خطبة الجمعة

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u بتاريخ 9/8/2109م

في مسجد بيت الفتوح بلندن

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.

في يوم الأحد الماضي قد انتهت الجلسة السنوية التي استمرت لثلاثة أيام لجماعة بريطانيا، إن بركات الله التي نكسبها من هذه الجلسات بفضل الله I لا حصر لها.

ومن دأبي أني أذكر هذه الأمور في الخطبة التي تأتي بعد الجلسة لكي أخبركم أن من المعروف والطبيعي أن أبناء الجماعة يتأثرون من هذه الجلسات بفضل الله لكنها كيف تؤثر في الآخرين وأنهم كيف ينظرون إلى أجواء هذه الجلسات، وأنهم يتعرفون إلى أمور جديدة وتزول مخاوفهم من الإسلام؟ فأنا عادة أذكر هذه الأمور في أول خطبة بعد الجلسة، واليوم أيضا سأتناول هذا الذكر، لكنني قبل كل شيء أشكر جميع العاملين والعاملات الذين خدموا في أي قسم وبأي صفة. فقد قدم كلهم من المساعدين إلى المسئولين من الصغار والشباب والكبار من الرجال والنساء خدماتهم المعهودة إليهم بمنتهى الإخلاص، وكانوا بأعمالهم يقدمون صورة حقيقية للإسلام أمام الضيوف غير المسلمين، ويستحق المساعدون منهم الشكر بصفة خاصة، الذين يتقدمون بعدد كبير لخدمة ضيوف سيدنا المسيح الموعود u  فالمساعدون هم في الحقيقة يتحملون أعباء الأعمال، فجزاهم الله تعالى جميعا.     وإضافة إلى العاملين للجلسة هناك عاملون في المكاتب المركزية الثابتة ومنها عامِلوا قناتنا ايم تي ايه ومنهم متطوعون مقيمون في بريطانيا وآخرون قادمون من الخارج أيضا. وهناك من أعدّوا بعض الأفلام الوثائقية التي قُدمت في الجلسة، وبعضهم عملوا في ستوديوهات في موقع الجلسة. باختصار كل قسم في أيام الجلسة يقدم دورا ناشطا.

ثم إن المعرض الذي يقيمه مكتب ريفيو آف ريليجنـز يكون مؤثرا جدا، كما كان معرض الأرشيف ومخزن التصاوير أيضا. فكل هذه الأقسام كانت ناشطة، وكل عامل أنجز عمله قبل الجلسة أو بعدها أسهم وعملُه مهم جدا. ومن هذا المنطلق يستحقون كلُّهم الشكر منا. الآن سأذكر لكم انطباعات بعض الضيوف بحسب ما يسمح لي الوقت.

لقد حضر الجلسةَ الأستاذ ماليه يعقوب المحترم وهو نائب رئيس الطائفة المسلمة في بنين، فقال: لقد حججت الكعبة أكثر من عشرين مرة، لكنني وجدت تنظيمات الجماعة الأحمدية للجلسة أفضل بكثير منها، فلم أر في حياتي جوًّا مثل أجواء الجلسة. لقد شاركت في مؤتمرات واجتماعات دينية كثيرة، ولم أجد في أيٍّ منها مثل أجواء الجلسة. فمنذ وصولي إلى المطار إلى إقامتي هنا كنت أجد نفسي كأني أقيم في بيتي. ثم في أثناء الجلسة رأيت الناس من كل شريحة. فقد خدمَنا المهندسون والدكاترة والبروفيسورات والمثقفون وكبار العلماء بمنتهى التواضع.

فكان فرحا بهذا، ثم قال عن خطاباتي أنه وجد فيها رسالة الإسلام الصحيح، وقال: إن العالم الإسلامي والمسلمين بحاجة إلى هذه الرسالة حصرا لكي تزول المخاوف عن الإسلام. لقد تعلمت هنا كثيرا، الأحمدية هي وحدها الإسلام الصحيح، وبعد العودة إلى بنين سأخبر الناس أن لا يسمعوا إلى أقاويل الآخرين ويتعلموا من الأحمدية فقط. فالأحمديون هم وحدهم يقدمون المقام الحقيقي لمحمد رسول الله r.

ثم إن السيد سيمون سوادوغو المحترم وهو وزير الداخلية والأمور الدينية في بوركينافاسو قال ضمن انطباعاته: إنني بصفتي وزير الأمور الدينية أحترم جميع الأديان، وبحضوري الجلسةَ قد وجدت الرد على أسئلتي الكثيرة، فقد وجدت الإجابة للأسئلة التي لم أطرحها، وجدت مساعدة كبيرة. لقد حضرتُ الجلسة أول مرة، فالأجواء الطاهرة والأفكار المقدسة للجلسة ساعدتْني روحانيا كثيرا. نستطيع العيش معا بالعمل بالحب والأخلاق والمبادئ. ثم قال عن العاملين في الجلسة إن العاملين في الجلسة كانوا ينظِّفون المراحيض ويغسلون الأواني وكان الأولاد الصغار يسقون الناس، وكل ذلك لا يمكن إلا بعاطفة التضحية، حيث كان الحماس لخدمة الآخرين غيرَ عادي. فقد ذهبتُ إلى مسجد الفضل أيضا فهو أول مسجد، وكان صغيرا وجذابا وبسيطا وجميلا.

ثم قال عن البيعة أنها تمثل سلسلة من الإخلاص والوفاء والطاعة وتمثل قدوة للعالم. الناس لا يفهمون نداء الخليفة، فالعالم المادي المعاصر يركض وراء المادة، والإنسان نفسه يتضرر من الانغماس في هذه المادية. ثم قال عني أني في خطابي قدمتُ خطة عمل لإنشاء مجتمع أفضل. فالناس تأثروا كثيرا ببيان حقوق الوالدين والأولاد والأمور الأخرى في خطابي النهائي، فقد ذكر ذلك الكثيرون في انطباعاتهم.

ثم يقول الأستاذ سايوبه راغو المحترم وهو عضو في برلمان بوركينافاسو: كانت الجلسة رائعة، حيث كان كل عمل منظَّما وكان كل واحد نشيطا. وكان القادمون من العالم كله من الصغار والكبار والرجال والإناث مستعدين لتقديم كل خدمة للإسلام. أرى أن الإسلام ينتشر اليوم بواسطة الأحمدية. فالأحمديون يساعدون بعضهم بعضا ويستعدون لخدمة الآخرين أيضا. ثم قال موجها الخطاب إليَّ إن دعاءك لحكامنا وإنشاء السلام هو ثروة لنا. وجدنا في الجلسة استقبالا رائعا كما كانت الخطب الأخرى أيضا رائعة.

ثم حضر الجلسة من اليونان الحاخام الأكبر جبريل نيغرين المحترم فقال: إنني أشكر الله على أنه وفقني لنيل سعادة الحضور في هذه الجلسة العالمية المحيرة، إن أجواء الجلسة ورحابة صدر المنظِّمين والضيوف تجلِّي من كل ناحية شعارَ الجماعة: “الحب للجميع ولا كراهية لأحد”. قد شعرتُ بصفتي ربِّـيًّا الاحترام والقبول للأديان والعقائد الأخرى. ولقد أكرمني جميع الأئمة الكرام الذين قابلتهم وتكلمت معهم من صميم فؤادهم. كنت فعلا فرحانا حين كنت أتجول بين آلاف الإخوة المسلمين واضعا على رأسي طاقية خاصة دون أي إشارة مخيفة أو نظرات غاضبة أو ردة فعل متطرفة والعياذ بالله. وكان ذلك معاكسا تماما لما وجدتُه في أماكن أخرى. ولقد تم الاعتناء بي من كل النواحي، حيث حُضِّر لي طعام خاص، وتم التدبير لفرائض عبادتي أيضا. وهذا ليس سهلا هينا، إلا أن منظمي الجلسة ومضيفيَّ قد هيأوا لي كل ذلك.

ثم حضر الجلسةَ رئيس المعبد البوذي في اليابان الأستاذ يوشيدانو كئي كو، وكانت والدة الملك ميجي من أتباع هذا المعبد، وأن رماد والدة الملك ميجي مدفون في هذا المعبد في طوكيو، فقال بعد ملاحظة أجواء الجلسة أن القلب يجد هنا سكينة حقيقية. من المعلوم أن كل واحد يُفحص إلا أنني لم ألاحظ أي خصام أو نزاع. فكانت جميع البرامج من الطعام إلى الخطب منظمة جدا. ثم قال إن خطابي عن الدين كان في محله. ففي العالم اليوم ثمة حاجة فعلا لإفهام العالم أننا نستطيع أن نؤدي حقوق بعضنا البعض بواسطة تعليم الدين الأسمى في الأخلاق. المجتمع اليابابي أيضا يعاني مشكلة البعد بين الوالدين والأولاد. ونحن رغم بذل الجهود الجبارة لم نستطع مقاومة هذه الموجة. وبالعمل بنصائحك في مجتمعنا يمكن أن نستفيد. وسوف أسعى للاستفادة منه. لم يكن رأيي عن الإسلام سلبيا سلفا، إلا أنه حين اقترب موعد البيعة في الجلسة لم أتمالك نفسي وقررت أن أعطي يدي لك لإنشاء مجتمع مبني على الحب والإخاء وإرساء دعائم الأمن فاشتركتُ في البيعة. إنني أسلم بقيادتكم، وأعِد أني سوف أساعدكم على بذل المساعي لسلام العالم. هذا لا يعني أنه بايع وإنما يقصد أنه سيتضامن معنا من كل النواحي لإنشاء الأمن في العالم.

من الأرجنتين حضرت الجلسةَ سيدة مسيحية اسمها جوديس المحترمة وهي وتمتهن المحاماة وقد بايع زوجها قبل عشرة أشهر، فقالت عن خطابي النهائي أنه كان أهم خطاب من بين خطب الجلسة كلها، الذي سلطتَ فيه الضوء بالتفصيل وبأسلوب رائع على حقوق الإنسان التي أقيمت بواسطة تعاليم الإسلام. كنت قبل الجلسة قلقة نوعا ما، وكانت لدي بعض المخاوف أيضا، إذ كنت أظن أن في الاجتماع الذي يحضره عدد كبير من الناس من المؤكد أن تحدث النـزاعات وتتكدر الأجواء، لكن اجتماعكم كان مختلفا تماما عن اجتماعاتنا. فرغم الازدحام واجتماع العدد الهائل في الجلسة كان يسود الأجواءَ كل حين وآن الحبُّ واللطف والأمن، حيث لم تكن الابتسامة تفارق الوجوهَ.  كنت أخاف أن أُجبَر على ارتداء الحجاب الإسلامي لحضور الجلسة، لكنني وجدت نفسي مرتاحة جدا بينكم من البداية إلى الأخير دون الحجاب الإسلامي فقد استقبلتْني نساؤكم ورجالكم باحترام كبير، بل كنت أشعر أنكم تعتنون بي أكثر من الآخرين.

لقد حضر الجلسة وزيرُ البريد والاتصالات في ليبيريا السيد كوبر دبليو كورا المحترم فقال: لقد تم تنظيم شتى برامج الجلسة بأسلوب جميل بحيث لم أجد أي نقص أو ثغرة. فكانت بعض تنظيمات الجلسة مثل العلاقات العامة إلى المطبخ مترابطة، وفوق ذلك كله كان فريق المتطوعين ينجز كل هذه الأعمال، وكانوا يعملون كأنهم إخوة. فلم أر في حياتي قط الإخلاصَ للعمل كما كان هؤلاء المتطوعون مخلصين لأعمالهم. فقد وجدتُ عواطف الاحترام المتبادل والإخاء من المشاركين في الجلسة أثناء برامج الجلسة. إن تنظيم كل هذه البرامج على نطاق واسع دون أي فوضى لأكثر من 39000 ضيف حيرني.

ثم كانت ضيفة من أوروغواي وهي بروفيسورة في الاستشراق في الجامعة وقالت إنني أدرس البلاد والتنظيمات الإسلامية لأكثر من 30 سنة. لقد رأينا في جلستكم ميزتَين لم نرهما في أي مكان آخر، الأولى هي وحدة الجماعة والتضامن تحت قيادة شخص واحد، وأن في الجميع -بدءًا من الدعاة إلى المتطوعين في أقسام مختلفة سواء كانوا العاملين في المطعم أو في قسم المرور- قاسما مشتركا وهو أن للجميع علاقة الطاعة والإخلاص غير العادية مع الخليفة.

وهذا هو المستوى الذي يراه أصدقاؤنا وحاسدونا ولذلك يسعى الحاسدون ليثيروا الفتنة. وهذا ما يجب أن نحافظ عليه اليوم بعملنا ودعائنا.

ثم قالت: والشيء الثاني هو أنه لا يوجد في الجماعة أي نوع من العنصرية. سواء كانوا أحمديين من الولادة أم المبايعين الجدد وسواء كانوا العرب أم العجم وسواء كانوا باكستانيين أم غيرهم يبدو أن نظام جماعتكم نزيه من جميع أنواع العنصرية والتعصب القومي.

ينبغي ألا نظهر هذه الميزة لبضعة ايام فقط بل يجب أن نتحلى بها دوما. وهي الرسالة الأخيرة التي بلَّغَنَاهَا النبي r أنه لا فضل لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر ولا لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي. (مسند أحمد، كتاب باقي مسند الأنصار) الجميع سواسية من حيث البشرية.

هناك شخص من المغرب وهو أستاذ فلسفة يقول: لقد أخذنا انطباعا جيدا عن الجلسة وكانت فرصة مهمة للوقوف عن كثب على جانب من التنظيم المحكم في تقسيم الأعمال وتمهيد الأجواء لاستقبال مثل هذه اللقاءات العالمية، وكذا على أخلاق المنضوين تحت لواء الجماعة والتي تعكس جانبا من تعاليم الإسلام المحمدي كما كانت فرصة لتصحيح بعض المغالطات التي يروجها خصوم الجماعة حقدا على مشروعها الإلهي والإنساني في نفس الآن. أتمنى لكم السداد والتوفيق مادمتم في خدمة الإنسانية.

ثم يقول الحاج محمد وكيل ياتارا من غينيا كناكري وهو المسئول العام للشؤون الدينية: الأمر الذي أثر في نفسي كثيرا في أيام الجلسة الثلاثة هو أن أفراد الجماعة متربون وفق تعاليم الإسلام الخالصة، ويبدو أن جميع الأحمديين الذين اجتمعوا هنا هم مثال عظيم للأخُوة الإسلامية، وكأنهم أولاد أم واحدة وأتوا من بيت واحد. النظام غير العادي والبسمة في وجوه المتطوعين والذهاب والأياب في مكان الجلسة دونما إساءة لأحد لهي مما يوحي وكأنهم مخلوق سماوي، وكان يبدو برؤية كل هذه الأشياء أنه إذا كانت جماعة تستطيع أن تقدم نموذج الإسلام اليوم فهي الجماعة الأحمدية فقط. قال: لقد زرتُ السعودية مرارا إضافة إلى الدول الإسلامية الأخرى ولكنني أقول على وجه البصيرة لم يتيسر لي الجو المليء بالإخاء الإسلامي، ولا أتردد في القول بأنه ميزة الجماعة الأحمدية وحدها أن يجمع قرابة أربعين ألف شخص في مكان واحد وأن تنشر تعاليم الإسلام باستمرار وأن تقضي هذه الأيام في حب الرسول r دونما تنازع وتدافع.

ثم السيدة فانتا فوكانا عمر التي هي برتبة ملازم أول في قسم الجمارك في مطار غينيا كناكري، وقد بايعت حديثا وهي المبايعة الجديدة، قالت: كنتُ انضممتُ إلى الأحمدية متأثرة بتعاليمها ولكنني كنتُ أشعر بالخوف في قلبي أنني ربما أخطأتُ لأنني كنتُ أرى المعارضة الشديدة والدعاية المعارضة للجماعة في بلدي مما كان يقلقني في بعض الأحيان ولكن اليوم بعد حضوري الجلسة السنوية في بريطانيا أقول قسما بالله لقد زالت جميع مخاوفي وشبهاتي وأيقنتُ بعد اشتراكي في الجلسة أن اليوم إذا كانت جماعة تستطيع أن تمثل الإسلام فهي الجماعة الإسلامية الأحمدية، وقالت: لو وجدتُ فيديو للجلسة لتمكنتُ من إقناع أسرتي كلها على صدق الجماعة وحقيقتها، وفي الأخير أدعو الله تعالى أن يوفق جميع أفراد أسرتي للإيمان بالأحمدية أي الإسلام الحقيقي بصدق القلب والروح.

ثم تقول السيدة شانتل مالا فيتالي التي هي المستشارة العامة في بنين: كنتُ حضرت الجلسة الخمسين لجماعة بريطانيا والآن حضرت الجلسة الثالثة والخمسين بكل سعادة وأشكركم من أعماق قلبي وكنت أشعر قبل ذلك أيضا أن جو الجلسة روحاني وأشعر بنفس الجو الروحاني اليوم أيضا الذي يتعامل فيه الصغار والكبار والرجال والنساء مع بعضهم بالحب. أما الإعدادات فلا أجد كلمات لوصفها، إن نظام التطوع في الجماعة عديم المثال، وكان كل شيء في محله، وكان كل شيء على أحسن ما يرام، وكان المتطوعون جميعا يتحلون بتواضع وبحماس الخدمة ومستعدون لكل خدمة، وبدأت أحسب نفسي جزءا من هذه البيئة ولم أعد أشعر بأية غرابة. وكانت الخطابات أيضا رائعة وزاخرة بالمعلومات. وكانت الضيافة أيضا جيدة جدا، ورأيت المعارض أيضا ووجدتها رائعة جدا واستفدتُ به في فهم تاريخ الجماعة بوجه أحسن. كانت المعارض زاخرة بالمعلومات ووجدتُ فرصة معرفة ما تقوم به الجماعة من خدمة الخلق.

قال السيد كوملن بطرس العضو في برلمان بنين ورئيس اللجنة المالية: حضرتُ أول مرة في جلسة الجماعة الأحمدية وتأثرتُ جدا. حين خرجتُ من بنين لحضور الجلسة ما كنتُ أستطيع أن أتصور أنني سأحضر اجتماعا كبيرا كهذا، كان الناس من كل مستوى وفئة قد حضروا الجلسة، ولكن بالرغم من ذلك لم أر آثار الحزن في وجه أي شخص، ونلتُ اهتماما كبيرا منذ أن نزلتُ في المطار وخدمني الجميع صغارا كانوا أم كبارا، وكان يبدو أن الجميع تركوا راحتهم ووقفوا أنفسهم لخدمة الضيوف. قال: أستغرب كيف نظمتم الجميع من دون مساعدة الشرطة أو الجيش ولم يحدث أي شغب أو فوضى أو نزاع مع أن الناس كانوا من مختلف الثقافات والألسنة والألوان. ثم فكرتُ كيف لم يحدث أي شجار مع وجود هذا العدد الكبير من الناس المتنوعين؟ وقد توصلتُ إلى أنه لا يمكن إلا بجهدكم وبتأييد الله تعالى الذي يحالف الجماعة الأحمدية. ثم قال عن خطابي: هذا ضروري جدا لأمن العالم. ثم قال: أعجبتني المعارض التي تُبين تاريخَ الجماعة الأحمدية، وقد حزنتُ جدا بمعرفة أحداث الشهداء الأحمديين، وازددت علما.

لقد حضر الجلسة السيد “بال بيو” رئيسُ الوزراء السابق للغابون وعضوُ البرلمان: إن حضور آلاف الناس من أكثر من مئة دولة في هذه الجلسة كان تجربةً فريدة لي. لقد عمل المتطوعون ليل نهار لتلبية حاجات الحضور جميعا وكان الجميع صغارا وكبارا ورجالا ونساء مستعدين لخدمة بعضهم البعض. ولم يحدث أي مكروه. واستفدت كثيرا من الخطابات الملقاة في الجلسة عن الإسلام وخاصة عن الأحمدية. إن الجماعة حديثة العهد في بلدنا غيسون، وكنت أحسب الأحمديين كباقي المسلمين ولكن حين دُعيتُ إلى حضور الجلسة فكرتُ أن أذهب بنفسي لأرى من هم هؤلاء الناس، هل الإسلام الذي يقدمه الأحمديون هو كالإسلام الذي نراه في التلفاز والذي يدمر أمن العالم؟ ولكنني بعد مجيئي هنا وبعد رؤية أعمالكم تأثرت جدا، إنكم مجتهدون وإسلامكم إسلام حقيقي، والدنيا بحاجة إليه، وبلدي أيضا بحاجة إلى هذا الإسلام.

ثم من الغابون نفسها جاء السيد باسدالو ودونكا الذي هو المدير في وزارة الخارجية، قال: كان جو الجلسة رائعا وروحانيا ولا أستطيع أن أنساه، وتأثرت جدا من إعدادات الجلسة، وكان الجميع مرتبطون ببعضهم مثل سلسلة وكانوا يعملون أعمالهم. ثم قال: بعد حضوري الجلسة السنوية وجدتُ فرصة رؤية النموذج العملي لتعاليم القرآن والكتاب المقدس. كان الجميع يسكنون كأسرة واحدة. ثم قال عن خطاباتي أنها أثرت فيه جدا. ثم قال: قد تعلمت كثيرا بحضوري الجلسة السنوية، وفهمت أمور كثيرة عن الإسلام. لست مسلما ولكنني أحسب نفسي مسلما، وكذلك رأيت أثناء الجلسة معارض متعددة مما زادني علما.

ثم هناك ضيف هو السيد “هيري إليغونسا” الذي هو مستشار لرئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، قال: كانت الإعدادات رائعة، في أثناء الجلسة أثبت المتطوعون –الذين كان فيهم الأطفال والشباب والمسنون من كل فئة- أنهم قاموا بإعدادات أحسن ما يرام مطيعين للخليفة الواحد. من أهداف تأسيس الجماعة إنشاء علاقة الأخوة في الدنيا، وهم يجتهدون لذلك ليل نهار مع أن المنظمات الأخرى تفتقد هذا الإخلاص العظيم. ثم قال: التعاليم الإسلامية التي تقدمونها أنتم تؤثر في القلوب وهي مختلفة عما ينسبه الآخرون إلى الجماعة الأحمدية و الذين يعارضون الجماعة بسبب جهلهم وعدم علمهم. إنني في هذه المناسبة أهديكم التبريك لكم ولجماعتكم على عقد هذه الجلسة الناجحة، وإنني أدعو الجماعة الأحمدية أن تُعمّم هذه التعاليم وهذا الحب في بلدي أيضا. ويمكن إقامة السلام الدائم نتيجة هذه التعاليم في بلدي الذي بعد الحرب الطائفية لسنوات طويلة عائد الآن إلى السلام. إن بيئة الجلسة لشيء لن أنساه أبدا، وسوف أسعى لأحضر الجلسة كل عام وأحصل على راحة روحانية وأدعو لذلك. ثم قال: سأبلغ بعد عودتي إلى بلدي رسالة الأحمدية إلى الآخرين وسأخبرهم بأنها هي الإسلام الحقيقي. ثم قال: لقد تأثرتُ جدا بالبيعة العالمية.

لست أحمديًّا، ولكن عند أخذِكَ البيعة كنت أتعهد معك بأنني سأساعد هذه الجماعة في بلدي قدر المستطاع. ولقد قابلني أيضا وقال لي: اعتبروني سفيرًا لكم في جمهورية إفريقيا الوسطى.

واشترك في الجلسة “فرناندوس غريفن” نائب وزير الأديان في باراغواي، يقول: سُررتُ بالتعرف على الجماعة الإسلامية الأحمدية. وما أسعدني هو رؤية أعداد هائلة يتطوعون للخدمة ويعملون مجتمعين لهدف مشترك. أرى أنه يمكن أن تتعلم باراغواي كبلد كثيرا من الجماعة الأحمدية. ثم يقول عن خطابي بأنني أعجبت كثيرًا بما ذكرته على ضوء التعاليم الإسلامية بخصوص التأكيد على تعليم الأطفال وتربيتهم، وإنشاء العلاقة الطيبة مع الأعزاء والأقارب، وما ذكرتموه بوجه خاص عن النساء والأولاد. ثم يقول عن الترتيبات بأنها كانت رائعة رغم كونها مؤقتة.

وقال السيد “الدارسافن” الذي حضر في الجلسة من موسكو فقد قال: إننا مثل عائلة واحدة جئنا للاشتراك في الجلسة السنوية. وأعجبنا بالجلسة كثيرا وسنذكرها لمدة طويلة كما سنذكر ذكرياتها للأصدقاء. كل الترتيبات كانت رائعة. وأعجبنا بعمل المتطوعين الذين كانوا يتعاملون بأخلاق طيبة وكانوا مستعدين للمساعدة في كل حين وآن بوجوه مبتسمة. كما سعدنا جدًّا برؤية الأطفال الذين كانوا يتطوعون للخدمة. ولقد حظينا في كل مكان برعاية شاملة تشعرنا بحب ووئام.

ثم يقول ضيف آخر وهو السيد “موروهنري” مدير بلدية “بيترو باليكس” في البرازيل: إنني سعيد جدًّا باشتراكي في هذه الجلسة الإسلامية العظيمة كمندوب من البرازيل. كانت خطابات خليفة الوقت كلها تنبض بروح الإسلام الحقيقي. إن كلماتكم تدخل القلوب تلقائيا. لقد عشتُ ثلاثة أيام الجلسة بروحانية عجيبة بحيث لم أشعر بتعب ولا ملل. إن مشهد الصلاة في الجلسة كان مدهشًا وغير عادي بالنسبة لي بحيث كان الجميع يقومون ويجلسون على صوت واحد. (لم يكن هذا الضيف مسلمًا لأجل ذلك كان يراقب كل شيء بانتظام) إضافة إلى ذلك هناك أمر آخر أثّر فيّ بشكل غير عادي ولا أمتنع من ذكره وهو أنه كلما حضر الخليفة سكت فجأة جموع آلاف الناس دون الحاجة إلى تنبيههم لذلك. مما يشير إلى أنه ليس نظامًا محكمًا فحسب بل الأحمديون يكنّون في قلوبهم تقديرًا واحترامًا عظيمين لخليفتهم. إنني أرجع إلى بلدي حاملا معي هذه الذكريات. ثم يقول بأنني سأنشر في محيطي وداخل البلدية أيضا ما شعرت به وهو أن هذا هو الإسلام الحقيقي.

ثم يقول السيد “لي مسيس” الذي هو أسقف في الإكوادور: كانت ترتيبات الجلسة رائعة. أُعِد لي طعام خاص وأعجبت به. كانت أجواء الجلسة مشابهة لأجواء مأدبة عائلية كبيرة حيث لا توجد فيها أنانية ويسودها شعور التحاب والوئام والسكينة حتى بدون أية معرفة شخصية بين الأفراد المجتمِعِين.

كانت خطابات الخليفة تحتوي على كل ما هو ضروري لتغيير وجهة نظرنا. ما أعجبت به في خطاباته هو أنه لم يتكلم بشيء سلبي ضد أي قوم أو ديانة بل كان تركيزه على تقديم التعاليم الإسلامية الحقيقية والإيجابية. لقد قرأ إمام الجماعة في أحد خطاباته حديثًا ورد فيه أن الله تعالى يسأل عبده يوم القيامة: كنت جائعا فما أطعمتني، وكنت عطشًا فما سقيتني، وكنت عاريًا فما كسوتني. وأقول بأن مثل هذا الأمر مذكور في الكتاب المقدس أيضا وهذا ما أثّر في قلبي، وأدركت أن كل هذه التعاليم من الله الواحد.

وفقه الله تعالى للفهم أن الإله الذي أنزل هذه التعاليم هو نفسه بعث محمدًّا r، ووفقهم الله تعالى لقبول التعاليم الإسلامية.

يقول: لما خرجت من بيتي للاشتراك في هذه الجلسة لم يكن في بالي عن الإسلام فكرة سوى أنه ديانة من الأديان، ولكنني رأيت بعد مجيئي إلى هنا أن الإسلام ليس دينًا فحسب بل هي عائلة عظيمة الشأن. لقد تأثرت كثيرًا بنظام الأخوّة الذي أقامه الإسلام وتأثرت بتضحياتكم من أجل دينكم.

ثم يقول عن البيعة العالمية بأنني كنت أشعر قبل البيعة بأن لهذه المناسبة أهمية خاصة لكل المشتركين في الجلسة ولكن عند بدء البيعة وضع أحد يده على كتفي فشعرت أن تيارًا كهربائيا يمرّ بين الحاضرين في الجلسة. ورأيت بشكل خاص أن الأحمديين بعد البيعة كانوا يشعرون بروح التجدد والانتعاش وكأنهم نالوا حياة جديدة. إنني أشكر الجميع الذين أتاحوا لي الفرصة للاشتراك في هذه الجلسة وللتعرف على التعاليم الإسلامية الحقيقية.

ثم يقول: شعرت الآن بوجه خاص أنه ينبغي ألا نخطّئ ديانة الإسلام بسبب تصرف خاطئ لبعض الناس.

ثم أشار إلى نقص في قسم الترجمة في أم تي أيه وينبغي أن نزيله، يقول: أريد أن أقول شيئا عن الترجمة الإسبانية بأنها كانت متوفرة للجالسين على الكراسي فقط، فإن أراد أحد أن يجلس في مكان آخر فكان يخرج من مكان التغطية وبالتالي لم يكن يتلقى صوت الترجمة.

فلا بد من توسيع منطقة تغطية الترجمة الإسبانية، وينبغي فحص الأمر نفسه مع التراجم الأخرى. هكذا نكتشف بعض نقاط ضعفنا أيضا من خلال هؤلاء الضيوف.

ثم حضرت الجلسة السيدة “باربرا أوشِيه” من سلوفينيا وهي بروفيسورة في الجامعة لمادة المسيحية، وتقول: لم أر مثل هذا الإسلام الذي تقدمه الجماعة الإسلامية الأحمدية. وخلال حضوري للجلسة كنت أشعر أنني أرى إسلامًا جديدًا.

كانت ترتيبات جلستكم رائعة جدًّا بحيث لم تكن هناك خصومة ولا مشكلة ولا بذاءة الكلام ولقد تأثرت بها جدًّا.

ثم تقول: يبدو أن موقف الجماعة الأحمدية المتعلق بواقعة صلب المسيح u وهجرته ووفاته مبني على الحقائق الجديرة باليقين.

وحضرت الجلسة عائلة من البوسنة ورب العائلة السيد “سيناج بيجك” عضو في البرلمان كما أن أحد أفراد العائلة مؤظف حكومي. يقول أحدهما: أولا أشكر الجماعة الإسلامية الأحمدية أنها أتاحت لي الفرصة لقضاء بضعة أيام في جو مشحون بالأمن والسكينة والمحبة. كانت تجربة الحضور في الجلسة السنوية في بريطانيا فريدة بالنسبة لنا، ولا أجد كلمات أعبر بها عن روعة هذه الجلسة وجمال جانبها التنظيمي. لقد راعى المنظّمون حتى أصغر الأمور، وأدى كل متطوع مسؤوليته بوجه باسم. لقد أُخبِرتُ عند زيارتي لمعرض منظمة “الإنسانية أولا” أن بلدي كان سببًا لإنشاء هذه المنظمة حيث قدّمت الجماعة الأحمدية خدمات عفيفة أثناء الحرب ولا زالت تقدم.

إضافة إلى كل هذه الأمور هناك أمر خاص أثر فيّ وفي عائلتي (وهنا ذكر لقاءهم معي) وهو أن لقاءنا مع الخليفة كان رائعًا.

ثم يقول: أعلن بأنني سأحافظ مدى حياتي على علاقة الصداقة والإخلاص مع الجماعة وأقدّم نفسي لكل نوع من التعاون معكم في بلدي وفي خارجها أيضا.

ثم هناك كاتب ومؤلف من سلوفينيا السيد “مونس سينانووتش” وهو مسلم بالولادة ولكنه لم يكن قطّ راغبًا في الإسلام. بل كان مسلما بالاسم فقط. يقول بأنني بدأت أقرأ عن الإسلام منذ سنتين، وبدأت أصلي أيضا، ولكن لم أصلّ قط وراء أي إمام. أما الصلاة بالجماعة فلم أذق طعمها إلا بعد مجيئي إلى هنا، وما شعرت به له طعم آخر.

من سنتين منذ أن بدأت رغبتي في الإسلام لم أتبع أية جماعة إسلامية ولا أي تفسير أو مدرسة إسلامية معينة بل حاولت فهم الإسلام بعقلي وبقلبي. فلما تعرفت على الجماعة الإسلامية الأحمدية شعرت بأن فهمي منسجم مع فهم الجماعة الإسلامية الأحمدية للتعاليم الإسلامية أي أن كل تعليم منسجم مع الفطرة.

ثم يذكر أمرًا آخر أُعجب به وهو أن الأحمديين يفعلون ما يقولون.

إنه لتحدّ كبير لنا وينبغي أن نتذكر دومًا أن تكون أعمالنا متوافقة لأقوالنا وأن نعمل وفق ما ندعي ونقول.

ويقول السيد عزت وهو أحد الضيوف من روسيا: اشتركت في الجلسة للمرة الأولى، وحثّني عليه جدّي. (قال له جدّه إذا كان الأحمديين يدعونه فليشترك في جلستهم هذه المرة. يقول:) أقول بكل صدق بأنني لا أزال مندهشًا من خلال رؤيتي لأفراد هذه الجماعة. إن جميع الأحمديين في الجلسة يظهرون أخلاقًا طيبة، وإنهم مستعدون دومًا للمساعدة، ويعطون مشورة قيّمة عند كل مشكلة.

أتت مجموعة من هولندا أيضا، أحد أعضائها السيد “وان بومبل” عضو سابق للبرلمان كما كانت فيهم سيدة خبيرة في علم النفس، يقول عضو سابق في البرلمان: أعرف الجماعة جيدًّا، وسبق لي أنني اشتركت في الجلسة. وكانت الترتيبات مؤثرة جدًّا هذه المرة أيضا. الأمر الذي لا أستطيع استيعابه حتى الآن هو كيف يستطيع المتطوعون القيام بكل هذه الترتيبات الرائعة.

السيدة “مكيتا” تنحدر من أصول إيرانية أيضا كانت متأثرة جدًّا بالترتيبات، وكانت مندهشة باقتناء الجماعة هذه الأراضي الواسعة في هذه المنطقة، وبكل الترتيبات التي كانت تتم على قدم وساق. لقد أُخبرتْ عن مجيء المسيح الموعود من قوم سلمان الفارسي t، وبالتالي فقد عقدتْ معها عدة جلسات تبليغية أيضا فتأثرت جدًّا وأخذت انطباعات طيبة.

ثم هناك ضيف آخر من إيطاليا اسمه السيد واسكوس وهو أستاذ الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية في جامعة نيبلس في إيطاليا. يقول هذا الضيف: كانت الجلسة السنوية في نظري ناجحة جدا. لقد سمعت الخطاب النهائي لإمام الجماعة وأُعجبتُ به كثيرا. وخاصة ما ذكره حضرته بخصوص حقوق الأسرة والأولاد والنساء. واشتركتُ في البيعة العالمية، وصرتُ عاطفيا جدا بهذه المناسبة.

جاءت السيدة ميدالينا أيضا من إيطاليا وهي حائزة على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية والعربية من جامعة في الفاتيكان، فقالت: كانت الجلسة السنوية جيدة وجذابه وزاخرة بالأمن والحب. كانت إعدادت الجلسة والمحاضرات الملقاة فيها كلها جيدة جدا، ولم يكن الكلام في المحاضرات موجّها إلى الأحمديين فقط بل كان من شأنه أن يزيد الضيوف أيضا علمًا، وخاصة الكلام الذي كان يزيد المرء تعريفا بالأحمدية أي الإسلام الحقيقي.

ثم هناك ضيف آخر اسمه جواد بولامِل من فرنسا حيث يعمل في وزارة العدل، فيقول: لقد حضرتُ الجلسة أول مرة وكان من دواعي سروري أن تعرفتُ على جماعتكم عن كثب. وقد تأثرتُ جدا بمشاهدة معرض أقامته منظمة IAAAE، (الاتحاد العالمي للمهندسين والمعماريين الأحمديين) ومنظمة الخيرية “الإنسانية أولا”، والاطلاع على نشاطاتكم الخيرية. هذا هو الدين الحقيقي الذي يخدم البشيرية بغض النظر عن فروق القوم والملة. وتأثرت أيضا كثيرا بمشاهدة نظام الحراسة، وكان كل نظام احترافيا تماما.

وجاءت ضمن وفد إسباني سيدة اسمها سوزانه مورال وهي تعمل محامية هنالك فقالت في ذكر شعارنا: “الحب للجميع ولا كراهية لأحد”: أرى أن هذه الجملة تعكس حقيقة هذا الاجتماع على أحسن وجه. لقد رأيتُ الناس من مختلف البلاد والأقوام كيف يتلقون بعضهم بعضا بالحب. يجب على هذا الدين أن يحارب لإقامة الأمن في العالم ويحارب انعدام العدل وللقضاء على الحروب. لا شك أن هذه الأيام القليلة ستبقى منقوشة في قلبي ولن أنساها أبدا.

ثم هناك ضيف من البرازيل اسمه “دان فرانسسكو” وهو مسيحي كاثوليكي، ويملك جريدة وإذاعة وله علاقة مع العائلة المالكة أيضا، يقول هذا الضيف: أنا معنيٌّ بأمور دينية ولكن حسن الترتيبات والنظام الذي رأيته في هذه الجلسة كان مؤثرا جدا. وأجد في نفسي تغييرا ملحوظا. ذات مرة زرتُ مع زوجتي مسجدا في الهند وواجهتُ من المسلمين هنالك معاملة غير مناسبة جدا. أما في هذه الجلسة فقد تلقيتُ في أثناء الجلسة وبعدها عزة واحتراما كبيرا.

ثم هناك ضيف وهو عضو سابق في البرلمان الإسباني اسمه “استيكو” يقول: أحسب نفسي بعيدا عن المعتقدات الدينية، ولأن الجماعة الأحمدية تنشر الحب بعملها لذا قد اقتربتُ إلى الجماعة. إن مناسبة البيعة بالأمس قد خلقت في نفسي عواطف جميلة جدا، وأنا سعيد جدا بسبب هذه التجربة التي لا تُنسى، فإن أنسَ فلن أنسى هذه الأيام. لقد شعرتُ في تلك الأيام كأني أحد أفراد الجماعة الأحمدية الذين ينشرون الحب والأمن في العالم ويعملون بهذا المبدأ.

كذلك جاء من بنغلاديش قاض متقاعد اسمه القاضي نظام الدين، يقول: لست أحمديا ولكني أحسب الأحمديين مسلمين. تُصَبّ عليهم المظالم في مختلف البلاد منذ مدة طويلة. وبصفة كوني نشيطا في مجال حقوق الإنسان أؤيد الأحمديين بناء على المواساة البشرية. لكل إنسان حق لتبليغ معتقده. لقد شاهدت هنا نظاما وتنسيقا كاملين. وإن حب أفراد الجماعة لخليفتهم واحترامه، وعطشهم للعلم كان مؤثرا جدا. لقد سمعت الخطابات كلها بإمعان وقد زال كثير من سوء الفهم عندي. يجب على الأحمديين أن يبلغوا دعوتهم بكثرة حتى يزول سوء الفهم الموجود عنهم. كنت أظن من قبل أن الأحمديين لا يؤمنون بالنبي r خاتَم النبيين ولكن علمتُ بمجييء إلى هنا أن الأمر ليس كذلك على صعيد الواقع.

باختصار، لقد تعلّمت كثيرا من هذه الجلسة وأشكر إمام الجماعة الأحمدية بوجه خاص.

ثم هناك عالم اسمه السيد أوفري، وهو مسيحي كاثوليكي ومدير سابق لمجلة “المؤسسة البريطانية لكفن تورين” فقال: أنا أحضر هذه الجلسة منذ خمسة أعوام، ولا بد لي من القول أن الجلسة – بسبب الأدعية المتضرعة للمشتركين فيها – لم تسمح أن تموت تلك الروح التي كنت قد شعرتُ بها حين دُعيت للجلسة للمرة الأولى. أنا خبير في شئون الكفن في تورين. هذا قماش يحظى باهتمام كبير من قِبل الجماعة الأحمدية لأنهم يحسبونه أحد الأدلة على عدم موت المسيح على الصليب. وهذا الأمر لا يمنع الأحمديين من أن يدعوا الخبراء في هذا المجال الذين يرون أن هذه الصورة تشير إلى شخص ميت. الأحمديون يدعون مثل هؤلاء الخبراء بغض النظر عن دينهم ومذهبهم وموقفهم. ومع أن تحليلي الشخصي أن هذا الكفن قد صُنع في القرون الوسطى، ولكن هذا لا يعارض قول الأحمديين أن المسيح نجا من الموت على الصليب وهاجر إلى كشمير. إن نظريتي هي كمثل نظرية الأحمديين.

إن معرض “مقارنة الأديان”. يدل على رحابة صدر الأحمديين وفطرتهم الآمنة والمتسامحة. قد قمنا هنا نقاشات مختلفة، وقد اشترك فيها طبيب جراج جاء من أمريكا، وكان ضمن الخبراء الأحمديين من قبل وقد اشترك في نقاش جماعي هذه المرة. وقد قوّى- بناء على تجربته الشخصية وعلمه الواسع- الأدلة التي قدّمت على كون الشخص الملفوف في هذا الكفن حيا. أقول: كان هذا الضيف متأثرا جدا.

ثم هناك ضيف آخر وهو أستاذ في جامعة كامبريدج ببريطانيا وعضو حكومي في لجنة الكفن في تورين، يقول: لقد اشتركتُ في الجلسة لأول مرة ومتأسف على عدم اشتراكي فيها من قبل. أود أن أشترك في مزيد من هذه الجلسات. وإنني متأكد من أنني سأحضرها في المستقبل لأني تأثرت بها كثيرا. إن اجتماع هذا العدد من الناس وبذل المساعي والنفقات في هذا المجال وبذل المساعي الحثيثة لعقد المعرض لكفن تورين، وعقده بجدية تامة، كل هذه الأمور تدل على أن هؤلاء الناس يريدون أن يعلموا عن هذا الموضوع أكثر، مع أننا أيضا لم نعلم عنه على وجه كامل.

كذلك حضر الجلسة ممثل مؤسسة السكان الأصلين في كندا اسمه الرئيس مينغم هنري، فقال: الاشتراك في هذه الجلسة مهم جدا لي لأنها غيّرت مجرى حياتي، والآن أعلم عن الإسلام أكثر بكثير مقارنة مع ما سبق. وقد شعرت أن هناك أمورا كثيرة مشتركة بين الإسلام ودين كندا القديم. كان مما أثار استغرابي أن الإسلام يعطي النساء حقوقا متساوية. في البداية كنت أرى الرجال فقط في كل حدب وصوب ثم علمتُ بعد قليل أن هناك نظاما منفصلا للسيدات مثل نظام الرجال تماما. وهذا أمر يجهله كثير من غير المسلمين، وسأخبرهم أنه لا فرق بين حقوق الرجال والنساء في الإسلام.

أقول: قابلني هذا الضيف وقال في انطباعاته أن هذا اللقاء ترك فيه تأثيرا عميقا.

كذلك ذكر الرئيس “رين وارن شيبور” اشتراكه في الجلسة وقال: إنني سعيد جدا على أنني أُعطيتُ فرصة للخطاب في جلسة كبيرة مثلها. ما كان لي أن أفكر من قبل أن الإسلام دين الأمن والسلام إلى هذا الحد ويعلّم حبّ خلق الله. لقد فكرت أن أعطي إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية أكبر وسام شرفٍ من قِبل مؤسسة السكان الأصليين. فذكرتُ ذلك لمضيفي، ولإكمال خطتي هذه قررت أن أقدم لإمام الجماعة ريشة من تاج ألبسه على رأسي المصنوع من ريش النسر وهو شيء ثمين جدا بالنسبة لنا. ولم أقدم هذا الوسام لأي زعيم من قبل. إنني أحترم الجماعة الإسلامية الأحمدية ومعتقداتها احتراما كبيرا.

ثم ذكر الوقت الذي أمضاه معي وقال: لقد كانت تجربة جميلة. ثم أعطاني ريشة من تاجه في أثناء لقائه معي.

ثم هناك ضيفة من “بيلز” وهي مديرة الأخبار في قناة “ايف ايم” فقالت في تعليقها: الوحدة التي رأيتها في الأحمديين تنفخ روحا جديدة في الإنسان. وبالنظر إلى هذه الوحدة تنشأ في القلب أمنية لإقامة الأمن. لقد وُفِّرت لنا مرافق وتسهيلات كثيرة. ترتيبات الجلسة كانت منسقة جدا. وإن خطابات إمام الجماعة كانت منسجمة تماما مع حاجات العصر الراهن. الخطاب الذي ترك في نفسي أكبر تأثير كان ما ألقاه حضرته في خيمة النساء. وهذه التجربة جعلتني أهلا لفهم الإسلام بشكل أفضل. وبسبب الاشتراك في الجلسة وجدت فرصة لطرح الأسئلة عن الأحمدية ومعتقداتها، وقد استفدت منها كثيرا.

وكان هناك ضيف آخر من “بيلز” اسمه جستر وليام، وهو ضابط الشرطة على مستوى البلاد، فقال: لقد ازداد علمي عن الإسلام. كنت أظن قبل الاشتراك فيها أن جميع المسلمين سواء، ولكن فهمت الآن أن هناك فِرَقًا أخرى أيضا.

الأمر الجدير بالمدح والثناء هو أن الأحمديين يروِّجون للأمن، ويبذلون وقتا كثيرا لإصلاح الشباب.

لقد حضر الجلسة عضو الكونغرس الحكومي الأمريكي، وهو يمثل أيضا لجنة أمريكية لحرية الأديان. كذلك جاء ممثل لإحدى المنظمات الإسلامية في الصين فقال: لقد اشتركت في جلسة الجماعة في بريطانيا وفي أمريكا أيضا، وكان من الغريب حقا كيف يعمل أفراد الجماعة بتعاون متبادل. إن قيام المتطوعين في الجماعة بخدمات عفيفة كان مؤثرا جدا.

أقول: أترك الآن هذه التعليقات جانبا وأذكر هنا ضيفا من الأرجنتين وهو صحفي يقول: لقد سنحت لي الفرصة للاشتراك في مناسبات كثيرة بصفتي صحفيا ولكني رأيت في جلستكم أمرا غير عادي وهو أن جميع المشتركين وأعضاء الجماعة كلهم يبدون أعضاء منظمة مضيفة.

إنهم مشاركون الجلسة وفي الوقت نفسه منظِّمون أيضا، بينما نجد في مثل هذه المناسبات الأخرى في العالم فرقًا واضحًا بين المضيفين والضيوف، بل لعقد البرامج بهذا الحجم يُستأجر الرجال. لكننا شعرنا في جلستكم أن جميع المشاركين في الجلسة هم ضيوف وفي الوقت نفسه مضيفون أيضا، كلما طرأتْ حاجةٌ تحوَّل الضيوف إلى مضيفين تلقائيا، وهذه الميزة يجب أن تتميز بها كل جلساتنا.

من كولمبيا حضر صحفي اسمه جيزز كيبلم فقال: لقد أعجبني خطاب إمام الجماعة عن حقوق الإنسان. وبصفتي صحفيا يتسنى لي اللقاء مع الشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية المهمة، وقابلتُ إمام الجماعة أيضا وأعجبني جدا هذا اللقاءُ، أتمنى أن يُرسَل الدعاة الأحمديون إلى كولمبيا لتعريف سكانها بالتعليم الجميل للإسلام، فبلدي بأمسِّ حاجة إلى ذلك.

ثم يقول بي بي ايس تي من أوغندا سي اي او: لقد رأيت الاجتماع الكبير المنظَّم واستغربت بعدم وجود أي جيش أو شرطة، أنا مسيحي وزُرت المعرض المقام بعنوان “المسيح الناصري في الهند”، وتكلمت مع أحد المنظمين عن عيسى u، فذكَر لي من الكتاب المقدس أمورا لم أسمعها قط في الماضي، فاستغربتُ أن الأحمديين يملكون العلوم من الكتاب المقدس أكثر من المسيحيين.

ثم كان من الضيوف السيد آرنديا وهو مقدم البرامج في التلفزيون في بوليفيا ويقول: كانت التجربة ناجحة جدا، لقد تسنى لي حضورُ الجلسة في كندا أيضا، وبالحضور في الجلسة تعرفتُ إلى التعليم الصحيح للإسلام. إن أجواء الجلسة والخطب التي ألقيتْ فيها قد أزالت جميع شبهاتي عن الإسلام وسوء فهمي.

ثم كان من الضيوف السيد إيغر من أوكرانيا ويحمل شهادة الدكتوراه وهو مختص في علوم الدين، ومؤلف لكتابين، فقد قرأ أدبيات الجماعة بالتفصيل، فقد حضر الجلسة وبايع أيضا، وهو أول أحمدي من الشعب الأوكراني، يقول في بيان انطباعاته: لقد تسنى لي حضور عدة مؤتمرات عالمية والجلسات والمناسبات المختلفة على شتى العناوين في حياتي، لكن حضوري في الجلسة السنوية قد ترك في قلبي وروحي تأثيرا يلازمني في حياتي إلى أن أنتقل إلى العالم الآخر. ثم يقول إن في اللغة العربية كلمة جميلة هي “نور” ويعني الضوء. إن الجلسة السنوية هي نور الإيمان والحب الذي ينوِّر البشرية كلها بوجوده. ثم قال: إن خطابات خليفة المسيح ساعدتْني على فهم غايتي الحقيقية في هذه الدنيا. ثم أبدى إعجابا كبيرًا بالمنظمين، حيث كان كل واحد مشغولا في عمله بإخلاص.

الآن أقدم لكم انطباعا من الضيوف من المكسيك وهو للسيدة ماريا فهي تقول: إنني أسلمت قبل شهرين فقط، كانت لدي أسئلة كثيرة عن الإسلام وبحضوري في الجلسة قد ازدادت معلوماتي عن الإسلام، وقد انتهت جميع شكوكي وأسئلتي. إن حضور الجلسة تجربة غير قابلة للنسيان، وبحضوري في الجلسة أفتخر بأني مسلمة، واليوم قد قطعت العهد على أني سألبس الحجاب بافتخار وألبسه على الدوام.

تقول مبايعة جديدة من براغواي: إن الجلسة كانت رائعة وسمعت خطاباتكم وهي جديرة بالعمل ثم تقول عن خطاباتي أنها وجدتْ فيها الرد على جميع أسئلتها. وكان يبدو لي أنك أعددتَ الخطابات واضعا في البال أسئلتي.

إنني أحمل معي علما كثيرا روحانيا، ومن التصرف الإلهي أنه يعين على إعداد مثل هذه الخطابات ويجعل فيها تأثيرًا أيضا.

الآن أترك بقية الانطباعات وأقدم لكم تقرير الصحافة والإعلام. إلى الآن قد نُشر 183 تقريرا إعلاميا بحسب التقرير الذي رفعه قسم الصحافة والإعلام في الجماعة. وهذه التغطية الإعلامية تستمر. فبحسب هذا التقرير وصلت رسالة الجماعة إلى أكثر من 173 مليون شخص، ومن المحطات الإعلامية التي غطت الجلسة، بي بي سي، راديو 4، بي بي سي الإذاعة العالمية، بي بي سي الشبكة الآسوية، والتلغراف، والجريدة الوطنية الألمانية، سكاي نيوز، آي تي في، أكسبريس، ايفنغتن بوست، وكالة الأنباء بريس أيسوسيشن، ووكالة الأنباء الإسبانية، وأنباء ياهُو، كما تمت التغطية في بلاد كثيرة من بريطانيا والبرازيل وهولندا وإسبانيا والأرجنتين وبنما وكولمبيا وتشيلي والبيرو وفنـزويلا والكاميرون ونيجيريا وبلجيكا وغانا وإيطاليا وغيرها.

بواسطة ايم تي ايه أفريقيا قد بُثت فعاليات الجلسة على 19 قناة، فالحمد لله. وبفضل الله I هناك انطباعات كثيرة لأبناء الجماعة عن الجلسة وللآخرين الذين شاهدوا هذه البرامج وتأثروا بها كثيرا. نسأل الله تعالى أن يجعل الجلسة السنوية سببَ ازدياد إيمانهم، ويوفقهم لتنفيذ الأمور التي سمعوها أو شاهدوها والعمل بها. والأخبار التي وصلت إلى العالم بواسطة الصحافة والإعلام نسأل الله تعالى أن تؤثر فيهم وتجعلهم يقبلون الأحمدية أي الإسلام الصحيح.

بعد صلاتي الجمعة والعصر سأصلي صلاة الغائب على الأستاذ المحامي مجيب الرحمن الذي وافته المنية في 30 يوليو 2019 في معهد طاهر لأمراض القلب عن عمر يناهز 85 عامًا، إنا لله وإنا إليه راجعون. كان السيد مجيب الرحمن منضمًا إلى نظام الوصية. والده مولانا ظل الرحمن كان داعية للجماعة. أرسله والده من البنغال إلى قاديان مع أمه وإخوته الآخرين من أجل التربية. كان والده من أوائل تلامذة الحافظ روشن علي، وكان من زملائه مولانا جلال الدين شمس ومولانا غلام أحمد بدوملهي وغيرهم من العلماء. لقد أدى والده خدمات للجماعة في البنغال على مدى 36 عاما.

كان مجيب الرحمن يمتهن المحاماة وكان محاميًا فحلاً وناجحًا بفضل الله تعالى، وأدى خدمات كثيرة من أجل الجماعة. لقد عيّنه الخليفة الثالث رحمه الله أميرًا للجماعة في “راولبندي” عام 1980 فظل أميرًا لها حتى عام 1998.

لقد قدّم خدمات رائعة عام 1974 خلال متابعته للقضية المتعلقة بمسجدنا الواقع على شارع “مري رود” في راولبندي. لقد تابع في المحكمة العليا القضية المتعلقة بمسجدنا في “ديره غازي خان”، كما أنه تابع قضايا لا حصر لها للجماعة، وتابعها كما هي حقها.

عيّن عضوًا في اللجنة الدائمة لمجلس الشورى في عام 1978، ثم قدم خدمات في تدوين قواعد مؤسسة صدر أنجمن أحمدية، وشارك كعضو في لجنة الفقه وبالتالي في إخراج كتاب “فقه الأحمدية” الجزء الأول. وُفق لإلقاء الخطاب في الجلسة السنوية عام 1977 و1978 حول موضوع: الإسلام والحرية الدينية. ثم وفق لإلقاء الخطاب في الجلسة السنوية من عام 1979 إلى 1983 حول مواضيع: بداية الخلافات في الإسلام، الأحمدي في نظر مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، حصن العافية، الثمار الحلوة لشجرة الأحمدية، كما وُفق في المساهمة في كثير من برامج أم تي أيه وردّ على اعتراضات المعترضين. كانت ثقافته الدينية أيضا عالية بفضل الله تعالى إلى جانب ثقافته المادية العليا، وكان خطيبًا مفوّهًا، وقد أعطاه الله تعالى في هذا المجال كفاءة عالية انتفع بها بشكل جيد ووفقه الله تعالى لخدمة الجماعة من خلال هذه الموهبة أيضا في برامج الفضائية الأحمدية منها برنامج حول “التعليق على قرار البرلمان الباكستاني عام 1974″، “مقابلات مع المؤرخين المشهورين على مستوى العالم”، “محاسن البراهين الأحمدية” وغيرها من البرامج.

ثم وُفّق لمتابعة قضية في المحكمة الشرعية ضد مرسوم حكومي لحظر الجماعة الإسلامية الأحمدية عام 1974، وقد أدى حق متابعة هذه القضية. كما وفق لمتابعة القضايا المرفوعة ضد الجماعة في المحاكم العسكرية، ووُفّق لخدمة الأسرى في سبيل الله. كان عضوًا في اللجنة التي تابعت قضية الحقوق الأساسية للإنسان في المحكمة العليا في عام 1993 ووفق لأداء الخدمات فيها أيضا.

لقد ألقى مقالة علمية في عام 1976 في أحد النوادي في كراتشي. أتيحت له الفرصة للقاء والتشاور مع المفكرين والحقوقيين من بريطانيا وألمانيا وسويسرا وأمريكا وكندا واليابان وغيرها من البلاد واشترك معهم في الندوات.

لقد ألقى كلمة أمام طلاب الحقوق في جامعة ولاية مينيسوتا. ووفق للإدلاء ببيانه لمدة 18 ساعة كشاهد خبير في إحدى المحاكم في ألمانيا.

لقد نظمت الجماعة الأحمدية في أمريكا برنامج إلقاء المحاضرات في جامعات مختلفة في أمريكا عام 2014 ووفق مجيب الرحمن لإلقاء هذه المحاضرات حول موضوع “الدين وحرية الفكر”.

أقيم في جامعة “ريس” عام 2017 “مؤتمر القرآن” ووجهوا الدعوة إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية فأرسلتُه إلى هناك مندوبًا من الجماعة فأدى واجبه بأحسن ما يرام حيث قدّم أمام العالم محاسن القرآن الكريم على ضوء علم الكلام للمسيح الموعود u.

لقد وضح بعض المسائل القانونية أمام مجلس الهجرة في سويسرا وكندا، وهناك خدمات كثيرة أخرى له. كان يحاول تأدية كل الأعمال المفوضة إليه من قبل الجماعة بروح الوقف ولقد أدّى كل هذه الخدمات كما هو حقّها.

لقد تزوج من ابنة عمه، التي توفيت في عام 1999. له ثلاثة أبناء، الأول هو “عزيز الرحمن وقاص” وهو محام في راولبندي ويساعد كثيرا في متابعة قضايا الجماعة، والثاني هو الدكتور عطاء الرحمن معاذ في قطر، والثالث خليل الرحمن حماد، وهو أيضا في باكستان. رحمه الله وغفر له وهيأ له مكانة عند أقدام أحبائه. وكما قلت بأني سأصلي عليه صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة والعصر.

 

 

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز