خطبة الجمعة

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u بتاريخ 12/7/2109م

في المسجد المبارك في إسلام آباد، تلفورد ببريطانيا

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد انتهت قبل بضعة أيام بفضل الله تعالى الجلسة السنوية في ألمانيا بعد أن جلبت أفضالا وبركات كثيرة. وكما أخبرتكم هناك في اليوم الأخير من الجلسة أن عدد الحضور كان يزيد على 40 ألف مشارك بفضل الله تعالى. وسنرى مثل هذا الرقي كل سنة. وهذه منة الله وفضله علينا، إذ يعطينا أكثر مما نعمل وينعم علينا أكثر مما نسعى. فعلينا أن نزداد شكرًا لله تعالى ونزيد من مساعينا لتكثر أفضال الله تعالى ومننه.

لا شك أن الأحمديين يعجبون بهذه الأجواء، ولكن قال مئات الضيوف غير الأحمديين وغير المسلمين أنهم رأوا جوًّا غير عادي وشعروا بتأثير عجيب لما رأوا كيف أن الأطفال والبنات الصغيرات أيضا يعملون ويساهمون وكيف يعيش هذا العدد الهائل دون أن يكون هناك خصام أو فساد. هذا الأمر غير عادي وعجيب في أعين الأغيار حتى إن البعض يعتبره معجزة. وعليه فإن جلستنا إلى جانب تربيتنا تصبح ذريعة كبرى لتبليغ دعوتنا أيضا. وهو أمر يقتضي منا أن نزداد شكرًا لله تعالى. وينبغي أن نحرص على ألا يكون هذا الجو مؤقتا بل ينبغي أن تكون كل لحظة من حياتنا مظهرة للتعاليم الإسلامية الجميلة من خلال أعمالنا، وأن نحقق كل حين وآن الهدف من بيعتنا للمسيح الموعود u.

اعتدتُ بعد الجلسة ذكر بعض انطباعات الضيوف عنها، وسأذكرها الآن، ولكن قبل ذلك أشكر جميع العاملين والعاملات الذين اشتغلوا ليلا ونهارا من أجل إنجاح ترتيبات الجلسة، وإلى الآن يعمل هؤلاء على إنهاء هذه الترتيبات هناك.

وكما يظهر هنا وفي كل جماعة منظمة وكبيرة في العالم أن العاملين فيها يضحون بكل لحظة من أجل العمل التطوعي في ترتيبات الجلسة وخدمة ضيوف المسيح الموعود u غير مكترثين بأعمالهم وأغراضهم الشخصية. إن الجماعة الإسلامية الأحمدية في ألمانيا بفضل الله تعالى متقدمة في الإخلاص والوفاء بل هي متفوقة في بعض المجالات على بعض الجماعات الكبيرة، فإن بقي أي نقص أو حصل أي تقصير في الأداء فمرجعه طريقة العمل للمسؤولين أو عدم استخدامهم العاملين بطريق صحيح أو عدم اتباعهم الطريق الصحيح، وإلا فإن أفراد الجماعة بفضل الله تعالى يعملون بكل إخلاص ويضحون بكل ما لديهم من نفس ونفيس، زادهم الله تعالى دومًا إخلاصا ووفاء، آمين.

نظرًا لازدياد عدد الحضور هذه المرة فكّر المسؤولون وأمير الجماعة في ألمانيا والهيئة الإدارية المركزية بجدية في أن يكون لديهم مكان أوسع لعقد الجلسة، وإن كان الأمر قد خطر ببالهم في السنة الماضية أيضا، وأنا أيضا كنت أنوّه إليه إلا أنهم فكّروا في الأمر بجدية هذه السنة.

واجه الناس هذه المرة مشاكل في مواقف السيارات مما أدى إلى حدوث مشاكل في المرور وبالتالي استصعب بعض الناس الحضور إلى مكان الجلسة مرة، لا شك أن مثل هذه الأمور قد تحدث في مثل هذه الظروف التي يظهر فيها بعض التقصير أثناء ازدحام الناس. وهكذا حصلت بعض المشاكل وهو أمر طبيعي، وأبدى بعض الناس سخطهم ولا سيما أولئك الذين كانوا يتأخرون عن الحضور في مكان الجلسة، وظل المتطوعون في قسم المرور وإيقاف السيارات قلقين نوعا ما، ولكن بفضل الله تعالى استمع الناس إلى خطابات الجلسة أو شاهدوا برامجها عبر الهواتف الذكية. ولكن كل هذه الأمور تنبهنا إلى ضرورة أن نجد لجلستنا في ألمانيا مكانا أوسع.

وفي المكان الحالي لا نملك حرية كاملة إذ إن موعد الجلسة أيضا يُحدد بحسب الموعد الذي يتيحه لنا أصحاب الصالة، وقد أعطونا الصالة هذه السنة في وقتٍ متأخر، وهذا أيضًا يؤكد أن علينا إيجاد مكان خاص بنا لعقد الجلسة. وقد أخبرني أمير الجماعة في ألمانيا أنهم وجدوا مكانا أعجبوا به ويسعون لشرائه، فإن كان خيرا ندعو الله أن يسهل للجماعة شراءه. إنني على أمل نظرًا إلى روح التضحية والإخلاص والوفاء لجماعة ألمانيا أنهم إذا احتاجوا إلى التضحية المالية فإن أبناء الجماعة سيكونون على أهبة الاستعداد، وفقهم الله تعالى لذلك.

كما قلت في اليوم الأخير للجلسة إن جلسة الجماعة الأحمدية في ألمانيا أصبحت الآن عالمية، كان الحضور في جلسة ألمانيا للأحمديين في أوروبا سهلا مسبقا ولكن لوحظ هذه السنة أن المجيء من دول الاتحاد السوفييتي سابقا ومن بعض البلاد الإفريقية أيضا كان سهلا نوعا ما إذ حصلوا على التأشيرة بسهولة، ونظرًا إلى كل هذه الأمور هناك حاجة إلى توسيع مكان الجلسة في ألمانيا والتوسع في ترتيباتها.

بعد شكر المتطوعين في الجلسة وبعد التطرق إلى هذه الأمور المتعلقة بها أذكر لكم الآن بعضًا من انطباعات الحاضرين في الجلسة التي تدل أن كل متطوع فيها بل كل أحمدي يقدم للآخرين من خلال أخلاقه وتعامله نموذجا عمليا يؤثر في الضيوف وهكذا يقوم بالتبليغ الصامت.

يُعقد هناك في أيام الجلسة ظهر يوم السبت تحديدًا برنامجٌ لغير الأحمديين وغير المسلمين وأُلقي فيه خطابًا، أولا أذكر انطباع بعض الضيوف ممن حضروا هذا البرنامج، ويتضمن هذا البرنامج نشاطًا تبشيريًّا أيضا يقوم به المسؤولون المحليون مع الضيوف فتكون هذه جلسة تبليغية.

لقد اشترك في هذه الجلسة التبليغية هذه السنة 1179 ضيفًا؛ منهم 502 من الألمان إضافة إلى 341 ضيفا من دول أوروبا كلها، وجاء 157 ضيفا من الدول العربية، 104 من آسيا و 75 من أفريقيا. وهكذا قد شارك في هذا البرنامج ضيوف من 67 بلدًا.

ومن هؤلاء الضيوف ضيف اسمه السيد “هينزوليور هينجوو” من فرانكفورت وهو محامٍ في شركة كبيرة وهو يعيش في ألمانيا. وقد قال بعد اشتراكي في هذه الجلسة التبليغية وبعد استماعه لخطابي: لقد نفخ خطاب إمام الجماعة الأحمدية فيّ حماسًا كبيرا واهتماما. إن التفطن إلى خطر آثار الحرب المحدقة على الأمور اليومية العادية التي تتم عمومًا براحة وسكون لهو أمر جدّ هام. لم يشعر إمام الجماعة الأحمدية بالأخطار المحدقة في المستقبل بنفسه فقط بل ينبه عنها العالم أيضا. كذلك فإنه ربط بين الهجرة وبين منافع الحكومات الاجتماعية والاقتصادية وكان تحليله هذا صحيحًا تمامًا. وإنني كخبير في الشؤون القانونية سأخبر زملائي عن ضرورة فهمهم لهذه الحاجة المزودجة، وذلك لأن الناس هنا يذكرون عمومًا المهاجرين بصورة سلبية ولكنهم يُغفِلون حينذاك منافع الهجرة المنوطة بالبلاد والأقوام، وهو جانب أهم.

ثم هناك السيدة “ميرينة ببلك” التي هي خبيرة في المعلوماتية في الخطوط الجوية الألمانية، تقول: بقيت أفكر خلال استماعي للخطاب أن القادة والزعماء الآخرين أيضا يتكلمون في مثل هذه المواضيع وينصحون الناس بتوقي أخطار العالم المستقبلية، وإن الكلام حول موضوع أمن العالم لهو من قبيل القضايا الساخنة لزعماء العالم، ولكنني لم أر في خطاباتهم القوة التي تمتع بها خطاب إمام الجماعة الأحمدية. والأمر الثاني الذي لاحظته أن إمام الجماعة الأحمدية قام بتحقيق شامل ومفصل للقضية، مما يدل على حرقته العميقة، إذ بدون هذه الحرقة لا يستطيع أن يقدّم أحد مثل هذا التحليل التفصيلي.

إن إمام الجماعة الأحمدية لم يوضح الأمر من الزاوية الدينية فحسب، بل أوضح لقادة العالم من الناحية الاجتماعية والاقتصادية أن أمن العالم منوط بخشية الله وبمخافته. فإن لم يتم اتخاذ خطوات بعيدًا عن تحقيق الأهداف الشخصية للدول لكنا نحن مسؤولين عن الدمار المهول الذي تسببه الحرب النووية.

تقول: أرى أنه أوصل الرسالة بوضوح تام وهذا التنبيه كافٍ لتقشعر له أبدان الناس إن لم تكن هناك بعض العصبيات تحول دون ذلك. وينبغي أن تبلغ هذه الرسالة إلى أصحاب الحل والعقد في العالم، لأنه من أجل خير الإنسانية كلها لا بد أن يتم التوعية بهذا الأمر عالميا.

وقد حضر السيد “كلاوزي” وزوجته السيدة “هايدي” وهما من الألمان. يقولان: عند مجيئنا إلى هنا كنا نشعر بالخوف. لا شك أننا تعرفنا إلى الجماعة الأحمدية منذ سنوات ولكننا كنا نتحفّظ كثيرا عند مجيئنا للجلسة، وكان موقفنا مبنيًا على المعلومات التي سمعناها عن الإسلام والمسلمين من خلال وسائل الإعلام، لأجل ذلك كنا خائفين اليوم أيضا عند حضورنا إلى هنا إذ لم نكن نعرف طبيعة الحضور. ولكن بعد مجيئنا إلى هنا ارتحنا كثيرا ووجدنا الجوّ مُفعمًا بالمحبة حتى شعرنا وكأننا في بيئة مألوفة.

ثم تقول زوجته عن خطابي بعد استماعها له: أريد أن أقول إنني رأيت أهوال الحرب بأم عيني، هي تتكلم عن الحرب العالمية الثانية، وكان كلام حضرته عن الدمار المهول، الذي نبه إليه إمام الجماعة الأحمدية قبل حدوثه أو ينبّه، وكان له وقع مختلف على مثلي ممن رأى الحرب العالمية. وإننا متفقون مع كل كلمة في هذا الخطاب ونتمنى أن يعي الجيل الحالي هذا الأمر ويدركه في وقت مناسب.

يقول زوجها: إن إمام الجماعة قد نبّه إلى الأخطار، إلا أنه لم يذكر اسم أحد ولم يكن في كلامه إشارة أو ميل إلى جهة معينة، وكان أسلوب خطابه هو أسلوب النصيحة الصادقة التي كانت منزهة عن الإعجاب الشخصي. لم ألاحظ في كلامه شائبة من الميول الشخصية إلى اتجاه معين، وهذا ما يليق بمنصب الزعيم الديني.

ثم يقول: بعد استماعي لهذا الخطاب أذهب من هنا موقنًا بأن الجماعة الأحمدية تُكنّ مواساة وحرقة للعالم كله.

ثم هناك محام يُدعى السيد “واغنر”، يقول: ليست هذه المرة الأولى لاشتراكي في الجلسة، إنني على اطلاع على كثير من الأمور بحكم كَوني محاميًا موكَّلا في قضايا بعض الأحمديين، (إنه يتابع قضايا الأحمديين طالبي اللجوء) ولكن خطاب إمام الجماعة اليوم كان يحمل لي جوانب كثيرة ونقاطًا هامة. إنني أعبر عن مشاعري التي هي عبارة عن ردّة فعل فورية ولكن الحقيقة أن هذا الخطاب يحمل لي نقاطا هامة تتعلق بمهنتي وسأستعرضها مرة أخرى عند وصولي إلى بيتي. إن وِجهة النظر التي قدّمها اليوم إمام الجماعة الأحمدية عن المهاجرين واللاجئين من شأنها أن تخلق الوقار في العلاقة بين البلاد المضيفة والمهاجرين. وخاصة في ضوء الأعداد والإحصائيات وكبار السن والبالغين سن التقاعد من المواطنين، فإن الأسلوب الذي به أبرز حاجة ألمانيا إلى الأيدي العاملة، سيعزز كرامة النفس لدى المهاجرين ويزيد من احترامهم ووقارهم في الأوساط المضيفة. ولكني أريد أن أقول مرة أخرى أن في هذا الخطاب مادة مفيدة وغنية لي ولزملائي الذين يعملون في مجال فرع الهجرة. فمن هذا المنطلق يمكن مساعدة الناس من الناحية الدنيوية أيضا.

قالت السيدة “ليزا” من سويسرا: أنا موظفة في مؤسسةٍ تعمل لترويج الأمن والسلام، وحين سمعتُ خطاب الخليفة اليوم رأيت الأمن والسلام في كل كلمة فيه. وقد رأيتُ في كل كلمة التسامح والقيم الإنسانية. فإذا جمعتم بين الأمن والتسامح والإنسانية لشكّلتم مجتمعا جميلا. وكل ما تقولونه إنما هو لصالحنا. والأمر الأكثر تأثيرا هو أن الخليفة بيّن أولا المشاكل كلها ثم قدم حلّها من خلال الدين، وقال إن حلّ جميع هذه المشاكل يكمن في معرفة الله تعالى. وقد أثبت أن الدين ليس مشكلة بل يمثّل حلَّ المشاكل.

قالت فتاة ألمانية: لقد أعجبني كثيرا أن الخليفة تحدث عن المشاكل السائدة. لقد تحدث قبله أيضا بعضٌ من رجال السياسة حول هذا الموضوع ولكن لم يحمل كلامهم أهمية بل كان عاديا جدا يمكن أن يتفوه به أيّ شخص. ولكن خطاب الخليفة كان مختلفا تماما، إذ قد تحدث عن المشاكل الحقيقية، وتحدث عن الحرب النووية وعن التغييرات في البيئة وعن الهجرة، ثم قدّم حلّا لكل هذه المشاكل السائدة. ووجه الأنظار إلى ضرورة ترويج الدين بدلا من وضع القيود عليه ليعود الناس إلى الله تعالى. وقد قال حضرته بكلمات واضحة أنه ليس للحروب السائدة أدنى علاقة بالدين. ثم ألقى الضوء على أمور سياسية وقال أن البلاد القوية تستغل البلاد الضعيفة. ويكون هذا الاستغلال ظاهريا أحيانا ويكون سرّا أحيانا أخرى وتُكرَه البلادُ الضعيفة على خدمة مصالح البلاد القوية.

أقول: هذه الفتاة لا تزال تدرس وقد قامت بتحليل جميل. وهذا يعني أيضا أن الناس يستمعون بانتباه ثم يمعنون النظر أيضا فيما استمعوا له.

كان هناك قسيس ألماني اسمه “اندرياس وائس رود” فقال: لقد تأثرتُ بأجواء الجلسة السنوية كثيرا، وكان فيها أناس محبون وتأثرت بجوّ تعمّه الأخلاق الفاضلة والوحدة العظيمة والحب المتبادل.

ثم قال عن خطابي: لقد حيّرني هذا الخطاب، لم أكن أشعر بخطورة الحرب النووية إلى هذا الحد. وأنا أيضا أرى أنه لا يمكننا التقدم إلا إذا التزمنا بالقيم الاجتماعية والأمن بالتعاون المتبادل. ولهذا الغرض نحن بحاجة إلى مجتمع متماسك ننشئ فيه جو التسامح في ظل تعدد المعتقدات، والحوار بين الأديان لأن الحوار بين الأديان جزء هام لإقامة الأمن.

أقول: ثم هناك انطباعات الناس عن الجلسة بوجه عام، وقد أخذتُ بعضا من تلك الأمثلة للبيان هنا على سبيل المثال.

كان هناك وفد من مقدونيا يضم 70 شخصا منهم 8 صحافيين، وممثليْن للقناة الفضائية المحلية وستة ممثلين للقناة الوطنية أو وكالات الأخبار. وبعضهم أجروا مقابلات أيضا إضافة إلى مشاهدتهم وقائع الجلسة وكذلك طرحوا أسئلة على بعض الناس. وإضافة إلى الصحفيين كان في الوفد المذكور خمسة عشرة ضيفا مسيحيا، و23 من المسلمين غير الأحمديين و24 مسلما أحمديا. وقد بايع خمسة من الضيوف غير الأحمديين، الذين كان الإخوة الأحمديون قد بلّغوهم دعوة الجماعة من قبل، بعد أن شاهدوا وقائع الجلسة وبرامج أخرى.

كانت هناك سيدة من مقدونيا اسمها “الكزندرو وادوينه” ولها أسلوب خاص في البيان يشبه أسلوب الشعراء والفلاسفة، لذلك اخترت كلامها للبيان هنا.

تقول هذه السيدة: لا يمكن تصوّر البيت بدون أهله، أفيمكن تصوّر الإنسانية بغير الأخلاق؟! لا حقيقة للإنسان بغير الدين والاعتقاد. أَوَيمكن تصوّر الإنسانية بغير الحب؟! إن طهارة روح الإنسان تُنال بأن يعيش آمنًا وينشر الأمن فقط. كذلك إن طهارة الروح تكمن في الاحترام المتبادل. فيجب على الإنسان أن يؤمن بالله تعالى ويخلق مستقبلا أفضل على الأرض. وبهذا الأسلوب وحده يمكننا أن نحافظ على البشرية. الأحمديون ينشرون الأمن ويعلّمون الأمن ويقيمون القيم الأخلاقية ليعمل الناس كل هذه الأمور. الأحمدية تجمع الناس في مكان واحد وتحبّب إليهم العبادة. الأحمدية تهدف إلى أن يزداد الناس روحانية وأن تنشأ فيهم الوحدة ويقتربوا إلى الله. لقد رأيت في أثناء هذه الجلسة السنوية كثيرا من الأناس الطيبين الذين أكرمونا كثيرا بوجوه بشوشة ومبتسمة، وهم متأكدون أن العيش الجميل يمكن بالأخلاق الحسنة فقط. إنني أشهد مع عواطف الشكر أنني رأيت أناسا يقينهم وإيمانهم بالله قوي جدا. آمل أن تستمروا في هذه الأعمال الحسنة بتركيز وحب أكثر وسيأتي يوم يعلم الناس فيه هدف الحياة وقيمتها.

أقول: هذا انطباع سيدة غير أحمدية، ويجب أن يوجهنا هذا الانطباع إلى أن نعرف الهدف من حياتنا ونحققه أيضا.

كان في وفد مقدونيا صحفي اسمه “زورانجو زورينسكي” يمثل قناة تلفزيونية، فقال في تعليقه: لقد اشتركت في الجلسة للمرة الثانية وهذا شرف كبير لي. كانت ترتبيات الجلسة جيدة جدا، وأرى أنها كانت أفضل من الجلسة في العام المنصرم. وقد استمتعتُ بخطاب الخليفة كثيرا، إذ كانت كل كلمة فيه درسا للبشرية. إن شعار “الحب للجميع ولا كراهية لأحد” رسالة عالمية. إن الإيمان بالله ومساعدة الناس جميعا لَعَمَلٌ من شأنه أن يرفع الخلافات من بين الناس جميعا. الجماعة الأحمدية تعلّم الناس أمورا إيجابية.

ثم يقول عن مؤتمر صحفي عقدتُه: الأجوبة التي قدمها الخليفة للصحفيين كانت مبنية على القيم الإنسانية الأساسية. أنا أيضا صحفي وسأحاول إجراء المقابلة مع الخليفة في وقت من الأوقات. الخليفة يقدّم نصائح حسنة، وآمل أن مزيدا من الناس سينضمون إلى الأحمدية ويعملون لصالح البشرية.

العالم يرى أن الإسلام سينتشر بواسطة الأحمدية بإذن الله.

يقول ضيف آخر اسمه “بيومانسكو”: لقد فهمتُ رسالة المسلمين الأحمديين بعمق. وبصفتي صحفيا درستُ التعاليم المتشابهة بين أديان مختلفة. إن أساس الدين مبني على حب الله تعالى وحب البشر. هذه رسالة يحتاج إليها العالم المعاصر بشدة. وإن حل كثير من المشاكل التي تقض مضجع العالم يكمن اليوم في رسالة الحب. المشكلة الكبيرة التي تواجهها أوربا اليوم هي ازدياد قوة رجال السياسية من جبهة اليمين، وحلّها يكمن في الحوار بين الأديان والحضارات. وإذا بحثنا عن الله تعالى سنعلم أنه ليس هناك فرق كبير بيننا. وبقدر ما نبتعد عن الله تعالى سنبتعد عن الإنسانية والناس بالقدر نفسه. إن فترة المادية هذه تقضي على الحياة الروحانية والعلاقات المتبادلة، لذا علينا أن نحمي أسرتنا وأصدقاءنا وعلاقاتنا المتبادلة.

كان هناك ضيف آخر اسمه: “جاني جي بو” فقال: لقد حضرتُ الجلسة مع عائلتي لأول مرة. كانت الجلسة جميلة وتجربة جميلة جدا. لقد اطلعت على دعوة الأحمدية لأول مرة في مقدونيا وشعرتُ بأن رسالتها ترشد الناس إلى قِيَمٍ إيجابيةً. وقد قبلتْ عائلتي هذه الرسالة أولا ثم أرشدوني إليها. وإنني أشكركم على تدبير اشتراكي في هذه الجلسة.

ثم هناك سيدة أخرى اسمها “تانية” قالت: لقد اشتركتُ في هذه الجلسة أول مرة وكان كل شيء جديدًا بالنسبة لي. كانت الترتيبات كلها جيدة جدا من كل الجوانب والنواحي، وخاصة أن تعامل المتطوعين كان مبنيا على روح الصداقة إذ كانوا يخدمون بوجوه بشوشة، وكانوا يعملون بحسن الأخلاق.

وقال طالب جامعي من بلغاريا: كان الناس متعاطفين جدا لذلك أنا هنا. وقد رأيت حفل البيعة العالمية بصفتي زائرا، ولا أجد كلمات لأعبّر بها عن عواطفي. إن اجتماع الناس بهذا الشكل أمرٌ جميل جدا.

لقد اشترك في الجلسة وفد من بلغاريا يضم 49 فردا،  فيهم 15 من الأحمديين و34 من المسلمين غير الأحمديين والمسيحيين.

قالت سيدة مسيحية اسمها السيدة “جوليا” وكانت ضمن الوفد: تغمرني العواطف عندما أفكر في أنني مشتركة في جلسة الجماعة الأحمدية مع آلاف من الحضور. لا شك أنني مسيحية ولكن خطاب الخليفة أعجبني كثيرا. إن أدعيته كانت تؤثر في القلوب وقد أُعجبتُ كثيرا بتلاوة القرآن وترجمة معانيه. والجدير بالمدح هو أن الخليفة قد أعطى الطلاب الجوائز بيده.

ثم تدعو هذه السيدةُ الله تعالى وتقول: أدعو الله تعالى أن تجاب أدعيتكم.

كانت ضمن وفد بلغاريا سيدة اسمها “كيسما ألميرا” تقول: لقد سنحت لي الفرصة للاشتراك في جلسة ألمانيا للمرة الثالثة وكل مرة أتعلّم أشياء جديدة. لقد سمعتُ المحاضرات بانتباه كبير، لأني أعمل كمعالجة طبيعية ونفسانية وأستطيع أن أحلّ مشاكل كل مريض بواسطة تعليم الجماعة الأحمدية الذي يُذكر في هذه المحاضرات، وأعود إلى بلدي بعد أن أجمع نصائح مفيدة لنفسي أيضا.

وقالت السيدة “إيفانكا” المسيحية من الوفد البلغاري: لقد حضرتُ الجلسة في ألمانيا أول مرة، واندهشتُ بملاحظة كل هذه الأمور، وخاصة تأثرت كثيرا من الأولاد الذين كانوا يتولون سقايتنا بالكؤوس.

ثم تقول السيدة “غيليا”: إنني حضرتُ الأيام الثلاثة كلها لجلسة ألمانيا، ولقد تأثرت كثيرا بإكرام الضيوف وترتيبات الجلسة، كما ترك فيَّ تأثيرا كبيرا لقاءُ أصحاب الأخلاق النبيلة والخصال الحميدة في هذه الجلسة.

هذا العام جاء وفد من المجر يضم 8 ضيوف و11 أحمديا. يقول السيد “ساونس ساؤبين”، وهو ينتمي إلى قومية الرومة وحضر الجلسة أول مرة: لقد شكلنا منظمة لرفاهية قومنا ومساعدتهم القانونية وعددُ أعضائها أكثر من 16000 شخص، إنني أزور بمقتضى عملي أناسا من خلفيات مختلفة، وأحضر شتى المناسبات وأشارك في برامج مختلفة، فقد حضرتُ برامج اليهود والمسلمين والمسيحيين ولم أر في أي من تلك البرامج في حياتي الحبَّ واحترام الإنسانية والمساواة والتآخي الذي وجدتُه هنا في الجلسة، أشكر الجماعة التي هيأت لي الفرصة لألاحظ شخصيا بالحضور في هذه الجلسة أن ما تعلنه الجماعة من أن الحب للجميع ولا كراهية لأحد، يتم العمل به هنا. إن ما لاحظته هنا سيبقى معي طول الحياة، ولن أنساه. وإنني بحضوري الجلسة أعيش حالة عاطفية خاصة. في بلدي هناك كراهية خاصة تجاه المسلمين بسبب اللاجئين المسلمين وإننا نرفع الصوت بحقهم سلفا والآن سوف نرفع هذا الصوت باهتمام وتركيز أكثر ونعلن أن ما يقال عن المسلمين في الإعلام هو غلط تماما.

تقول السيدة “وفاء حسن شرماني” المحترمة التي هاجرت إلى المجر من اليمن مع ابنها ووالدتها: لقد حضرتُ الجلسة في السنة الماضية أيضا، وفي السنة الماضية حين ذهبت إلى خيمة النساء وجدت نفسي مرتاحة أكثر وهذه السنة استمعت لجميع البرامج جالسة في خيمة النساء فقط، وعشت هناك جوًّا مفعما بالعواطف والروحانية.

ثم هناك الضيف السيد “بيسن جوزي” المحترم وقد انضم إلى الجماعة الأحمدية مبايعا في آخر أيام الجلسة وأبدى عواطف الشكر لله I على ذلك، فقال إن سبب بيعته لقاءه معي قبل بضع سنوات، إذ تأثر به كثيرا ثم ظل يحضر جلسة ألمانيا كل سنة.

يقول ضيف آخر وهو أحمدي واسمه “بيكم بيستي” المحترم: لقد بايعت في عام 2004 وأحرزت نجاحا باهرا في امتحان الإجازة في الصحافة، وحصلت على الميدالية في جلسة 2016 وبعد ذلك عملت صحفيا في الجرائد الإلكترونية في ألبانيا. في السنة الماضية قدمت طلبا للعُطلة لحضور الجلسة ولم يُقبل، فقدمتُ الاستقالة لأني ما كنت أطيق الغياب عن الجلسة، فهيأ الله لي في اليوم نفسه العمل في شركة إعلامية أخرى، فوافقت على أن أبدأ العمل بعد العودة من جلسة ألمانيا. مثل ذلك كنت بدأت العمل هذا العام أيضا قبل أربعة أشهر في إحدى الجرائد الإلكترونية، وبحسب قواعد الشركة ما كنت أستطيع الحصول على عطلة قبل ستة أشهر ومع ذلك قدمت الطلب ولم يقبل، فقدمت الاستقالة. ثم استلمت في اليوم نفسه عرض العمل من ثلاث شركات، فقبلتُ أحد العروض بشرط أن أبدأ العمل بعد العودة من الجلسة في ألمانيا فقُبل طلبي هذا.

فهذا هو المثال الصادق للإيمان وإيثار الدين على الدنيا الذي يبديه الجدد.

ثم هناك الأحمدي “غزم ازاتشي” وكان ينتمي إلى جمعية لادينية، وقبل بضع سنوات تواصل مع الجماعة، فوجد الأدلة التي تقدمها الجماعة عن الدين والإسلام خصوصا معقولة جدا وأُعجب بها. قبل ذلك كان يتبرأ من الدين بسبب الخرافات التي يذكرها المشايخ، فبايع قبل بضع سنوات، والآن بدأ يعمل تدريجا بتعاليم الإسلام. فقال أعجبتني الجلسة كثيرا، حيث كانت الترتيبات والضيافة رائعة. لقد أعجبني خطاب الخليفة في النساء والخطاب النهائي للجلسة، ويجب أن نتذكر نحن الرجال دوما هذه الرسالة.

ثم هناك الضيف الألباني السيد “ايلي شوانجي” المقيم في ألمانيا، يقول إن الجلسة السنوية اجتماع روحاني عظيم لكل أحمدي، يشترك فيها، إضافة إلى أبناء الجماعة، عددٌ كبير من أتباع الأديان والشعوب الأخرى. فبحضوره الجلسة تعرَّف إلى التعاليم الأساسية للإسلام من ناحية، ومن ناحية أخرى شاهد نماذج العمل بهذه التعاليم الجميلة بواسطة نظام الخلافة. وقال إن في هذه الأيام الثلاثة تعقد الجلسات في خيمة الرجال وخيمة النساء وتُقدَّم فيها التعاليم الجميلة للإسلام مقابل التحديات المعاصرة والتغيرات، بصفتي أحمديا أنتظر طول السنة هذا الاجتماع الروحاني باهتمام كبير، لأني أرى هنا روح الأخوة الحقيقية التي يتعذر بيانها، حيث يصدر الحب الطبعي والخالص من قبل جميع أعضاء الجماعة. وبحضور هذه الجلسة يبدو لي كأني أعيش في الجنة وأني أسعد إنسان في العالم، ثم أنتظر الجلسة القادمة طول السنة بفارغ الصبر. ثم كان هناك وفد من جورجيا يضم 85 ضيفا، وكان أكبر وفود الولايات الروسية السابقة. يقول رئيس المنظمة الخيرية السيد “بيسو”: لقد تسنى لي لقاءُ إخوة كثر وحاولت أن أعرف أثناء الحديث إلى أي مدى تحترم هذه الجماعة التسامح الديني، ومن أجل ذلك قابلتُ أحمديَين وأثناء تبادل هذا الحديث أخبرتهما فجأة إني لست مسلما بل مسيحي، وكنت أظن أن تصرفهما إثر ذلك سيتغير فورا، لكنني استغربت جدا من أن هذين الأحمديين ظلا يتكلمان معي بنفس الأخلاق التي كانا يتكلمان بها سابقا، ولم يُبديا أي نوع من التعصب. وبهذا أيضا يحاول الأغيار أن يختبرونا.

في هذا الوفد كانت هناك طالبة تدرس العلوم الدينية، وقد أبدت عواطفها عن برنامج البيعة وقالت: كان البرنامج مفعما بالعواطف، وتسنى لي مشاهدة الاتحاد الديني، وعرفت كيف يمكن أن يعيش معا أناس من شتى الألوان والشعوب. إنني أتلقى العلوم الدينية وحضرت الجلسة أول مرة، وأوقن بأن هذه الجلسة تشكل وسيلة رائعة للأمن والسلام.

ثم تقول ضيفة أخرى اسمها السيدة “ناناكديانوي” المحترمة: لست مسلمة ولا مسيحية لكنني بعد حضور الجلسة أرى نفسي ميالة إلى الإسلام ولا أجد بدا من التفكير في أن أحسم أمر ديني. ثم يقول طالب جامعي من جورجيا يدعى السيد “جورجيو” وهو ابن أخ للإمام: إني مسلم بالاسم فقط، لكنني بعد ملاحظة حب إمام الجماعة أثناء الجلسة سأقرأ أكثر عن الجماعة الأحمدية. حضر من كوسوفو أيضا وفد يضم 30 أحمديا و15 ضيفا من غير الجماعة، أحدهم السيد “شيب زكرجي” فقد حضر الجلسة للمرة الثانية، وقال: حين أُخبرتُ أني سوف أحضر الجلسة فرحتُ كثيرا، ثم حين عرفت نفقات السفر لحضور الجلسة، ترددت كثيرا، لكن لقاء الخليفة وحضور الجلسة كانت أمنية غالية لي، لذا قد بعتُ بقرتي وبذلك توفرت لي نفقات السفر.

وهكذا أيضا يسعى الأحمديون بعد البيعة لحضور الجلسة بتقديم التضحيات أيضا. فهذه أمثلة من زمن قديم يحييها هؤلاء الجدد.

كان في وفد كوسوفو السيد “سكيندا أرسلاني” المحترم وهو أستاذ الأدب الألباني واللغة الألبانية، ونال سعادة البيعة هذا العام، فقال لم أجد أي نقص في ترتيبات الجلسة حتى بعد البحث عنه، كانت الخطب رائعة، وتأثرتُ بخطب الخليفة أيضا كثيرا. المبايعة إنعام يجب أن نقدره نحن الجميع، لأن الاتحاد على يد واحدة في هذه البيئة هو مفتاح النجاح حصرا.

ثلاث سيدات من الوفد الآتي من مالطا دخلن خيمة النساء فقلن: إننا وجدنا ترحيبا واهتماما كبيرا، حيث كان الجو العائلي في خيمة النساء، وكان يبدو وكأننا معارف منذ القرون، مع أنه كان أول لقاء لنا. ثم قلن: وجدنا ارتياحا أكثر في خيمة النساء وتسنى لنا الاطلاع على تعاليم الإسلام للرجال والنساء كليهما، وتسنى لنا فهْم فلسفة عقد جلسة الرجال والنساء منفصلة والحكمة العميقة فيه. والآن بناء على تجربتنا الشخصية نستطيع أن نقول إن تعاليم الإسلام عميقة ومبنية على حكمة، حيث تجد النساء السهولة والارتياح أكثر في خيمة منفصلة، وتسنح لهن الفرصة لتنظيم الأمور وإظهار مواهبهن. فالجدير بالملاحظة أن الأغيار أيضا بدأوا يُقرون بأن تنظيم البرامج للرجال والنساء في أماكن منفصلة ضروري. يجب أن تفكر في ذلك بعض الفتيات الأحمديات اللاتي تساورهن الأفكار أحيانا حول سبب عقد البرامج للرجال والنساء في مكان واحد ولماذا لا توجد الحرية!

تقول ضيفة من مالطا وهي تزوجت حديثا، أنها تأثرت بخطابي في النساء كثيرا. حيث لفتُ الأنظار إلى تأدية حقوق الرجال والنساء ومسؤولياتهم. وتقول: تظهر المشاكل في البيوت عادة، وإن توجيهكم بهذا الخصوص سيكون مفيدا جدا دوما. ثم قالت: إن تعليم الإسلام عن الطهارة والعفاف قبل الزواج شامل ومليء بالحكمة، وهذا أمر هام جدا. كما وجهتَنا إلى الطهارة المادية والروحية والتقوى والورع. إذا تسنى لي حضور الجلسة مرة أخرى فسوف أقضي كل وقتي في خيمة النساء لأن الجو هناك كان دينيا وروحانيا جدا.

قال ضيف جاء من قرغيزستان: كانت مشاعري غير عادية بعد حضوري الجلسة السنوية، لم أبكِ قبل الأحمدية قط ولكنني بكيتُ في قاديان وفي ألمانيا فقط. كنتُ أشعر أن قلبي قد رقّ وحدث فيه تغير. وكل مَن يبايع يزيدني إيمانا. كنتُ شيخا في السابق، وحين قرأتُ كتب الجماعة الأحمدية عرفتُ حقيقة جميع الأمور الواردة في القرآن الكريم عن الدجال والمسيح الموعود وغيرها، شعرتُ عند البيعة كأن الماء البارد يُلقى علي وأصبحتُ الآن مسلما حقيقيا.

ثم قال ضيف من طاجكستان يُدعى السيد “عبد الستار”: كنتُ سمعتُ عن الأحمديين وأنهم ليسوا مسلمين، ويُجيزون شرب الخمر. وقبل حضوري الجلسة زُرت مسجد السبحان للجماعة الأحمدية في ألمانيا وصليتُ فيه فعرفتُ أنهم مسلمون ويعملون بأركان الدين الخمسة، وبعد حضوري الجلسة تبين لي أنهم يؤمنون بالإمام المهدي ولا يشربون الخمر إطلاقا ويعملون بأوامر القرآن الكريم، وقد حصلتُ على معلومات كثيرة عن الجماعة الأحمدية بعد حضوري الجلسة، وأصبحتُ أحسبكم مسلمين أساسا، وأن لكم أركان الدين والإسلام نفسها التي هي لسائر المسلمين. ولقد رأيت هنا أكبر اجتماع للمسلمين بعد الحج.

قد جاء من لِتوانيا وفد مؤلّف من 58 شخصا، كان 40 منهم من غير الأحمديين و12 أحمديين، قال من بينهم ضيف اسمه “بطرس يانوليونس” مُبديا انطباعه: لم يكن رأيي في الإسلام جيدا قبل حضوري للجلسة، ولكن بعد مشاركتي في الجلسة صار رأيي في الإسلام إيجابيا، وشعرتُ في الجلسة أن المسلمين مخلصون للغاية لاعتقادهم، بل أريد أن أقول إنهم مخلصون أكثر بكثير من المسيحيين.

ثم قالت سيدة من لِتوانيا تدعى السيدة “منيفة”: كنتُ متشوشة تجاه الإسلام قبل حضوري الجلسة لأن بعض المسلمين عصبيون جدا ولا يطيقون الأديان الأخرى ولكنني بعد حضوري الجلسة عرفت أن المسلمين الأحمديين يحترمون رأي الآخرين ودينَهم وينشرون السلام والوئام في البشرية كافة.

جاء من لِتوانيا رئيس شركة قانونية اسمه السيد “شارون”، يقول: إن الجلسة السنوية هامة للغاية لأنها تخبر بتعليم الإسلام المبني على الأمن والسلام، وتُزيل الأفكار الخاطئة الشائعة عن الإسلام.

قال شخص سوري وهو يبين قصة بيعته الذي كان في يناير 2019: بايع أبي في 2008، ثم بايع أخي، ومع أنني كنت حضرتُ الجلسة ثلاث مرات وكنت أرى الناس يبكون متأثرين بالعواطف فكنت أستغرب وأضحك وأتساءل لماذا يبكي هؤلاء الناس؟ وبقيتُ على معارضتي ولم أبايع، ثم دعوت الله تعالى أن يهديني إذا كانت هذه الجماعة صادقة، فرأيتُ في الرؤيا أن هناك لقاء جماعيا والناس جالسون وكنتُ في الصف الأول، وكان الجميع فرحين إذ أتى حضرة الخليفة فبدأتُ أبكي عفويا، فدعاني الخليفة إليه وعاملني بلطف وقال: تعال، اجلس هنا. قال: ثم استيقظتُ وانشرح صدري للبيعة فبايعتُ. كان سرد عليّ بنفسه هذا الحادث أثناء الملاقاة وكان متأثرا جدا حينها أيضا، وبعد ذلك كلما وقع عليه نظري يتأثر جدا.

قال شاب جاء من بلجيكا اسمه السيد “لوخ بالن”: كنتُ بايعتُ قبل بضعة أشهر وحضرتُ الجلسة أول مرة واستغربتُ رؤية الجو الجميل للأُخُوّة، والذي كنتُ سمعتُ عنه من قبل، وقد رأيتُ صورته الحقيقة في هذه الجلسة، وإنني محظوظ جدا لأنني حضرتُ هذا الجو الروحاني.

قال أحد الضيوف من السنغال وهو يذكر لقاءه معي: إنني فرحتُ جدا بلقائكم، وكنتُ تأثرتُ جدا من خطابكم الذي يعلّم درسَ الحب ووحدانية الله. قال: إن لم أكن حضرت والتقيت بكم لكنتُ شعرتُ فراغا كبيرا في حياتي، وأرى اليوم أن الهدف من حياتي قد تحقق. كان قد أحضر معه قاربا وكان جالسا واضعا إياه في حضنه، وحين سألتُه عنه قال: هذه هدية أحضرناها لكم وهي قارب الأمن وقارب الحب للجميع ولا كراهية لأحد، ولن ينال الأمن والسلام إلا الذي يركبه، وهو قارب الأحمدية، وكان يقصد من إهداء القارب أن معيشة بلادهم منوطة بالقوارب لأن عددا كبيرا في بلادهم يصطادون السمك، لذا يرجى الدعاء لبلادهم.

وكان معه ضيف آخر وهو مدير قسم الصحة في اشمنت، وشكرني على مستشفى الجماعة وقال: قد رأيتُ هنا كثيرا من الأشياء عن الإسلام، وقد زُرت كثيرا من الدول وحضرتُ اجتماعات دينية وسياسية وزرتُ أمريكا وأوروبا ولكنني لم أر مثل هذا النظام في أي مكان ولا مثل هذه الصورة الجميلة للإسلام الحقيقي، كما لم أشهد مثل هذه الطاعة التي رأيتها في الناس هنا، ولا مثل هذا الحب للخلافة. قال: أستطيع القول على وجه البصيرة بألا أحد في الدنيا كلها يحب قائده السياسي أو الديني بقدر ما رأيتُ الناس هنا يحبون خليفتهم، وإنني أعترف بهذه الحقيقة. ثم قال الدكتور “موجاؤ”، وهو اسم هذا الشخص نفسه: إننا نسلم بهذه الحقيقة من القلب، بأننا ما رأيناه هو الحق الذي لا يمكن أن يرده أحد، وإن قلوبنا اليوم معكم، وإننا نشعر بما رأينا وسمعنا منكم، وسوف نسعى للعمل به.

لقد حضر الجلسة وفد من البوسنة أيضا وكانوا 74 شخصا. وهناك رئيس لجمعية محلية يدعى السيد “ياسمين سباتشيت”، يقول: يظهر حبكم للإسلام ولمؤسس الإسلام من كلماتكم التي تنشر الحب. وكان بيانكم عن السيرة الطيبة للنبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بمجامع القلب، وهذا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل. وأضاف: إنني أدعو الله تعالى أن تكون الجلسة القادمة أحسن من هذه، وأن تُقوي هذه الجلسةُ الأمة المحمدية وتتسبب في خلق الوحدة فيها.

ثم قالت السيدة “يمينة تشاشيوش”: قد شعرتُ بحضوري الجلسة أن في محيط الجلسة قوة وتأثير ينفخ روح الحياة في إنسان ميت روحانيا.

ثم قالت “ألماك كريمش”: إنني أريد أن أشكر الجماعة الأحمدية مستغلة هذه الفرصة إذ أعطتني فرصة حضور هذه الجلسة، وأثرت فيَّ كثيرا الضيافة وإعدادات الجلسة، وخاصة أن الناس الذين كانت البسمة في وجوههم دوما أمضوا عطلتهم الأسبوعية فيها، وحين عُقدت البيعة بايع 137 شخصا من 16 دولة منها ألبانيا وصربيا وهولندا وألمانيا والشيشان ورومانيا وكوسوفو وبلجيكا وسوريا وتركيا وأوزبكستان ولبنان والسنغال وغانا وغامبيا وغينيا كوناكري.

قال السيد “لمبينو” وهو مدير مدرسة ثانوية في كوسوفو: لقد أثرت الجلسة السنوية فيَّ تأثيرا عاطفيا، وخاصة حين قلتم للحشد الكبير اجلسوا فجلس الجميع فورا. ولم أشهد قط مثل هذا المشهد في أي مكان في الدنيا.  وأضاف: أقول بعد حضوري هذه الجلسة أنه ينبغي ألا تكون الجلسة لثلاثة أيام فقط بل لثلاثين يوما. قال: ما كنتُ أريد المبايعة ولكنني تأثرتُ جدا بكل شيء وبمشهد البيعة حتى تقدمت يدي تلقائيا للبيعة وبدأتُ أردد كلماتها وقد بايعتُ الآن، ليس في الظاهر فقط بل في الحقيقة بايعت.

ثم قال السيد “آغاسف” من أذربيجان: ما فكرتُ يوما أنني سأرى هذا المستوى العالي من الروحانية. بدأ الداعية “محمود” يعطيني معلومات عن الجماعة وعقائدها، فحسبت كلامه كذبًا وافتراءً ورفضته فورا ولكنني لم أكن أعرف أن قوة الصدق ستجذبني إليه عاجلا، ولا شك أن صدق الجماعة وأدلتها قوي للغاية، والمشاهد التي كنتُ رأيتها في الفيديو رأيتها هنا رأي العين، ووجدتُ فرصة اللقاء مع الكثيرين في الجلسة ولكن لقاء كل واحد منهم يعطي شعورا طيبا مماثلا وهو دليل على أن الجماعة هي بالفعل جماعة. إن الله تعالى قد منحني شرف المبايعة على يدكم، وحين كنتُ أُخبرتُ بذلك لم أصدق أولا، فسألتُ أربع أو خمس مرات هل فعلا سأبايع واضعا يدي على يد الخليفة؟! فأخذت عيناي تذرفان وقلقت فورا لأنني لا أستحق ذلك. ثم بدأتُ في الصلاة على النبي r والاستغفار. ولم أستطع أن آكل شيئا أو أفعل شيئا آخر حتى أتى موعد البيعة بفضل الله، وقد آتاني الله تعالى قوة وفرصة روحانية بحيث خررت ساجدا وشكرت الله الذي وفق هذا العبد المتواضع للمبايعة على يد حضرته. وعرفتُ بعد الجلسة أنني سأُعطى فرصة للقاء آخر مع حضرته، فبقيتُ أفكر في أسئلة كثيرة ولكن حين جاء اللقاء نسيتُ كل شيء وتذكرتُ سؤالا مقلقا أكثر وهو أنني حين سأعود بعد الجلسة إلى بلدي فهل سيبقى هذا المستوى من الروحانية؟! فقال حضرته: إذا كنت تريد أن تبقى على هذا المستوى من الروحانية فعليك الالتزام بقراءة دعاء سورة الفاتحة “اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم” والاستغفار. قال: إنني عائد من هنا قاطعا العهد بأنني سأظل أعمل بهذه الوصية حتى الجلسة القادمة وسآتي في الجلسة القادمة وأخبر حضرته بأنني عملتُ بهذه الوصية.

زاده الله تعالى إخلاصا ووفاء.

كان بين وفد كوسوفو شخص حضر الجلسة أول مرة، وقد قال: إنني لا أجد كلمات لإظهار مشاعري وعواطفي، كنتُ أتمنى أن ألتقي في حياتي بشخص يقلق للعالم كله وتنحل مشاكلي كلها بلقائه، وكان حضوري هذه الجلسة بتصرف من الله تعالى، وكنتُ أشعر عند البيعة وكأني اقتربتُ من الله تعالى.

ثم السيد “ابلوم” المحترم من ألبانيا يقول: لقد بايعت على يدكم وتشرفت بالانضمام إلى الجماعة. أحمد الله حمدًا كثيرا على أنه وفقني لقبول الأحمدية. ثم يقول: أشكر الله كثيرا إذ كنت قبل عام فقط صفرًا من الإيمان لكنه تعالى أنعم علي بنعمة الإيمان في هذا العام.

لقد ولدت وترعرعت في بيئة ملحدة، ولكن الله تعالى تفضل علي بنعمة الإيمان من خلال حضور الجلسة السنوية ولقائكم.

وقال الدكتور “محمود محمد” المحترم: عندما حضرت الجلسة قبل سنتين أول مرة استغربت مما رأيت، إذ كان عجيبا بالنسبة لي قول الأحمديين: “إن المهدي والمسيح قد جاء”، ونحن لا نعلم ذلك! كانت تراودني تساؤلات لأن ما تعلمناه هو أن المهدي يكون عربيا ويكون اسمه محمد بن عبد الله، هل هذه الجماعة دينية أم سياسية؟! لقد سيطرت على عقلي أسئلة من هذا القبيل.

ولكي أجد الإجابة على هذه الأسئلة جئتُ إلى الجلسة السنوية في العام التالي، وجرى الحديث حول مواضيع شتى مع الإخوة الأحمديين، وظللت على صلة معهم بعد الجلسة أيضا، ووجدت الإجابات على أسئلتي بالتدريج، وأيقنت أن الأحمديين هم وحدهم الذين يتصفون بصفات المسلم الحقيقي، فقررت المبايعة معجبًا بالمحبة والألفة التي وجدتها في الأحمدية.

ثم يقول: إن هذه المودة الموجودة بين أبناء الجماعة لو لم تغرس بذرتها في قلوبهم لما وُجدت بينهم. ثم يقول: إنه لمن فضل الله علي أنه وفقني للبيعة على يد الخليفة، ويصعب علي جدا وصف الشعور الذي انتابني لدى ترديد كلمات البيعة. إنني لذو حظ سعيد جدا إذ وفقني الله تعالى للبيعة على يد الخليفة. لو طالت البيعة خمس ساعات لما مللتها ولم أشعر بمرور الوقت.

هناك ضيف في الوفد الآتي من كوسوفو، وقد جاء إلى الجلسة السنوية أول مرة، وقد وفق الله عائلته كلها المتكونة من خمسة أفراد للبيعة. يقول هذا الأخ: كنت خائفا من كيفية إتمام البيعة، وكان جسدي يرتجف قلقا، ولكن بعد البيعة نزلت السكينة وشعرت أن كل شيء قد عاد إلى وضعه العادي.

ويقول الأخ “كمال علوان” وهو لبناني: كان عندي مطعم، وكان يزورني فيه أخ أحمدي اسمه “محمد شادا”، فقال لي ذات يوم أريد أن أخبرك بشيء، وهو أن الإمام المهدي قد جاء وقد توفي أيضا. بعد أن ذهب هذا الأخ قلت في نفسي: من هذا الشخص؟! ثم جاء هذا الأخ ثانية بعد فترة وقال: لقد جاء الإمام المهدي.

وذات يوم قام بشرح بعض القضايا التي منها الدجال ووفاة المسيح. وكانت هذه المعلومات محيرة لي ودخلتْ في قلبي، ودفعتني إلى الاستزادة من المعلومات عن الجماعة الإسلامية الأحمدية. ثم إن هذا الأخ دعاني لحضور الجلسة السنوية، فلبيت دعوته بكل سرور. إن أكبر دليل وجدته على صدق هذه الجماعة في هذه الجلسة هو هذا العدد الكبير وحسن النظام فيها.

وأخبرني أحد الإخوة خلال الجلسة أن هذا هو خليفة المسلمين. ثم إني وجهت إلى الأحمديين بعض الأسئلة فردوا علي برفق ولطف كبيرين. فظل قلبي يطمئن ويقتنع بصدق الأحمدية باستمرار، فقلت في نفسي: ما يدريك هل ستحيا حتى السنة القادمة أم لا؟! لذا يجب أن تبايع حالا، فبايعتُ. وهناك ثنتان من رؤياي كانتا أيضا سببًا لمعرفة صدق الأحمدية. الحمد لله أن أحد أبنائي قد بايع أيضا، وأتمنى أن يبايع سائر أولادي.

أشاهد الآن الحوار المباشر وخطبات الجمعة بإمعان. أرى أن الشروط العشرة للبيعة ليست مجرد شروط من قبل المسيح الموعود عليه السلام، بل هي خطة ربانية. كنت أدعو الله تعالى قبل البيعة أن يرزقني رؤية الإمام المهدي. إني نادم على حياتي السابقة التي قضيتها بدون هذه الجماعة، لذلك فإني أحترم كل أحمدي من أعماق قلبي، لأن هؤلاء يخدمون دين محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم.

لا قلق عندي بشأن الإنفاق على زوجتي وأولادي ولا بشأن عملي، بل إن ما يقلقني هو أن أجد من المال ما أنفقه من أجل ازدهار الجماعة وأخدمها، وأدعو الله تعالى أن يتقبل رغبتي هذه.

ثم هناك السيد “فؤاد” المحترم يقول: قبل التعرف إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية كنت أفكر في عظمة الله تعالى، وأنظر إلى حال المسلمين التي كانت تزداد سوءًا يوما بعد يوم، وكنت أقول متى ستنصلح حالهم؟ ثم هاجرت إلى ألمانيا وعند رؤية العرب في أوروبا كنت أفكر وأقول في نفسي: أعلى أيدي هؤلاء ينتشر الإسلام في أوروبا كما ورد في الحديث بأن الإسلام سينتشر في أوروبا في الزمن الأخير؟!

في هذه الأثناء قابلتُ صديقًا لي أحمديا اسمه “ماهر المعاني”، فبدأ يخبرني عن الجماعة. في البداية عارضته، ولكن بعد مطالعة كتب الجماعة قررت المجيء إلى الجلسة السنوية. فرأيت الجلسة وتساءلت: كيف اجتمع هذا العدد الهائل من الناس على يد واحدة؟! وكيف نشأت بينهم أواصر المحبة والألفة؟! فدعوت في صلاة التهجد كثيرا وقلت: إلهي، إذا كانت هذه الجماعة على الحق فوفِّقْني للبيعة في هذه الجلسة نفسها، أي الجلسة السنوية لعام 2018.

فاطمأن قلبي في تلك الجلسة وبايعت، لكن زوجتي رفضت البيعة. فقلت لها ناصحا اقرئي هذه الكتب واستخيري الله تعالى. فقامت زوجتي بالاستخارة إلى ثلاثة أشهر، فرأت في المنام أن هناك جمعًا من الناس، وهناك حمامة بيضاء بينهم. فسألت: ما هذه الحمامة؟ فقال شخص من بين القوم هذه الحمامة قد جاءت إلى القدس لنشر الإسلام. بهذه الرؤيا انشرح قلب زوجتي، وقد حضرت الجلسة السنوية هذه السنة (2019)، وقد بايعت.

ويتابع الأخ ويقول: إني جد مسرور بأن الله تعالى قد وفق عائلتي كلها لبيعة المسيح الموعود عليه السلام، وسوف أبلغ الآن هذه الدعوة بين أقاربي كلهم.

تقول ضيفة جاءت من النمسا: لقد بايعت في 7 يوليو في الجلسة السنوية بألمانيا، وأسألكم الدعاء بأن تكون بيعتي مباركة وألا أرتكب خطأ أنكث به عهد بيعتي، وبأن أُحْدِث في نفسي تغييرات طيبة ذكرها المسيح الموعود عليه السلام في كتابه فلسفة تعاليم الإسلام.

ثم تقول: أنا أحمدية مع عائلتي منذ عام 2011، ولكني لم أكن قد ملأت استمارة البيعة وكنت أحسب نفسي أحمدية، وكنت أتمنى منذ الصغر أن أبلغ الثامنة عشرة من عمري فأبايع بنفسي على يدكم، وقد تحققت أمنيتي في هذا العام.

وهذه العزيزة كانت تقوم بالدعوة حتى قبل ملء الاستمارة، وهكذا يشرح الله صدور الشباب والفتيات إلى الأحمدية.

عبَّرتْ فتاة كردية عن انطباعاتها فقالت: كانت أمي قبلت الأحمديةَ ولكني لم أكن مستعدة لذلك عندها، وبدأ صدري ينشرح للأحمدية منذ بضعة أشهر، لأني قد رأيت المودة بين الأحمديين، وبعد الاستماع لخطابكم اليوم قد زالت مخاوفي كلها. حضرت الجلسة في السنة الماضية أيضا، ولكن لم يكن حالي كما اليوم. والدتي فرحانة أيضا. الآن قد انتابني شعور عارم بأنَّ عليَّ الآن أن أصبح أحمدية.

وقد حضر محام من جورجيا وهو محاضر في الجامعة هناك، وقد شاهد برنامج البيعة وهو ليس من جماعتنا، فقال معلقا عليها: إن المحبة المتبادلة بين أبناء الجماعة عظيمة. لقد أُعجبتُ بمشهد البيعة جدا. إنها معجزة! إنها معجزة! إنها معجزة! وقال: إن المودة بين أبناء الجماعة كبيرة. لقد لاحظت أن البسمة لا تفارق وجوهكم في أي وقت.

زاد الله هؤلاء المبايعين إخلاصا ووفاء وإيمانا وإيقانا، ومتع كل واحد منا ببركات الجلسة وأورثنا دعوات المسيح الموعود عليه السلام.

أما وسائل الإعلام في هذه السنة في ألمانيا فقد قامت ثلاث عشرة من الوكالات بتغطية فعاليات الجلسة، كما نُشرت أخبارها في الصحف الإلكترونية على الإنترنت علاوة على ألمانيا في إيطاليا والصين وسلوفاكيا أيضا. وبحسب تقديرات الإخوة قد وصلت رسالة الجماعة إلى حوالي عشرين مليون ومئتين وستين ألفا.

أما مواقع التواصل الاجتماعي فالحديث عن الجلسة جار عبر موقع ريفيو أف ريليجنز التي قد ذكرتها من قبل. كما أن التقارير المعَدّة بشأن جلسة ألمانيا والمرسَلة إلى مختلف البلاد فقد بُثّت على القنوات الوطنية في غانا وغامبيا ورواندا وسيراليون وأوغندا. بفضل الله تعالى قد عُرِّفَ بالجماعة على نطاق واسع في العالم بواسطة هذه الجلسة. ندعو الله تعالى أن يبارك في ذلك من كل النواحي.

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز