُظهر العالـمُ ذلك في بعض البلاد الأخرى علنا، وهذه الأمور تثبت صدق كلام المسيح الموعود ؏، وإن كان هنالك تقصير فمِنا، لأن الله تعالى، كما قلتُ آنفا، يقوم بذلك بنفسه ولكنه يريد أن يُشركنا في ذلك، فكونوا شركاء في هذا الأمر وبكل جهد، ثم يقول المسيح الموعود ؏ وهو يبين أن القيام بالتبليغ يؤدي إلى طول العمر:
“جميع الناس لا يكونون مطلعين على المهمة التي من أجلها قد أتوا، فالبعض مهمتهم تنحصر في الأكل والشرب كالأنعام، فهم يقررون أنهم سيأكلون كذا من اللحم ويلبسون كذا من الثياب، وغير ذلك، فلا يهمهم شيء آخر ولا يفكرون في شيء آخر. مثل هؤلاء الناس حين يعاقَبون يهلكون تماما، ولكن الذين ينشغلون بخدمة الدين يُعامَلون برفق حتى يُكملوا ذلك العمل أو الخدمة. إذا كان الإنسان يريد أن يمد الله في عمره فعليه أن يكرس حياته لخدمة الدين خالصة قدر المستطاع، وليعلم أن الله لا يُخدَع أبدا، فالذي يحاول أن يخدع الله ﷻ فهو يخدع نفسه فقط، وسوف يهلك عقابا على ذلك. فما من وصفة لإطالة العمر أفضل من أن ينشغل الإنسان بإخلاص ووفاء في إعلاء كلمة الإسلام وينصرف إلى خدمة الدين، وهذه الوصفة في العصر الراهن ناجعة جدا، لأن الدين في هذه الأيام بحاجة إلى الخدام المخلصين، وإن لم يحدث ذلك فلا ضمان للحياة فهي تنتهي فجأة. (الملفوظات)
النصيحة التي أسداها النبي ﷺ إلى علي ؓ موجِّها إياه إلى التبليغ هي نصيحة قيّمة لنا أيضا، فقال ﷺ مخاطبا عليا ؓ في مناسبة: “وَاللهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ” (صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير) كان الجمل الأحمر يُعدّ شيئا ثمينا جدا في ذلك الزمن، والذي يملك الجمال الحمر كان يُعَدُّ من الأثرياء، لذا بيَّن النبي ﷺ أنْ لا قيمة لأموال الدنيا ومتاعها مقابل أن تبلّغوا وتُصبحوا وسيلة هداية للآخرين. فاكسبوا الدنيا أيضا ولكن يجب أن تُعطوا بعض وقتكم للتبليغ أيضا، ولقد قلتُ أن تُعطوا يوما أو يومين في الشهر، بل ينبغي أن تُعطوا وقتا أكثر من ذلك. ستنالون بذلك الدنيا أيضا وسيرضى عنكم الله تعالى أيضا، وكما قلتُ في بداية الخطبة ستزدادون علما أيضا نتيجة التبليغ.
ثم قال النبي ﷺ: “مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا” (صحيح مسلم، كتاب العلم) وهذا يوضّح تلك الآية التي تلوتُها في مستهل الخطبة (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ)، لأن الداعي أيضا ينال ثوابا، ثوابَ الخير، والذي يهتدي هو أيضا ينال ثوابا، والداعي إلى الله ينال ثواب الدنيا بحيث يطول عمره، وينال ثواب الآخرة أيضا. فثمة حاجة الآن إلى أنْ نعطي من وقتنا للتبليع ولهداية الدنيا حتى نرث أنعُم الله تعالى.
ثم يقول المسيح الموعود ؏ موجها إلى هذه الخدمة التي هي خدمة الإسلام:
“الوقت الآن ضيّق، وأنصحكم مرارا بأن لا يتكل أي شاب على حياته فيظن أنه في الثامنة عشر أو التاسعة عشر من عمره، وما زال لديه وقت طويل، ولا يتباهى المتمتع بالصحة والعافية بصحته كما يجب ألا يتكل أي شخص يتمتع بأوضاع جيدة على وجاهته، فالزمن في انقلاب، وهو زمن أخير، يريد الله أن يختبر الكاذب والصادق، فالزمن يقتضي إبداء الصدق والوفاء، وأتيحت فرصة أخيرة، فلن يعود هذا الوقت مرة أخرى، فعند هذا الزمن تنتهي نبوءات جميع الأنبياء، لذا فالفرصة الأخيرة لإظهار الصدق والوفاء قد أتيحت للإنسان، فلن تأتي أية فرصة بعدها، فشقيٌّ جدا مَن فوّتها.
قال ؏: إن مجرد إعلان البيعة لا يفيد مطلقا، بل اسعوا جاهدين وادعوا الله أن يجعلكم صادقين، فلا تتهاونوا ولا تتكاسلوا، بل انشطوا، واسعوا للعمل بالتعليم الذي قدمته، واسلكوا الطريق التي بيّنتها لكم”.
كما قلتُ في الخطبة الماضية عن كتاب “سفينة نوح”، يجب على كل أحمدي أن يقرأ الجزء الذي يشتمل على “تعليمنا” من “سفينة نوح”، بل الكتاب كله، وهذه التوجيهات الواردة في “تعليمنا” تُرشدنا إلى الدعوة إلى الله والأعمال الصالحة التي سنُوَفَّق لها، وهذا التعليم هو الذي يمكن أن يجعلنا خير المؤمنين.
قال حضرته ؏ موجِّها إلى الأعمال الصالحة:
من الملاحظ عموما أن الناس رغم تسليمهم بأن لا إله إلا الله، وتصديقهم النبي ﷺ بألسنتهم، وأدائهم الصلاة وصيامهم في الظاهر، إلا أن الروحانية في الحقيقة قد زالت نهائيا، ومن ناحية أخرى، فإن ارتكابهم أعمالا منافية لهذه الأعمال الصالحة يشهد بأن تلك الأعمال لا تمارَس كأعمال صالحة، (أيْ يقومون بأعمال تخالف أحكام الله تعالى، وهذا يُثبت أن ما يكسبه المسلمون من الأعمال غير صالح) بل كل ما يفعلونه ليس سوى بعض الحسنات فقط، ويقومون بها عادة وتقليدا فحسب، وليست فيها ذرة من الإخلاص والروحانية وإلا لماذا لا تُصاحبها بركاتها وأنوارها؟! اعلموا يقينا أنه لو لم تصدر هذه الأعمال بصدق القلب والروحانية، ولم تكن نزيهة من كل نوع من الفساد لما نفعت صاحبها شيئا. الأعمال الصالحة ظاهريا أيضا لا تُعَدّ صالحة إلا إذا كانت بريئة من كل فساد. الصلاح نقيض الفساد، وما كان بريئا ونزيها عن الفساد كان صالحا. ومن كان في صلاتهم شائبة الفساد وكانت منطوية على أهداف نفسانية فهي ليست لوجه الله قط، ولا ترتفع من الأرض ولو شبرا واحدا، إذ ليست فيها روح الإخلاص، وهي خالية من الروحانية.
ثم يقول ؏ مبيِّنا حقيقة الأعمال الصالحة: تذكروا جيدا أن الله تعالى ينظر إلى الروح والروحانية، ولا ينظر إلى الأعمال الظاهرية (أي ينظر إلى حقيقتها وحالتها الباطنية، ليرى أتَكْمُن فيها الأنانية والأهداف الشخصية أم هي نابعة من طاعة الله الحقيقية والإخلاص؟!) ولكن الإنسان ينخدع أحيانا نظرا إلى الأعمال الظاهرية لأي شخص، وإذا رأى أحدا حاملا في يده المسبحة، وهو يصلي صلاة التهجد والإشراق، ويقوم بأعمال الأبرار والأخيار في الظاهر، ويتكلم بكلام ينم عن الحسنات، فيحسبه صالحا. ولكن الله تعالى لا ينظر إلى القشر (أي أنه ﷻ لا يحب الظاهر والقشر واللمعان الظاهري فلا تُرضيه هذه الأشياء)
يتابع المسيح الموعود ؏: “ولا يرضى إلا بالصدق والإخلاص. إن مَثل الناس غير المخلصين كمَثل كلب، لأنهم يتهافتون على جيفة الدنيا، فقد يبدون صالحين أيضا ظاهريا ولكن تلاحظ فيهم أفعالٌ ذميمة وتصرفات سيئة تصدر في الخفاء. ماذا نفعل بالصلوات التي ملؤها الرياء؟! وما الفائدة منها؟!
أي أن الأعمال النابعة من الرياء لا تنفع شيئا، كذلك الأعمال التي لا تنبع من خشية الله ولا يكون الهدف منها نيل رضا الله تعالى لا يثاب عليها صاحبها. ومن كان يقوم بالدعوة إلى الله تعالى من أمثالهم لا تُكلَّل مساعيهم بنجاح ملحوظ مهما حاولوا وسعَوا. فعلينا أن ننتبه إلى هذا الأمر أيضا جيدا كما قال المسيح الموعود ؏.
ثم يقول ؏ عن كسب الأعمال الصالحة بكثرة: “من أراد الحفاظ على إيمانه فليتقدم في الأعمال الصالحة. إنها أمور روحانية، والمعلوم أن الأعمال تؤثر في المعتقدات (لذا من كان يريد أن يقوي إيمانه فلا بدّ له من كسب الأعمال الصالحة) إن الذين يعملون السيئات لو أمعنتم النظر فيهم لوجدتم في نهاية المطاف أنْ لا إيمان لهم بالله تعالى. لذلك ورد في الحديث الشريف: لَا يَسْرِقُ سَارِقٌ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَزْنِي زَانٍ حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ. المراد من ذلك أن سوء الأعمال قد أثّر في اعتقاده الصحيح وأضاعه. يجب على أفراد جماعتنا أن يكثروا من كسب الأعمال الصالحة. وإذا كانت حالتهم كحالة الآخرين فما هو وجه التمييز بينهم وبين غيرهم؟! وما حاجة الله إلى رعايتهم وحمايتهم؟! إن الله تعالى سيرعاكم حينما ترضونه بالتقوى والطهارة والطاعة الصادقة.
اعلموا أنه ليست لله تعالى علاقة قرابة مع أحد. الدعاوى الفارغة والتباهي لا ينفعان شيئا ما لم تتحلوا بالإخلاص. إن الطاعة الصادقة بمنـزلة الموت والذي لا يقوم بطاعة صادقة فكأنه يلعب مع الله تعالى لعبة الشطرنج، بمعنى أنه يرضى بالله عندما كان بحاجة إليه ؏، وإذا قُضيت حاجته سخط منه ﷻ. يجب على المؤمن ألا يتصرف على هذا النحو. فكِّروا أنه إذا رزق الله تعالى المؤمن نجاحا في كل موطن دون أن يواجه أيّ فشل، أفلا يؤدي ذلك إلى أن يصبح العالم كله مؤمنا وموحِّدا؟! وهل سيبقى وجهٌ للتمييز؟! إذًا، من كان مخلصا وصادقا في المصائب يرضى الله تعالى به.
أقول: تُـعَدّ الأعمال صالحة إذا كسبها المرء بالطاعة الكاملة أي إذا كانت نابعة من الطاعة الصادقة، وكسبها الإنسان متخليا عن أمانيه الشخصية تماما، ولم يبق لديه أيّ هدف وراء كل عمل إلا تقديم رضا الله تعالى في كل عمل من أعماله، والعمل بحسب أوامر الله تعالى. وهذه هي الطاعة الصادقة، لا أن يعلِن المرء طاعته كلما حصل على بُغيته، وإذا لم يتم أمره بحسب رغبته شرع في الشكاوى. اعلموا جيدا أن الشكاوى غير المبررة من نظام الجماعة تبُعد أصحابها عن الجماعة، بل تبعدهم حتى عن الدين والخلافة، وبالنتيجة يبتعد هؤلاء الناس عن الله تعالى روريدا رويدا. هذه هي عاقبتهم التي لاحظناها.
يقول سيدنا المسيح الموعود ؏:
“إن الأسلحة لِغلبتنا هي الاستغفار والتوبة والاطلاع على العلوم الدينية، ومراعاة عظمة الله وإقامة الصلوات الخمس. الصلاة مفتاح القبول فأكثروا فيها الدعاء ولا تتكاسلوا، واجتنبوا كل سيئة سواء كانت تتعلق بحقوق الله أو حقوق العباد”.
ندعو الله تعالى أن يوفقنا لنشر دعوة المسيح الموعود ؏ ويستخدمنا في تحقيق تلك الغلبة، ويوفقنا لأن نواصل مهمة نشر الدعوة إليه تعالى ونؤدي حقوق الله وحقوق العباد. هذه هي الأمور التي توجهنا إلى كسب الأعمال الصالحة. فندعو الله تعالى أن يكون نيل رضاه ؏ نصب أعيننا دائما. وندعوه أيضا أن نكون مطيعين صادقين له ﷻ. فلو ظللنا منتبهين إلى هذه الأمور لرأينا أيام غلبة الإسلام بحسب وعود الله تعالى، وفقنا الله جميعا لذلك.